توقف السائق أمام فيلا متوسطة الحجم جميلة بدرجه لا توصف .. لينزل كل من حور و عصام و ينظران للفيلا بتساؤل يشوبه الإعجاب فهي حقا كانت تبدو راقيه بدرجه لاتوصف .. تفقدتها حور بعينيهما بنظرة شامله لتتوقف عينيهما في أحد الأماكن و تتسعا بدهشه .. نظر عصام لها باستغراب ثم حوّل نظره ليرى إلى ماذا تنظر ليجد هناك .. بجانب البوابة .. لوحه ..
مكتوب عليها : " فيلا كمال الجنيدي "
في تلك اللحظه .. تذكرت حور رسالة والدتها .. أول رسالة .. كمال ؛ صديق جدها راشد .. الرجل الذي تسبب في كل ما يحدث لها الآن .. لو كان عدل بين أبنائه لما قتل أحدهما الآخر .. تنهدت وهي تنظر إليها في شك آملة أن يكون تخمينها صحيحا .. لأنه إن صح .. فستكون الآن على عتبة فيلا أعز أصدقاء جدها والشخص الوحيد الذي يمكنه أن يشرح لها ما حدث .. تقدمتهم إيمان و تبعوها بصمت مطبق .. لتدق الجرس و تخرج لهم خادمه في أواخر الثلاثين بمجرد أن رأتهم .. سمحت بدخولهم فورا و كأنها كانت تعرف أنهم آتين ..
تقدمت إيمان بين الممرات و بدى أنها تعرف جيدا إلى أين ذهب ..
في غرفة غلب عليها الأثاث العصري الحديث .. وقف رجل في إحدى أركانها يطالع إحدى الكتب باهتمام .. الباب كان مفتوحا .. إلا أن إيمان دقت عليه ٣ مرات لتنبئ الرجل الواقف أمامهم والذي بدى أنه لم ينتبه لدخولهم .. ما إن رفع عينيه و نظر إليهم حتى أسرعت إيمان و كأنها تركض إلى والدها بتقبيل جبينه و يده باحترام بالغ .. نظر إليها مطولا بإبتسامه ثم قبل جبينها أيضا .. صمت تام .. قطعته إيمان قائلة :" حور و عصام ؛ أحفاده "
نظرة الرجل كانت سعيدة جدا و سرعان ما تفاجأ كلاهما بالرجل يذرف دمعة صامته بدون أن يتغير تعبير وجهه السعيد و الحزين في نفس الوقت ..
نظرت لهم إيمان لتقول :" كمال بيه الجنيدي .. صديق جدكو راشد العزيز و الوحيد كمان .. إبتسمت حور و بدون سابق إنذار .. ركضت إليه تحتضنه بينما وقف عصام مندهشا .. سرعان ما تحولت هذه الدهشه إلى عصبيه و هم أن يغادر إلا أن صوت كمال إستوقفه قائلا :" إستنى يا عصام .. إنت لازم تسمعني "
توقف عصام .. نعم هو لا يريد سماعه ولكن الفضول دفعه للعودة و الجلوس على إحدى الأرائك .. ليتبعه كل من حور و إيمان و كمال
أول من تكلم هو كمال قائلا :" إزيك يا حور؟ "
نظرت إليه حور بحيرة .. لماذا تشعر بكل هذا الإنجذاب إلى هذا الرجل الذي يبدو و كأنه ف عامه السبعين و لماذا شعرت بحنانه حينما ضمها قبل قليل ولكنها قالت :" الحمد لله يا كمال بيه "
كمال بنظرة لم تفهمها :" أفضل إنك تقوليلي يا جدو "
حور مسرعه :" حاضر يا جدو "
إبتسم بحنان ثم قال بجدية تامه :" إسمعوني كويس يا ولاد .. أنا عايزكو تتأكدو إن كل كلمه هقولهالكو دي هيا الحقيقه .. محدش منكم أو من أبهاتكم عاش و عرف اللي أنا عارفه ف إسمعوني كويس .. وانت يا عصام .. إسمعني للآخر .. لو إتعصبت ف نص الكلام و مشيت و جيت بعد يومين إعتذت و بست رجلي علشان أكملك اللي قولته يبقى إنت بتحلم .. فاهم ؟ "
أنت تقرأ
إمرأةٌ لا تُقهَر
Romantizmتنزل الدرج بخطوات ثابتة و هي في كامل أناقتها كالعادة .. فستان باللون الأحمر القاني .. عقد ألماسي إلتف حول رقبتها ليعطيها طلة ملكية .. شعر مرفوع بأناقة تناسب سواده مع لون حذائها ذي الكعب العالي الذي مُزِجَ صوت خطواته بصوت خلخالها ليعزف مقطوعة موسيقية...