الفصل الخامس والثلاثون

5.3K 204 7
                                    


الفصل الخامس والثلاثون
&&&&&&&&

نظرت لهاتفها برعب لتجد نفسها تفتح المكالمة ليصلها صوته يقول :
-حمدلله علي السلامة يا شيراز هانم ....
وصلها نبرة صوته بوضوح لتجحظ عينيها بريبة وظلت تمرر عينيها بينه وبين هاتفها لتردف بصدمة :
-انت!!!!
هز رأسها مع ثبات ابتسامته الجانبية التي تزيد من جاذبيته ولكن ما لم يتوقعه هجومها عليه تمسكه من مقدمة قميصه تصرخ من بين أسنانها بغيظ:
-انت !!!!!...انت اللي كنت بتطاردني ....انت اللي كل يوم منيمني وانا مرعوبة ..
ظل يضحك على فعلتها لا يستطع إكمال جملة واحدة من حالة الضحك التي انتابته من هيئتها ..امسك كفها القابضة على قميصه بحنان يحاول تهدئتها :
-استني ..هههه..استني بس ..هفهمك يا مجنونة ...هههههه.
جزت على اسنانه تحاول ضربه بقبضتها في صدرة بضيق:
-استنى ؟..استنى ايه ده أنا هموت ..انت بارد ..معندكش دم..
احاط بيدها اليمنى ليثبتها خلف ظهرها حتى ألصق صدرها اللاهث بعنف بصدره الصلب يهمس بعتاب واضح:
-هنعقل بقى ولا ايه ؟..خليني أفهمك ..اولا أنا ماقصدتش اضايقك .انتِ يا هانم اللي غبية ...واحد لسه شاري لك تليفون جديد ومن الطبيعي يكون رقمه لسه مش مع حد غيره ..تقومي تسأليني مين معايا ؟..الحقيقة اللعب معاكي كان ممتع ..
تململت في وقفتها تحاول فك قيدها منه تقول بغيظ:
-المفروض كنت تنبهني ..ما تسبنيش غبية كده...
قرب وجهه منها لتلفح وجهها انفاسه الرجولية يهمس بابتسامة :
-وانتِ كنتِ المفروض تبلغي جوزك ..عن اللي بيضايقك ولا ايه ؟..الحقيقة انتظرت كتير تيجي تصارحيني ولما لقيتك ما اتكلمتيش قولت خلاص سيبها يا حازم تترعب عقابًا ليها ....
خجلت من قربه الشديد ما بها أضحت لا تهابه ولا تخاف قربه لتطلب منه بهدوء :
-طيب ممكن تسيب ايدي ..عشان وجعتني ...
تركها على الفور لتبتعد بخجل و تدلك كتفها الأيسر تحاول الهروب من مراقبته فاقترب منها بحرص يلمس كتفها الأيسر يسأل بخوف :
-كتفك لسه بيوجعك ؟..ليه شيلتي الكتف بس؟!...
اهتز جسدها بخجل تجيبه بهدوء:
-لا أنا كويسة ..ما تقلقش...
ظل ينظر لها وهي مخفضة رأسها تحاول الهروب من مراقبته لها لتشعر بعدها بملمس كفه فوق كفها الأيمن يجذبها خلفه في خطوات متزنة جهة الأريكة الجلدية بالحجرة :
تعالي يا شيراز..أنا اتصلت بيكِ عشان في موضوع مهم لازم نتكلم فيه ...
وصل الأريكة يجلس عليها ويجذبها بإصرار لتجلس ملتصقة به فوقها ظل ممسكا بكفها بحنان حتى اختفت معالم كفها الصغير داخل راحته الكبيرة ليخبرها بثبات :
-أنا كنت وعدتك بمفاجأت كتير لسه مستنياكِ بس شكلك كدة هتخليني احرقها انهاردة ليكِ...
ظلت تنظر له باهتمام و بعقل مشغول عن ماهية المفاجأت فكل مرة يخرج لها من جعبته مفاجأت تسعدها وتبهرها ...تُرى هل ستبهر هذه المرة ؟!...عندما رأها الفضول يصرخ من عينيها سأل مستفهما :
-انتِ كنت بتدرسي في كلية ايه؟
عقدت حاجبها بتعجب من سؤاله :
-كنت ..كنت في اول
سنة ليا في كلية اقتصاد ...
قال بحبور واضح :
-اقتصاااد ..رائع ...مش حابة ترجعي كليتك ؟!...
نظرت له بصدمة مما ذكره لتقول بصدمة :
-كليتي ..كليتي أنا ؟!..يعني تقصد ان ارجع اروح كليتي ؟!!..
ابتسم بشدة على صدمتها :
-اه يا شيراز كليتك ؟!...بسألك عايزة ترجعي كليتك؟
-امسكت يديه الاثنين تصرخ :
طبعًا ..طبعًا ..بس ..بس ازاي ...؟
-لا ده شغلي أنا بقي ...
سألته بريبة مرة اخرى:
-بس ده معناه ان .!!!..انِّ هسيب هنا مش كدة ؟..
هز رأسه بالإيجاب يؤكد علي حديثها لتنتفض تحتضنه بقوة شعر خلالها بان رصاصة اخترقت صدره ..ادركت فعلتها لتردف معتذرة :
-أنا آسفة بس الفرحة كبيرة ...
ابتسم بثقل ..لقد حزن لشعوره بسعادتها لبعدها عنه ...ليردف بصوت خشن يشوبه القليل من الاهتزاز :
-احم ..نيجي للمفاجأة التانية .....كنت قبل كدة قولت لك يوم ما تحبي تنفصلي أنا هنفذ رغبتك ..عشان كده جاي اخيرك واديكِ فرصة تفكري قبل قرارك الاخير ..اننا ننفصل وبردوا هفضل جنبك وقت ما تحتاجيني.....او .....!!!
او تختاري ان اكون زوج ليكِ يصونك ويحافظ عليكي وأنك تكوني زوجة ليا ..زوجة ....زوجة تكون معايا لآخر العمر ......
رمشت بأعينها اكثر من مرة غير مستوعبة طلبه ..وتخييره لها ظلت تحدق به بذهول لا تستطع الاجابة ..بل تستطع ولكن عقلها متوقف الان ....ايعقل انه يخيرها الان من بين حريتها وقيدها ..كادت ان تختار بسرعة الاختيار الاول بدون تفكير ولكن فعلته أخرستها ..عندما رفع كف يده يريحه فوق وجنتها بحنان مع صوته الهامس:
-شيراز !!!..مش عايزك تستعجلي ..عايز تسمعيني الاول ..أنا عارف انك انظلمتي كتير ..وان جوازنا له ظروفه ،...بس أنا يا شيراز مش. طالب منك الا حاجة واحدة بس ..
سألته بتأثر :
-ايه هي؟!....
أجابها بترجي واضح :
-فرصة !!!!..مش طالب منك غير فرصة واحدة ..اديني فرصة اثبت لك فيها ان مش وحش زي الصورة اللي رسمتيها ..افتكر لحد الان أنا بحاول احميكي من كل اللي حوليكِ فاستاهل فرصة منك !!....
حرك أنامله يداعب وجنتها الحمراء برقة ويكمل :
-مش يمكن اقدر أسعدك ..أنا محتاج منك انك تحاولي تغيري نظرتك ليا ..تشوفيني زي ما أنا يا شيراز مش وجه تاني لحد بتكرهيه ..،
تأثرت من كلماته البسيطة التي خرجت من داخله بثبات مزيف يحاول إظهاره لها ..رغم معرفتها لقوة وصلابته الا انها لم ترى ذلك الجانب منه من قبل لتسأله بغباء واضح :
-وليه كل. ده ؟...هيفرق في ايه ان أديك فرصة او ما ادكش؟!...
أراح كفه الآخر على وجنتها الأخرى ليحاصر وجهها بكفيه ينطق بصوت هائم :
-هيفرق كتير ..كتير اوي معايا ..الفرصة اللي هتديهاني دي هتحييني ...
هز رأسه مؤكد لحديثه عندما شاهد تعجبها من كلمته :
-ايوه ..هتحييني ...
شعر بارتباكها الشديد ومحاولاتها البعد عن مرمى ملامسته فأثرها في نفسه وحررها من ملامسته ..ارتعب من فكرة تسرعها في اتخاذ قرارها ليقاطع حديثها قبل ان تردف :
-أنا مش عايزك تستعجلي في قرارك ..ياريت تفكري كويس في الموضوع ...
رفعت اناملها تريح خصلتها المتمردة خلف أذنها بتوتر :
-هتتقبل قراري من غير زعل ...
ضربة قوية في منتصف صدرة تألم لشعورها .ولكن اصر على إظهار تماسكه كما اعتادت ليجيبها بتعقل :
-ايوه ؟..مهما كان قرارك أنا هتقبله ...
-أوعدك ان افكر في الموضوع ...
أردفت بجملتها ليراها تستقيم من جلستها تستأذن الانصراف باضطراب واضح وعند وصولها للباب عقد حاجبيه من توقفها المفاجئ حتى سمعها تسأل بمشاكسة :
-حازم !!...ممكن أسألك سؤال ؟!..
هز رأسه بفضول ليسمعها تكمل بخجل :
-انت عرفت ان أنا شيراز ازاي ؟!.....
وقف امامها يضم ذراعيه امام صدره ..يمرر نظره على تفاصيل وجهها الساحر بوله واضح مع سطوع ابتسامته الرجولية التي تربكها دائما ......
................
بعد عدة أيام
............
ظلت تنظر لنفسها بمرآة حجرتها برعب جلي من الخطوة الجنونية التي قررت اتخاذها امسكت بفرشاة شعرها تمررها بهدوء على خصلات شعرها الناعم فتتوقف يدها فجأة عندما وقعت عينيها على قلادتها الخاصة التي ترافقها منذ إهدائه إياها لها ..تزين صدرها الابيض الحليبي المتشبع بالحمرة ..حمرة مماثلة للون حمرة قميص نومها الطويل الشفاف الذي يزينه مأزره الحريري ...تنهدت تنهيدة مهتزة خائفة من تلك الخطوة المصيرية بحياتها تحركت مبتعدة عن مرآتها تجلس فوق فراشها تحاول ترتيب افكارها مرة اخرى لعلها تعدل عن تلك الخطوة الجنونية ..فالضغوطات تحيطها من جميع الجهات بداية من "آمنة "التي لم تكل ولا تمل من الإشارة لها من بعيد لضرورة استقرار ابنها الوحيد ...شردت في ذلك الحفل ..حفل زفاف احدى رجاله الذي اصر عليها من قبل اصطحابها معه لتكون بجواره امام البلدة كزوجة لكبيرها ..لن تنسى نظرة عينه التي إلتهمتها عندما طلت عليه من اعلى الدرج تتهادى في خطواتها بالقفطان المغربي بدرجة الاحمر القاتم المطرز بخيوط ذهبية براقة ..هذه الطلة جعلته يكتم انفاسه بقوة ليزفرها دفعة واحدة بطريقة وصلت لسمعها بوضوح حتى انتهت خطواتها لتقف امامه منتظرة تعليقه على طلتها الجديدة ولكن ما صدمها قوله الفظ :
-ايه اللون ده !..مالقتيش لون غيره ؟
لتجيبه في الحال انه من اختيار امه ..ليبلع لسانه ويأمرها بخشونة برفع غطائه المتدلي خلف ظهر القفطان لتداري خصلاتها التي جمعتهم في عقصة خلف رأسها بطريقة منمقة ...
..........
عادت مرة اخرى من شرودها تهمس لنفسها :
-هتعملي ايه يا شيراز ؟..دي هتبقي كده النهاية ؟!....
ابتسمت عندما تذكرت رؤيتها له من داخل بيت العروس الذي ولجت اليه بصحبة الحاجة" آمنة "...رأته يمتطي حصانه ليتمايل به علي أنغام المزمار ودق الطبول بجلبابه الأنيق ولفة رأسه البارعة ..علمت بعدها ان ذلك طريقة مجاملة العريس كعادات البلد ...لن تنس انه لمحها ضمن الكثير من الفتيات الفضوليات الذي تلصصن على رقص الرجال من الشرفة ..لا لم يلمحها بل عرفها ضمن الموجودات كالواثق من وجودها ..ليرفع عينه لها بابتسامة وقورة يغمز لها بعينه بوضوح ...لم تصدق ما فعله في وسط هذا الحشد لتصلها شهقات واضحة متتابعة على فعلته ممن حولها من الفتيات ما زاد من خجلها بينهما ..
.....
انتبهت لصوت رنين هاتفها لتنتبه له هذه المرة وهي على يقين من هوية المتصل ..فتجيبه بهدوء ..ليصلها صوته السائل :
-لسه ما نمتيش ؟...
ابتسمت على سؤاله هل يتصل يتأكد من نومها ام ليقلقها منه؟...لتجيبه بهدوء مماثل :
-ايوه لسه ..الحقيقة كان دماغي مشغولة شوية ...
صدر منه سؤالًا باهتمام :
-يا ترى ينفع اعرف اللي شاغلك ..
استقامت من جلستها تتحرك في اركان الحجرة بتوتر تجيبه :
-كنت بفكر في الموضوع اللي عرضته عليها وكنت بحاول اخد قرار فيه ..
اعتدل في نومته يقول :
-يا ترى وصلتي لقرار ؟!....
-ايوه !!!!
كلمة مختصرة أردفت بها بخجل لم يلحظه ليقول بصوت اقوي :
-وايه هو ؟!...
ظلت صامته تعض على جانب شفتيها حتى ادمتها خائفة من قرارها المتهورة ..خائفة من الندم والضياع ...لتقول بعد ان فقد الأمل في إيجابتها:
-ممكن تيجي اوضتي حابة أبلغك قراري بنفسي ...
لتغلق الخط سريعا تلقيه فوق المقعد المخملي باضطراب ظلت تتحرك بسرعة ذهابا وإيابا تفرك كفيها بقوة ..حتى انتفضت على طرق الباب الذي تبعه فتحه دون انتظار الإذن للدخول ..هكذا كانت صدمتهما ..صدمتها من سرعة تلبية طلبها ولهفته لمعرفة قرارها ..اما عن صدمته فهي اكبر بكثير ..صدمة جعلته لأول لحظة يتلفت خلفه يتأكد انه بحجرتها هي ..ليعود ينظر اليها بفم مفتوح يمرر عينيه عليها من أعلاها لاسفلها بصدمة من هيئتها .هل تلك دعوة صريحة منها ام هو اخطأ التفسير ؟اقترب خطوتان بتردد واضح يقول بصوت فقده :
-أنا ..أنا جيت زي ما ..ما طلبتِ
ظلت تفرك يدها بتوتر تهز له رأسها ببطء ..دفع ساقه ليقترب خطوة اخرى يقول :
-قولتي انك اخدتي قرار!!...
حركت رأسها مرة اخرى تتمم على حديثه ..لاحظت قبضته وأعصابه المشدودة بجانب حركة تنفسه السريعة ..اقتربت منه عدة خطوات محسوبة حتى وصلت اليه مستمرة على صمتها المقبض ولكن بنظرة عينيها شئ مختلف شئ اصاب خللا بزوايا عقله ..اهتز جسده الرجولي وجحظت عينه بشدة عندما لمح حركة يدها ترفعها لرباط مأزرها الاحمر تحل عقدته بخفة و تزيحه عن جوانب كتفيها ليسقط أرضا أسفل ساقها ..فيظهر أسفله قميص نومها الشفاف الأحمر الذي يصف اكثر مما يخفيه ..نظرت له بكبرياء أنثى رغم شعوره باهتزاز جسدها بوضوح ..أصابه شيئا من الغباء ...ليجدها تقترب منه تهمس :
-ساكت ليه ؟!.مش كنت عايز تعرف قراري ...
ابتلع ريقه بصعوبة عندما شعر باقترابها بهذه الهيئة الساحرة ..اراد لمس خصلاتها التي تعانده وتخفي عنه ملامحها عند عمد اراد التأكد من قرارها وأنه لا يتوهم فسألها بصوت مبحوح :
-متأكدة ؟!...متأكدة من قرارك ده ؟!..قرارك ده ما فيهوش رجعة ياشيراز!!!
رفعت فيروزتها إليه تبادله النظرات العميقة ..مر بينهما صمت طويل مقبض للأنفاس حتى نطقت بكلمتها الاخيرة كانت له كقطرة ماء ترويه وسط ظمأه الطويل .:
-متأكدة....!!
لم يمهلها ثانية اخرى حتى جذبها بلهفة لصدره يحيطها بذراعيه بقوة تملكية ألمتها ...مغمض العينين ...يدفن انفه في شعرها ..يشتم رائحتها باستمتاع مجنون ليؤكد لنفسه انها اصبحت له بقرارها وإرادتها ليس إجبارا وقسرًا ...تململت بضعف بين احضانه حتى ابعدها بدون تحريرًا لها . يواجه وجهها المصبوغ بحمرة الخجل فتصله كلماتها البسيطة :
-براحة !!!..
هز رأسه يوافقها حديثها يردف بصوت مهتز :
-حاضر ..زي ما تحبي ....
ضمها مرة اخرى لاحضانه بحنان يقرب شفتيه من وجنتها يبصمها بختم امتلاكه برقه لتصله رعشة واضحة من جسدها جعلته يضمها اكثر لصدره ..ولكن تلك القبلة البسيطة لم تشبعه بل زادت من جوعه واحتياجه لها ..اخفض وجهه يقبل عنقها بنهم جائع لتتحول قبلاته المتمهلة لقبلات عشوائية على وجنتيها وعنقها لينتهي بإلتهام شفتيها بتملك رافضا تحريرها رفعت كفيها تستند فوق صدره اللاهث بقوة فتشعر بمضخته القوية التي تهدد بالانفجار لتجد نفسها محمولة بين ذراعيه وهو مصر على عدم تحريرها من بين احضانه ..شعرت بدوار شديد لا تعلم سببه ..فهجماته المتتالية لم تعطها الفرصة لمتابعة هجومه أو صدها ..كل ما استطاعت فعله هو الاستسلام له فقط ...
حتى استشعر جسدها ملمس الفراش أسفلها يريحها فوقه مع عدم تحريرها من قبضته .مستمر في قبلاته الحارة على اذنيها وعنقها مرورًا فشفتيها شئ بداخلها يزيد من رعبها خوفا من المستقبل ..خوفا من تلك الخطوة .هل ستستطيع إلقاء الماضي بسواده خلف ظهرها لتبتدي من جديد ..في ظل دوامتها لم تنتبه له الا وهو ينزع عنه ملابسه بلهفة عاشق ..لتكتشف تجريده لها من قميصها الناعم ليتحدا جسدهما في تلاحم غريب عليها ..رفعت كفيها تريحهما فوق ظهره الصلب ..لتنزع فتيل صبره ..ويطلق عنان أسده المكبل ..لينعم بلحظات كانت محرمة عليه .. يهمس باسمها برجاء شديد ..رجاء لتستقبله بعالمها الخاص ولا تطرده من جنتها .....
.......
بعد لحظات نائمة منكمشة على حالها متمسكة بغطائها بقوة بجسد منتفض وعيون مفتوحة على وسعها غير مصدقة ما حدث بينهما منذ قليل ..تنظر للفراغ جوارها الذي كان يحتله جسده المنتفض منذ لحظات ..انتفضت عندما وصلها صوت خروجه من دورة المياة ..خشيت من رفع اعينها له ولكن فضولها جعلها تلمحه بجانب اعينها لتراه يتحرك بوجه واجم يتساقط الماء من جذعه العاري حتى شعرت باقترابه ليلقي بجسده بجوارها بصمت موجع رفعت اعينها تراقب عضلة فكه المتشنجة بجانب وجهه ليصلها تحفز جسده واحتراق أعصابه ..لسعات ضربت أعينها لتتفاجأ بسيل الدموع على وجنتها ليتحول بكائها الصامت لتشنجات صامتة ...للحظة فقدت السيطرة على اهتزاز جسدها القوي ...كان يشعر بكره بالغ لذاته ..كيف اندفع وراء رغباته الجامحة؟.. وكيف أعمته شهوته لامتلاكها ؟..كان يهيم معها فوق سحابة بيضاء ..سحابة خفيفة كادت ان تدخله من اوسع أبواب جنتها ليفيق على واقع اسود عندما اصطدم بشدة بأرض الواقع معها ..كان لازال بجوارها واضعًا ذراعه فوق اعينه حتى شعر بتشنجاتها المتتالية ..منذ لحظة خروجه من دورة المياة يشعر بها تراقبه بخوف ..ألمه خوفها منه حتى ينتهي الامر ببكائها الصامت ..أزاح ذراعه عن عينيه ليجذبها اليه بإصرار في محاولة منه لتهدئتها من نوبة انهيارها فتستسلم لاحضانه ..ظل يربت فوق رأسها المستريحة فوق صدره العاري بحنان بالغ ..حتى وصل لسمعه همسها باسمه فزاد من ضمها بذراعه الآخر يجيبها :
-نامي ..ياشيراز وبكرة نتكلم ...
تحركت اناملها فوق صدره لتنطق بصعوبة :
-أنا آسفة !!..صدقني ما قدرتش ..
قرب شفتيه يهدي رأسها قبلة هادئة يخبرها :
-مش محتاجة تعتذري عن حاجة ..أنا اللي المفروض اعتذر لان ما قدرتش اتحكم في نفسي ..المفروض كنت اقدر نفسيتك وما اضغطش عليكِ..
هزت رأسها بالرفض تحاول رفع رأسها تنظر له تدافع عن نفسها :
-انت ما ضغطش عليا ..بس حاسة ان في حاجز بينا ياحازم .....مش قادرة اكسره...
ربت فوق وجنتها بحنان يردف:
:نامي وما تفكريش في حاجة ...
ألقت برأسها فوق صدره حتى شعر بارتخاء جسدها بعد لحظات من يقظتها..لتستسلم لنوم عميق بين احضانه ...
...........
بعد اسبوعا
...........
ظلت تفرك يدها بتوتر لا تصدق ما اقدمت عليه ..تجاهلت كل شئ حولها تجاهلت اسألته التي لم يكف عن إلقائها عليها الفترة الفائتة بتجاهل متعمد منها ..لاتريد لشئ ان يفسد خطواتها ..ليصلها صوت امها تردف بضيق:
-امينة ...عمامك اتصلوا وقالوا انهم في الطريق ...
التفتت لامها بفستانها الكريمي البسيط المزدان بلآلئ بيضاء فتجيبها بتوتر :
-طيب كويس ..
فتنتبه لضيق امها فتسألها بحرص :
مالك يا ام امينة ؟..مش فرحانة ان خلاص هتستريحي مني وهتجوز ..
أصدرت صوتًا اعتراضيا بفمها تردف :
-جواز ..انتي بتسمي اللمبتين اللي متعلقين دول بره والكام نفر اللي حاضرين ده فرح ...فرح الندامة ...
هزت رأسها باعتراض لتتحرك بحذائها العالي تنظر لنفسها بالمرآة تضبط زينة وجهها :
-ماما !!..مالوش لازمة الكلام ده ..أنا بحب فزاع وهو بيحبني وما يهمنيش الشكليات دي ..أنا لولا تصميمك كنت خرجت على بيته على طول ومكنش له لازم تعزمي عمامي هما من امتى كانوا بيسألوا علينا .....
انتبها كلاهما لصوت مالك بالخارج يصدح لينبههما لوجوده لتقول امينة باهتمام :
-اهو مالك جه في وقته !..
كادت تتحرك ولكن منعتها امها عندما جذبتها من ذراعها كادت توقعها:
-استني هنا ..انتِ بعتي لمالك ليه ؟.
حررت يدها بسرعة تردف اثناء خروجها :
-بعدين يا ماما بعدين !!!...
.......
ظل ينظر لقدميه بعقل يعمل بسرعة كالحاسوب ..يرتب خيوط حديثها ويربط الاحداث ..رفع يده يمسح فوق وجهه بفقدان صبر ..فوصل صوتها المضطرب لسمعه :
-مالك !!.انت ساكت ليه ؟....ما قولتليش رأيك؟!..
رفع نظره لها بشراسة :
-انتِ هبلة يا أمينة !!!..انت فاكرة الموضوع خلص على كدة ..انت ما تعرفيش اكرم ولا ايه ؟...
إجابته بتوتر:
-انت هتقلقني ليه ؟؟.ما هو من وقتها ما حاولش يحتك بيا خالص ...
-ماهو سكوته ده ما يطمنش يا امينة ..يارب يكون كلامك صح ...عموما كويس انك حكيتِ لي كل حاجة ...
هزت رأسها بتقدير :
-الحقيقة يا مالك كل ما افكر وأدور على حد ألجأ له ما فيش غيرك بلاقيه قدامي ...
ابتسم بحزن يربت فوق يدها بحنان يداعبها :
-هعمل ايه ؟..نصيبي افضل شايل مصايبك يا ست امينة !!!..يلا عشان زمان الناس جايين في البيت وأستاذ فزاع مستني على نار ....
...............
جالسة بفستانها الكريمي يصدح من جوارها الزغاريد الاحتفالية المتداخل مع ضرب الدف تصفق بيدها مثل الباقيات الملتفين حولها مع رقص احدى الفتيات التابعين لام سعد ...فتسمع صوت احداهن تنشد بصوتها :

حلوة يا واد وصغيرة مالية عليك المندرة..

باليرينا الشرق( مكتملة)محولة للورقي الآن مع تعديل السرد وتحويلها للفصحى كلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن