الرابع والعشرون

4.7K 198 7
                                    


الفصل الرابع والعشرون

&&&&&&

روح لحالك يا مالك ..شكرا على الأيام اللي كانت مابيننا ..انت قولتها قبل كده وانا ما صدقتش ..ان حبنا كان حب وردي جميل كنت أنا فيه الماضي وغادة المستقبل ...روح  لغادة و..وابنك اللي مستنينك ...

جحظت عيناه من معرفتها بحمل غادة ...حاول التبرير لها ولكن لم تسنح له الفرصة بسبب دخول والده بريبة من وجوده داخل غرفتها  :
-انت هنا بتعمل ايه ؟!...يلا يا ابني الله يصلح حالك ما يصحش وجودك هنا بعد انهاردة ...
مرر نظره بين ابيه وبينها يكابح غضبه وحزنه وألمه قابضا على كفه ...ليتحرك بغضب ظاهر تاركًا كلاهما يودعاه بنظرة حزينة متألمة .،.....
..........
قبل دقائق بخارج الحجرة
.............
خرج حازم ذو الوجه الصلد من غرفتها يقول برسمية :
-شكرا يا حاج حافظ على تعبك معانا ...دلوقتي اقدر أقولك ان كل حاجة رجعت لوضعها الصحيح ....
-(والله خايف يا ابني نكون بنظلم الغلبانة دي ..اللي الدنيا دايما واقفة ضدها )قالها حافظ بلوم لحاله وحسرة عليها
وقف حازم بملابسه الرسمية واضعًا يده بجيب سرواله  يقول بصوت اجش:
-ده تقليل مني يا حاج !....عموما احب اطمنك انها في أمان اكتر ما كانت في بيتك .....وزي ما بلغتك  لو حابت الانفصال في اي وقت هلبي رغبتها بس مش قبل سنة ،.....
رفع حافظ نظره مبهوتا من كلامه:
-ايه ؟...سنة؟...بس يا حازم بيه........
-مش قبل سنة يا حاج حافظ ...تكون كل حقوقها رجعت ولمينا الليلة والموضوع اتنسى ....
هز رأسه بعدم رضا ويرجوه بصوت ضعيف :
-خلي بالك عليها ..دي أمانة عندك يا ابني .....
-ماتقلقش عليها في عنيا ...قالها حازم بثقة تناسب شخصيته ثم يدخل يده بجيب سترته  يخرج ورقة يقدمها لحافظ ...
ظل حافظ يمرر نظرة بتعجب بينه وبينها باندهاش قائلا :
-ايه ده يا ابني ؟!....
أشار له بعينه للورقة قائلا بصوته القوي:
-ده مهر شيراز ...عايزك تحتفظ بالشيك ....انت عارف في عُرفنا ..الجوازات اللي زي دي ما بيبقاش ليها حقوق وده مش حابب اعمله ......
نظر حافظ للرقم المكتوب داخل الورق بذهول قائلا :
-مليون !!!.....لا يا ابني اعفيني من المهمة دي ......
-مافيش أحسن منك اولّيه المهمة دي ...انت حافظت عليها في بيتك سنين وهتقدر تحافظ علي حقوقها ..وعايز اوصيك لو في اي وقت حصلي حاجة تقف جنبها لحد ما تأخذ حقوقها ...ثم صمت للحظات واكمل :
مش حقوق ابوها بس ...و حقوقها مني كمان ....
................. 
في المساء
..........  
جلست فوق فراشها تقلب بهاتفها بين الصور التي اتخذتها لها  بعد ان كشفت  شخصيتها الحقيقية . كأنها كانت تعوض سنين فقدها ...بدموع مغرقة وجهها ..ظلت خلال طريق العودة تبكي غير مبالية للجالس بجوارها يظهر عليه الضيق هو الآخر ...ظلت تبكي بتألم على حال صديقة عمرها ..مكتوب عليها دائما الغربة في حياتها ..متى ستجد مرسى لسفينتها
أضاء هاتفها برسالة منه على الموقع الأخضر يسألها :
         -لسه بتعيطي؟
        -................
  رأى استلامها الرسالة ولكنها لم تجبه ليرسلها مرة اخرى:-
       -افتحي ....
نظرت للرسالة بذهول استطاع الوصول بهذة  السرعة من حجرته ام كان بالخارج من البداية؟ ..ارتدت إسدالها بسرعة وقامت بمسح وجهها بظهر كفيها تزيل اثار الدموع ..خرجت ببطء شديد حتى لا تشعر بها والدتها تفتح الباب بحرص تنظر للخارج تبحث عنه بعينيها ولكنها لم تجده كما اخبرها ..خرجت خطوتان تمرر عينيها بالمكان الهادئ الا من صوت حفيف الأشجار وصوت حشرات الليل ..لتتفاجأ بيد تستريح فوق كتفها بخفة تلتفت اليه ..لقد علمت انه هو لتجده ينظر لها نظرات خاصة مختلفة لم تعهدها منه ...يده خلف ظهره محتفظًا بابتسامته ساحرة ..ارتبكت من نظراته المختلفة فحاولت ان تخرج كلماتها الا انها سمعت منه ضحكة ساخرة لتعقد حاجبها تستفهم سببها ليردف بحسرة :
-طول حياتي السعادة عمرها ما بتيجي كاملة عندي  من يوم ما جيت للدنيا ...
عقدت حاجبها بضيق من حديثه ليكمل وهو ينظر له مبتسمًا :
-حتى اليوم اللي كنت برسمه في خيالي يوم ما ألاقي شريكة حياتي واكتب كتابي عليها ألاقي عيونها منفخة زي البندا ولابسة الإسدال بالمقلوب زي المجانين ....
صدرت منها التفاته لملابسها لتجد ارتدائها لإسدالها بطريقة خاطئة نتيجة استعجالها للخروج ...
حاولت تبرير الامر فصدرت عنها كلمات  غير مرتبة :
-ااانا..ااااصل...هروح...ااا
-بالله عليكي دي ذكرى نحفرها في دماغنا ...في يوم زي ده ...
رفعت سبابتها كالتلميذ المرتبك امام معلمه تقول :
-ثانية واحدة ..ثانية !!...
أجابها بصرامة زائفة :
-بسرعة...ثانية والاقيكي قدامي ...
هزت رأسها بتوتر وهي تبتعد عنه باتجاه الملحق تنظر له اثناء سيرها بتوتر جلي ..جعلها تتعثر في إسدالها وتسقط ارضا لتقف مسرعة تنفض ملابسها بإحراج وتختفي خلف الباب تاركة ذلك المراقب الذي يحاول كبح ضحكة على وضعها وتوترها ..يقسم ان يذيقها من هناك العشق رشفات حتى تتوسله بالمزيد
..........
وقفت امامه مستندة بظهرها علي احدي الشجرات الخاصة بساحة البيت وهو امامها يراقب ملامحها بهيام ..لا يفصلهما الا خطوة بسيطة ،فمنذ خروجها بطلتها الساحرة التي اخرسته عمدًا وهو على تلك الحالة شاردا بها يتأملها بصمت ..يتأمل فستانها الطويل المحتشم الذي يظهر مفاتنها من أسفله رغم احتشامه  ،قد ابدلته باسدالها البيتي المضحك ..لعينيها السوداء الكحيلة التي تتقن في رسمهما كالفراعنة فتزيد من فتنتهما لحجاب رأسها التي تخفي أسفله خصلاتها ...عند هذه النقطة عقد حاجبه بتعجب من وضعها لوشاح رأسها ليقول مداعبًا لها :
-هو وحش ولا ايه؟!...
اجفلت من سؤاله لترفع عينها له تسأل:
-هو ايه اللي وحش؟
رفع سبابته يمرره فوق وجنتها ببطء :
-شعرك ؟....
اصل الغريبة انك يا استاذة كنت سايبة شعرك يظهر من تحت الطرحة لكل من هب ودب يشوفه وجاية دلوقت تخبيه عني ...
رفعت يده فوق رأسها تضبط وشاحها بطريقة أنثوية معتادة تتاكد من ضبطه تسأله بحدة:
-وانت عايز تشوفه ليه؟!...
ابتسم على ارتباكها التى تخفيه اسفل حدتها ..تذكر شعرها الأسود المجدول اسفل ظهرها وهي طفلة ..لقد اشتاق لرؤيته و لديه رغبة ملحة لملامسته فيطلب منها بصوته الحنون :
-نفسي اشوفه ..ممكن ...
وقفت متحفزة تفرك يديها باتباك تجيبه:
-لا مش ممكن ...
ولكنه لم يهتم لرفضها اعتبره نوعًا من الدلال المستحب ..رفع يده ببطء يحرر وشاحها فيسقط فوق كتفها ويظهر من أسفله هالة سوداء تحيط وجهها فتمنعه من رؤية وجهها الخمري شعرت بالارتباك المتزايد من وضعهما لتقول باستنكار يشوبه الغباء:
-ما يصحش اللي بتعمله ده؟
نظر لها ببلاهة لتتحول سريعًا لغيظ واضح :
-نعم ؟...هو ايه ده بقى اللي ما يصحش ...
-وقفتنا كده وكل الموجودين نايمين ..وكمان ..و....
رفع حاجبه بضيق فيقول لها ردًا على غبائها:
-فعلا انتي  عندك حق ..ما يصحش الواحد يقف بالشكل ده مع مراته (قام بسحبها خلفه بإصرار)احنا نروح نقعد في مكان يلمنا اعرف أقول فيه الكلمتين اللي مش عايزين يتقالوا...
كان يحاول إخافتها باتجاهه لغرفته الخاصة
-استنا هنا انت جارر بقرة ....؟!
التفت لها يحاصرها بذراعه يلصقها لصدره بحرية فيقول مداعبًا لها:
-انتي ايه حكايتك والبقر ...عموما قولتلك لو كل البقر حلوين كده يبقي اه يا امينة.. انت احلى بقرة شافتها عيني ...

باليرينا الشرق( مكتملة)محولة للورقي الآن مع تعديل السرد وتحويلها للفصحى كلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن