الفصل 34 ( جنون )

148 5 0
                                    


أعتذر على التأخير ... 🖤

__________________

دقائق من الجلوس بملل يشوبه التفاهه يتحدثون في إحتمال وجود حياة على كوكب عطارد ..
رفع الجميع عيونهم فجأة حينما دوى صوت كعب عال ف المكان ... رأو فتاة جميلة .. تدخل من بوابة القصر بثبات ..
ترتدي فستانا باللون الابيض الناصع ، مع حذاء أسود ذي كعب عال ...
دخلت بهيبة لم يروها من قبل سوا في حور ...
و فورا قفزت سلمى و ضمتها لصدرها تقول بسعاده :" حمد لله على السلامة "
إبتسمت لها تلك الفتاة و قالت برقة :" الله يسلمك يا روحي .. أمال حور فين ؟ " قالتها و هي تنظر حولها و كأنها كانت متأكدة أن حور ستكون بانتظارها ..
سلمى و هي تشير للخدم بأخذ الحقائب التي زاد عددهم عن الخمسة عشر حقيبة :" كلها كام ساعة و تيجي ... إتفضلي "
أومأت الفتاة و ما إن وقع نظرها على تيا حتى ضمت الفتاتان بعضهما بحنان و ابتسامات ..
أما عن معتز ف ركض فورا و ضم تلك الفتاة هو الآخر ..
عصام و مالك و زين و ياسمين و لميس و مروة و مكة و غادة ينظرون ببلاهه ل وصلة الأحضان التي أمامهم ..
سلمى بتساؤل و هي تنظر للفتاة :" أومال فين.... "
قاطعتها الفتاة بنفس الصوت الرقيق الذي أسر مالك :" على وصول "
أومأت سلمى بصمت و قالت و هي تنظر للبقية بهدوء مزعج :" أعرفكم .. غرام جاسم السيوفي "
نظرو لها ببلاهه و سرعان ما ضحك الجميع و كأنها قالت نكته ..
نظر كل من تيا و سلمى و معتز لهم باستغراب من ردة الفعل هذه ..
ثوان و هدأت نوبة الضحك على فترات .. ظللو ينظرون لبعضهم كأنهم يتأكدون مما قيل .. و كان مالك أول من تحدث ليقول :" يعني إيه؟ "
سلمى بانزعاج :" هو ايه اللي يعني ايه .. يعني دي غرام .. أخت حور "
عصام بصدمه و كأنه استوعب للتو :" نعم ياااااختي .. إزاي "
معتز بملل :" زي السكر ف الشاي "
عرفتها سلمى عليهم جميعا و كانت تحييهم بابتسامه جميلة إلى أن جاء الدور على مروة لتركض غرام فورا و تعانقها .. عانقتها مروة ك الرجل الآلي و لم تستوعب بعد ماذا يعني هذا ...
إبتعدت غرام عنها و ابتسمت .. جلس الجميع معا .. سلمى و تيا و معتز يتبادلون أطراف الحديث مع غرام بينما البقية جالسون ينظرون ببلاهه ..
صعد زين إلى الأعلى ليحضر هاتفه و يتصل ب سيدرا لتأتي إليه و بينما هو يمشي في الرواق رأى غرام تسير بالإتجاه المعاكس .. أي ، قادمة تجاهه .. ك...كيف هي هنا !!!!!! تركها منذ ثوان جالسة ف الأسفل .. تحرك لجهة اليمين خطوتين و هو ينظر إليها كأنها شبح ؛ لينظر إلى قاعة الجلوس الرئيسية .. و المصيبة ، أنه رأى غرام تجلس بالأسفل كما تركها .... إذن ... من الواقفة أمامه الآن ... لم يشعر بنفسه إلا و هو يصرخ بفزع :" اااااااااااااااااااااااااااا "
سمعو صراخه فركض الجميع للأعلى .. سبق الشبان الفتيات بسبب إرتداء الفتيات للكعب العالي ..
صعدو أولا ليرو زين مرميا على الأرض .. يتراجع بخوف .. نظرو إليه ثم حولوا أنظارهم بتناغم لينظرو لما ينظر له ليجفل الجميع برعب ...
لم ينبس أحد منهم ببنت شفة من الخوف .. إتجهت أنظارهم للخلف إلى غرام التي صعدت مع البقية ليشعرو بخوف أكبر .. كانت هناك فتاتان .. نسختان متطابقتان من شخص عرفته سلمى منذ قليل بأن اسمه غرام ..
ما إن رآها معتز و رأى ردة فعل البقية حتى سقط على الأرض يتلوى من شدة الضحك .. ضحكت سلمى و تيا ضحكات رنانه حينما وقع نظرهما على زين المرمي على الأرض من شدة الخوف..
أما المتطابقتان ف ضحكتا في نفس الوقت و بنفس الطريقة.. و ما إن ضحكا حتى تهاوى رأس زين على الأرض فاقدا الوعي ...
دقائق و كانو جميعا ف الأسفل .. جوار زين .. سلمى تحاول إفاقته ب عطر كان في حقيبة يد غرام ..
فتح عينيه بصعوبة .. جال ببصره ف الجالسين ليرى إثنين غرام .. وضع يده على رأسه بألم و قال بضعف :" قولولي إن مش انا بس اللي شايفها اتنين "
ضحك الجميع و قال مالك :" لأ يا حبيبي متخافش .. هما إتنين فعلا "
جلس زين بعد أن كان ممددا على إحدى الأرئك و نظر ل سلمى بتفسير فقالت :" دي مرام .. توأم غرام "
تنمد و كأن جبلا إنزاح من صدره ..
" سلمى .. وحشتيني أوي "
نظر الجميع تجاه الصوت ليرو نسخة ثالثة ..
و قبل أن تحدث أي مصائب قالت سلمى :" تعالي يا نغم "
ركضت النسخة الثالثة فورا لحضن سلمى و من ثم تيا و معتز ..
نظر الجميع للفتيات الثلاث .. لم يستطع أي منهم إستخراج اختلاف واحد بينهم .. تطابق لدرجة تؤدي إلى الجنون ...
دقائق و كان الجميع قد جلس بهدوء..
عصام بتساؤل :" انا عايز أفهم دلوقتي حالا ايه اللي بيحصل .. و ازاي دي و لا دول اخوات حور ؟؟؟؟ "
تنهدت تيا و قالت :" دول اخوات حور بس من الأب .. أنكل جاسم كان متجوز إتنين "
لم يستوعب أي منهم ما قيل .. و أكملت سلمى :" على فكرة .. طنط مها كانت عارفة .. بس ده مش المهم .. خلينا ف دلوقتي .. مرام و غرام و نغم توأم ثلاثي .. ٢٠ سنه .. بالنسبة ل كلياتهم .. ف غرام تربية بدنية .. مرام .. طب بيطري .. نغم .. إحم .. ما دخلتش جامعه أصلا .. و على فكرة .. مرام و غرام خلصو أول سنتين ف الجامعه و قالو كفاية .. يعني هما من النهاردة هيعيشو معانا ف القصر و على مدار ٢٤ ساعة "
أومأ الجميع و بعد تحيات مقتضبة قالت غرام بتحذير :" سلمى .. معتز .."
و قبل أن تنهي جملتها حدث ما كانت تريد تحذيره منهم ..
فقد شعر الجميع بدخول شخص ما إلى القصر.. نظرو باتجاه البوابة ليرو سيدة عجوز .. تضع مساحيق تجميل بطريقة متقنه و ترتدي فستانا باللون الأزرق القاتم .. مستندة إلى عصا غليظه تساعدها على المشي .. مما جعلها تبدو أصغر سنا .. بالرغم من أن عمرها تجاوز الستين ...
و لكن .. ما إن رآها عصام و معتز و سلمى و تيا حتى صدمو .. لم يفهم أحد سبب هذه الصدمة إلى أن أصبحت تلك السيدة أمامهم مباشرة .. و سأكون أكثر دقة و أقول أمام معتز .. مباشرة ..
السيدة بانزعاج :" إزيك يا عاق .. أومال البت أختك فين ؟ "
معتز بارتباك :" الحمد لله .. حور خرجت علشان تشوف حل ل مصيبة نادر و..... "
وكزته سلمى و قالت بتوتر هي الأخرى:" حور ف مشوار و كلها كام ساعة و تيجي "
أما عصام فقال بغباء :" إيه اللي جابك ؟ "
ثوان و كان عصام منحن بجذعه ممسكا إحدى ساقيه يتأوه بألم بعدما ضربته تلك العجوز على قدمه بعصاها و صاحت بعصبية :" والله و طلعلك صوت يا ابن خالد .. المفروض كانو يرموك معاه ف السجن مطرح مهو متنيل "
صمت عصام مرغما و وقف بألم .. ف بالرغم من كبر سنها إلا أنها لا زالت بقوتها ..
وقفت غرام التي لم يكن أحد يعرف من هي ف قد اختلفت الأماكن بعد دخول الجدة و اقتربت من الجدة قائلة برقة زائفة :" إزيك يا ناناه .. حمد لله على السلامة "
أبعدتها الجدة من أمامها بيدها و كأنها ذبابة و قالت :" بصو بقى........ "
صمتت حينما رأت إيمان مدبرة المنزل تقف على مسافة منها و تنظر إليها بغضب و ازدراء
الجدة بسخط :" الشغالة دي بتعمل إيه ف قصر بنتي ؟ مش جاسم طردك يا بت انتي "
إيمان بنبرة غاضبة و صوت مرتفع لم يألفوه منها من قبل :" لأ ما طردنيش .. و بطلي تقوليلي يا شغالة "
لوت الجدة فمها بسخرية و قالت :" طب انتي مطرودة .. "
إبتسمت إيمان هي الأخرى و قالت ببرود مستفز :" عند أمك "
شهقت الجدة و قالت بغضب جم :" طب انا هوريكي "
_______________________
في أحد الفنادق الفخمه .. ف الغرفة رقم 403 .. يجلس نادر السعدي ببرود و معه تالا التي وصلت قبل بضع دقائق .. يجلسان بصمت قطعته تالا قائلة :" هتعمل إيه؟ "
نادر بغضب :" عايز أدبح الإتنين و ارميهم ف البحر .. سلمى فكرت إن الموضوع إتقفل .. و انا كنت هقفله .. بس ازااااااي ..  حور هانم السيوفي مستحيل تسيب حق صاحبتها .. أنا هوريها .. أنا .. أنا تبهدلني البهدلة دي ... كسرت العربية بتاعت بابا .. و دمرت سمعتي ف السوق ... خلت بابا طردني من البيت .. و حتى الشغل ما بقيتش عارف أشتغل بعد ما واحده بنت **** طلعت ف الإعلام و قالت إني متحرش .. و اني حاولت أعتدي عليها .. و انا أصلا مشفتهاش قبل كده.. أهم حاجه الهانم إتبسطت و بعتتلي رسالة سمجه بعد كل مصيبة عملتهالي .. و وسيلة .. سلمى السبب ف موتها .. هيا و ال**** اللي اسمه أمير .. أنا هوريهم "
تالا :" انا معاك "
___________

إمرأةٌ لا تُقهَر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن