حلقه خاصه 2 و الاخيره لعيد الام

17.4K 642 125
                                    

حلقه خاصه (2) من #رواية_ربع_دستة_ظباط
( الجزء التالت من مارد المخابرات و الجزء التانى من مخابرات خلف الاسوار ) بمناسبة #عيد_الام
بقلم / اسماء جمال ( Soma Ahmed )
**********
مالك إبتسم بغيظ و فتح شقته و دخل بس حسّها بارده .. ساقعه .. مش دافيه ابدا .. إستغرب الاحساس اللى اول مره يحسه فيها ده .. ده ف اصعب اوقاته مع حلم فيها مبيحسهاش كده ..
قلبه إتقبض ف دخل بسرعه فتح اوضة ولاده لقاهم نايمين ف سريرهم بهدوء .. باسهم قوى و هو بياخد نَفس عالى قوى ..
إتلفت حواليه مشافهاش .. لقى نفسه ف اوضة الاطفال .. حلم لأول مره تنيّمهم ف اوضتهم .. ع طول معاها و جنبها ..
قلبه إتهز للحظات .. مش عارف يستوعب ده ايه او مش عايز او يمكن مش قادر ..
خرج من الاوضه راح اوضتهم بس شافها ضلمه .. ولّع النور بس محسش بنوره و لا حس الاوضه نوّرت .. شافها فاضيه ..
فتح الدولاب مفهوش حاجه خالص ..
مالك رجع جنب ولاده بيحاول يقنع نفسه إنه مش فاهم .. او ان ده طبيعى .. مستناش اكتر من دقيقه بس معرفش يستنى تانى .. قام اخد ولاده اللى كانوا لابسين و نزل بيهم حط العجله بتاعتهم ف عربيته من ورا و لف مشى ..
راح ع الكومباوند بس من قبل ما يدخل عرف إنها مش هناك ..
ف رجع عربيته و راحلها عند أمها قبل ما يوصل لمحها من بعيد ع الباب و بمنتهى التلقائيه خد نَفس جامد زى اللى بيتشاهد ..
نزل و لسه هيروح عليها شاف حد معاها ف وقف يتابع الموقف من بعيد ..

حلم كانت بعد ما مالك نزل جرى لتحت حست إن كل الابواب بتتقفل.. محستش بنفسها غير و هى بتنزل جرى كإنها عايزه تهرب منه له .. نزلت زى اللى روحها مخنوقه ف عز البراح بس معرفتش تروح لفين ..
كانت قبلها بيوم لمت حاجتها ع الكومباوند و إتحججت ان المكان بذكرياته هو اللى حاجز بينهم ..
بس بمجرد ما وصلت معرفتش تدخل .. البيت من غير صاحبه بقا زى المهجور زى حياتها منه ..
راحت على أمها اللى بمجرد ما شافتها من فوق ع الباب نزلتلها ..
حلم إبتسمت بدموع و هى بتشوف أمها لاول مره بتقابلها ع الباب بس بسرعه إبتسامتها راحت اما أمها زعّقت : انتى ايه اللى جابك هنا ؟
حلم عيّطت قوى : انا محتاجالك قوى
أمها زقت إيديها قوى : و انا مبقتش عايزاكى .. ليكى عين تيجى هنا بعد اللى جوزك عمله ف أبوكى و عمك و مروان قبلهم ؟ ده انتى بجحه بقا ؟
حلم عيّطت قوى : انتوا السبب .. انتوا السبب ف كل حاجه .. انتوا .. بسببك انتى و هما كنت هموّت جوزى و بسببك بردوا انتى و هما كنت هقتل تانى لولاه هو اللى لحقنى .. بسببكوا معرفتش احس بالامان .. بسببكوا شوفته ف قرفكوا ..
انتى ليه كده ؟ ليه بتكرهينى كده ؟
أمها مشيت بجمود : روحى عيّطيله هو يمكن يحن عليكى لكن انا لاء... فاهمه ؟ مش عايزه اشوف وشك تانى .. انتى إختارتيه ف الاول و بردوا إختارتيه ف الاخر ف مترجعيش تعيطى
حلم حاولت تمسك إيدها أمها شدتها بحده و بصتلها بجمود : افهم من كده إنك بتختارينى ؟
حلم بدموع : حرام عليكى .. ليه بتعملى معايا كده ؟ هو اصلا مبقاش بيحبنى
أمها بحده : و اما هو مبقاش عايزك و لا بيحبك باقيه عليه ليه ؟ لازقه فيه ليه ؟
حلم عيّطت قوى بمراره : عشان بحبه .. عشان بحب ولادى .. عشان بحب بيتى .. عشان انتى و هما كل يوم و كل لحظه بتثبتولى إنى إختارت راجل بجد .. انتى اللى خلتينى ف الاول ارضى منه ب اقل حاجه مقابل يملى حياتى و بسببك بردوا خلتينى معرفتش اكتفى و بسببك خوفت من الخلفه و بسببك بقيت كده
آمها زقتها بحده و دخلت : يبقى غورى من هنا و معتيش تيجى و إلا هخليكى تعيطى بجد
أمها سابتها و دخلت و حلم يدوب إتحركت خطوتين من ع الباب و نزلت برجليها ع الارض و قعدت تعيط ..
مالك كان متابع الموقف من بعيد و مرضيش يتدخل او حتى يخليهم يشوفوه بس لحد اما حلم نزلت ع الارض معرفش يفضل مكانه...
كان بيسابق خطواته زى اللى بيجرى لحد ما راح عندها .. ميّل عليها ضمّها عليه قوى بحب لاول مره يسيبه يظهر : ايه اللى نزّلك من بيتك بس افهم ؟
حلم عيطت قوى و معرفتش ترد ..
مالك مسك وشها و معرفش يقول ايه ف ساب كلامه يطلع ملغبط من واحد ملغبط : معرفش .. انا اه معرفش اللى فات كان ايه و لا اللى جاى شكله ايه و لا اللى احنا عملناه ف بعض ده ايه .. بس كل اللى اعرفه إنى لو مش مرتاح ف القرب ف انا تعبان قوى ف البُعد و لو حبك إتهز جوايا ف كرهك مستحيل و لو حتى مش هحبك ف محتاجلك و لو مفيش امان معاكى ف بردوا مفيش خوف .. و لو سكتنا إتقفّلت ف فى خمسين سكه إتفتّحت قبالها .. ف لو حتى هتسيبينى مينفعش متبقيش موجوده و لو هتبعدى يبقى مش ف اليوم اللى العالم كله بيحتفل كل واحد فيه بأمه
حلم رفعت وشها بنظره غريبه زى غرابة نظرته عليها و بتحاول تصدقها : يعنى ايه يا مالك ؟
مالك إبتسم كتير : يعنى نسيّنى كل حاجه يا حلم .. نسيّنى لو تعرفى
حلم لسه هتغمض هو مسك وشها منعها تغمض : و انا هساعدك عشان انا كمان محتاج ده ف ساعدينى انتى كمان و ورينى
حلم مسحت دموعها بضهر إيديها زى الاطفال و امل إبتدى ينوّر السكه قدامها او قدامهم .. حاولت تقف بس رجليها بتقع بيها لحد ماهو شالها و هى إتعلقت برقبته ..
خدها على عربيته و مشيوا ..
مالك إبتسم على ردة فعلها اللى بمجرد ما دخل بيها العربيه حطت راسها على كتفه و نامت : مراد عامل حفله و عازمنا
حلم إبتسمت و هى مغمضه : طيب ينفع نروح مشوار الاول ؟
مالك ضيّق عينيه و هى إبتسمت : جايبه هديه لحماتى و عايزه ابعتهالها
مالك مفهمش بس حب خطوتها و هى شاورتله ع الطريق لحد ما مشيوا على وصفها ف لقى نفسه قدام مستشفى الحروق لاهل مصر ..
مالك إبتسم غصب عنه و إفتكر اول يوم جابها هنا و ساب تبرعات للمستشفى زى عادته من يوم حادثة أبوه و أمه ..
حلم مسكت إيده بحب : انهارده بالذات انا اللى حابه اسيب صدقه لحماتى للمستشفى
مالك مسك إيدها و إتكى عليها او تقريبا إتشعبط فيها و هى خدته و دخلت ..
هو دخل بس وقف ع الباب .. حس إنه مش وقت يدخل ف دوامة ذكريات من النوع ده تكسر اليوم ..
حلم حست بيه ف وقفت : تستنانى دقيقتين ؟
مالك هز راسه و هى دخلت قابلت واحده بعيد قدامه و وقفت تتكلم معاها و شويه طلعتلها شيك إدتهولها و شاورتلها على مالك بعيد و مالك حاول يبتسم ..
حلم خلّصت و راحت عليه : هروح الحمام و اجى بسرعه
مالك إبتسم : عايزانى معاكى ؟
حلم كانت هتقول حاجه و غيّرتها : ابغى اقولك ياريت ينفع و الله بس استحى
مالك ضحك قوى و هى مشيت جرى ع الحمام ..
مالك بتلقائيه راح ع الست اللى حلم كانت معاها و كانت لسه واقفه و معرفش يسأل سؤاله بس هى إتكلمت ع طول : انت بقا مالك صح ؟
مالك إبتسم : انتى تعرفينى ؟
الست إبتسمت : مدام حلم جت من فتره حوّلت مبلغ كبير للمستشفى تبرع و قالت صدقه على روح حماتها مامة حبيبها .. و من بعدها كل فتره تحوّل مبلغ كويس .. لحد من فتره جات و كانت فى حاله وحشه و حوّلت مبالغ كبيره قوى و قالت دى على روح جوزها .. و من بعدها كانت تقريبا بتيجى اسبوعيا تسيب اى مبلغ .. لحد ما من فتره جات و حطت بردوا مبلغ بس رجعت تانى الصدقات لحماتها و أما سألتها قالت ربنا نجّى جوزها .. صحيح مفهمتش بس اللى فهمته ان ربنا زاح الغمه اللى كانت فيها عشان وشها كان لاول مره اشوفه منوّر كده .. و دلوقت ورّتك ليا بتقولى جوزى مستنينى ف عرفت إنك صاحب الصدقه
مالك معرفش يرد ف إبتسم و مشى ..
حلم خلّصت و رجعتله لقته ف العربيه و بمجرد ما دخلت شدها عليه خدها على صدره و سكت و هى سكتت و خدوا طريقهم لمراد ..

مخابرات خلف الاسوار بقلم / اسماء جمالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن