&&&&&
الفصل الخامس
————مااختفت ابتسامته تدريجيا بطريقة مخيفة..ويضيق عينيه على شاشته بدقه فتتسارع ضربات قلبه بين ضلوعه تعلن التمرد عليه ..لا يصدق ..لا يصدق مارآه من المؤكد انه يتخيل يهمس برعب لما رآه :
شيراز!!!!.مش معقول...
لتجحظ عينيه بصدمة ...هل يعقل ان تكون هي ؟...
ليرفع يده فوق فمه مع ظهور نظرة الرعب علي ملامحه...نعم كان يتمنى منذ لحظات الوصول اليها لكن الان ..ماذا سيفعل ان علمت عمته بذلك ...لن يقبل ان يمسها احدا بسوء ....
......
في العاصمة
.......
تسير في اروقة المدرسة حاملة بين ذراعيها العديد من الدفاتر ذات اللون الأحمر الخاص بطلابها في الفصل الدراسي بملل شديد وإرهاق متملك من كل كيانها ..تشعر بالإحباط ..ها هي أصبحت معلمة لطلاب بالمرحلة الابتدائية يفترض ان يكونوا كالملائكة في نظر المجتمع ولكن حدث ولا حرج ،..هؤلاء الملائكة كفيلة برفع ضغط عشرون معلم ومعلمة في دقيقة واحد مع إصابة البعض بنوبات قلبية طارئة ...لم تكن تتخيل علي الإطلاق ان يكن الأطفال بمثل هذا الإرهاق فهم عصافير الجنة ...يقطع تفكيرها اصطدام بعض التلاميذ بها ليسقط من بين أيدها بعض الدفاتر أرضا لتسبه سبة لم تستطع إسكاتها لتصرخ بهما مهددة:
-انت يازفت ...عارفاك يابتاع ٩/٣...وهجيلك اعلقك ...تنحني لتجمع ما تبعثر منها بغضب فتسمع صوتا بغيضا على قلبها يقول ببرود:
-اي ياميس أمنية ...العيال عملوها معاكي تاني ...شكلك بقى وحش اوي ...
ترفع نظرها اليه بضيق فهذا الزميل يسبب لها الضيق ..تشعر بالارتياب من تصرفاته ونظراته المتفحصة لها رغم ارتدائها الحجاب وملابس مناسبة ..لزج ..سمج..دائم مطاردتها ..تعلم نظرته الدونية لها مثله كمثل جميع الذكور في مثل هذا المجتمع الذكوري المتعفن لتقول بنزق:
-خليك في حالك يا مستر انور وياريت تشوف حصتك بدل ماحضرتك واقف للسقطة واللقطة في المدرسة .....
يقف علي وجهه ابتسامة بلهاء يقوم بمضغ علكته بطريقة مثيرة للاستفزاز لتلمح شاربه الخفيف يظهر على وجهه كشئ متسخ فوق فمه ..هذا الشارب لايمت بالرجولة بصلة لتحدث حالها "ماشافش شنبات الجعافرة يقف عليها صقور"
لتقف مستقيمة بعد ان اجمعت دفاترها تقول ببرود وابتسامة مغتصبة :
-عن اذنك ورايا تصحيح مش فاضية زي حضرتك ....
-(استني بس يا أمنية )
قالها انور بلهفة غريبة ..فتعقد حاجبها من جديته الظاهرة فنادرًا ماتلاحظ جديته في الحديث لتقف منتظرة حديثه بملل ..ليتساءل بلوم واضح :
-أنا نفسي افهم بتتعاملي ليه كدة معايا ..أنا حتى غرضي شريف ..
تجحظ عيناها لتخرج من رأسها تتساءل:
-شريف ازاي...؟!...
فيرتبك انور ويقول بدون النظر اليها :
-شريف ...يعني مش معقول ماتكونيش فاهمة ..أنا بحاول اخلق كلام معاكي ليه،وكمان واحده زيك المفروض تكون فهمت كلامي و....
تضيق عينيها مع رفع حاجبها لتقول ببطء مخيف:
-وحدة زي ازاي؟...وحدة زي بظروفي ..ومطلقة مش كدة ...مش ده اللي تقصده
-لا ...صدقيني مااقصدش ...ال...
تقطع حديثه بحده غريبة وتشير له بإصبعها محذرة ومنهية هذا الحديث:
-أستاذ انور !!!...لو سمحت احنا هنا زملاء شغل وبس ...تيجي تسألني عن حصة ..عن الأولاد ...غير كدة مرفوض ...
فتسمع صوت معلمة أخرى تقول بلهاث من شدة الجري :
-ميس امينة ..ميس امينة ...في ضابط عايزك في مكتب ميس نعمات المديرة ...ليتساءل انور بقلق :
-ضابط !!...وعايز ايه ....؟
ترسل له نظرات تحذيرية بان يتدخل اكثر من ذلك فيتراجع خطوة يقول :
-أنا كنت بطمن بس ...
فيراها تنصرف من امامه بثبات غير عابئة بأمر الضابط المنتظر لها...لقد كانت متأكدة من هويته فهو لا يكل ولا يمل من مطاردتها وتضيق الخناق حولها لا يساعدها على الخروج من عنق زجاجته الضيق ...تلتقط انفاسها تحاول تهدئة حالها حتى لا تفقد أعصابها تحدث حالها (اهدي ياامينة اهدي خالص)
.........
تجلس متحفزة بكل خلجاتها تضغط علي قلما موضوعا بجوارها فوق المكتب تضغط بابهامها على رأسه بحركة رتيبة متتالية ليصدر منه صوتا كدقات الساعة مع ثبات نظرها على هيئته وهيبته التى تطغى على اي مكان يتواجد به مصدرًا لمن حوله عجرفته وعنجهيته تنظر له بعيون ضيقة ...كلبؤة تنتظر الانقضاض على فريستها ..تنظر له وهو يجلس رافعا ساق فوق الأخرى مظهرًا بجانبه سلاحه الميري عن قصد ليرهب من حوله بمكانته ...كيف تقبلته يوما ؟!..كيف تغاضت عن هذه السلبيات الواضحة ؟!..يقولون مرآة الحب عمياء...
عندما طال الصمت رأته ينحني للأمام ليختصر المسافة بينهما يستند علي ركبتيه بذراعيه يقول مع ظهور ابتسامته التي ظهرت ملتوية :
-هتفضلي تبصيلي كتير ؟!...للدرجاتي وحشتك
فيصدر منها صوتًا مستهزأ على ملاحظته الغير صائبة لتقول بكبرياء وهي ترجع ظهرها للخلف :
-بلاش الثقة الزايدة دي يااكرم ....احب اعرف سبب زيارتك الغير مرغوب فيها دي مع انك عارف ان ده مكان شغل ودخولك المدرسة بالشكل ده هيسبب لي مشكلة .....
-دايما مستعجلة ومش بتحبي اللف والدوران ..طيب ده أنا ضيف مش هتضيفيني ؟!.
تفقد أعصابها من سماجته المعتادة فتضرب بكف يدها علي المكتب :
-افتكر انت مش في بيتي عشان اضايفك
-خلاص نروح البيت !...
قالها اكرم بجدية
لتقول من بين أسنانها مهددة بفقدان صبرها :
-اكرم !!!!
ليرفع يده مستسلمًا يقول مهدئا إياها:
-اهدي ...خلينا نتكلم جد شوية...انتي عارفة أنا عايز ايه ياامينة ..واللي خلاني أجي شغلك زي ماقولتي لان حضرتك مش مدياني فرصة أتكلم معاكي وتليفونك مش بتردي عليه ودايما بتهربي مني ....
-وليه كل ده؟!....افتكر اللي بينا انتهي يوم مااخترت حياتك
يجيبها اكرم بشبه رجاء لعلها تعطيه فرصة جديدة :
-امينة الكلام مش هينفع يكون هنا ..ياريت عشان شكلك قدام المدرسين ....
-أنا لو خايف علي شكلي مكنتش جيت من الأساس ....عموما مافيش كلام بنا يااكرم انت اخترت حياتك واتجوزت وخلفت ياريت تنتبه لابنك بدل ماتفضل تطارد طليقتك ....
فتجده يستقيم في وقفته ليقول بجدية منهيًا الحوار. الذي لايقبل نقاش كعادته :
-خلصي شغلك وانا مستنيكي بره قدام المدرسة ...سلام !!!
.......
جلست امام والدتها التي لم تكل من لومها فمنذ انفصالها من عام كامل لا تمل من عتابها يوميًا انها لم توافق على الزواج من ابن خالتها ..وكيف فرصة زواجها أصبحت اقل بعد طلاقها ..لقد حاربت أمها كثيرا لإثنائها عن قرار الطلاق بعد فشلها في الإنجاب ..ولكنها مع إلحاح اكرم ورغبته الملحة في الزواج من أخرى لغرض الإنجاب مع الإبقاء عليها ...هذا جرح أنوثتها لتقرر الانفصال الذي تم تحت ضغط شديد من زوج خالتها وابن خالتها علي اكرم ..لتتحرر منه وكان هذا ضد رغبة أمها فكانت ترى ان من حق اكرم الزواج مره أخرى وهذا لايعيبه
تقول أمها بلوم وخوف لما هو اتي :
-وبعدين يا امينة ..اكرم حطك في دماغه ..كنت ريحتيه وروحتي شفتي عايز ايه ؟...
لتتذكر امينة انها قامت بالخروج من بوابة اخري تطل علي شارع جانبي للمدرسة لتتركه منتظرا إياها على امل لقائها ..تنتفض عن سماعها صوت طرقات قوي يدل على غضب طارقها لتقول بنزق:
-اهو شرف ..ياريتنا افتكرنا ربع جنيه مخروم ....
لتسمعه يصرخ مهددا من خلف الباب :
-افتحي ياامينة .انا عارف انك جوه ...مش اكرم المهيني اللي يتعمل معاه كده ؟...افتحي ماتختبريش صبري
تقترب من الباب بتحدي تقول من خلفه:
-امشي يااكرم ...وعيب اللي بتعمله ده ..تفضحنا في العمارة ..
-افتحي لو انتي خايفة من الفضيحة
تضع يدها في وسطها تصرخ به:
-معاك إذن تفتيش ياحضرة الضابط ولا هتستخدم سلطتك في التهجم علي بيت طليقتك ...
ليهدأ قليلا محاولا تخفيف وطأة غضبه لقد جن جنونه عندما انتظر خروجها اكثر من ساعة حتي نفدت المدرسة من طلابها ومعلميها ليتجه الي الحارس المقيم يسأله فيبلغه ان لايوجد احد داخل المدرسة ويعلم بعدها بوجود باب اخر لنفس المدرسة ليستشيط غضبا منها
يقول بهدوء :
-خلينا نتكلم زي اي حد عاقل وناضج
تقف رافضة فتح الباب لتجد أمها تزيحها بقوة ليختل توازنها وتتراجع خطوتان بصدمة وترى فتح الباب ليظهر من خلفه بأذن شديدة الاحمرار ووجهًا متعرق يتمني قتلها في تلك اللحظة..لتبادله نظراته بتحدي بالغ له ..زمن الخضوع ولّى ليتحول لتمرد ورفض على وضع اجبرت عليه فتسمع صوت والدتها بصوتها المهتز ترحب به لتأمن غضبه :
-ادخل يابني ...أتكلم جوه ماينفعش اللي بتعمله ده؟!..
فيخطو خطوات هادئة مع ثبات نظره عليها لقد اشتاق لها فعليًا مر عام كامل على انفصالهما ..بعد علمها بقراره المصيري ...فيلاحظ ملابسها البيتية المكونة من قميص قطني يلامس ركبتيها وشعرها الأسود الذي كان يملكه ليشرد في سواده بتيه ،..فتفيقه هي بحركتها المفاجئة عندما انسحبت بعصبية لغرفتها لتغلق الباب بعنف ليشعر بكف يد والدتها تحثه علي التقدم اتجاة غرفة الجلوس ...
.......
تجلس امامه بإسدال صلاتها التي ارتدته فوق ملابسها لتحكم اغلاقه فوق رأسها ..تبادله النظرات شزرا منتظرة انتهاء زيارته الغير مرغوب فيها ..اجفلته حركة ساقها عندما رفعتها لتريحها فوق اختها بكبرياء ...تقطع هذه النظرات دخول أمها المتفائل المتمني رجوع المياة مرة اخري بالقهوة الخاصة به لتقول بحبور :
-اتفضل يابني قهوتك ..لسة مانستش مظبوطة ...
-شكرا ياامي .....
لتضحك أمها وتربت فوق كتفه بود حقيقي :
-لسه لسانك بينقط شهد زي ما انت يااكرم .....
خرج صوتها مملوء بالغضب من تصرفات والدتها المبالغ فيها فهو طليقها لما تود له بهذا الشكل المثير للغثيان :
-ماما ....!ياريت نشوف حضرة الضابط عايز ايه ؟...ونخلص
تلومها أمها فتنظر لها محذرة ..فيطلب اكرم بهدوء منها الانصراف لتركهما معًا
كان صوتها اول من اخترق الصمت بعد اختفاء والدتها يخرج بثبات :
-عايز ايه يااكرم ؟..ايه الموضوع اللي يخليك تيجي المدرسة والبيت في اقل من ساعتين ...هو حضرة الضابط معندوش شغل ولا ايه ؟
يأخذ نفسًا عميقًا محاولا السيطرة على نفسه ليجمع كلماته ..فتراه يميل يسند فنجان قهوته التي لم يرتشف منه رشفة..تكاد ان تجزم انه ليس لديه شهية لارتشافها ...يسند مرفقيه فوق ساقه يميل بجسده للأمام مع ثبات نظره عليها يقول بصوته الرجولي:
-أنا محتاجك يا امينة ..خلينا ننسى اللي فات ونبدأ من جديد ...
-مش فاهمة !!...نبدأ ازاي ؟!...
ليجيبها بسرعة كأنه إقرارًا منه :
-اردك لعصمتي ..نتجوز ...
ترفع حاجبها باستهزاء لمستوى تفكيره فهو يعتقد ان من اجل حبها ستتنازل وتقبل بالفتات لما يتركه لها ستقبل بوضعها كزوجة ثانية تركن فوق ارفف المنزل ..بما انها لم تستطع الإنجاب ستصبح حقوقها ناقصة دائما لتجيبه بكبرياء:
-وايه اللي يخليني أوافق علي عرضك السخي
-انتي بتحبيني ياامينة ماتنكريش ..أنا جاي بطلب منك نرجع وكل حقوقك هتكون ليكي
-ممم بحبك !!!عشان كدة انت اللي بطاردني ..؟!
-مش فاهم ؟!..
تجيبه بهدوء عكس مايحمله قلبها المجروح :
-لا انت فاهم ....أنا لو لسه بحبك كنت تنازلت من البداية وقبلت الوضع اللي كنت عايز تجبرني عليه ...لكن أنا فضلت ابعد وأبدا حياتي من جديد ..وأنت ماشاء الله مااتأخرتش رحت اتجوز وخلفت ..عايز ايه تاني ؟!...
يتوتر اكرم من مواجهتها نعم حقق مااراد على حساب قلبها وأنوثتها كان يعتقد انه سيجد الراحة في انجابه ...ولكن لم يجدها ليقطع تفكيره صوتها الهادئ الثابت :
-أقولك أنا يا اكرم ...انت أناني ...عايز كل حاجة ...انت مالقتش الراحة اللي كنت عايزها ...كنت فاكر انك هتستريح لما تخلف وأهو ربنا كرمك بابن ربنا يحفظه ...أظن ابنك يستحق تفكر فيه وتفكر في امه اللي ملهاش ذنب انها اتجوزت واحد مش حاسس بيها ....
يجيبها بلهفة محاولا إثبات وجهة نظره :
-اديكي قولتي مش حاسس بيها ...للأسف أنا يوم ما سيبتك ودعت الراحة ياأمينة ...امينة أنا مستعد اطلقها بس نرجع مع بعض ....
تجحظ عينها بصدمة من حديثه ظهر لها مختل التفكير..ليس من صفاته هذا الخلل الذي يظهر عليه ..فهو بكامل قواه العقلية ليطلب مثل هذا الطلب المجنون ..لتقول بذهول تحت صدمتها :
-انت اكيد اتجننت ...انت مش طبيعي ..ذنبه ايه الطفل اللي جه على وش الدنيا يجي يلاقي اب زيك مستغني عنه وهو لسه في اللفة ....
يتحرك من مجلسه ليدب الخوف بقلبها وتراقبه وهو يجلس بجوارها يكاد ان يلامسها يقول بثبات:
-أنا هبقى مجنون لو ماحاولتش أرجعك لحضني ..انت حياتك معايا أنا ...وعمرها ما هتبقي مع حد تاني ......
تشعر بتلميح من بعيد يتوارى خلف حديثه المبطن ..بالتهديد..تعلم انها مراقبة منه منذ اول يوم تركت فيه بيتها يعلم كل خطواتها... يعد عليها انفاسها
تجيبه بتحدي لم يعتاده عليها اثناء زواجهما كانت دائما ناعمة خاضعة لتسلطه :
-اشرب قهوتك ..بردت ياحضرة الضابط ..
ثم يجدها تستقيم في وقفتها لتكمل بكبرياء أنثى مجروحة:
-ابنك زمانه مستنيك .....واه ياريت بعد كده تأخذ ميعاد قبل ماتتهجم على بيوت الناس بالشكل ده ..عن إذنك
كادت ان تتحرك إلى حجرتها لتحتمى بها ولكنها وجدت من يدفعها بقوة إلى داخل الحجرة ويحكم غلقها عليهما لتتراجع بذهول من وقاحته وتصرخ بوجه:
-انت اكيد مش في وعيك ..اتفضل اطلع بره ...حالًا ..
-مش خارج ياأمينة الا ما أخذ موافقتك ..انتي حقي وانا مابسيبش حقي ...
تهز رأسها بعدم تصديق من جنونه تعلم انه متملك ولكنها اول مرة تمس ركن الجنون منه :
-أنا مش حق حد ...فاهم ..انت تخليت عن حقك ده من زمان يا اكرم ..يوم ماقررت تمشي في طريق بعيد عن طريقي ...ليه مش عايز تفهم اننا خلاص مش لبعض وعمر ماطريقنا هيتقابل تاني ...انت شوفت حياتك ...سيبني أنا كمان اشوف حياتي ...
اصابه الجنون من تلميحها انها من الممكن ان تفكر في حياتها مع اخر ..يهجم عليها ممسكا ذراعيها مقربا إياها اليه بقوة مؤلمة تلفح انفاسه الدافئة وجهها التي كانت تذيبها من قبل ..كانت تنتظر لمساته الدافئة واحضانه التى تحتويها كأنثى لتفيق على قربه منها وعيونه الغاضبة محاولة دفعه من صدره والتحرر من يده ليقول بصوت عميق :
-انت مالكيش حياة الا مع اكرم ياأمينة ..اكرم لأمينة وأمينة لأكرم ..مين المجنون اللي هيقف قدامي ويحاول ياخدك مني ؟!...ده يبقى اخر يوم في عمرك وعمره..
-انت مجنون..مجنون ..لو مابعدتش عني ..اقسملك لاتصل بمراتك الجديدة واعرفها جوزها بيعمل ايه ؟!...
يزيد من قربها له محاولا ضمها لقد اشتاق لها ولرائحتها ..بعد ان كان ينعم بها وبدفئها الان محرم عليه لمسها والاقتراب منها ليقول مهددا :
-اعقلي ياأمينة انتي مابقتيش صغيرة على اللي بتعمليه ده ..
تجيبه بغضب مع محاولاتها للتحرر من احضانه التي اصبحت كالشوك :
-أنا عاقلة يا اكرم ..امينة عقلت ..مابقتش امينة ام مريلة المدرسة ..اللي ضحكت عليها بحبك ليها
يجيبها بصوت معذب ممسكًا وجهها بين كفيه بقوة :
-أنا بحبك ياامينة ..بحبك ...وهفضل احبك ..ادينا فرصة ..أنا لحد الوقت عاقل ماتخلينيش اتهور ...
ينهي كلماته بتقريب شفاه لشفاهها محاولا تملكها بقبلة عنيفة راغبة ..تقابله نفور واعتراض ورفض منها ..يشعر بهدوئها التدريجي ليزيد من ضمها وتملكها مسيطرًا على تمردها فيشعر بذراعيها يرتفع لتحيطه بهما ...فتمتد أصابعه لغطاء إسدالها يحرره ليكشف عن شعرها الأسود المعقوص خلف رأسها
يبتعد عنها بإنفاثه اللاهثة ينظر إلى عينيها بثقة في نجاحه لإخضاعها له فيتفاجئ بابتسامتها الماكرة يتبعها سحب سلاحه الميري لتوجهه اليه بضيق:
-أنا بقى مجنونة وليس على المجنون حرج......
يشير اليها محذرا بأصبعه حتى لا تتهور ويتطور الأمر :
-هاتي السلاح ....وأعقلي يامجنونة ...
-اطلع بره يا اكرم ...اطلع من حياتي كلها
يترجاها بهدوء :
-طيب نزلي السلاح ..لايطلع منه رصاصة ..ماتوديش نفسك في داهية ...
لم تستجب لمحاولاته وتشير له بالتحرك خارج الحجرة ..حتى استطاعت اخراجه وإصاله لباب البيت وتقوم بدفعه بعنف بفوهة مسدسه حتى خرج من إطار الباب ذاهلًا فيقول بغضب اعتلاه :
-أمينة !!..أنا بحذرك ..
تشمخ بأنفها قائلة بسخرية واضحة:
-انت في موقف ماينفعش تهدد فيه يا حضرة الضابط ...البيت ده ماتدخلوش غير بإذن بعد كده ..وهعتبر ان اللي صدر منك ماحصلش ...لكن مرة تانية هضطر ابلغ اهلي اللي مش هيعجبهم الوضع ان طليقي يتهجم عليا في بيتي...
اثارت رجولته بتهديدها ليصرخ بوجهها وهو يتخيل لجوئها لابن خالتها مالك فيزداد غيرة وجنون :
-انت بتهدديني باهلك ...طيب أنا عايزة اشوف راجل منهم واقف قصادي واياكي اعرف ان اللي اسمه مالك ده دخل البيت ولا اتكلمتي معاه ..
اغاظها تحديه لها وهو لايملك عليها سلطان لتطيح بسلاحه أرضا بعنف ليصدر منه صوتًا عاليًا وتقول بتحدي :
-شرفت ياحضرة الضابط
يتبعها إغلاق الباب بعنف في وجهه ...ليصرخ بأعلى صوته محذرا إياها :
-أنا بحذرك ..!!!..ماشوفش اي دكر يجي ناحيتك ...ياانا يا الرهبنة من بعدي ياأمينة ....
تستند بإرهاق بظهرها علي الباب تسمع تهديده لها بعيون دامعة وقلب متألم ترفع كف. يدها فوق شعرها تحاول ازالة الخصلات المبعثرة فوق وجهها تهمس بألم
(مع السلامة يا أكرم !!..مع السلامة)
...........................................
تجلس ضامة ركبتيها إلى صدرها مستظلة بظل شجرة التوت تحتمي من أشعة الشمس الحارقة ناظرة امامها تشاهد اللون الأخضر المنتشر امامها الذي يكسوا تلك الأراضي لاتعرف نهايتها ...تشتم رائحة الزرع الرطب تداعبها نسمات الهواء العليلة بتحرك وشاحها وغطاء وجهها بخفة ..ساكنة ..هادئة من يشاهدها يجد لوحة فنية مرسومة لفتاة ضعيفة شاردة في المستقبل هادئة ..عكس مايعتليه قلبها ونفسها ....
تتساقط دموعها الدافئة من عينيها الفيروزتين لتشرد في يوم جلست نفس جلستها باكية ،..ولكن هيهات بين سبب بكائها اليوم وبكائها منذ زمن ...
..............
كانت تجلس ضامة قدميها الي صدرها علي الأرضية الرخامية مستندة علي احدي الشجرات المزروعة داخل المعهد ببنطلونها الجينز. ينحت ساقيها وقميصها القطني الزهري قصير الأكمام رافعة شعرها بعشوائية فتتناثر خصلاتها علي وجههاممسكة بيدها عدة أوراق تبكي بصمت موجع لمن يراهها..تمسح دموعها بظهر كفيها...
......
يقف في مكانه المعتاد ينظر لساعته منتظرا خروجها من الداخل بعد انتهائها من حضور دورة اللغة الإنجليزية كالمعتاد يضع يده بجيب بنطاله الأزرق .بملل ..فهذه المهمة التي وضعت على كاهله أصبحت تسبب له الضيق ..ولكنه يعلم انه من الواجب مراعاة ابنة خالته المراهقة فليس لهم من يعولهما بعد وفاة زوج خالته ..تاركا خالته وابنتها وحيدة بدون راعي ....كثيرا طلب منها ان تعود لبلدهم تعيش في بيت جده بالصعيد ولكنها قابلت ذلك بالرفض متحججة بان البلدة لا تلائمها الان .....شئ بداخله جعل منحنى تفكيره يتغير لشئ اخر ...شئ براق كقطعة الماس في لمعانه ...كالحلوي في مذاقه ...هشة كالحلوى القطنية تبهر العين والروح ..فيجد نفسه يبحث عنها بعينه متعجبا عدم وجودها كعادتها ليقول لنفسه "معقول ربنا هداها ،..وقدرت تكمل الكورس للآخر "....
عند بحثه يمينًا ويسارًا وجد شئ قابعًا أرضا مستندا علي شجرة صغيرة ..ضيق عينيه محاولا التركيز ..فصعب عليه الرؤية ليتحرك بخطوات بطيئة فتتضح له الصورة أمامه ...يجدها جالسة كالمتسولين غير عابئة بنظرات من حولها ضامة ساقيها لصدرها تبكي بصمت تمسح عينيها وانفها بظهر يدها ...يجد ابتسامة شقت شفتاه رغمًا عنه لحركاتها الطفولية ..يقترب منها بخطوات محسوبة وينزل علي ساقية ليكون في مستوي جلوسها يتنحنح يخشونه ويقول:
-احم احم ...انتي هنا وانا بدور عليكي ...
تنتفض عن سماع صوته الرجولي التي تعشقه... تنتفض صدمة وليس خوفًا تحاول اخفاء وجهها بخفضه حتى لايراها وهي باكية تقول بصعوبة :
-مالك !!!!!!..انت هنا من امتى؟!...
-من وقت ماكنتي بتدورى علي مناديل ومش لاقيه ...
تحرجت من ملاحظته انها لا تملك محارم كافية لمسح وجهها وأنفها الأحمر فتراه يخرج من جيب بنطاله محارم ورقية يمد يمده بها يقول بمداعبة لها :
-ده اخر منديل ...بعد كده معنديش الا قميصي اديهولك ....
تمد يدها تتناوله منه بحرص وتنفخ فيه بصوت يكاد ان يكون مسموع ..يظهر بعدها احمرار انفها الشديد ووجهها فتلتوي فمه بابتسامه ويهز راسه من تصرفاتها الغريبة ..يسمعها تشكره بهدوء ولكنها من الواضح لازالت حزينة حتى لاحظ ظهور بعض القطرات مرة أخرى بعينيها تهدد بالخروج ....ليقول لها بمرح :
-شكلي وحش وانا قاعد كده ...تعالي نقعد هناك ...
تهز رأسها بالرفض..لتبلغه انها تجد راحتها هكذا..فيتلفت حول نفسه بريبة ...ويقرر الجلوس بجوارها لعله يعرف سبب بكائها حتى خروج ابنة خالته :
-طيب ياانسة شيراز ممكن ..تاخديني جنبك عشان رجلي وجعتني ...
تنظر له بجانب اعينها ..فيتعجب من حالها فهي دائمًا مرحة كالفراشة لا تحمل هما للحياة ....فيسند رأسه خلفه شاردا .للحظات يتساءل بها بجدية :
-ممكن اعرف ليه كل العياط ده ؟
لم يخفى عليه انتفاضها عند سماع سؤاله ونظراتها التي خطفتها وتعود بسرعة تنظر امامها كأنها تريد اخفاء شئ تخجل منه او خائفة منه....
ينظر لها باهتمام عاقد الحاجبين يقول باهتمام :
-مش هتقوليلي ؟!...هو احنا مش اصحاب .ولا ايه ؟!..
تزم شفتاها بقوة وتكتف ذراعيها فوق أرجلها تقول باعتراض:
-انت مش صاحبي !!!!...وكمان أنا عرفت ان الكلمة دي عيب هنا ...مافيش صاحب ولد ومع بنت ....
يرفع حاجبه بتعجب من سذاجتها يسألها بفضول :
-مين قالك بقي ؟!...
-امينة ...امينة قالتلي ان ده عيب .....ومش زي إيطاليا الأولاد يصاحبوا البنات عادي ...
يهز رأسه بإعجاب واضح يخبرها بابتسامة هادئة :
-امينة؟! ...والله طمنتيني علي البنت دي ...عموما ياانسة شيراز ممكن تعتبريني اخوكي زي امينة ..وجربي لو فشلت في المهمة نلغي الأخوة ...
انتبهت لحديثه الذي نال إعجابها ..فهو يعجبها ويجذبها بملامحه شديدة الحدة الذي يظهر عليه الرجولة الطاغية وقوة شخصيته...لم تنتبه لنظرها المثبت علي وجهه تتأمل تفاصيله ..عندما طال صمتها أشار لها بيده امام اعينها لتفيق من توهانها وتعود لتركيزها مرة اخري فتسمعه يتساءل بهدوء:
-ها قولتي ايه ؟.
تبتسم بوجهها المنتفخ من البكاء ترفع كتفيها باستسلام :
-موافقة !!!
فيكرر سؤاله مرة أخرى بإصرار لا يعلم سببه :
-ها...قوليلي ...بتعيطي ليه ؟
تضغط على جانب شفاهها بطريقة مثيرة له جعلته ينظر لشفاهها متأملا رقتهما فيسمع منها بعض الكلمات غير المترابطة :
-أنا ...!!!!مستر العربي ...!!!!الامتحان يعني ...
يهز راسه يحثها على تكملة حديثها فيقول بثبات؛
-ماله الامتحان ؟!...
أشاحت بملل بيدها فتكمل بتوتر:
-مش الامتحان ..اصل ..اصل انا خايفة
-خايفة من الامتحان !!
تهز رأسها بالرفض فيزفر بملل محاولا معرفة سبب ضيقها يقول :
-واحدة واحدة عشان مش فاهم ..المشكلة مش في الامتحان ..المشكلة في ايه؟!...
تعض علي شفاها بخجل ووجه احمر وتحاول ترتيب كلماتها والهروب من نظراته المراقبة له ليجدها تخرج كلماتها ببطء بصوت منخفض :
-اصل ..مستر العربي ....اصله ..بيضايقني .
لم يفهم ماقصدته فيضيق عينيه محاولا استيعاب المعني قبل ان تقفز بعقله الظنون فيتساءل بهدوء:
-بيضايقك ازاي !!..مستقصدك في المادة ؟
تهز رأسها بالرفض :
-مش بالضبط ...بيضايقني بطريقة تانية .
يزفر بنفاذ صبر ينظر حوله بضيق ليرفع أصابعه يمسح فوق شعره بضيق لا يعرف لما انتابه القلق من فحوى حديثها ليقول بإصرار:
-شيراز !!!!...بصيلي ...ومن غير خجل واحكيلي على طول ...بيضايقك ازاي ...
تهز رأسها بخوف وخجل منه ..تخجل من إخباره مايحدث معها ..ليس لها ام او اخت تقص عليها وتستشيرها فيما يخصصها فتشجع لتقول له :
-بحس انه ...انه نظراته مش مريحة ..ووو..وووكمان دايما يبعت لي اخرج من الفصل اروحله مكتبه و..ووو
يشعر بالدماء الثائرة اندفعت برأسه لايعقل ما استنتجه منها ليقول بصوت عالي حاد :
-وايه؟؟؟..بيعمل ايه ؟؟...
تكاد ان تبكي من صراخه فتفضل الاحتفاظ بسرها بدلًا من ان يصب عليها غضبه ولا يساعدها بالأخير فتقول بتوتر وهي تحاول التحرك من جواره مستندة علي ركبتيه :
-ولا حاجة ...ولا حاجة ...أنا فهمت غلط ...
يندفع يمسكها من ذراعها بقوة فتنخفض قليلا لمستواه بتسمعه يقول :
-شيراز !!!..الزفت ده عملك ايه ؟
تهتز شفتاها بتوتر تكاد ان تنفجر في نوبة بكاء لتقول :
-بيحاول ...بيحاول يلمسني ...وانا خايفة ...وطلب مني ان يجي يديني درس في البيت ولما رفضت ...سقطني في الامتحان ....
تبرق عينيه بالشر لما سمعه كيف لمعلم مسئول يكون بمثل هذه الاخلاقيات معلم تربويًا ..متحرشا ..مبتزا ..لايمت للتعليم بصلة ..وهي ...لايعلم كيف أبا مسؤولا يتركها في غابة تفترسها بدون التفكير في العواقب لذلك ...يهدئ حاله محاولا التفكير ..ترى مدرسها نفس مدرس ابنة خالته ليتساءل بضيق:
-المدرس ده بيدي امينة ؟....
-لا...امينة في فصل تاني غيري .....
يحاول التفكير ليحل هذه المصيبة..والتروي قبل اتخاذ اي موقف ليقول لها بهدوء مخالف لما بداخله :
-المدرس بيتحرش بيكي !!!..احكيلي بالتفصيل عشان اقدر أساعدك ..
ظلت تقص عليه ماصدر من معلمها من تجاوزات ابتدت بملامسة اليدين بدون قصد ثم امساكها ليتحول الأمر لوضع يده فوق ساقها اثناء الشرح بمكتبه داخل المدرسة عندما تخلو من المدرسين ...يسبب كل ذلك الاشمئزاز والخوف منه ليفكر هو في الأمر ويطلب منها طلبًا جعل الذهول يقفز من ملامحها ،..ترفض في البداية ولكنها تضطر لتنفيذ اوامره حتى تتخلص من معلمها للأبد ...
..................
يجلست تهز ساقيها بتوتر بالغ منتظرة وصوله في اي لحظة تنظر إلى الطاولة التي أعدتها مخصوص لأخذ الدرس عليها ..كيف لها ان تقبل على مثل هذه الخطوة في الموافقة على حضوره لمنزلها مع خلوه الا من مربيتها تينا التي لاتترك المطبخ ابدا ..تشعر الان بالوحدة في هذة الحياة واليتم ..كتب عليها العيش بعيد عن ابيها المشغول دائما بسفره ....يدق جرس الباب فتنتفض خوفًا مما هو اتي فتري تينا تتجه للباب لفتحه والترحيب بالزائر ليظهر بعد لحظات معلمها المبتز بابتسامته اللزجة يقول وهو يمرر عينه على المنزل الأنيق الفخم :
-ماشاء الله ...بيتكم حلو اوي ياشيراز ..طبعًا الجمال ده كله لازم يعيش في مكان زي ده .....
تهز رأسها بتوتر مع فرك يدها معًا وتقول :
-ميرسي لذوقك يامستر ..اتفضل هنا عشان نبدأ الدرس ......
-على طول كده ؟..طيب ياانسة يلا ..مدام مستعجلة ..
تهديه ابتسامة مغتصبة وتشير له الي الطاولة فعند جلوسه لاحظ جلوسها مبتعدة عنه ليقول بلوم :
-ايه ياشيراز ..قعدة بعيد ليه ..قربي ياحبيبتي عشان تسمعيني كويس ...
تحركت بضيق لتجلس علي المقعد المجاور له ولم يخفى عليها نظراته لها لجسدها فتتوتر وتبدأ في تقطيع بعض الورقات التي امامها ...فتنتفض عندما وضع كفه فوق كفها يربت عليه :
-بطلي تقطيع في الورق ...زي العيال الصغيرة
-ححاضر !!
مرت اكثر من نصف الساعة يشرح فيها القاعدة النحوية متحججا كل لحظة بوضع يده فوق يدها او ساقيها ليقوم برفع ذراعه ليحيطها به وسط ارتعاشها ومخاولاتها للتخلص من ذراعه والتوائها رافضة هذا القرب بصمت ..ماكان منه الا يقترب منها اكثر مع تسلل أصابعه أسفل قميصها القطني يلامس بشرتها الناعمة من خصرها يهمس لها :
-تعرفي انك حلوة اوي ياشيراز ...يابخت اللي هيتجوزك ...
تتحرك بضيق محاولة التخلص منه تقول بخوف ورجاء:
-لو سمحت ابعد ...عيب كده ...
ليهمس لها مع تسلل يدها بوقاحة على جسدها :
-ماتخافيش !!..مش هيحصل حاجة ..تعالي قربي .....
تموت رعبًا تشعر بازدياد ضربات قلبها وظهور الدموع بأعينها لم تتعرض لمثل هذا الموقف من قبل ،..فتجد نفسها تصرخ باسمه مستنجدة به بصوتها الباكي ..الرافض .المتمرد ...صرخة شقت صدره قبل صدرها ..:
-مااااااااالك !!!!!!
يتبع
أنت تقرأ
باليرينا الشرق( مكتملة)محولة للورقي الآن مع تعديل السرد وتحويلها للفصحى كليا
Romanceأنت برد ونار أنت طريق غير مختار قدر يلاعبنا كالأوتار من بين لقاء ووداع لقاء نبني عليه قصور من الأحلام ووداع يقطع أوصال أفئدتنا لأشلاء