|٢٨|

2.8K 279 92
                                    


قابعةً فوق الكرسيّ الّذي أمام الطاولة الّتي يجلس وراءها رماديّ الخُصَل أحذت حادقتاها تتقافز في الأرجاء ناظرةً إلى المكتبِ الفسيح الّذي تلوّنت جدرانه بالأسودِ المزخرف بنقوشٍ ملكيّةٍ رمادية بينما التُّحف زيّنت كلّ زاويةٍ فيه ، لا تستطيع التمييز إن كانت هذا شركةً أم قصراً ! بل و فكرة أنّ بأكملها ملكُ الّذي أمامها..جعلتها تعلم أنّه ليس بمزحة !

'إذاً آنسة كيم ، ما الموضوع الطارئ الّذي أردتِ التحدث بشأنه ؟'
قال واضعاً ساقاً فوق الاخرى حاملاً بيده اليمنى لفافة التبغ قرب فمه وهو يُصلّي ألّا تلحظَ الاخرى تعرّق كفّيه و اهتزازَ نظراتِه ، فعقله لم يستوعِب بعد كونها أمامه بلحمها و شحمها و ليست مختطفةً من قبلِ السيد يونغ !

هل استطاعت الهرب بهذه السهولة ؟! إن كان الأمرُ كذلك فهل يُعقَل أنّها لم تُخدش بخدشٍ واحِد ؟! مظهرها لا يحوي بأنّها كانت مختطفة..حتّى أنّ رائحتها كالفراولة ! مهلاً اللعنة يونغي ما الذي تفكر به بحق الجحيم ؟!!

صراعٌ كامل خاضه يونغي في عقلِه جاعلاً الاسئلة تنبثق واحدةً تلو الاخرى ، إلى أن هدّأ إعصار أفكاره و قرر الاستماع لم تريدُ قوله .

'الأمرُ هوَ..أتمنى لو استطعت مقابلتك في ظلّ أخبارٍ أفضل من هذه لكن ما باليدِ الحيلة.'
نطقت بإرتباك و ابتسامةٍ متهنّفة لا تدري كيف تفاتحُ الآخر جاعلةً من الآخر يقطبُ حاجبيه بإستغراب

'مساعِدَةُ جونغكوك جاي إيسُول مفقودة ، و أريدُ مساعدتك.'
أردفت بحزم أخيراً و قد توسدت الجديّة ملامحها

جحظت عيناهُ بصدمة مبرزتين شّدة وقعِ كلماتها عليه ، لم يستطِع سوى إبتلاع رمقه مصليّاً ألا يكون الأمر كما يعتقد أنّه هو عليه قبل أن يتعلثمَ بـ'ماذا' خافتة لم تستطع يونجو سماعها فتحمحم مقرّراً ألّا يستبق الأمور ثم قال
'اشرحي أكثَر.'

'هي لا تجيب على هاتفها منذُ صباح البارِحة ، و يُعتقَد أنّها مختطفة ..جونغكوك يفترض أنّ إحدى العصابات الّتي كانت تحقق في قضيتهم قد خطفوها أما أنا فلديّ رأيٌ آخر..'

أخذ رماديّ الخُصَل نفساً عميقاً ثم حدّق بالاخرى و رفع حاجبه بإشارةٍ لها أن تكمل
'أخي مخطوفٌ من قبل عصابة..و ذاتُ العِصابة تَسعى إليّ لذا أحدهم اختطفها ظنّاً أنّها أنا .'

-

امتثل أخيراً أمامَ بابِ منزلِه و قد تنهّد بعمق ، فالساعة تجاوزت الثانية عشر و اللّيلُ قد رشّ حبره على الكائنات بينما عقلهُ يضجُّ بالأفكار .

أغلق عينيه بينما أدار قفلَ الباب رامياً كلّ همومه خلفه كما عاهد نفسهُ دوماً أن يفعل ، فالمنزلُ للراحة بعد كل شيء !

سَقَطَتْ سَهوَاً || JJK ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن