|٣٧|

2.9K 279 89
                                    

ڤوت و كومنت'ز بين الفقرات فضلاً 💗
_____________

'تقولُ أنها والدة الآنسة مين لورين.'
أخبرهُ الموظف لتقعَ تلك الكلمات كالصخرةِ على رأسِه ، تبعثرت دواخلُه باضطراب كما ارتجفَت شفته السفلية و يداه بارتِباك .

زفرَ و كأنه يزيح جبلاً عن أكتافه ليبتلعَ رمقه قبل أن يومئ للموظف الممتثل أمامه
'دَعها تدخَل .'

واظبَ الجلوسَ على كرسيّ مكتبِه بثبات ، إنّها المرّة الأولى الّتي سيراها بها بعد انفصالهما منذ سنوات.
الكثير من الأفكار و التخبط افترسا ذهنه
على الرغم من أنه قد اخترع الكثير من السيناريوهات الخيالية بشأن تلك اللحظة سابقاً ! لكن لم يستطِع كبح أعصابه و منعها من التوتّر الذي امتزجَ بالحماس..
إنها اللحظة الّتي سيشهدُ فيها نظرة الحَسرة على وجهِها ، النّدم الّذي يأكلُها لتركها رجلاً ناجحاً مثله بينما هي تتلّوى في القاع القذِر.

فُتح الباب الضخم أخيراً بعد أن مضت الدقائِق و كأنّها دهور ، لتظهرَ الامرأة الّتي سرقَت قلبهُ اليافع منذ زمنٍ طويل و انتهى الأمر بتمزيقِه.

تانيا كابتسوفا.

صدح رنين كعبِها العالي مع كلّ خطوةٍ تخطوها و عيناها تتجولان في أرجاء المكتب بإِعجاب إلى أن توقفّت أمام الطاولة و قد تزيّن وجهها بابتسامةٍ خفيفة.
'مرّ وقتٌ طويل.'
لم تعدُ تلك الشابة المشرقة التي تعرّف عليها خلال سنواتِ دراسته في روسيا و الّتي وقع في حبها عند كنيسة بطرسبرغ.

أصبحت رثةً قليلاً ، خصلها الشقراء منسدِلةٌ على كتفيها بلا اهتمام و ثيابُها بالِيةٌ تفوح منها رائحةُ الكحول كما أنها أصبحَت أنحَف
وجهها بدا مُرهقاً و باهتاً للغاية ، بدَت تماماً كشخصٍ تعتليه غمامةٌ سوداء من الحظّ العاثِر .

لكن رغمَ غبارِ ذلك الإنهاك كلّه ، ما زالَ أديمُها يتمتّع بالجمال
حبّات النمش المتناثرة كالرمال على وجنتيها أصبحت داكنةً أكثر لكنّها لم تزِدها سوى جاذبيةً مع بشرتها الناصعة ، ذلك كان الجزء المفضل لديه..
مازال يتذكّر كيف كان مؤسفاً بالنسبة له عدم وراثة لورين لنمشِ والدتها ، لكنّه بعد انفصالهما شكر الرب على ذلِك

'أرى أنني تسرّعت بتوقيع أوراق الطلاق'
قالَت ساخرةً و هي تتفحّص كل سنتيمتر في المكتبِ الفاخِر بعينَيها.
رائع ، ما زالت عاهرةً لعينة.
قال في سريرتِه ساخراً هو الآخر ليختصرَ الأمر و يدخل في لبّ الموضوع
'إذاً ماسر طلّتك البهية اليوم؟'

'جئتُ لأخذِ طفلَتي .'
قالَت باقتِضاب و حزم عكسَ التردد الّذي كان يجتاحُها خوفاً من ردة فعله
لكنه فاجئها بضحكةٍ عالية تردد صداها في أرجاء المكتَب ، استمرّت نوبة ضحكة حتى كسر حاجز الدقيقة بالفعل تحت أنظارِها المستنكرة
ليقول أخيراً وسط لهاثه ماسحاً الدمعَ الّذي تشكّل في جانب عينه
'هل كان عليكِ حجز طائرة من روسيا إلى هنا و تعذيب نفسِك لتخبريني بنكتة ؟
لا تملكين رصيداً كافياً لإرسالها في رسالةٍ نصية ؟'

سَقَطَتْ سَهوَاً || JJK ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن