رفعت نظرها لتصعق ببقعة الدماء التي غطت قميصه .. شهقت برعب واضعة يدها على فمها لتدخل رحيق في تلك اللحظة لتصرغ بفزع حينما رأت المنظر :" معتتز "كان يعلم جيدا ما حدث ف هو شعر بجرحه و هو يفتح .. آلام مبرحة تحملها فقط لكي يهدئ سلمى .. فهي بالتأكيد لم تكن لتهدأ إلا في حضنه ..
نزلت دموع رحيق و هي ترا قميصه و بقعة الدماء الكبيرة التي إنتشرت فيه ..
نظر لها بهدوء مخفيا رغبته بالصراخ و قال متجاهلا دموعها :" واقفة عندك بتعملي إيه؟ "
إستوعبت الأمر و مسحت دموعها و هرعت إليه .. شقت القميص بقوّة فلم يكن هناك وقت لفك أزراره و بدأت بتعقيم الجرح و إيقاف تدفق الدماء و أعادت خياطة الجرح بمهارة بعد التخدير الموضعي رغم دموعها التي عادت للهطول مرة أخرى .. أنهت عملها بحقن معتز ب جرعة مخدر قوية .. ثم تنفست بعمق ما إن نام و ظلت تتأمل ملامحه بحزن .. لم تنتبه إلى سلمى التي قالت بهدوء :" رحيق "
رفعت رحيق رأسها و نظرت إلى سلمى و بدى أنها لم تنتبه لوجودها سوا الآن ف مسحت دموعها بسرعة و قالت :" الأستاذ معتز هيبقى كويس .. هو .. هو بس.. " هربت الكلمات منها فتقدمت سلمى منها و احتضنتها قائلة :" إهدي ؛ مينفعش يصحى يلاقيكي معيطة كده .. روحي اغسلي وشك و اظبطي مكياجك "
أومأت رحيق بحرج و خرجت من الغرفة .. إقتربت سلمى من معتز و قبلت جبينه بحزن شديد ، تأملت ملامحه و هو نائم .. دقائق و عادت رحيق إلى الغرفة فقالت لها سلمى :" رحيق .. ممكن تباتي معاه الليلة دي؟ أنا لازم أخرج ضروري و مش عاوزة حد يعرف.. ممكن ؟ "
رحيق :" أيوة طبعا .. متشيليش هم "
سلمى :" هو هيخرج بكرة عادي صح ؟ "
رحيق مبتسمة :" سلمى ، إنتي دكتورة .. يعني انتي أكيد عارفة إنه ممكن يخرج بس هيحتاج الراحة التامة و يفضل يكون في ممرضة مقيمه ف البيت علشان لو مكنتيش موجوده "
سلمى و هي تأخذ هاتفها و حقيبتها و تعدل مسحيق التجميل التي لم تصمد أمام بكائها :" طبعا عارفة يا رحيق بس ماكنتش لاقية حاجه أقولها الصراحة "
أومأت رحيق لها بابتسامة .. همت سلمى بالخروج و لكنها توقفت و هي تعطي ظهرها لرحيق و قالت بدون أن تستدير :" بتحبيه ؟ "
رحيق بابتسامة و هي تنظر لوجه معتز و هو نائم تحت التخدير :" أنا عمري ما حبيت و لا هحب حد غيره "
ضحكت سلمى و قالت و هي على نفس الوضعية :" هو كمان بيحبك على فكرة " و خرجت مباشرة تاركة رحيق التي إحتاجت ل ثوان لتدرك ما قالته سلمى و تتسع عيناها بشدة .. إقتربت منه و طبعت قبلة صغيرة على خده الأيسر .. إبتعدت عنه و هي تتذكر تلك الليلة .. نهى كانت نائمة على سريرها بعمق شديد بينما هي أمضت تلك الليلة بجواره .. كان مستيقظا ؛ ظلا يتحدثان عن أمور شتى .. أخبرها عن حور و سلمى و علاقته بهما .. أخبرها عن قلقه الشديد على حور و عن طفولته و وفاة والديه .. و حكت هي له عن والدها و والدتها التي إنفصلت عنه والدها بعد ولادة سيدرا مباشرة .. تحدثا عن كل شيئ .. مجرد غريبان .. سيخرج أحدهما من هذا المشفى غدا و رؤية الآخر ستكون امرا شبه مستحيل ... و لكنها وقعت في عشق أحاديثه .. ف الأذن تعشق قبل العين أحيانا ..
أنت تقرأ
إمرأةٌ لا تُقهَر
Romanceتنزل الدرج بخطوات ثابتة و هي في كامل أناقتها كالعادة .. فستان باللون الأحمر القاني .. عقد ألماسي إلتف حول رقبتها ليعطيها طلة ملكية .. شعر مرفوع بأناقة تناسب سواده مع لون حذائها ذي الكعب العالي الذي مُزِجَ صوت خطواته بصوت خلخالها ليعزف مقطوعة موسيقية...