الفصل الثامن ( ذكريات )

222 8 0
                                    

  

عند حور ف القصر :

إنهالت عليها مئات الأسئلة و الإستفسارات من سلمى و زين .. بينما إكتفى معتز بالنظر إليها بهدوء ..  أجابت عنهم جميعا بصمت مطبق ..

تنهدت قليلا ثم وقفت فجأه .. ذهبت إلى معتز واحتضنته بشده .. بادلها العناق بهدوء .. خرجت من حضنه ثم نظرت لثلاثتهم قائلة :" أنا آسفه بس أنا ... "

قاطعها معتز بحنان :" إهدي يا حور .. أنا مش عارف إيه اللي حصل .. بس أنا عاوزك تطلعي تنامي دلوقتي .. و لما تحسي إنك عاوزة تحكي هنسمعك " قال كلمته الأخيرة بتحذير و هو ينظر لزين و سلمى الذين علما أنهما تصرفا بشكل خاطئ ..

أومأت ثم إنصرفت من أمامهم بدون ولا كلمه ..

معتز و هو يجز على أسنانه :" كل دي أسئلة !!! محطتوش إحتمال بنسبة واحد ف الميه إنها دلوقتي محتاجه حد يحتويها و يهديها مش حد يقسى عليها و يسألها ؟ "

نظر سلمى و زين إلى الأرض بخجل ثم قالت سلمى متنهده :" آسفه يا معتز .. عارفة إني اتسرعت .. بس أنا كنت متلغبطه .. إنها تحضن عصام بالشكل ده و تتصرف معاه و كإنه واحد من صحابها .. مش الشخص اللي قتل باباها و مامتها .. جننني "

زين بخوف :" هيا ممكن تكون زعلانه مني دلوقتي يا أبيه ؟ أنا والله ما... "

قاطعه معتز بحنوّ :" تزعل من مين يهبل !!! حد يزعل من أخوه الصغير ؟! "

شعر زين بضيق شديد .. جاء إلى هنا ليعلم ما حدث و ليحاول التخفيف عنها .. كان عليه إختيار الزقت المناسب فقط ..

معتز بجديه :" يلا كل واحد على أوضته .. و بكرة الصبح إتكلمو معاها عدل .. فاهمين ؟ "

سلمى و زين :" فاهمين "

صعدو جميعا إلى غرفهم يشعورن بالذنب و الحزن ف الوقت آنه ..

         _____________

في غرفة حور :

حور على سريرها و أمامها الصندوق الذي تركته لها والدتها ..

صور كثيرة .. إبتسامات كثيرة .. أحلاها كانت تلك الصورة .. رجل بعينين رماديتين تشبهان عيناها .. يرتدي حلة سوداء أنيقه .. تتألط ذراعه إمرأة غاية في الجمال .. بفستانها الأبيض الذي يبرز مفاتنها .. كانت ممسكة بيده و كأنها تقول " إنه ملكي " .. إبتسامتها كانت ساحرة و بجوارهم يقف رجل بإبتسامه مرحه و تشع عينيه بسعاده غامرة .. لم تكن إلا صورة جدها راشد بجورا جدتها سما مع كمال .. و كأن عدوى إبتسامتهم قد إنتقلت لها .. إبتسمت بحنوّ و هي تنظر إلى صورة جدها .. كم تتمنى لو أنه كان موجودا الآن ليراها .. لتضمه .. لتشبع من مناداته جدي .. تنهدت بحزن ثم تركت الصوره و جمعت الأغراض سريعا ووضعت الصندوق ف الخزانة مرة أخرى .. ثم عادت إلى السرير لتستلقي عليه بحزن شديد .. ما لبث أن تحوّل حزنها ل كتلة من العزيمه لتقول بصوت مسموع .. " هلاقيكي يا مروة .. و هرجعك ل قصرك و عيلتك " قالتها ثم أغلقت عينيها .. و كأن جسدها كان ينتظر منها أن تفعل ذلك .. ف ما إن أغلقتهما حتى ذهبت في سبات عميق ..

إمرأةٌ لا تُقهَر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن