الفصل 23 ( من جديد )

118 10 0
                                    

بعد ثلاثة أشهر ::

تنزل الدرج بخطوات ثابتة و هي في كامل أناقتها كالعادة .. فستان باللون الأحمر القاني .. عقد ألماسي إلتف حول رقبتها ليعطيها طلة ملكية .. شعر مرفوع بأناقة تناسب سواده مع لون حذائها ذي الكعب العالي الذي مُزِجَ صوت خطواته بصوت خلخالها ليعزف مقطوعة موسيقية تثبت حضورها .. تنظر حولها تتأمل كل شيئ .. ما هذا الصباح !

صباح كل شيء فيه هادئ إلا قلبها .. يتآكله الشوق .. مرت ثلاثة أشهر منذ آخر مرة رأته فيها .. تمنت أن يكون مجرد لقاء عابر .. و سينتهي كل شيئ بعد عودتها إلى قصرها .. و لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ..

دخلت غرفة الطعام لتجد الجميع يجلس بسعادة .. لم يمس أحد منهم طعامه .. فقد كانو جميعا بانتظارها .. تقدمت منهم و قبلت جبين جدها .. ليقف معتز فورا و يسحب لها الكرسي الفارغ بجواره .. جلست بهدوء .. تنفست بعمق ثم قالت بابتسامة واسعة :" صباح الخير "

كمال بابتسامة هو الآخر :" صباح النور "

و سرعان ما بدأ الجميع تناول الطعام في جو دافئ تخلله بعض المشاحنات بين زين و سلمى .. ضحكات نهى مع كمال على أمر تذكّراه عن راشد .. حديث معتز مع رحيق ف الهاتف يخبرها بأن تستعد ؛ فهو سيمر عليها بعد نصف ساعة و إجابة عصام عن سؤال حور عن الصفقة الجديدة و موعد توقيع العقد .. شجار بين لميس و مكة على آخر قطعة حلوى ف الطبق و بالطبع ؛ حديث غادة الذي لم و لن ينتهي مع مروة ...

أنهى الجميع طعامهم و وقفت حور تستأذن للذهاب إلى الشركة بعد أن قبلت جبين شقيقتها مروة و على ثغرها إبتسامه عذبة .. يتبعها كل من معتز و عصام و سلمى .. خرجت من القصر لتجد وليد يقف باحترام ببذلته السوداء بجانب سيارتها و ما إن رآها حتى إنحنى و فتح لها الباب الخلفي باحترام ؛ إبتسمت له و ركبت .. ليغلق الباب و يتخذ مكانه خلف المقود .. دقائق و خرجت من شرودها في الطريق على رنين هاتفها بنغمه مميزة .. ما إن رأت المتصل حتى إبتسمت واضعة الهاتف على أذنها :::

حور :" العين السخنه عاملة إيه ؟ "

جاءها صوت مالك من الجهة الأخرى ضاحكا :" زي الفل .. مش ناوية تعملي زيارة تتطمني فيها ع الشغل ولا ايه؟ "

حور ضاحكه :" بس يا مالك الله يخليك .. الشغل ف الشركة تاعبلي أعصابي الفترة دي "

مالك مبتسما :" ربنا يعينك .. قوليلى فيه إيه ؟ "

حور بجدية :" مروان و تيا هييجو من فرنسا على عندك .. عايزاهم يقضو شهر ميتنسيش ف القرية "

مالك باستغراب :" أمال هما كانو ف فرنسا بيعملو إيه؟ "

حور بغيظ و هي تتذكر شجارهم :" سي مروان كان عاوز شهر العسل ف فرنسا بس تيا ما وافقتش علشان هيا زارتها كتير و زهقت منها و كانت عاوزاه ف القرية بتاعتي ف العين السخنه ف بعد ساعات من الخاناقات إتفقو يقضو شهر ف فرنسا و شهر ف العين السخنه .. ف هيجولك بكرة .. مش محتاجه أقولك تعمل إيه "

إمرأةٌ لا تُقهَر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن