الحلقه 28

20.5K 979 69
                                    

الحلقه ال 28
#رواية_مخابرات_خلف_الاسوار
بقلم / اسماء جمال ( Soma Ahmed )
**********
الحلقه موصلتش للرقم بس ده احتراما للناس اللى حاولت و دعمتنى .. و.ده اللى جهز منها و الله ..
***********
مالك كلّم حلم تجيله و قفل و قعد ينتظرها ..
عينيه لفّت كل حاجه حواليه .. بتروح لكل حته و كل ركن ف الشقه .. بيته دافى و بطعم العيله .. اه عيله صغيره بس بكره هتكبر .. مش هيستحمل اى خساره فيه ..
عينيه بتلف المكان و كإنها بتفوّقه او بتترجم افكاره بشكل ملموس قدامه ..
إتنهد بصوت عالى و دخل ياخد حمام بس مش مركز ..

سند بكفوفه على قزاز الادراج المتعلقه قدامه و ميّل راسه سندها ع الدولاب قدامه بشرود و مش واخد باله بيضرب بإيده ع الدولاب إتفتح بسرعه و قبل ما يلحقه كل اللى فيه بيقع من فوط و بشاكير و حاجات و من قلبهم وقعت علبة برشام ..
مالك بصّلها قوى بشئ من التركيز و التوهان و مش فاهم دى هنا ليه ! او بمعنى اصح مش عايز يفهم !
مالك بعد ما كان بيشيل من ع الارض الحاجات اللى بتقع يرجّعها مكانها نزّلها تانى او هى اللى نزلت لوحدها من إيده بعد ما عينيه راحت على علبة البرشام ..
مسكها بهدوء و بيبص عليها و مش عايز يركز .. بيبص على اى حاجه إلا إسمها او تفاصيلها .. مش عايز يفهم اللى المفروض يفهمه ..مش عايز يستوعب لمجرد إن عقله رافض ..
برشام منع الحمل ؟ بتاع مين ده ؟ سؤال غبى ! طب ليه يا حلم ؟ ده انا ما أجبرتكيش عليا ! و لا هتصدقى إننا كنا بنصلّح غلطه ؟
فضل كتير مكانه لحد ما وقف او لحد ما قدر يقف و من غير اى تمهيد خرج من الحمام بيضرب بقبضة إيده ع الحيطه بخطواته جنبها لحد ما وصل بقبضته ع المرايه اللى من غير ما يتراجع نزّل قبضته عليها نزلت فتافيت ..
كإنه ما صدق يخرّج الدوشه اللى جواه على اى حاجه قدامه .. ما صدق لقى سبب يطلّع فيه ثورته القايمه عليه من غير ما يفكر ..
قعد على حرف السرير و بياخد نَفس ورا نَفس ورا نَفس كإنه بيهدى من جوه .. نفسه بس لو يسكت من جوه زى ماهو ساكت من برا كده ..
دوشه كتير جواه و حواليه و اصوات كتير محاوطاه مش عارف يخرسها ..
رجع الحمام بهدوء مزيّف لم الحاجه رجّعها ف الدولاب مكانها و بعد ما كان هيرجّع علبة الدوا إتراجع و خدها و قفل الدولاب و خد حمام و خرج ..
بيلبس هدومه و القزاز حواليه متكسّر قريب منه و بيتحرك بينه بحذر كإنه بيترجمله ان كل اللى حواليه خطر حتى لو قريب منه ..
سمع الباب بيتفتح و بتلقائيه غمّض بعنف و ساب كل حاجه مكانها .. حلم دخلت و راحت على طول على اوضتهم و قبل ما تخطى من الباب وقفت مكانها من كمية القزاز اللى ع الارض و عينيها بتتنقل بينها و بين مالك : مالِك .. مالك ؟
مالك كان قاصدها إبتسامه بس عشان طلعت بارده قلبت تكشيره ..
حلم راحت عليه بقلق و هو حاول يهرب بعينيه او بوشه كله و هى صممت تقابل وشوشهم ببعض : حبييى .. انت كويس ؟
مالك إتكلم من غير تردد : لاء
حلم حاولت تتكلم تانى بس ملامحه منعتها او سكّتتها و هى عرفت إنه ف اللحظه دى محتاج حضن و بس ..
حضنته و الحضن من ناحيته طلع ببرود مع ان اللى جواه ابعد عن البرود .. و مش عارف عشان كان عايز يقولها عن كل حاجه و ف لحظه حس إنه كان هيغلط و لا عشان موقفها اللى مش عارف يلاقيله تفسير و لا عشان القرار اللى مش عارف ياخده و لا قدامه فرصه .. او يمكن عشان كل دول إتحطوا فوق بعض و عملوا حالته ..
حلم بتتكلم براحه : مالك ؟ انا بردوا حسيت ان فيك حاجه عشان كده مقدرتش استنى اما تجيلى و سيبت اللى ف إيدى و جيتلك
مالك خرج من حضنها بهدوء و إبتسم إبتسامه هاديه : انا هخرج اشرب سيجاره ف البلكونه و هرجع ارتب الدنيا
حلم بصّت حواليها للقزاز اللى ع الارض و إبتسمتله : لا ريّح انت و انا هنضّف كل حاجه
مالك سابها و دخل البلكونه فضل واقف جامد مكانه و دماغه مش راحماه و شويه عايز يسألها و شويه عايز يتجاهلها و مره يقرر يهجرها و مره يقرر يخنقها و مش عارف يرسى على بر لحد ما زق باب البلكونه و دخل عليها كانت خلصت تنضيف و واقفه قدام الدولاب هتاخد هدوم ..
مالك راح عليها و برغم كل اللغبطه اللى هو فيها دى حضنها من ضهرها و ضمّها قوى ضمة طفل خايف إيده تفلت من آمه ف الزحمه و هى إبتسمت و لفّت وشها له و هو من غير مقدمات خطف شفايفها ف حضن عنيف كإنه بيخنقهم او بيعاتبهم او بيسرسب لهم الكلام اللى مش عارف يتخطى شفايفه ف طلّعه ف بوسه ..
خدها ع السرير و هى لسه ف حضنه و كل قرارته من شويه إتبخرت .. نسيها او تناساها ..
حلم ف حضنه بتتوه و إندمجت معاه لحد ما إفتكرت حاجه و مره واحده جسمها إتخشّب بين إيديه ..
مالك لاحظها ف غمّض عينيه قوى بغضب و إستغبى نفسه ع الخطوه اللى خدها .. قِبل العذر اللى مقالتهوش و اهى بتكرر الجرح اللى جرحته ..
حلم بتحاول تخرج من حضنه و بتتكلم بهمس : مالك عايزه حاجه
مالك بص ف عينيها قوى بس السؤال إتخنق على لسانه و هى حاولت تقول اى حاجه : عايزه اروح الحمام
مالك مكمل ف بصته لها كإنه مستنى الاجابه مخدهاش و هى مش عارفه ايه اللى مش مفهوم ف جملتها و دماغها راحت لإنه مش مصدقها او يكون عرف حاجه بس بسرعه رفضت مجرد التفكير ..
مالك لاحظ شرودها و رجع للى كان بيعمله و هى حاولت تفصله من تانى او تخرج من حضنه بس هو إتجاهل كل محاولاتها و مجرد محاولتها دى كانت بتثير جنونه و عنفه عليها ..
حلم كانت مستغرباه معاها .. مالك عمره ما كان عنيف بالشكل ده .. ده كإنه بيعاقبها او بيضربها بشكل نفسى ..
كمّل هو اللى بيعمله و هى كمّلت ف شرودها اللى بيزيد جنونه لحد ما خلّص و سابها ف السرير و قام ببرود مميت و قبل ما يدخل الحمام إتكلم بلهجه غريبه من غير ما يبصّلها : معتقدش مره واحده هتفرق يعنى .. متقلقيش
حلم بصتله قوى و هو دخل الحمام و رزع الباب وراه و وقف تحت المايه يمكن يهدى ..
حلم برا فضلت تعيد جملته و تشقلبها ف دماغها و ربطتها بين حالته اللى جات لقته عليها و حالته اللى بقى فيها لحظة ما إفتكرت البرشام و اللغبطه اللى هو فيها و القزاز المتكسر و مش عارفه كل دول لهم علاقه ببعض او مالهومش بس من بين كل دول رنت جواها كلمته اللى قالهالها ع التليفون " انا محتاجلك "
مالك خلّص حمامه و خرج لبس بهدوء و دخل البلكونه و هى قامت خدت حمام و اول ما دخلت عينيها راحت للدولاب بس من شكله فهمت او إتأكدت ..
غمضت عينيها كإنها إتعدت زيه من لعنة القدر .. خلّصت و خرجت لبست و راحت وقفت جنبه و كل واحد فيهم عينيه ف جهه و المفروض يتكلموا بس مفييش كإن الكلام خلص مثلا ..
حلم سكتت كتير .. كتير قوى .. بتحاول تستنجد بإجاباتها اللى كانت محضّراها لموقف زى ده من الاول خالص ..
و برغم كده اول ما نطقت قالت كلام من غير تفكير مالهوش علاقه بالسكوت اللى كان قبله : ماالك .. انا مكنش قصدى اجرحك .. و لا زى ما فهمت .. انا بس خوفت.. انت ف كل مشكله بتواجهك بتختار اقرب الحلول .. اسهلها .. و ده بيخسّرك كتير .. خوفت .. مجرد إنى خوفت نجيب طفل و يبقى خساره من ضمن الخساير .. انت على طول اقرب حل عندك الوحده .. تبقى لوحدك .. انت ناسى عملت ايه معايا ف اول علاقتنا و حاربتنى اد ايه لمجرد إنك راضى بوحدتك و مش عايز حد معاك فيها ؟؟
و ف الاخر فتحتلى قلبك مش عقلك .. إدتنى قلبك مش عقلك .. شاركتنى ف اللى جاى مش اللى فات .. يعنى إدتنى جزء منك
مالك لسه هيتكلم هى سبقته و كإنها عارفه هيقول ايه او قاريه كلامه ف عينيه : و منكرش إنى انا راضيه بده و كنت و مازلت مقتنعه بيك بس انت لسه معندكش الثقه الكافيه فيا يا مالك .. إدتنى قلبك لمجرد إنه حبنى و غصب عنك كمان .. إنما عقلك و اللى فيه لسه .. انت بتفكر كتير قبل ما تتكلم و تراجع كلامك .. لسه انا بالنسبالك مبقتش الحد اللى تبقى بتلقائيتك معاه و انت واثق فيه .. تقدر تقولى كنت عايزنى ف ايه قبل ما اجى ؟ انت قولتلى محتاجلك و عايز اتكلم معاكى و بمجرد ما جيت كل ده إتبخّر لمجرد دقايق و اكيد فكرت انت فيهم الف مره ..
مالك هرب بعينيه بعيد عن عينيها و هرب من السؤال كله..
و هى قرّبت منه مسكت إيده من تانى : يوم ما تتخطى معايا المرحله دى ساعتها اقولك إن كل الحواجز اللى ممكن تشنكلنا ف طريقنا إتزاحت و ميبقاش فى مانع او مشكله لأى حاجه

مخابرات خلف الاسوار بقلم / اسماء جمالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن