الواحد وعشرون

5.4K 221 2
                                    


الفصل الواحد وعشرون
—————-
لم تتخيل يوما ان يبادلها نفس الشعور ..كانت دائما تكذب نفسها وتبرر تصرفاته انها نفس تصرفاته مع الجميع بدون استثناء ..فهز رأسه بالإيجاب يؤكد لها ما سمعته ليكرر مرة اخرى كلماته :
-أنا يا امينة المجنون ده ؟؟؟...ياترى في مشاعر حتى لو بسيطة شيلاها في قلبك ليا ...؟يا ترى لو وافقتي عليا هتكون نظرتك ليا زي انور مجرد واحد بيحبك ،...؟
رفع سبابته يضغط فوق قلبها بإصرار :
-عايز اعرف ..ليا مكان هنا ولا ماليش....؟
رمشت بأهدابها بصدمة تنظر لمكان أصبعه بذهول ..ابتلعت ريقها بصعوبة تهرب بعينيها الدامعة من مواجهته و تجيبه بما لا يتوقعه في تلك اللحظة :
-للاسف ...لا يا فزاع !!!..أنا آسفة ....
لتنصرف من امامه تحتمي بحجرة والدتها تهرب من مشاعرها التى تفضحها
فهو يشعر بمشاعرها المتبادلة معه ..يظهر بعينيها بوضوح ولكنها تظل تكابر وتعاند ..رأى بعينها بريق الحب ينعكس من مقلتيها ...فيزداد ضيقا من رفضها لحبه ويقرر الا يضغط عليها ويترك لها مساحة كافية للتفكير ....اما عنها فكانت كثيرًا تتمنى تلك اللحظة لن تنكر انها كادت تطير فرحًا من اعترافه ولكن هذه الفرحةالعارمة كشفت لها حقيقة قد تناستها ..انها لن ترض بان تكون عائقًا لسعادته وتحرمه من ذريته وعزوته حتى لو كان ذلك باختيارها.........
..........
-"أنت اتجننت يا مالك ...انت ما كاملتش الأربع شهور راجع من إجازتك عايز تأخذ اجازة تاني ...كدة الشركة هتستغنى عنك ..اعقل واستهدى بالله"
قالها نادر مهدئا صديقه من تهوره الغير محسوب ..ليجد الأخير يغلق سحاب حقيبته بضيق وقد اتخذ قراره بدون رجعة ويجلس بضيق :
-أنا تعبت ..مش قادر يا نادر ..حاولت ابدأ حياتي بعيد عنها ومش قادر ..هي محتجالي وانا كالعادة كنت ندل واتخليت عنها ...بس مش بايدي ..غصب عني ...اقسم بالله غصب عني ...
تأثر نادر من رؤية صديقة بهذا الوضع ويقترب منه يخفف عنه يقول :
-حاول تنساها وأبدأ حياتك مع غادة ...غادة بتحبك ...كده مش هيكون كويس لجوازكم.....
وضع وجهه بين كفيه بإرهاق يزن كلمات صديقه فيسمعه يكمل :
-انت اه ما حكتش كل حاجة بس أنا متأكد ان والدك عنده سبب قوي عشان يجبرك تطلقها ....
-ياريت افهم بيفكر في ايه ؟!...وليه بعد ما كان بيحاول يقربني منها خلاني بعدت عنها؟ ...كل كلامه غامض ان مصلحتها في بعدها عني وأنها طول ماهي معايا في خطر ...وبحكم عليها بالإعدام ..أنا كنت بموت يا نادر لحظة طلاقي ليها وانا عارف انها مهددة تكون لغيري ...
صمت نادر للحظات لا يجد كلمات مناسبة يواسي بها صديقه ..يؤنبه ضميره اتجاهه شعر في تلك اللحظة بمدى دناءته معه فيسأله بحذر:
-وغادة ؟!...هتعمل ايه معاها ؟...لو هي عرفت انك ناوي على اللي في دماغك مش هتعديها...
تنهد مالك بتعب واكمل :
-اهي غادة دي حمل تاني على ضميري ...كنت فاكر اني هعيش سعيد معاها ...وللأسف من ساعة ما اكتشف وجود شيراز وكل أموري اتلغبطت وبقيت معاها بجسمي بس ...ذنبها بيطوق رقبتي كل يوم عن اللي قبله ....فضلت سنين مستنياني ومش هقدر أتخلى عنها....
............................................
اضطرار
...........
دائما تحكم عليك ايامك بسلك طرق غير مستحبة لتصل لأهدافك وغايتك ..بدون النظر لوسيلة الوصول ..هل هي ملائمة لهذا الطريق ام لا ...؟.....مع الحرص على اختيار اقصر الطرق سواء كان ملتويا او لا ..الأهم قبل كل شئ ....الوصول ...........
جالس مغمض العينين يستمتع للموسيقى الهادئة الصادرة من سماعة أذنه الخاصة عاقد الحاجبين بطريقة لا تلائم استرخائه كأنه يحارب وينازع أفكاره ..مسندا رأسه على المقعد المخصص له بيده اليمنى يتصاعد دخان سيجارته الخاصة باستحياء ...تلتقط أذنيه خطوات أنثوية تسير بطريقة رسمية اتجاهه ثم تتوقف بجواره تقول برسمية شديدة بلغتها الأجنبية :
-No smoking,please
لم يتحرك من ثباته كأنه لم يسمعها فظنت انه لم يستطع سماعها بسبب وجود السماعات باذنه ..فعزمت على تحذيره مرة اخرى بصوت اعلى وقبل تفعل ذلك وجدته يرفع يده الممسكة بسيجارته ببطء يسحب منها دخانه مرة اخرى بلا مبالاة لتلك الواقفة يقول بصرامة :
-Go,now
اقتربت منها زميلتها تمسك ذراعها تحثها على التحرك بصمت لتتولى هي مهمة ذلك الراكب المتمرد الجذاب فيشعر باقترابها منه تسند يدها على مقعده بجوار رأسه وتميل فتسرق المسافة بينهما عن قصد تقول لإغواء:
-Mr,Hazem
(مستر حازم من فضلك )Please
فتح أعينه ببطء ينظر لها نظرة ماكرة يقيمها من أعلاها بأسفلها بنظرة سريعة فيبتسم بمكر :
-As you like
(كما تريدين )
ويقوم بإطفائها بمكان مخصص ثم يرفع أنامله يمررها على أطراف وشاح عنقها الملون الذي يعلو زيها الرسمي مع الحفاظ على ابتسامته الماكرة يسألها :
How much time is left to arrive?-
(كم تبقى من الوقت للوصول)
إجابته بابتسامة مغرية تاركة له حرية التلاعب بزيها :
five minutes-
(خمس دقايق )
أشار لها بيده لتتحرك بعدها مبتعدة عن مرمى رؤيته ليعود إلى وجومه وجديته التى اعتاد عليها يفكر بضيق مما هو مقدم عليه ....
...........
هبط من الطائرة المخصصة له تلفحه برودة الجو ليتطاير خصلات شعره بقوة متزامنا مع حركة سترته الصوفية الطويلة التي تساعده على التدفئة... يجد مساعده رأفت يقترب منه ممسكا بمظلة مفتوحة يقربها فوق رأسه يرحب برسمية :
-حمد الله على السلام يا باشا ....إيطاليا نورت
-الله يسلمك يا رأفت...
سأله وهو يسير بجواره مسرعا محتمي بمظلته وصولًا للسيارة السوداء التي تنتظر اقلاله :
-عملت ايه يا رأفت ؟..عايزك تديلي تقرير سريع لحد ما نوصل ....
-تحت إمرك يا باشا .....
قالها رأفت برسمية وهو يفتح باب السيارة ليجلس بعدها الآخر داخلها مستشعرا الدفء بها ....
............
اثناء طريق الفندق
.........
-كويس جدا الاخبار دي ....احنا مش عايزين حد يحس بحاجة ..ما عرفتش الصفقة دي هتبقى امتى ...
سأل حازم بفضول ليجيبه رأفت :
-لا يا باشا ..مش عايزين نبين اننا مهتمين ...عشان محدش يشك ..
هز حازم رأسه بتفكير ليسمع رأفت يبلغه برسمية :
-تقريبا مقابلتك للثعلب هتكون انهاردة ..بس لحد الان ما اتبلغناش بالمكان زي كل مرة...
هز راسه بصمت مرة اخرى يفكر بحديثه بصمت ثم يقول :
-انت عارف ان لازم ارجع خلال يومين ظروف البلد ..فيها قلق ....عموما هو عارف هيوصلنا ازاي....و ربنا يستر .....
............
دخل جناحه الخاص وخلفه رأفت يعطي اوامره للحرس الخاص بالبقاء خارج الحجرة والتأهب لأي خطر ...
ابتسم ابتسامة خبيثة عندما وجده واقفا واضعًا يده بجيوب ملابسه الكلاسيكية مواليا ظهره يشاهد المنظر الخارجي الساحر من ارتفاع فيقول مرحبا حتى ينتبه الأخير :
-ثعلب الصحراء !!!!منور إيطاليا ...
إلتف له الأخير ببطء شديد مع الحفاظ على ابتسامته الجانبية يجيبه:
-منورة بيك يا وحْش...!!!!
........
مر يومان ولكنهما من اصعب الأيام على كل منهم ..كلًا منهم منتظرا بزوغ امل جديد ليهنأ بحياته ويتخلص من عذابه ..
لم يشعر بنفسه بعد ان ضاقت به الدنيا من حوله ونفدت طاقته على التحمل الا وهو يتجه إلى بلدته عازما على إعادتها لاحضانه مهما كلفه الامر ..لن يتركها لغيره ..سيكون كفيلا بحمايتها والبعد بها عن اي خطر ينالها ..سيعيدها ويهرب بها بعيدا ..بعيدا .،،

باليرينا الشرق( مكتملة)محولة للورقي الآن مع تعديل السرد وتحويلها للفصحى كلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن