فتح عصام الرسالة بيده اليمنى و يسراه تمسك بكف سمر بقوة .. و بدأ بالقراءة ...
( إلى فرحتي حينما كنت طفلا .. إلى فخري عندما أصبحت شابا .. إلى عصام .. كم أحبك و أعتذر عن كل خطأ في حقك ..
سرطان في الدم .. فورا إلى المرحلة الرابعة .. يبدو أن جسدي لم يستطع أن يتحمل المزيد .. يكفي ما فعلته ف الماضي .. لم أتوقع يوما أن أموت هكذا .. في حجرتي .. وحيدة .. ربما لو كنت تصرفت بشكل مختلف لما حدث هذا .. لو كنت وقفت ضد خالد و منعته من قتل جاسم و مها بدلا من الصمت .. لو أطلعتك على حقيقة والدك الكاذب .. لو كنت أما حقيقة لك .. لو لم أمضي حياتي مع صديقات لا يهتممن سوا بالمظاهر .. لكنت معي الآن .. تقبلني .. و تخبرني أن كل شىء سيكون على ما يرام ..
أكتب لك من السرير البنفسجي الذي كبرت عليه مذ كنت طفلة أعيش في كنف والدي .. ذلك السرير الذي شهد الكثير من الأشياء .. ولادتك على سبيل المثال .. لا أظن أنك كنت تعلم هذا .. و لكنها الحقيقة .. لقد ولدتك هنا على هذا السرير .. و تم نقلي بعدها للمشفى .. لم أكن ك مها التي قضت آخر شهر لها أثناء حملها بحور ف المشفى تحسبا لحدوث أي شيئ .. و ها أنتما .. ولدتما ب فرق أربع دقائق تماما .. و كم سعدت حينما علمت أن علاقتك بأختك قد تطورت .. ف النهاية ؛ مها أعطتك الشقيقة التي لم أستطع أنا إعطاءك إياها .. أكتب لك و أنا أحتضر و أعلم أنه لم يبق لي في هذه الدنيا سوا بضع ساعات .. سامحني .. لأستطيع مسامحة نفسي .. )
أغلق الرسالة بملامح خالية .. قبل كف سمر قبلة طويلة و وقف أمام النافذة يتطلع ف الأفق .. و كف سمر مازال في كفه ..
_______________
بحث مالك عن مروان في القرية كثيرا إلى أن وجده يتمشى وحيدا ..
مالك و قد اقترب و مشى بجواره :" في إيه؟ "مروان بتبرم :" مفيش "
مالك :" عليا بردو ؟ مش معقول حور تكلمني و تسألني عليكم أقوللها إتخانقو ف أول يوم !! إعقلو شوية "
إبتسم مروان و لم يرد ..
مالك متابعا :" قوللي بقى في إيه "
ضحك مروان بقوة فنظر له مالك بانزعاج فقال مروان :" حقك عليا.. بس مكنتش متخيل إني ف يوم من الأيام ممكن أتكلم معاك كده عادي و احكيلك مشاكلي .. ده انا كنت حالف اسجنك بعد اللي عملته ف حور "
مالك بتلاعب :" انت بتغير الموضوع ليه ؟! قوللي حصل ايه "
مروان :" طيب طيب .. ده انت غلس .. مفيش يا سيدي .. أول ما دخلنا الشقة قولتلها اني عاوز نرجع القاهرة علشان خايف على حور و كفاية علينا الشهر اللي قضيناه ف فرنسا "
مالك :" وقعتك سودا.. و هيا عملت ايه "
مروان ببلاهه :" طردتني من أوضة النوم و قالتلي خللي حور تنفعك "
أنت تقرأ
إمرأةٌ لا تُقهَر
Romansتنزل الدرج بخطوات ثابتة و هي في كامل أناقتها كالعادة .. فستان باللون الأحمر القاني .. عقد ألماسي إلتف حول رقبتها ليعطيها طلة ملكية .. شعر مرفوع بأناقة تناسب سواده مع لون حذائها ذي الكعب العالي الذي مُزِجَ صوت خطواته بصوت خلخالها ليعزف مقطوعة موسيقية...