حور و هي تنظر للفراغ :" قاللي إن بابا و ماما ماتو "نظرت إليها سلمى و على وجهها كل أمارات البكاء و الحزن و الخوف على صديقة عمرها ..
هزتها قليلا : " حور "
حور و قد سرت رعشه في جسدها و تذكرت ما قالته لها والدتها ..
حور :" سلمى .. ممكن أطلب منك طلب ؟ "
سلمى و قد نزلت دموها :" انا عنيا ليكي "
حور :" قومي غيري هدومك و اتصلي ب الراجل و اعرفي هما فين و بعدها إتصلي ب معتز إبن خالتي و عرفيه اللي حصل و خلليه يجي ياخدك و روحو المستشفى استلمو الجثث و خليه يبدأ إجراءات الدفن "
و تركتها و ذهبت إلى غرفتها .. دخلتها و أغلقت بابها بالمفتاح و قد تعلق بصرها بتلك الخزانه التي تحتوي على الصندوق ..
إستخرجت الصندوق و وضعته على السرير و جلست أمامه .. عزمت أمرها و حاولت فتحه ف لم تستطع .. وجدت مكانا فارغا خاصا بمفتاح ب حجم خاص .. فكرت قليلا حتى تذكرت ..
منذ ثلاث سنوات..
قدّمت لها والدتها عقدا يتدلى منه مفتاح مصنوع من الألماس الخالص ..
تذكرت كلماتها في ذلك اليوم : " المفتاح ده هدية مني ليكي .. ف يوم من الأيام هتحتاجي تفتحي حاجات كتير و هو هيساعدك .. خلي بالك منه علشان هو مش مجرد اكسسوار "
عادت إلى الواقع و قفزت إلى خزنتها التي تحتفظ بها ب أشيائها الثمينه .. فتحتها باستخدام كلمة المرور التي تحفظها عن ظهر قلب و استخرجت منها العِقد
و اتجهت الى الصنودق و وضعت المفتاح في مكانه المخصص فدخل بسهوله لفّته ل جهة اليمين ف سمعت صوت فتحه ..
ترددت ل بضع ثوان و تجمعت الدموع في مقلتيها و لكنها عزمت أمرها و قامت بفتحه ..
بدأت تستخرج العديد من الرسائل التي وجدت أن أكثرها كُتب ب خط والدتها .. العديد من الأوراق و الملفات و الصور .. لم تعلم من أين تبدأ
إلى أن وجدت ظرفا كتب عليه بخط والدتها المميز
" إلى حور "
فتحته فورا لتجد فيه
( إلى إمرأةٍ لا تقهر :
إلى إبنتي :
حور .. عارفة إن الموضوع ممكن يكون صعب عليكي .. بس لازم تتقبلي اللي حصل .. لو كل حاجه حصلت صح و انا و جاسم سافرنا فرنسا و رجعنا .. ف الرسالة دي هتتحرق .. بس مادام هيا ف إيدك دلوقتي ف ده معناه إن اللي كنت خايفه منه و شاكه فيه حصل .. و هو إن أنا و جاسم مُتنا ..
أكيد دلوقتي بتسألي نفسك إزاي أنا كنت عارفة ده من قبل ما يحصل ..
و مادام كنت عارفة ليه وافقت ع السفر !! .. عارفة ان ف بالك ألف سؤال و سؤال .. هحاول أجاوبك عليهم كلهم ..
أنت تقرأ
إمرأةٌ لا تُقهَر
Romantizmتنزل الدرج بخطوات ثابتة و هي في كامل أناقتها كالعادة .. فستان باللون الأحمر القاني .. عقد ألماسي إلتف حول رقبتها ليعطيها طلة ملكية .. شعر مرفوع بأناقة تناسب سواده مع لون حذائها ذي الكعب العالي الذي مُزِجَ صوت خطواته بصوت خلخالها ليعزف مقطوعة موسيقية...