الفصل السابع

6.4K 239 7
                                    


الفصل السابع
................

شعر بحركة بطيئة من خلفه من بعيد وسط الأشجار الكثيفة ..التف فجأة عند سماع الصوت من خلفه ليشاهد شخص ما يتحرك بحذر وسط الأشجار ترجمت إشارات عقله سريعا ان هذا مراده ...من يبحث عنه ..لم تكن هي ..بل كان لصا متسللا ..إشارات عقله أعطت لساقه الأمر للاندفاع جريًا اتجاه هذا اللص المتسلل للقبض عليه قبل الفرار من قبضته ...فينقض عليه من الخلف مثبتًا إياه بذراعه حول عنقه ويندفع به أرضا مثبتًا إياه بجسده الضخم ..متزامنًا مع سماعه صرخة غريبة صادرة منه ..ليست صرخة رجل ولا ولد بل صرخة أنثى ...شلت أطرافه من الصدمة لعدة ثواني قليلة ويستشعر ضآلة الجسد الملقى اسفله كانت وجهها أرضا وظهرها له .....عندما رأته يحوم خارج البيت يبحث عنها لقد لمحها من شرفته .... كانت حينها تعتقد نوم البيت كله في مثل هذه الساعة لتطلق العنان لحالها كما اعتادت ولم يكن بحسبانها وجوده في ذلك الوقت ...شعرت بألم بذراعها الملتوي لتصرخ بصوت أنثوي ناهرة الأخير الذي يثبتها أرضا من الخلف :
-ايه التخلف ده ؟...ابعد عني......
عندما تأكد من شكوكه انها أنثى امسك كتفيها وأدارها له لتواجهه وهما على نفس وضعهما أرضا لينكشف الجزء السفلي بوجهها فيظهر انفها وفمها بسبب ارتفاع نقابها اثناء المقاومة ليغطي طرفه عينيها ويكشف الجزءالسفلي ..رأها تدفعها وتضربه بصدره بأقصى قوته تقول:
-ابعد يا اخي ...حد عاقل يعمل اللي عملته ده ؟
ينظر لشفتيها التي تظهر تحت الإضاءة الخافتة وهي تتحدث يلاحظ صغر ثغرها وأنفها مع بياضها الثلجي ..كان اول مرة يستطلع على ملامحها التى تخفيها عمدًا ..حتى انها اشترطت عليه عدم رؤيتها وكشف وجهها .....
ليقول بصوت اجش حاول السيطرة على اهتزازه:
-انتي عارفة مين اللي مثبتك اساسا ...عشان تطلبي يبعد ..ولا انتي متعودة علي كدة...
رفعت يدها لتزيح الغطاء من على عينيها تواجهه بتحدي قائلة :
-تقصد ايه بمتعودة؟.......أنا عارفة انك انت اللي وقعتني بالشكل ده ..اتفضل ابعد ....
رأته يتحرك من فوقها بدون معارضة ولم يحاول مساعدتها في الوقوف ..وعندما نجحت اخيرا بالوقوف بنفسها وقفت تقول جملة صغيرة أشعلت ناره منها كأن شئ لم يكن:
-تصبح على خير ....
-تصبح على خير ؟؟؟؟....قالها مالك بسخرية ليكمل بشدة:
-استني عندك !....هو ايه اللي تصبح علي خير ؟!....انت كنت بتعملي ايه في وقت زي ده بره البيت ومن غير إذن صحابه ...وكنت بتتسحبي ليه ؟!!..
ليصمت فجأة وينظر اتجاة الإسطبل ثم ينظر لاستراحة فزاع مكان بياته فيلقي عليها نظرة مرتعبة يقول:
-انتي كنتي فين بالضبط؟...في الإسطبل ولا ؟!....
فهمت مايرمي اليه من اتهام خفي لوجودها مع فزاع بمثل هذا الوقت لتواجهه بتحدي مع رفع انفها:
-تقصد ايه ؟..تقصد مثلا ان عصيت اوامرك ورحت للفرسة العاصية ولا كنت عند فزاع ....
يلاحظ سخريتها الواضحة منه فيقترب منها خطوات بطيئة يحذرها مع رفع سبابته بوجهها :
-انت دايما تقصدي تتحديني ....وانا لو متأكد انك كنت معاه هدفنك مكانك ..فاهمة!!.
-ليه؟...ليه كل ده؟
يصرخ بوجهها من برودها:
-بت انتي هبلة ولا بتستهبلي..انت ناسية انتي فين وفي بيت مين ؟!...وهتبقي على ذمة مين؟!!....دور الهبل اللي بتعمليه ده مش هنا ،..اه أنا معرفش انت كنت بتعملي ايه قبل مانتبلي بيكي ..بس كل ده لازم يتغير.......
-انت قولتها يامالك ...هبقى ..يعنى لسه محصلش ....وانا حرة وهفضل حرة ..مش هتتحكم في حركتي ....
يشدها بقوة من ذراعها لتصطدم بصدره وتبرق عينه :
—انتي غريبة اوي..مدام فزاع مكيفك اوي ..بتحومي حولين الحاج الكبير ليه وابنه؟......
ارادت ان تحرقه وتقتله قالت من بين أسنانها:
-مين قال ان مهتمة بيك اساسا؟...انت اخر شئ افكر فيه ...طول عمرك فاكر ان مافيش حد زيك في الكون انت النسخة الأخيرة من صورة الراجل الشرقي بكبريائه ..بس انت غلطان لانك ولا حاجة ....
يضغط بقوة ألمتها ولم يستمع لبعض كلماتها المبطنة ولم يفهمها يهمس له بهسيس مخيف:
-ايه بقى نوع الرجالة اللي بتحبيه ياخديجة ؟..احب اعرف ...
يرفع يده الحرة يحيط بها خصرها أراد تخويفها وإهانتها ..تتفاجئ بدفعها بقوة لتصطدم بشجرة خلفها فتكتم صرخة متألمة وتواجهه بقوة ..ولكنها ارتعشت عندما شعرت بكفه يسير فوق جسدها بوقاحة مقصودة تقول محذرة بصوت غريب:
-شيل أيدك يامالك ؟....أنا بحذرك.....
تصدح ضحكة مغتصبة منه يقول:
-ايه معجبتكيش؟....هتعملي ايه يعني لو مابعدتش عنك؟.....
يراها تبتسم وقد ظهر ذلك بوضوح في عينيها:
-هقتلك!!!! زي ماقتلت غيرك ....اللي بيقتل مرة من السهل يقتل عشرة ....
ينظر لها يعلم انها تكذب ..من المستحيل ان تكون صادقة ..فيسمعها تكمل بتحدي واضح:
-مش كنت عايز تعرف أنا هربانة من ايه؟....أنا قتلت ...واحد ...واحد كان عاوز يعمل زيك كده ..يمد ايده علي حاجة مش بتاعته...
رأت تفاحة ادم تتحرك بحلقه بتوتر مع جحوظ عينه فتلتوي ابتسامتها بمكر وتهمس:
-ايه يامالك!!!.خفت ..؟
رفعت كف يدها لتلمس ذقنه الغير حليقة الخشنة وتكمل:
-مش انت كنت عايز تعرف ...خفت ليه بقى ؟!
-انتي اكيد بتهرجي ..مش معقول الحاج حافظ يخبي مجرمة جوه بيته كل السنين دي كلها ..انت اكيد كذابة ..لان لو ده حقيقي ..أنا اول واحد هيسلمك للبوليس....
اهتزت من داخلها من الفكرة ولكنها قالت بشجاعة:
-انت فاكر أني خايفة ؟...إطلاقًا ...كل يوم ببقى منتظرة ان يكون اخر يوم ليا ..بس للاسف مابيجيش ابدا ..ابدا يامالك.....
انسحبت بهدوء من تحت يده تشعر بألم بخصرها ولكن ألم قلبها طغى عليهاحتى انها لم تدرك الجرح النازف بخصرها ...
أما عنه فكانت الصدمة هي محل وجه لم يستطع نطق اي كلمة بعدما سمع منها ولكنه يشعر شعور غريب بداخله يجعل صدره ينقبض ويعتصر بألم ..هل تعاطف معها ؟...لا لم يكن تعاطفه هو سبب ألم صدره واهتزازه ..بل طريقة لفظها باسمه (مالك)كأنها تعرفه من سنين ...طريقة سمعها من قبل ..تخرج منها بطريقة رعبته بقوة ..مع اسلوبها الغريب في الإشارة لاشياء مبطنة لايعلمها...هل هذا فقط ما ألمه ام هو يغالط حاله ويجب عليه ان يعترف انه توتر من قربها له ..ذكرته بحبيبته المفقودة ...يضحك بخفوت عند كلمة مفقودة ..حتى الان يرفض الاقتناع بموتها ...بحث عنها كثيرا ولم يستطع العثور على معلومة واحدة تخص عائلتها ..الشئ الوحيد الذي استطاع الوصول اليه هو خبر موت ابيها رجل الأعمال المشهور الذي انتشر علي مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج التوك شو نتيجة انقلاب سيارته بأحد الترع...
يرفع يده يمسح حبات عرق جبينه فيلاحظ رطوبة أصابعه فيرفعه امام نظره ليرى دماء اوشكت على التجلط ..يسرع في التفتيش في يديه وذراعيه ليجد ان جسده سليم يقول لنفسه"الدم ده جاي منين؟!"
.............
وقفت امام مرآتها تذرف الدمع تنظر لحالها البائس تلك الأنثى الذي أصبحت حطاما شبه أنثى هشة ضعيفة ترسم القوة ..شابت بدون شيب ،شاخ عمرها بدون تقدم في العمر ...إلى متى ستصبح هكذا حبيسة تلك القوقعة ؟..متى التحرر ؟..متى الرجوع لحياتها وحلمها؟ ...
كان لها دائما حلمان تحارب من اجلهما أولهما ان تكون اول بطلة باليه شرقية على مستوى العالم تدمج بين الرقص الشرقي والباليه كانت مستعدة كل الاستعداد لهذا الحلم لينتهي بكابوس..أما حلمها الثاني هو من تخلى عنها وألقى بها مثل القمامة لتتخلى عنه رغما عنها في المقابل للأبد ....
رفعت يدها المرتعشة تنظر لها بعيون حمراء ...كالدماء التي تشاهدها قابعة بكفها..لتشرد في يوم مماثل .....
............
تجلس بحجرة مكتب والدها كالمعتاد بفستانها الأبيض المملوء بالأزهار ترفع نصف شعرها لاعلى تاركة النصف الآخر على ظهرها واضعة كف يدها أسفل وجنتها شاردة
بيدها الأخرى قلما وورقة مملوءة بالقلوب والأسهم جميع الأحجام لتنتفض فزعة عند سماع صوته الموبخ لها :
-شيرااااااز!!!!!
-ايه ..نعم ..في ايه؟..قالتها شيراز بارتباك من صوته الغاضب لابد انه قبض عليها شاردة مرة أخرى ..الان سينزل عقابًا كالمرة السابقة عندما طلب منها كتابة مئة بيت من معلقة من معلقات الجاهلية التى لاتفقه عنها شيئًا عشر مرات حتى تورمت يداها وظلت تبكي كالأطفال من ألم يدها ....
يضرب المكتب بكف يده فتنتفض خوفًا يقول بصرامة:
انت سرحتي تاني ياشيراز ؟...أنا مش عارف اعمل فيكي ايه؟..ايه رأيك المرة دي هتكتبلي المعلقة عشرين مرة بدل عشرة.....
-please-
..مالك أنا آسفة أنا فعلا آسفة ..بس بلاش اكتب أيدي بتوجعني...
كاد ان يضحك على شكلها وهي تترجاه بطفولة ولكنه تمالك نفسه ليرتدي قناع الجدية يقول:
-هسامحك بشرط ..تقوليلي كنتي سرحانه في ايه ...
ظلت تبرق بعينيها الفيروزتين وتسارع تنفسها بشكل ملحوظ.مع احمرار وجنتيها بشدة فيراها تخفض اعينها عنه هاربة من السؤال تقول :
-أنا هروح اجيب عصير من تينا تحب تشرب حاجة ؟!....
-شكلك مش عايز يقول ...عموما أما تحبي تتكلمي انا موجود ...وهنتظرك تيجي تقوليلي مين اللي بترسمي له كل القلوب دي ....
توتر من حديثه لها فهو دائما يذكرها بانه اخ كبير لها وهي ترفض هذه الفكرة ...منذ ان ساعدها في التخلص من معلم اللغة العربية الذي فر هاربا لقريته بأسرته وقام بتقديم استقالته على الفور ..تصادف ذلك مع وصول ابيها من رحلة عمله فتعرفه بمالك بعدما قصت عليه ماحدث ..ليطلب منه ابيها تدريسها المادة بنفسه ورعايتها ..فهو لن يجد من في شهامته يحميها بغيابه ...لتقع مع مرور الأيام في عشقه وتهيم به ...تسمعه يقول :
-مافيش فايدة ..سرحتي تاني ...يكون في علمك  امتحان بكرة لو ما حلتيش كويس هعلقك ....
تتساءل بعدم فهم :
-تعلقني ؟؟..ازاي؟!....
تصدح ضحكته التى تعشقها وتهيم بها:
-انتي مشكلة فعلا ...اقصد ان هزعل جدا وممكن ما اكلمكيش تاني....
-لا لا أنا هحل كويس ...بس ماتزعلش...
يبتسم لها لتجده يرتب الأوراق كعادته بعد الانتهاء ويستعد لانصراف فتقول بلهفة:
-هو احنا خلصنا الدرس ..لسه بدري ..
يعقد حاجبيه وينتبه لنبرتها المستاءة ليسألها باهتمام:
-مالك ياشيراز في حاجة لسه مش فاهمها ؟
ترفع كتفيها بالرفض بصمت وتكمل بتردد ملحوظ:
-كنت ..كنت عايزة اطلب منك طلب وخايفة تكسفني...
-طلب !!!..خير ..اوعى يكون في حد من صحباتك عايزين درس خصوصي ..كفاية عليا انتي وأمينة...
استمدت بعض القوة لتقول ببعض الشجاعة :
-كنت عايزاك تيجي تحضر العرض الأسبوع الجاي في الأوبرا ..الموضوع ده مهم ليا اوي....
بدت الفكرة غير مستساغة لمالك هو لايحب مثل هذه الأمور يعتبرها مخالفة لعاداته وتقاليده التى تربى عليها كيف له يحضر لعرض راقصات كاشفات عاريات يتمايلن امام الجميع بلا خجل ..لم يفهم انه يمثل حلمًا بالنسبة لها .يمثل حياتها وروحها ..قال متحججا :
-شيراز أنا مش عارف ممكن اكون فاضي او لا وكمان يعني.....
-انت مش حابب مش كدة ؟!...
يراها تتوجه خطوة بحزن وتنظر أسفل قدميها لتقول بصوت حزين :
-انت حتى اعتذرت عن الحضور قبل ما تعرف اليوم هيكون امتي ؟...
لترفع رأسها بكبرياء غريب بابتسامه مغتصبة :
-مافيش مشكلة ..اكني ماطلبتش منك حاجة .....
قال بلهفة وقد شعر بالضيق من حزنها :
-شيراز أنا مااقصدش ..ااااا..ارجوكي ماتزعليش ....طيب ممكن اعرف هو امتى العرض عشان أجي اوصلك لحد الأوبرا ...واتفرج عليكي
أمسكت بكف يده بلهفة قائلة:
-بجد يامالك ..هتيجي تتفرج على العرض ؟
ارتبك مالك عندما لامست يدها يداه شعر للحظة بكهرباء صعقت جسده للحظة ..لينظر إلى يدها الممسكة به ..تشعر هي بالارتباك لصمته ونظره ليدها فتسحبها سريعًا وتقول بخجل:
-أنا آسفة !!!!..انت قولتي قبل كدة ماينفعش ألمس  اي حد ...
رفعت اعينها عندما طال الصمت بينهما لتجده يتأملها بصمت بابتسامة غريبة عليه فتكمل بصوت مهتز :
بس انت مش اي حد بالنسبة لي يامالك ....اقصد يعني انك...انك ...مالك أنا بحبك ...بحبك جدا...
كان يشعر بمشاعرها اتجاهه من فترة حاول تجاهل مشاعرها وبث في عقلها دائما انه بمثابة اخ لها ..خاف كثيرا من هذه اللحظة لحظة اعترافها له بحبها ..كيف سيهرب منها الان ومن هذا المأذق ..؟...ينقذه صوت تينا الخادمة تقول بلغتها :
-السيد حفني وصل من سفره....
لم يأخذ الأمر اقل من ثانية لتختفي من امامه ..لم تهتم حتى بالاستئذان انطلقت صارخة غير مصدقة لحضوره المفاجئ من الخارج ..خرج من باب الحجرة ليجدها متعلقة بعنقه كأنها تخاف ان يهرب منها تودعه قبلات متفرقة علي وجهه مع بكائها الذي وصله بوضوع ..كانت اول مرة يراها بهذه السعادة التي تملأ عينيها ..فاق من تفكيره عندما اصطدمت عينه بعين والدها ليرتبك ويقول وهو متقدم اتجاهه مستعدا لمصافحته:
-حمد لله على السلامة حفني بيه ...
يجيبه بوقار اعتاد عليه ودبلوماسية واضحة اعتاد عليها :
-الله يسلمك ..اخبارك ايه ؟...واخبار تلميذتك الشقية ايه ؟...
-تعباني معاها ...بس أنا وراها لحد ماتبقي قطر في العربي....
تواجه مالك وتقول بلوم وهي متعلقة بعتق ابيها :
-أنا تعباك يامالك ..خلاص أنا زعلانه منك ومش هاخد الدرس تاني...
-شوفت بقى سيادتك ..اهو بتدلع والامتحان علي الأبواب .....
يقول حفني بوقار:
-لا ..هي بس بتدلع عليك ...أنا مش عارف أشكرك ازاي يابني انك معطل نفسك ومتحمل المسئولية دي ..انت جيت لي نجدة ..هو اه معاها حسن السواق وهو معايا من سنين هو وتينا بس انت كمان خلتني مطمن اكتر عليها في غيابي.....
ارتبك مالك من حديثه ليجيبه بصوته جدي:
-مافيش شكر ولا حاجة ..شيراز اختي فعلا وزي امينة بالنسبة لي ..وكان من واجبي اقف جنبها لما لجأت لي ..وحضرتك ماتخافش هي في أيد امينة طول ما حضرتك مسافر ....
تقف تنظر له بعيون حزينة وقلب مكسور لم تسمع كلمة من حديثهم توقف سمعها عند جملته الذي رددها علي مسمعها كأنه يوصل لها رسالة مباشرة بأن لا تأمل به ولا تتوهم (شيراز اختي..وزي امينة بالضبط)....
وقفت شاردة بكلماته بوجه متصلب فتشعر بيد ابيها يهزها من كتفيها يناديها ،.ترفع عينيها بشرود ووجوم تنظر لعينيه بحزن وطال النظر بينهما ..قد استشعر من نظراتها ان رسالته وصلت لصميم عقلها لتقول بمرح زائف لم يمروا عليه:
-بابي !!..اشتريت لي اللي وصيتك عليه اوعى تكون نسيت ...
-لا يروح بابي ..فاكر ومانسيتش ...عندك في الشنطة الصغيرة الزرقا ....
تنصرف مسرعة لحجرة والدها التي تم وضع الحقائب بهما ..
.......
جلس امام ابيها يبادله الحديث بعد انصرافها ليقول حفني متساءل وفي يده سيجارته الخاصة:
وانت يامالك ناوي على ايه بعد التخرج ..في شركة معينة حاطط عينك عليها هتتعاقد معاهم ولا ناوي تقدم في شركة الطيران الحكومية هنا .....
-انت عارف حضرتك ان عشان اقدمها شغل هنا محتاج معاناة شوية ومش اي حد بيوافقه عليه ...فهحاول الاول اقدم في شركات خاصة الاول وربنا يسهل...
-ما تشلش هم الحكاية دي ..سيبها على ربنا ثم عليا ...صحيح يامالك هو أنا لحد دلوقت مش عارف اسم عيلتك ولا انت منين
-أنا مالك حافظ ال....
قاطعت حديثة نزولها المفاجئ مع تغير ملامحها كأنها تبدلت من الحزن للسعادة ولكن هذه السعادة بها شئ خفي تخفيه عمدًا لتقول لوالدها وهي تجلس بجواره محتضنة إياه:
-مش هتقوم تأخذ شاور ..عشان تتغدا؟!....
-عندك حق ..هقوم فعلا ...
ثم يوجهه حديثه لمالك :
-استنى تتغدا معانا...
-لا اعفيني حضرتك ..لسه هروح عند امينة اذاكرلها ..انت عارف حضرتك مانفعش اجمع امينة وشيراز مع بعض مش بيبطلوا ضحك طول الحصة ...
ليهز رأسه بتفهم وينصرف تارك ابنته توصله للخارج
سار بجوارها ببطء يريد رفع أعينه لها يراقب انفعالاتها ..لقد ارتاب من صمتها المفاجئ وتغيرها ليقول محاولا فتح اي حديث قبل انصرافه :
-ذاكري كويس وبلاش دلع ها؟!...
هزت رأسها بصمت ولم تكلف حالها بالنظر اليه لتقف عندما وصلت للباب تقول بهمس موجع:
-مع السلامة ....يا مالك ...
ينظر إلى يدها المرفوعة اتجاهه الحاملة لصندوق صغير بين كفيها وتقول :
-دي حاجة بسيطة ..كنت وصيت بابي يشتريها لي مخصوص ليك ..ممكن تقبلها مني؟...
ينظر للصندوق بحيرة أراد اختراق عقلها في تلك اللحظة بالذات ..لايهمه مابداخل الصندوق ..ولكن مايهمه ماتفكر فيه الان ..كيف تنظر له الان ؟..شابا أنانيا لايملك اي مشاعر ولم يراع مشاعرها الخصبة وقلبها الأخضر !!!..
يرفع يده بتردد يمسك الصندوق منها فتلامس أصابعه الخشنة أناملها الرقيقة فتضرب صاعقة كهربائية جسده ..يبتعد عنها ممسكا الصندوق يلملم حاله فيقول بجدية زائفة :
-يا ترى في ايه في الصندوق ؟..اكيد مفرقعات ومقلب من مقالبك....
-لا !!!!....دي هدية بسيطة عشان تفضل فاكرني دايما بعد كدة ..واعتبرها parting gift (هدية وداع)تعويض ليك عن تعبك معايا ...
لم يفهم مقصدها ..ولكن شعور يتملكه بعدم البعد او تركها ..وسرعان مايوئد هذا الشعور في مهده فيقول بمرح زائف :
-هدية مقبولة ..بس ماتنسيش تبلغيني عملتي ايه بالامتحان وهستنى رسالة بميعاد الحفلة ..مع السلامة!!!
يودعها بابتسامته الرجولية الخلابة التى أسرت لبها من اللحظة الأولى فتودعه باعين فقدت الحياة ...
...........
خرج من البيت ليركب سيارته الصغيرة يقلب هذا الصندوق بين يده بحيرة ..يشعر بأمر غير طبيعي في تصرفاتها امامه ..يفتح الصندوق بحرص فيلفت نظره قالب من الشيكولاته السويسرية الشهيرة المفضلة لديها(ليندت اند سبرنغلي)...يبتسم لتصرفها الطفولي ..فيلاحظ قبوع علبة سوداء صغيرة الحجم داخل الصندوق يمسكه بحرص شديد لقد كانت علبة سوداء قيمة قام بفتحها بحرص ليجد قبوع ساعة رجالية فخمة ذات سوار معدني فضي دائرية الشكل متقنة الصنع أسفل عقارب الساعة مرسوم طائرة ركاب بيضاء بإطار ازرق صغيرة ..بهت من هذه الهدية القيمة التي من الواضح أخذت جهد لم اشتراها وصنعها فيبدو غليها انها مصنوعة خصيصًا له ..ارتعب من فكرة اخراجها من علبتها خوفًا عليها من الخدش فيبدو عليها باهظة الثمن ..حركها بحرص شديد ليدقق الرؤية بها بين أصابعه ليقلبها ليجد حفرا غريبا مرسوم على الجهة الأخرى منقوشًا عليها لم يستطع تفسير الكلمة المكتوبة ....
يزفر بشدة بضيق يعتليه ..فهي متعلقة به بشدة ويؤلمه ويضيق به إلامها الذي سببه لها اليوم عن قصد حتى تلتفت لحياتها ..فهما ليسا متكافئان إطلاقًا ..انه لاينكر انجذابه الغريب لها ،.ارجع ذلك كثيرا لملامحها الجميلة الآسرة للجميع ...
امسك هاتفه المحمول ليرسل لها رسالة شكر على هذه الهدية الرائعة على موقع الرسائل (الواتس آب)....انتظر ردها عليه بتوتر لا يعلم سببه ..كل ثانية يرفع الهاتف ليجدها متصلة ويظهر علامة الرسالة الزرقاء ليدل على رؤيتها للرسالة ..مر الكثير الوقت ولم يصله ردًا منها ...لما لا تجبه كعادتها ..كانت تسرع دائما في ردها عليه كأنها تنتظره ،..ترى ما يؤخرها عليه اليوم ؟؟؟.......
........
مر أسبوعان كاملان عليه القلق ينهشه ..شعر بالفراغ يقتله بهذا البعد والجفاء الغير معتاد عليه منها ..لم تصله رسالة واحدة منها كعادتها ولا اتصال هاتفي كما كانت تفعل مؤخرا ..أرسل لها الكثير من الرسائل الكتابية لم تجب عن واحدة منها ..كاد ان يجن من تجاهلها المتعمد ..ليضطر لسؤال امينة عنها لتبلغه بانها باحسن حال ولكنها تبرر غيابها عنه بانشغالها في المذاكرة ...حتى محاولته للذهاب للأوبرا لعلمه بذهابها للتدرب والاستعداد للعرض...فوجئ بأنه تأخر تأخر كثيرا وخذلها ليزيد من ألمها اكتشف بان العرض تم عرضه قبل يوم من سؤاله وهما الان في فترة راحة إجبارية من التدريب......ليسب ويلعن حظه العسر ..لقد كانت تأمل في وجوده معها اثناء العرض لتأنس وحدتها وتشاركه حلمها الصغير ..ولكنه خذلها ..خذلها....
.........
وقف امام الباب منتظرا فتستقبله تينا ببشاشة تقول بلهجتها :
-مستر مالك ..تفضل...
دخل ينظر بجوانب البيت لعله يراها ولم يجدها فتخبره تينا بعدم وجودها ولا تعلم أين هي ...؟!
جلس منتظرها اكثر من ساعتين وزاد ذلك التأخير قلقه فأمينة لاتعلم أين هي ؟...استقر القلق في قلبه من غيابها مع تعمدها لعدم الرد على اتصالاته المتكررة لقد تأخر الوقت لمنتصف الليل ولم تعد حتي الان ..
شعر بصوت المفتاح يدور فيشتم رائحتها قبل ولوجها للداخل مايدل على تعطرها الزائد غير المطلوب ..تدخل بعدم اتزان بحالة غريبة عليها ..تسير ببطء في اتجاه حجرتها بإرهاق فتسمع صوت هاتفها للمرة التى لم تستطع عدها ..ترفعه امام اعينيها فترى اسمه يضئ كما أضاء حياتها بظهوره فيها..تضغط على الزر بعصبية لتغلق صوته بدون رد منها ..ينتفض جسدها عندما صدح صوته الساخر :
-للدرجة دي مش طايقة تردي على تليفوني ؟...
كادت ان تقسم انها تتوهم صوته ووجوده لتلتف له ببطء فتجده يواجهها بوجه غاضب ممسكا بهاتفه المستمر في الاتصال بها لتبتلع ريقها بتوتر حاولت ان تبث حالها ببعض القوة ..لتقول ببرود زائف:
-مالك !!!..انت ايه اللي جابك في وقت زي ده من غير ميعاد ؟!..،
-كنتي فين ؟!.....سألها مالك بقوة حتى لاتتهرب منه باختلاق احاديث أخرى...
تشمخ بأنفها حاولت التماسك وعدم إظهار ضعفها فهو ليس له الحق بسؤالها ..باي صفة يسأل ؟!...فتقول بهدوء:
-كنت بشم شوية هوا ....و...
يسألها مرة أخرى فغضب بدأ يطفوا فوق السطح :
-أنا سألتك كنتي فين ؟....يبقي تردي ...إجابته بغضب طفولي حقيقي :
-قولت كنت بره ..هو تحقيق ؟!...
يقترب منها بسرعة كالفهد الذي ينقض على فريسته يمسكها من ذراعها بقوة ألمتها ويهزها بقوة :
-لما تكوني بره لحد الوقت المتأخر ده لوحدك ...ومحدش عارف انتي فين ..وحضرتك مش بتردي على تليفوناتي يبقى اه ياشيراز تحقيق ..ولازم اعرف كنتي فين ومع مين ؟!...
تدفعه من صدره بقوة غريبه وتصرخ بوجهه بألم :
-مالكش تسأل ..أنا حرة ...اخرج وادخل وقت ما احب ..بصفتك ايه بتسألني ؟!!...
يثبت يدها التى تدفعه بقوة يحتويها متعجب من حالها فتحاول التحرر منه بدون فائدة ليقول بصوت جاف:
-بصفتي مسئول عن واحدة مستهترة زيك ...مصيبة واتبليت بيها ...مسئول قدام والدك اللي حطك في رقبتي ...
تكبح بكائها حتى لا تظهر دموعها امامه ..تقول بهدوء:
-أنا مكنتش اعرف أني بلوة في حياتك بالشكل ده ...أنا آسفة لو كنت سببتلك مشاكل ..أنا بقى من اللحظة دي بعفيك من الحمل اللي شايله فوق كتفك ..وبطلب منك انك تنسى انك قابلتني فيوم وشكرا على تعبك معايا ..دلوقتي تقدر تتفضل لان محتاجة انام ....
يرفض تحرير قبضته يضغط عليها بقوة تملكية يرفض تركها ..يحاول تهدئة الوضع لعل يفهم سبب ثورة تلك المراهقة المجنونة:
-كل ده ليه ؟..ايه اللي صدر مني ..خلاكي بالشكل ده ..لازم افهم ليه مش بتردي على تليفوني من أسبوعين ..قولي لي يمكن في حاجة حصلت أنا مش عارفها ....
-ماحصلش منك حاجة ....كل الحكاية ان علاقتنا ببعض انتهت..بانتهاء الامتحانات ..اللي كانت تحت مسمى معلم بطالبته او زي ماانت مسميها اخ بأخته ....وفكلا الحالتين أنا اكتشفت انك ولا انت مدرسي فعلا ولا حتى اخويا ..وان دورك انتهي لحد كده .....لان خلاص مش هبقى موجودة ...
يعقد حاجبه من كلامها الغير مفهوم الغير مترابط ولكن استرعى انتباهه جملتها الأخيرة ليقول بحذر :
-يعني ايه مش هتبقي موجوده ؟....
لتبتسم له ابتسامه خلابة فتسحب يدها بعد ان شعرت بارتخاء قبضته لتقول وهي تدور حول نفسها لتداري المها :
-صحيح !!..انت ماتعرفش ؟!؟....أنا اتفقت مع بابي ان بعد الامتحانات ماتخلص هرجع إيطاليا تاني ...
يراها تدور وتدور على أطراف أصابعها برشاقة هيئتها توحي بالسعادة ولكن من يدقق بملامحها يجد لمحة انكسار فتستقر لاهثة أمامه بإرهاق وتكمل :
-نهائي ....هرجع إيطاليا نهائي...
-مين هيسمحلك بكدة ؟!....
تصدح ضحكتها الخلابة فتدغدغ قلبه واوتاره :
-ومين هيمنعني ؟....بابي بنفسه موافق ..يبقى ايه اللي يمنعني ...
-أنا همنعك ...
قالها مالك باندفاع دون تفكير ليبهت من صراحته التى صدمته ..لما شعر بالضيق عند علمه بسفرها وبعدها عنه ..
-بصفتك ايه ؟...بصفتك ابن خالة صاحبتي ..هتمنعني ...!!!..أنا مش حابة هنا اساسا ..أنا غريبة هنا ..على الأقل هناك ليا أصحابي وuncle اندرو ..هعيش معاه...
يقترب منها بوجه متعرق مبهوت من حديثها لايعلم لما فكرة بعدها سببت له الضيق فجأة ..يرفع كفه يلامس وجنتها اليسرى يحاول لملمة أفكاره :
-طيب ممكن تهدي ..وأي حاجة مضيقاكي هنحلها مع بعض ...واللي عايزاه نعمله....
نظرت في عينيه بوداعة تحاول البحث عن الصدق فيهما ..ترفع كفها تلامس كفه المستريح فوق وجنتها تغمض عيناها باستمتاع لملمسه ..كان يلاحظ ارتعاشها عند ملامسته لها لتخفض يده فجأة وتنظر اليه بقسوة :
-اللي عوزاه ،....انك تخرج من حياتي يامالك ..اعتبره طلبي الأخير ليك ...ارجوك ...
-ليه اتغيرتي؟ ..فهميني ...أنا مش ماشي غير أما افهم...أنا مش مصدق انك شيراز ..اللي اعترفت لي بحبها من أسبوعين ....
تغمض عينيها بأسف على حالها لم تكن تدرك تهورها لحظة اعترافها له بذلك ليبادل اعترافها بجرح لكرامتها وقلبها الصغير ..ليقلل من حبها له ويقابله باستهتار بدون مراعاة لمشاعرهاويبلغها بطريقة متوارية انها أختًا له فلا تأمل ...لتقول بشجاعة :
-انت صدقت ان بحبك ..ههههه...مش معقول يامالك واحد في سنك وتفكيرك ..واحدة مراهقة زيي تضحك عليه ...
يضيق عينيه بشكل مخيف يحاول تصديق ماتقوله فيهمس بشكل مخيف لقد ضربت كرامته في مقتل :
-بمعنى!!!.....انك كنت بتلعبي وتتسلي ؟!
تحاول الهروب من عينيه فتواليه ظهرها وتضم جسدها بذراعيها لعلها تهدأ ارتعاشه تقول:
-مش بالضبط ..أنا كنت فاكرة أني بحبك وانا مش عارفه اندفعت وصارحتك ازاي بالشكل ده ..حسيت أني غبية عشان اتسرعت ...بتهيألي أنا وضحت لك  كل حاجة ..ياريت ماتزعلش مني ...ولازم نبعد عن بعض ..مش هينفع نتعامل تاني بشكل طبيعي زي الاول ...بعد اللي حصل
يقترب بخطوات بطيئة حتى وصل اليها لتلفح انفاسه عنقها المكشوف الا من بعض خصلات صفراء تحررت من عقدتها فتسمعه يقول بصوت مجروح :
-ولو قولتلك ان اكتشفت ان بحبك ...هتطلبي مني ان ابعد عنك .؟!....
جحظت عيناها وتسارعت انفاسها لايعقل ان يكون صادقا في مشاعره ..هو لن يراها او يشعر بها يوما..تشعر بملمس كفيه الدافئتين يضعان على كتفيها المرتعش ليكمل برجاء:
-قولتي ايه ياشيراز ؟..ابعد عنك  ؟....
تلتف سريعا لتكتشف مدى قربه منها تستند بكفيها فوق صدره الذي يعلو وينخفض بسرعة من شدة التوتر تقول مذهولة :
-انت بتكدب...انت عمرك ماحبتني ..ولا هتحبني .....
رفع أنامله يضعها فوق شفاها الوردية لتصمت فيجيبها بهدوء:
-كنت غبي...ما حستش أني بحبك الا أما بعدتي عني الأسبوعين ..ولما عرفت انك بره ومش بتردي عليا اتجننت ...ها ياشيراز ابعد ؟ولا افضل معاكي ....؟
تتشبث به ممسكة بقميصه لن تصدق ماسمعته منه انه يحبها مثلما تحبه تماما:
-تبعد فين ؟!!..هو احنا بنلعب ياكابتن ؟!.....
تصدح ضحكته الرجولية يقول بين ضحكته :
-يعني افهم من كده انك بتحبيني ..
تهز رأسها بخجل كادت ان تدفن رأسها بصدره ليكمل بجدية :
-بس في حاجة لازم تفهميها ..اللي يحبها مالك لازم تمشي على شروطه وطريقة حياته .يعني مافيش خروج بدون إذن وبعد الساعه ٨ممنوع ...وأي مشوار أما معايا او عم حسن السواق ...واللبس هيطول والبنطلونات هتوسع ...لمس أيد حد غريب ممنوع ...والرقص مم.....
تشهق شيراز بغضب طفولي تقول:
-الا الباليه يامالك ..اوعى تقول عليه ممنوع ..ارجوك ..تندفع تتشبث بعنقه تحتضنه بجرأة ..جعلت السخونة تضرب جسده اثر ملامسته لجسدها الناعم الهش فهو اول مرة يحتضن أنثى وهي ليست اي أنثى ..أنثى في مثل جمالها المبهر ليقول بصعوبة لا يريد انتهاء هذه اللحظة :
-اول قاعدة اخترقتيها ياشيراز مافيش فايدة .....
تجيبه بوداعه وهي تريح رأسها فوق كتفه تلفح انفاسها عنقه :
-أنت قولت لمس أيد حد غريب ...وانت مش غريب ..انت حبيبي ....
رفع يده يضمها لصدره :
-وانا بعشقك !!!...يرفع عينه لاعلى ويقول بصوت ضاحك :
-الرحمة من عندك يارب ..يارب قويني على البلوة دي...
..........
يتبع

باليرينا الشرق( مكتملة)محولة للورقي الآن مع تعديل السرد وتحويلها للفصحى كلياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن