أوقفت سيارتها أمام فيلا صغيرة جميلة و نزلت منها بملامح جامدة .. دقت الجرس .. دقائق و فتحت فتاة في أوائل العشرينات .. جميلة بعينين خضراوين .. شقراء بقصة متوسطة الطول .. ما إن رأتها حور حتى ضمتها بقوة بدون سابق إنذار و قالت بنبرة باكية :" معتز ف العناية المركزة بسببي يا تيا .. أنا تعبانه أوي "
ضمتها تيا بقوة و هي تسحبها للداخل ..
أجلستها على أحد الأرائك المريحه و جلست أمامها لتقول باهتمام :" حور .. إحكيلي إيه اللي حصل .. طلعي اللي جواكي "
قصت عليها حور كل ما حدث من قدوم المدعو مالك إلى شركتها لتفجيرها لشركته ردا على ما فعله
تيا :" إهدي يا حور .. إنتي مش السبب .. معتز نفسه ماكنش هيسامحك لو كنتي ضعفتي قدام الزفت اللي اسمه مالك ده و وافقتي تتجوزيه علشان خوفك .. و أديكي دمرتيله حياته .. الشركة بتاعته دي هيا تاني أكبر شركة بعد شركتك .. يعني الموضوع مش سهل "
حور بتوعد ولا زالت تبكي :" تيا .. معتز لو جراله حاجه مش ههدى حتى لو قتلت مالك بإيديا .. حياة معتز أخويا ف كفة و مالك و اخواته و أهله و بيته و أملاكه ف كفة تانية "
تيا بحنان :" متخافيش ؛ معتز مش هيحصله حاجه .. أنا متأكده إنه هيبقى كويس "
مسحت حور دموعها و صمتت
فقالت تيا و هي تحاول أن تعيدها لوعيها :" يلا قومي غيري هدومك و تعالي نتعشى أنا متأكده إنك ما أكلتيش حاجه من الصبح "
حور بانزعاج :" لأ مش عايزة "
تيا بإصرار :" عشان خاطري .. يلااا " قالتها و هي تأخذ حور من يدها و تتجه إلى إحدى الغرف الجميلة في الطابق الثاني .. تركت يدها و قامت بفتح دولاب كبير جدا و أخرجت منه منشفه كبيرة و أخرى صغيرة و أعطتهما لحور و جذبتها من يدها و أدخلتها في الحمام تركت يدها و قالت بابتسامه:" مفيش حاجه هتروقك غير حمام دافي .. خدي راحتك و انا هنزل أحضر العشا " قالتها و خرجت من الحمام و أغلقت الباب خلفها
إبتسمت حور إبتسامه صغيرة و فعلت ما قالته
و بعد نصف ساعة خرجت من الحمام تلف منشفة حول جسدها و هي تشعر أن طاقتها تجددت .. رأت على السرير فستانا بلون السماء و حذاء أسود و كل مستلزماتها .. إبتسمت و بدأت بارتدائهم .. أنهت إرتداء الملابس التي تركتها تيا لها و وقفت أمام مرآة كبيرة تتأمل شكلها .. قامت بتسريح شعرها و تركه منسدلا و وضعت القليل من مساحيق التجميل فبدت جميلة جداا .. نظرت برضى إلى شكلها و نزلت إلى الأسفل .. وجدت تيا تقف أمام أمام السلم مباشرة بابتسامة واسعة و كأنها كانت تنتظر نزولها ..
تيا :" العشا جاهز "
أومأت حور و تبعتها .. تناولتا العشاء و تيا تفعل ما بوسعها لإجبار حور على الحديث عن أمور شتى و نسيان ما حدث لمعتز ..
أنت تقرأ
إمرأةٌ لا تُقهَر
Romanceتنزل الدرج بخطوات ثابتة و هي في كامل أناقتها كالعادة .. فستان باللون الأحمر القاني .. عقد ألماسي إلتف حول رقبتها ليعطيها طلة ملكية .. شعر مرفوع بأناقة تناسب سواده مع لون حذائها ذي الكعب العالي الذي مُزِجَ صوت خطواته بصوت خلخالها ليعزف مقطوعة موسيقية...