الفصل السادس عشر

6.3K 243 1
                                    

الفصل السادس عشر
قراءة ممتعة🌹🌹
🌹🌹🌹🌹🌹🌹

...تصرخ بقوة تحت تلك اليد مع محاولاتها للتخلص من قيدها .
لتجده يهمس باذنها:
-شششش ..أنا مالك ..يخربيتك هتفضحيني يا شيراز ....
هدأت مقاومتها عندما سمعت صوته الحنون العاشقة له يهمس بدوره :
-هشيل ايدي .بس اوعي تصوتي ...
هزت رأسها بالموافقة وتشعر بعدها بتحرك يده من فوق فمها مع بقاء ذراعه ملتف حول خصرها يقول لها :
-وحشتيني ..وحشتيني يا روح مالك....
تململت بين يده بضيق حتى يحررها وتبتعد عنه تواجهه بشراسة :
-عايز ايه يامالك مني؟!...مش كفاية اللي حصل لحد دلوقت .....
لفها اليه لتبتعد هي بعض خطوات الخلف فنظر لها بوشاحها الأسود الذي يغطي رأسها وغطاء وجهها يظهر من خلفهما عيونها الفيروزية لأول مرة خلف نقابها...كم كانت ماهرة في اخفاء معالمها المحببة له عنه عمدًا ...ولكنه يلوم نفسه من لحظة اكتشافه لها كيف لم يشعر بانها هي ؟!...عندما لامسها واحتضنها ..لما كان غبيا لهذه الدرجة الشنيعة؟......اقترب منها خطوات بطيئة يسرق المسافة بينهما وعلى حين غرة ينزع عنها نقابها بقوة جعلتها تشهق عاليا رعبًا من فعلته ..لما هي الان مرتعبة من فكرة كشف وجهها امامه ما دام قد كشفت شخصيتها له ....؟ألقى نقابها أرضا مع غطاء رأسها الذي انتزع عن غير قصد ليظهر شعرها البني المصبوغ الذي يتداخل فيه بعض الخصلات الشقراء معقوصا خلف رأسها يرفع اناملها يحرر شعرها لينسدل فوق كتفيها بحرية لتكتمل صورتها الحيّة يقول بصوت اجش:
-تخيلي من وقت ما كشفتك ....وانا حاسس أني في وهم ...حاسس أني بتخيل زي كل مرة وهصحى على كابوس ...
رمشت بعينيها بتوتر من كلماته التي إلتمست الصدق في نبرته ..ابتلعت ريقها بصعوبة تشعر بجفاف حلقها فجأة وشعورها بالعطش ليكمل حديثه بنبرة حزينة:
-وإزاي كنت بقصد اهينك ...واتعبك ..ازاي كنت قاسي كده ..ازاي ما اخدتش بالي ان خديجة عندها نفس مرضك ...ده كان كفيل ان اشك ...بس أنا غبي زي كل مرة ......
ابتسمت على نعت حاله بالغبي ..نعم هو غبي !!!!....لتسأله بسخرية وتحدي :
-عايز ايه من خديجة يا حضرة الغبي؟.....
لف ذراعه حول خصرها يضمها إلى صدره فتشعر بسرعة تنفسه الخشن تلفحها انفاسه الدافئة تداعبها :
-عايز استرد حقي اللي اتحرمت منه سنين ...عايزك يا شيراز تكوني زوجتي وحبيبتي وصديقتي وعشيقتي كمان ...عايز نكمل حياتنا مع بعض زي ما كنا مخططين ...أنا مالك ...حبك الاول والأخير ...نفسك اللي كنتي بتتنفسيه ...
ردت عليه بأسى وحزن مؤلم:
-شيراز ماتت يا مالك مالهاش وجود ..اللي موجودة دلوقت خديجة ...
اقترب منها يخطف قبلة عميقة من شفتاها بلهفة فيبتعد بعد لحظات ويكمل وقد زادت سرعة تنفسه بوضوح :
-الاسماء مش مهم ...المهم انتي بكيانك كله معايا وبين أيديا ..فاكرة زمان لما كنت بحس برجاء في عينك ان احس بيكي وبحبك ..أنا دلوقت اللي بترجاكي تحسي بعشقي ليكي ...
ضمها بقوة كبيرة ولهفة جعلتها تشعر بألم جسدها تحت يده يدفن وجهه في تجويف عنقها يقبلها باشتياق وتصدر منه آهة وأنين من شدة اشتياقه لها ..لم تعرف متى وكيف رفعت يدها باستسلام وضعف تبادله احتضانه بلهفة مغمضة عينها عن العالم من حولها ..متناسية ما فعله بها كل هذه السنين ..بعد لحظات وجدت حالها تطير بالهواء غير ملامسة الأرض ثم شعورها بالأرض أسفلها بعد ان اجلسها ارضا وهو امامها يودعها قبلاته المنتظرة سنين ممسكا بوجهها بتملك ....ابتعد عنها بعد لحظات يلتقط انفاسه ينظر لشفاهها المتوردتين التي عانت من هجماته منذ قليل تنظر الي عينيه بخجل واضح من هجماته فيتذكر شيئا ويقول متلهفا:
-جرحك عامل ايه دلوقت ؟...لسة بيوجعك ....
اخفضت رأسها بخجل مع اهتزاز رأسها بالسلب تحاول اخراج كلماتها من فمها المتورد:
-الجرح كان بسيط ..بس اكيد هياخد وقت زي جرح ظهري عقبال ما يخف ....
أنا اساسا مش عارفة ليه أغمى عليه وقتها ...انت اللي ايدك اتعورت بسببي....
ابتسم يداعبها يقول باستسلام :
-اعمل ايه ؟؟؟..وانا شايفك هتموتي نفسك يا غبية ،كنت لازم امنعك باي طريقة حتى لو كنت أنا اللي هتصاب بدالك ،..
-آسفة ....نطقت كلمتها بأسف واضح .....
-فداكي روحي وقلبي ...المهم عندي انك بخير وسليمة ...
نظرت له بتيه ارادت الارتماء بأحضانه وبث شكواها له ..وقص عليها ما حدث لها وما تعانيه منذ سنوات ..فتحت فمها لتبدأ بالحديث ولكنها شعرت بالتخاذل لتغلق فمها مرة اخرى ...كل هذا وهو يراقب ملامحها المتوترة شعر بانها تريد إخباره بشئ ولكنها تراجعت عن ذلك ..هل ما زالت لا تثق فيه كما سبق ؟!..امسك كفيها بهدوء يرفعهما لفمه يودعهما قبلة رقيقة يهمس لها بصوته الأجش :
-مالك ؟...حاسس ان في حاجة عايزة تقوليها ومترددة ....
اهتزت شفتاها لتضغط على طرف شفاهها مسيطرة على اهتزازهما تقول بصعوبة :
-انت ليه مش عايز تطلقني ؟...احنا ما بقاش ينفع نكمل مع بعض ..انت خلاص اختارت حياتك مع غادة واستحالة هقبل اكون سبب في خراب بيت حد ...الأحسن ليا وليك ..اننا نفضل على اتفقنا ...ماتنساش انت اتجوزت خديجة واقسمت لخديجة انك هتحررها وقت ما تطلب ده منك.....
وانا اهو بطلب منك اننا ننفصل ....
هز رأسه بالرفض يهمس لها ببطء:
- أنتِ غبية صح؟.. مستحيل ...مستحيل أتخلى عنك بعد ما لقيتك ..وانتي اللي بتطلبي ده مش مصدق ..وكمان انتي السبب لو كنتي قولتي انك شيراز ما كنتش اتجوزتها من الأساس !!!!
-لا ..صدق ..في حاجات كتير انت ما تعرفهاش ...جوازي منك كان لهدف واحد هو ان اكون محمية في البيت ده من اي حد يحاول ياخدني منه ...انت ماسألتش الحاج حافظ ايه السبب لحد دلوقت؟!....
رد بعصبية :
-اي سبب ؟!..أنا مش عايز اعرف اي حاجة غير انك مراتي وملكي واستحالة حد يقدر يبعدك عني ...فاهمة!!!!
ردت بسخرية وصوت خاوي :
-مراتك ؟؟...انت شايف أني مراتك ؟؟...أنت اتجوزتني وانت رافض الجوازة ...وكمان شوف نفسك يا مالك ...جاي تتسحب زي اللي بيسرقوا عشان تشوفني في الخفا ..بعد ما مراتك نامت ...وجاي وانت ريحتك غرقانه (perfum) بتاعها ..انت كنت في حضنها يامالك ...في حضن مراتك الحقيقية اللي أجوزتها قدام الناس كلها...مافيش حد يعرف اني مراتك ..بلاش نضحك على بعض .......
نظر لها مدهوشًا من كلماتها المرتبة ..شيراز لم تكن هكذا ..كانت طفلة مراهقة تتكئ عليه تسير بجواره ليست تقف ضده تهاجمه ولا يستطع إجابتها حتى .......
وجدها تقف امامه بتحدي تنتشل حجابها من فوق الأرض تقول بصوت حزين :
-احنا عمرنا ما هنكون لبعض يا مالك ..طريقنا عمره ما كان واحد لو تلاحظ كده ...فخليك في طريقك اللي رسمته من غيري ومتخافش عليا أنا كمان هحاول اوصل لاندرو وارجع لحياتي تاني ......
تحركت من امامه قاصد الهروب إلى حجرتها ليفيق من صدمته يندفع يحتضنها من الخلف مانعا إياها من تركه يصرخ بها:
-حياتك معايا أنا ..أنا بس يا شيراز ...
يلفها اليه لم تبدي اي مقاومة تشعر بخوائها وانهزامها ..الي متى سيلعب بها القدر بهذا الشكل ؟!...اسند جبينه بجبينها يبلغها عشقه يصرخ بها :
-انتي مرض ماشي في جسمي ..مرض اتصابت بيه ومش حابب أشفى منه...
رفعت يدها تحيط وجهه تسأله بلهفة :
-بتحبني يا مالك ؟...معقول حبيت شيراز كل الحب ده ؟......ولو حبتها وجعتها ليه من البداية؟...
نثر قبلاته المتلهفة على وجهها وعنقها يضمها الي صدره يريد إخفائها عن الجميع يخبرها بلهفة:
-بتسألي يا غبية ؟!...لسة بتسألي ..؟!بحبك ..بعشقك ....
شهقت برعب مع محاولتها دفعه عنها بصدمة ...

باليرينا الشرق( مكتملة)محولة للورقي الآن مع تعديل السرد وتحويلها للفصحى كلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن