الفصل الثالث والعشرون 💗

4.1K 184 84
                                    

الفصل الثالث والعشرون من رواية أحتل قلبى مرتين "وميض الغرام"❤
ينتابنى شعور القلق دائماً...
ربما خائفة من القادم
أو ربما خائفة من الماضى المجهول بالنسبة إليًَ
القائمة مليئة بالعواقب....
تخشى أن تستيقظ ذات يوم وهى فى حياة أخرى
تخشى أن ذاك الحمزة من الممكن أن يكون سراب
يراوضها تسأولات متعددة
والغريب أن الأجابات تكثر وتزيد من أمر التشتت
ظلت ترتعش وتبكِ بعدما تذكرت ابنتها
كيف لها نسيانها..؟
نعم فهى تلك الفتاة التى أتت أيضاً في هلاوسها وكانت تبكِ
تُرى لمَ بكت فى هلاوسها ؟
أيمكن أن يكن ذلك له صلة بالواقع؟
أحتضنها عندما رأى حالتها قائلاً:صبا استحملى،أنا هفضل معاكِ علطول
صبا :خايفة يجى عليا يوم وماتبقاش موجود
أنا بتعذب يا حمزة، صدقنى فى ناس عايزين يموتونى
ثم أكملت بخفوت:هما بيكرهونى كلهم
حمزة:كل ده مش حقيقى يا صبا
صبا :أنت رايح فين؟
توتر من سؤالها ثم أردف:هجيلك تانى يا صبا
خرج من غرفتها ووقف سانداً برأسه على الجدار
أتت تقى إليه وهى تقول:لازم نبدأ دلوقتى
أومأ إليها بوهن دون التفوه بشىء
دلفت إليها هى وفريق آخر
قامت بخوف قائلة :هو فى أيه ؟
تقى:عايزة تتعالجى يا صبا
أجابتها بنعم
تقى:تمام استحملى الفترة ديه عشان بعدين تبقى كويسة
"أبعدوا عنى، بتعملوا أيه أيعدوا"
قالتها وهى تدفعهم وهم يقيدوها على الفراش
اقتربوا إليها بتلك الأجهزة وصوت صرخاتها عالٍ يخترق أعماق قلبه الثائر، مكافح خواطره ومنطقه فى عراك عارم
مكافح الألم الغائر فى القلب
ما من منتصربعد...
معركة العقل والقلب ترهق أرواحنا فقط
ظلت تصرخ وتصرخ من تلك الصدمات السارية بجسدها متسببة بإرتعاش وتنميلة لجسدها لم تراها من قبل
وهن كابح مسيطر عليها
جسدها فى حالة عذاب لم تشعر بها قط
تشعر أن حركتها قد شلت
خارت كل قوتها أمام تلك الأجهزة التى تثر شعاع من الكهرباء المفتك إليها
ولكنها تُعذب جسدياً
فماذا عن روحه هو ؟
الروح عندما تتألم ألمها يفوق الطاقة
الروح تُجرح بدون نزيف الدماء
الدماء كابح بالروح لا يستطيع الخروج
فالألم بالداخل يتضاعف بدون صرخات
شعور مُنهِك أن ترى من تُحب يُعذب أمامك
ودورك يتحول إلى متفرج فقط...
إنتهت الجلسة وفقدت وعيها وارتخت جميع أعضاءها معلناً استسلامها بوهن
جلس أمامها ناظراً إليها بدون تحدث
دموعه هى التى تتحدث
دموعه تنعته بأنه أعطى الآذن بتعذيب محبوبته
فالدموع لومها حارق...
خرج صوتها متحشرج قائلة:بابا ألحقنى يا بابا
ظلت بضعت دقائق تتفوه لأشياء إلى أن استعادة وعيها وقدرتها على التوازن
أمسك يدها وطبع قبلة عليها
حركت عنقها تجاهه ،وعيونها تلومه على ما تم بها
لم تتحدث فقط نظرتها كفيلة بأن تُعذبه
وشعرها تأثر بتلك الصدمات وبات واقفاً
ظل يمسد على خصلاتها لعله يعيدها كما كانت وأردف :صبا...أنا عايزك ترجعى زى الأول
ماكانش قدامى غير الطريقة ديه
أنتِ كنتِ ناسية بنتنا وناسية ماما
وبقيتى تقطعى من جسمك
لازم أعمل كده عشانك يا حبيبتى
أخذت أنفسها بصعوبة وهى تقول :يعنى هو أنا كده ماتعذبتش
ولا العذاب اللى أنا فيه مش كفاية؛ فقولت تزوده
أنا تعبت...يارب
حمزة :كل ده هيعدى يا صبا صدقينى هنرجع لحياتنا الطبيعية تانى،بس لازم نصبر
صبا :أنا صبرت كتير أوى، خلاص مابقاش فى طاقة للصبر والأمل كل ده خلاص
تنهد بوهن وأقترب بثغره من جبينها ليقبله، ولكنه تفاجأ ،إذ بها تمسك عنقه بيديها وتعتصرها وهى تُعمق بها أظافرها، واقتربت أسنانها من عنقه وقامت بقضمها بشراسة ،وعيونها تحدق بذعر وهى تراه وحش ثأر يريد أن ينهش وجهها
ظل يدفع بها والدماء تسيل من عنقه
أتت تقى وساعدته فى التخلص من تلك الثأرة
أما هى فظلت تدفع بالأشياء المحيطة بها وهى تصرخ
اتجهت تقى إليه بذعر بعد أن رأت الدماء تسيل من عنقه ،وأتت بطبيب الذى قام بمعالجة الأمر، وقال أن الجرح بعيد عن عروق دماءه، وإلا كان سوف يموت
جلس على المقعد بوهن وهو على وشك فقدان الأمل

اِحتل قلبي مرتين "وميض الغرام" (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن