في تمام الساعة السابعة من صباح اليوم التالي .. في فيلا لم نذهب إليها من قبل :::
صداع رأس .. دوار شديد .. و آلام في كامل الجسد
كان هذا ما تشعر به حور عندما عادت إلى وعييها .. حاولت فتح عينيها بصعوبة لتجد أنها لا تستطيع أن ترى شيئا .. بقيت مستلقية لا تقوى على شيئ .. دقائق و بدأت الرؤية تتضح قليلا .. ألوان ل سقف جميل ملكي .. تتراوح ما بين الأبيض و الأزرق .. حاولت التحرك ف لم تستطع .. تزداد الآلام شيئا ف شيئا .. وكأن هناك أفعى تعتصر جمجمتها .. و أفعى أخرى تعتصر باقي جسدها و لكن ؛ كلاهما تشتعلان و السرير يشتعل و الكون كله يشتعل .. تشعر بحرارة شديده في كامل جسدها .. و كأنها داخل فرن و ليست داخل غرفة سقفها بهذا الجمال .. حاولت أن تهدأ قليلا و تسيطر على ما يحدث في جسدها .. دقائق و انتظم تنفسها .. :" أنا فين ؟ " كان هذا أول سؤال تبادر إلى ذهنها .. حاولت التحرك مرة أخرى فلم تستطع .. شعرت أن هناك قوة تسحبها إلى السرير و لا تسمح لها بالتحرك .. قاومت تلك القوة و اعتدلت في جلستها .. شعرت بكل شيئ يدور .. تشوشت الرؤية .. و لم تشعر بشيء إلا بذراع تلتف حول جسدها و تساعدها على النوم مرة أخرى .. بعد فترة لم تعلم حور إلى متى إمتدت .. قد تكون دقائق أو ساعات ؛ فتحت عينيها ببطئ .. إحتاجت ل خمس دقائق .. خمس دقائق فقط لتحليل ما حدث .. لا تشعر بالدوار .. صداع الرأس قد خف قليلا و لكنه لم يتلاشى .. تلاشت حرارة جسدها .. أثر ضمادة الطبية تلتف حول رأسها .. خدر في يدها اليمنى .. و هناك ضرس مفقود .. تنهدت و حاولت الإعتدال لترى بقية الغرفة .. إستندت على يدها اليسرى و التي بدا أنها لم تصب ب أذى .. إستطاعت الجلوس .. داهمتها موجة قوية من الصداع .. لم تسمح لها بتعكير رؤيتها مرة أخرى .. تحملت آلام رأسها التي تشعر أنها تكاد تفتك بها و نظرت حولها .. غرفة واسعه جميلة يغلب عليها اللونين الأزرق و الأبيض مع بعض الإضافات السوداء .. مرآة كبيرة تأخذ حيزا كبيرا من الغرفة .. دولاب باللون الأزرق الداكن .. منضدة عليها بعض الأوراق .. لفت نظرها أيضا .. هناك .. في أحد أركان الغرفة .. بيانو .. لطالما عشقت هذه الآله .. إشتدت آلام رأسها ف أغمضت عينيها بألم .. سمعت صوت باب الغرفة يُفتح .. بقيت مغمضة العينين .. تضع يديها على رأسها لتقليل الصداع .. سمعت صوتا يقول بلهفه :" إنتي كويسه ؟ الصداع رجع تاني ؟ "
فتحت عينيها و رفعتهما لتتقابلا مع عينين سوداوين ثاقبتين كعيني صقر .. ظلت تتفرس في ملامحه الشرقية الجذابة .. لم تقوَ على الكلام ..
أما هو فلم يبعد عينيه عنها .. فتن بها على الرغم من كل تلك الكدمات التي تغطيها .. و كأنها سحر إكتملت وصفته حينما فتحت عينيها .. تلك الزمردتين الرماديتين .. غاص في جمالهما متجاهلا كل ما يحدث حوله ..
أفاق كلاهما بعد بضع ثوان .. إقترب منها و مد يده ليساعدها على الجلوس بأريحيه ف تجاهلت يده الممدوده و اعتدلت في جلستها باستقامه .. تكونت حولها هالة من الثقة .. أتعبتها وضعيتها و لكنها لم ترد تغييرها .. عليها الحذر و الثبات .. رفعت رأسها بشموخ و سألت الغريب الواقف أمامها :" إنت مين ؟ و أنا إيه اللي جابني هنا "
أنت تقرأ
إمرأةٌ لا تُقهَر
Romanceتنزل الدرج بخطوات ثابتة و هي في كامل أناقتها كالعادة .. فستان باللون الأحمر القاني .. عقد ألماسي إلتف حول رقبتها ليعطيها طلة ملكية .. شعر مرفوع بأناقة تناسب سواده مع لون حذائها ذي الكعب العالي الذي مُزِجَ صوت خطواته بصوت خلخالها ليعزف مقطوعة موسيقية...