الفصل الثاني ( عزاء و رسالة )

320 14 4
                                    


حور و هي تنظر للفراغ :" قاللي إن بابا و ماما ماتو "

نظرت إليها سلمى و على وجهها كل أمارات البكاء و الحزن و الخوف على صديقة عمرها ..

هزتها قليلا : " حور "

حور و قد سرت رعشه في جسدها و تذكرت ما قالته لها والدتها ..

حور :" سلمى .. ممكن أطلب منك طلب ؟ "

سلمى و قد نزلت دموها :" انا عنيا ليكي "

حور :" قومي غيري هدومك و اتصلي ب الراجل و اعرفي هما فين و بعدها إتصلي ب معتز إبن خالتي و عرفيه اللي حصل و خلليه يجي ياخدك و روحو المستشفى استلمو الجثث و خليه يبدأ إجراءات الدفن "

و تركتها و ذهبت إلى غرفتها .. دخلتها و أغلقت بابها بالمفتاح و قد تعلق بصرها بتلك الخزانه التي تحتوي على الصندوق ..

إستخرجت الصندوق و وضعته على السرير و جلست أمامه .. عزمت أمرها و حاولت فتحه ف لم تستطع .. وجدت مكانا فارغا خاصا بمفتاح ب حجم خاص .. فكرت قليلا حتى تذكرت ..

منذ ثلاث سنوات..

قدّمت لها والدتها عقدا يتدلى منه مفتاح مصنوع من الألماس الخالص ..

تذكرت كلماتها في ذلك اليوم : " المفتاح ده هدية مني ليكي .. ف يوم من الأيام هتحتاجي تفتحي حاجات كتير و هو هيساعدك .. خلي بالك منه علشان هو مش مجرد اكسسوار "

عادت إلى الواقع و قفزت إلى خزنتها التي تحتفظ بها ب أشيائها الثمينه .. فتحتها باستخدام كلمة المرور التي تحفظها عن ظهر قلب و استخرجت منها العِقد

و اتجهت الى الصنودق و وضعت المفتاح في مكانه المخصص فدخل بسهوله لفّته ل جهة اليمين ف سمعت صوت فتحه ..

ترددت ل بضع ثوان و تجمعت الدموع في مقلتيها و لكنها عزمت أمرها و قامت بفتحه ..

بدأت تستخرج العديد من الرسائل التي وجدت أن أكثرها كُتب ب خط والدتها .. العديد من الأوراق و الملفات و الصور .. لم تعلم من أين تبدأ

إلى أن وجدت ظرفا كتب عليه بخط والدتها المميز

" إلى حور "

فتحته فورا لتجد فيه

( إلى إمرأةٍ لا تقهر :

                            إلى إبنتي :

حور .. عارفة إن الموضوع ممكن يكون صعب عليكي .. بس لازم تتقبلي اللي حصل .. لو كل حاجه حصلت صح و انا و جاسم سافرنا فرنسا و رجعنا .. ف الرسالة دي هتتحرق .. بس مادام هيا ف إيدك دلوقتي ف ده معناه إن اللي كنت خايفه منه و شاكه فيه حصل .. و هو إن أنا و جاسم مُتنا ..

أكيد دلوقتي بتسألي نفسك إزاي أنا كنت عارفة ده من قبل ما يحصل ..

و مادام كنت عارفة ليه وافقت ع السفر !! .. عارفة ان ف بالك ألف سؤال و سؤال .. هحاول أجاوبك عليهم كلهم ..

إمرأةٌ لا تُقهَر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن