الحلقه التالته

40K 1.2K 216
                                    

الحلقه التالته
#رواية_مخابرات_خلف_الاسوار
بقلم / أسماء جمال ( Soma Ahmed )
***********
مالك ركن عربيته و نزل منها زى التايه من المنظر حواليه .. رجله مش شايلاه .. مش عارف يتحرك خطوه .. بيقدم خطواته ببطئ قوى كإنه خايف يوصل ..
كل اللى حواليه بيبصّوله بنظرات هو فاهمها كويس و يمكن ده خلّاه يغمض عينيه عشان ميشوفهاش او عشان ميصدقش او يمكن عشان كان لسه جواه امل بس الامل ده إنهار بمجرد ما وصل قدام البيت و لمح المنظر ..
نزل برجله ع الارض و عينيه زايغه بتوهان ع البيت اللى من شدة الحريقه تقريبا وقع و إتدمّر ..
فهد راح عليه و نزل جنبه بصوت إتنبح : راحوا يا مالك .. سابونا .. انا سيبتهم شويه و هما سابونا خالص ..
مالك وقف بجمود و بصّ لأخوه و شدّه وقّفه بحده : اقف على رجلك .. متنخّش كده .. انت راجل و الراجل اقوى من ان حاجه تخلّيه يوطى راسه كده
فهد دموعه من كترتها مخلياه مغمض عينيه بقهره و مالك قرّب مسك وشه بوجع و مش عارف يقول ايه ف صرخ بصوته كله و شدّه حضنه بعنف و فهد ضمّه اكتر و دموع قهرتهم بس اللى بتنطق نيابة عن الموقف ..

حازم و عمر قرّبوا منهم و من لمحه سريعه للموقف قدروا يفهموا خاصة ان الجيران كانوا طلبوا المطافى و ساعدوهم يطفّوها و إبتدى الكل يدخل البيت من جوه بس مفيش شئ يمكن إنقاذه ..
حازم اخد موبايله و اتصل على حد يبعتلهم نجده تشوف الوضع ..
و امنيه قرّبت منهم و نزلت جمبهم ع الارض و لفّت دراعها حوالين مالك اللى ضامم فهد بعنف و شهقاتهم بتعلى .. ملقتش كلام تقوله ف شاركتهم دموعهم ..

شويه و وصلت كذا عربية نجده و نزل منها ناس متخصصين للمواقف اللى زى دى و دخلوا البيت و إبتدوا يتحركوا بحذر و يفتشوا فيه ..
و شوية و طلعلهم واحد منهم و حازم بسرعه راح عليه بحيث ميوصلش لعند مالك ..
و الراجل هزّ راسه بأسف : للإسف مفيش حاجه ممكن تتلحق خالص ف البيت كله بأدواره .. فى جثث و على ما اعتقد اتنين و صعب يتنقلوا من المكان .. دول مفهومش جسم اصلا
فهد صرخ صرخه مكتومه هزّت جسم مالك اللى كتم ملامح وشه بألم و شدد على ضمّته و وقف بيه ..
مالك بصوت بيطلع بالعافيه : خلاص انا هكلم حد مختص من المعمل الجنائى يتصرف
الناس مشيت بعد ما روّقت البيت على قد ما قدروا و مالك كلّم حد تبعه جاله و فعلا بصعوبه قدر يخرّج جثثهم اللى مكنتش اكتر من عضم و مفصّل عن بعضه ..
مالك غمض عينيه بعنف و هما نقلوهم لعربية المستشفى ..
حازم قرّب منه بحزن : حبيبى تعالوا عندى
مالك هز راسه بوجع و امنيه قرّبت منه : تعالى عندنا .. بابا اصلا كلّم حد جهّز البيت .. حتى عشانهم و تخرج بيهم من عندنا و عشان الدفنه و العزا و كده و لحد ما توفروا مكان ليكم .. و لا ايه ؟
اللوا صالح و هو بيقرّب منهم : هى دى فيها و لا ايه ؟ طبعا هيجى هو بمزاجه ؟
عمر بحزن : ع الاقل عشان فهد يا مالك .. مش هتفضلوا ف الشارع كده
مالك اخد نَفس طويل و كتمه كإنه بيكبس بيه الآلم : لاء هروح بيهم المستشفى
حازم بذهول : مستشفى ؟ مستشفى ايه يا مالك ؟ ده .. ده
اللوا صالح قرّب منه بحزن : حبيبى
مالك بصوت مبحوح : هطلّع اذن الخارجه و تصاريح الدفن و اخلّص كل حاجه هناك و الغُسل و اطلع بيهم
امنيه : بس

مخابرات خلف الاسوار بقلم / اسماء جمالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن