الفصل السادس والثلاثون 💗

4.5K 172 61
                                    

الفصل السادس والثلاثون من رواية أحتل قلبى مرتين "وميض الغرام "🔥💗
تعانق رحيق الزهور مع نسمات الهوى العالقة لتجعلنا نغمض أعيننا بإبتسامة رضا
أيام وأيام ولا نعلم أين الشقاء وأين السعادة...
نظل نتفحص الحياة ،ولكننا لا نستطيع معرفة ماهو القادم...؟
وكأن أعمى ينظر إلى نهاية الطريق
وأخيراً ذاك العمى يزول ونرى فى النهاية ذاك الوميض
نغمض عيوننا بداية الأمر، ولكننا نعتاد على الرؤية فيما بعد، ونتيقن أن السعادة آتية
تعانقت دقات قلبها معاً لتعذف مقطوعة حب ترفرف داخل قلبها الذى لم يتمكن من ثباته حين أستمع لتلك الكلمات...
والحب للقلب كافى للعيش
إنما الغرام كافى للحياة
أخذت نظراتهم رحلة لا يعرفها سوى العشاق
أمسك يداها قائلاً:عيونك قالتلى إنك موافقة
مش بس كده عيونك قالتلى إنك فرحانة
أخفضت وجهها خجلاً ثم أردفت :عايز ترتبط بيا عشان نبدأ من جديد، ولا عشان فى إحساس ليا من ناحيتى
ابتسم إليها قائلاً:أنا قدرت اقرى عيونك ورينى شاطرتك، وارفعى وشك واقرى عيونى بتقول ايه
أمسك ذقنها وقام برفع وجهها لتتقابل مع عيونه مرة أخرى
كلما تطول النظرات كلما تزداد دقات قلوبهم أكثر وأكثر...
ابتسم بخبث قائلاً:كل ده بتقرى عيونى، ده أنتِ فشلة أوى
أدارت وجهها وبالفعل اول تشعر بذات الخجل
فهى كانت أولاً تنظر داخل أعين الرجال ولا يهابها خجل أو ما شابة...
وليس ذلك فقط بينما كانت أحياناً تتصنع الخجل
ولكن الآن...تلك النظرات تجعلها حقاً ترتبك وتعرف ماهو الخجل
أقترب منها مردفاً:ماقولتليش رأيك يا ياقوت
رفعت عيناها ثانياً قائلة بإبتسامة:أقول أيه ما أنت قريت عيونى وخلاص عرفت الإجابة
  
      ««««««صلى على الحبيب »»»»»»

أمسكت أيدى والدها مرتديا فستانها والحجاب يزين أنوثتها هابطة من الدرج بإبتسامتها الرقيقة
وقف ذاك العمر أمامها والسعادة مجتاحة وجهه وهو يرى من جعلت قلبه يبكى للفراق ويتلهف إليها شوقاً
ويقين الحب عالق بقلبه لا يزول
أمسك يداها واضعاً قبلة عليها، وسحبها للذهاب وسط الحضور
بطبعها خجولة دائماً ومرتبكة، مما جعل جسدها يرتعش خجلاً
ابتسم وهو مدرك تلك الحركات التى بات يعشقها
فعلامات الأنوثة تكمن في الخجل....
أقترب أكثر قائلاً:أنا عاملك مفاجأة النهاردة
أجابته بتوهان:أيه هى...؟
ابتسم وهو يقول:تعرفى بحب فيكى تواهنك ده
أجابته بخجل:عمر الله أنا بتكلم عادى
عمر:مهى المصيبة إن دى طريقتك
وأنتِ بقى ماتعرفيش طريقتك دى بتعمل فيا أيه
أما بالجانب الآخر فكانت تقف مع شقيقتها بتوتر من نظرات ذاك الطارق الذى لم يخفض نظره عنها وازداد التوتر حينما رأته يتجه إليهم بابتسامته المعتادة
استدارت برأسها للجهة الأخرى غير مبالية بالواقف أمامها
استدار هو الأخر، ووقف أمامها قائلاً:هتحنى عليا أمتى؟
أجابته وهى تتصنع عدم المبالاة قائلة:انسانى يا طارق ،أنا مسحتك من حياتى
طارق:كدابة
أجابته بغضب:لا مش كدابه ،أوعى من وشى
سحب يديها غير مهتم بكلماتها واتجه إلى ساحة الرقص وظل يتمايل بها
لم تعد تشعر بالأكسچين بذاك الإقتراب حاولت أن تبتعد عنه ؛لآنها تعلم كل العلم أن ذاك القرب بمثابة الضعف والاستسلام...
شدد يديه على خصرها وهو يضغط عليه قائلاً:لو فكرتى بس إنك تبعدى عارفة هعمل أيه...
أجابته بغضب:هتعمل أيه يعنى؟
جعلها تقترب أكثر ويديه كقضبان الحديد على خصرها قائلاً:هشيلك وهخدك معايا ولا هيهمنى حد
أنا قضيت نص عمرى فى بلاد برة
يعنى الأدب ده مش فى قاموسى، فأتظبطى كده بدل ماظبنك أنا حذرتك
أستكانت بين يديه وكأن تلك الكلمات هى التى جعلتها تستسلم ،ولكنها تعلم كل العلم أنها استسلمت إليه فقط لآن بعد ذاك القرب لم تستطع الإبتعاد ثانياً
فالقلب يظل يتظاهر بجمود مشاعره، ولكن فقط من أقترب من يحب يفقد ذاك التظاهر معلناً الاستسلام
وجدها استسلمت فأرخى قبضة يديه ليجعلها تتمايل بنعومة كعاشقة تتألق مع معشوقها
على الجانب المقابل كان يرقص مع زوجته برقة شديدة حرصاً على ذاك الابن المنتظر وكأنهم يتلهفون لرؤية طفلهم الأول
فالحياة شغف تجعلنا نريد معرفة القادم
صبا:حمزة أنا عايزة أروح أحج
نفسى اروح أوى
ابتسم إليها قائلاً:بس كده عيونى أول ماتولدى وتبقى كويسة هاخدك ونروح نحج
صبا:حلمت اني جبت بنت وسمتها مكة ،وكنا كلنا هناك فى مكة
حمزة :إن شاء الله يا حبيبتى، أتمنى أنتِ بس وأنا هنفذلك اللى بتتمنيه
صبا:بحبك يا فارس أحلامى
حمزة: بحبك يا أميرة قلبى
وقفت شاهندة مستندة على ذراعه قائلة:هو أنت مش هترقص ولا أيه...
أجابها قائلاً:أنا أرقص أكيد بتهزرى
أجابته بغضب:وليه بقى ؟
مصطفى:عشان أنا مش بتاع رقص وكلام من ده آقفى اتفرجى
لكمته فى ذراعه قائلة:أنت مش رومانسي على فكرة
طيب وفيها ايه لو رقاصنا يا مصطفى
مصطفى:لما نروح البيت أبقى ارقصيلى
أجابته بتزمر:مستفز...  طب والله مانا راقصة
وجدها تقف وعلامات الحزن بادية على وجهها
فأمسكها متجهاً بالرقص قائلاً:بس ماقدرش اشوف قلبى زعلان ومانفذلوش اللى عايزه
ابتسمت محتضنه فى الوسط قائلة:بحبك يا مصطفى
ساعات بستغرب نفسى أزاى أشوف واحد فى رجولتك وماحبوش من البداية
راجل علمنى دينى وحياتى وفى الآخر بقى هو كل حياتى
مصطفى:لو كنت أعرف إنك هتحبينى كنت صبرت قلبى وخليته يتلاشى الوجع اللى كان فيه
بس كل ده مش مهم، المهم إنك معايا بإرادتك وبحبك ،معايا بوجودك وقلبك ده شىء يخلينى اكتفى بيكى من كل الدنيا، واخليكى ملكة لقلبى
أما عن كريم فسحبها إلى الخارج وهو يستشيط غضباً قائلاً:عايز أفهم أيه اللى أنتِ منيله ده
أجابته ببرود: وأنا عملت أيه يعنى
زفر بغضب قائلاً:يعنى أنتِ بتعقبينى عشان ماجتش خادتك من البيت، واجى الخطوبة ألاقيكى عاملة فى نفسك كده، ايه كل الميكياچ ده والفستان ضيق
تقى :أيوة يا كريم أنت بتهملنى
أنا المفروض لسه عروسة
ولا أنت مش شايف نفسك غلطان
ولا مابقيتش تحبنى، رد عليا يا كريم أنت مابقيتش تحبنى بجد
تفاجأ من قولها ذلك قائلاً:هو أنتِ من كتر مابتعودى مع مجانين اتعديتى منهم
فرت دمعة من عيونها قامت بإزالتها سريعاً وهى تقول: كنت فاكراك محوش ليا الحب والإهتمام فى قلبك، لكن للآسف فترة فراقنا قللت حبك ليا
أمسك يداها قائلاً:أيه اللى بتقوليه ده
أزاى يجى فى دماغك حاجة زى دى أساساً
أنا كريم يا تقى كريم حبيبك
كريم اللى عاش فترة الفراق اللى بتقولى عليها ديه فى عذاب وماكنش بينام، طب أزاى بتقولى كده وأنا كنت طول الفترة ديه مابعملش غير إنى بحاول أقسى قلبى عليكِؤ وفشلت فى كل ده
تقى:وإهمالك ليا يا كريم، ده افسره بأيه
ده أنت حتى بقيت تعد مع آدم أكتر منى
كريم:أنتِ بتتكلمِ بجد!
يخربيتك غيرانة عليا من ابنك
أجابته بتزمر:وأغير عليك من أى حد
أنا بحبك أوى يا كريم
عشت سنين مش بتمنى فيهم غير قربك
تروح أنت لما الفرصة ديه تجيلنا ماتستغلهاش
أنا عايزة أعيش باقى حياتى فى قربك وبس
ولا ده مش من حقى
كريم:من حقك يا عمرى ،آسف ماكونتش أقصد إنى احسسك بكدة
احتضنها ثم أخرجها مرة أخرى بعنف قائلاً: وده مش مبرر لكل اللى أنتِ عملاة فى نفسك ده
ثم أمسك منديل ورقى، وظل يزيل مساحيق التجميل تحت تزمرها
انتهى ومازالت علامات عدم الرضى على وجهه فسحب سترته وألبسها إياها قائلاً:لو شيلتيه من عليكِ أنا مش ضامن ممكن أعمل أيه فيكِ
أكمل جملته ثم لمح أسامة يقف بعيداً ناظراً إليهم
فألتفتت إليها مرة أخرى قائلاً:أدخلى دلوقتى أنتِ يا تقى وأنا جاى وراكِ
أومأت إليه بالإيجاب ودلفت إلى القاعة مرة أخرى
أما عنه فاتجه إليه ووقف أمامه
أسامة:أنا جيت عشان أثبتلك إنى مُصر إننا نرجع زى الأول أدينى فرصة يا كريم، صدقنى المرادى مش هخذلك ،أنا محتاجك معايا تبقى معايا خطوة بخطوة زى زمان
كريم:ولو غدرت تانى، ولو كنت بتقرب منى عشان مراتى ساعتها أعمل فيك أيه
أسامة:أنا قولتلك مش هشوف تقى غير إنها مرات أخويا ،كمان أنا هتجوز قريب
أسامة:تتجوز!تتجوز مين؟
أجابه بابتسامة: ياقوت
ابتسم الآخر قائلاً:مبروك
أسامة:مبروك حاف كده ،مش هتحضنى زى زمان
أحتضنه قائلاً:مبروك يا أسامة، ياريت فعلاً تمشى فى الطريق الصح ،وأنا خلاص هبدأ من جديد ،وهنسى كل اللى فات، العمر بيجرى مش مستاهل مشاكل وعداء
أتى موعد تلبيس الدبل
ابتسم بخبث وهو يضع يده على أعينها قائلاً :عايزك تاخدى نفس كده وتخرجيه عشان المفاجأة هناك اهى
أزال يده من عينها
وضعت يداها على فاهة قائلة:المآذون بيعمل ايه هنا يا عمر هى مش ديه خطوبة.
عمر :وهو مش أنا لسه قايلك إنى عملك مفاجأة
أومأت إليه بالإيجاب فأردف:وهى دى المفاجأة ياروحى إن النهاردة كتب كتابنا
لم يعطيها مجال للتفكير وأمسك يداها متجهين إلى الطاولة وعقدوا قرانهم وسط سعادة الحضور
همَّ المآذون بالوقوف ولكن استوقفه طارق قائلاً:استنى يا مولانا بما إنك موجود جوزنى بقى
رانيا:يجوزك مين!
سحبها بعنف قائلاً:هو أنا مش قولت مش عايز أعتراض
رانيا:يا سلام طب أيه رأيك بقى أنا مش موافقة
سحبها عنواة قائلاً:وربنا لو ما سكتى هخطفك وماحدش هيعرفلك طريق
رانيا:هو أنت مالك بقيت عصبى كده ليه
طارق:لا وأنتِ الصدقة أنا بقيت أعرف أتعامل معاكِ
يلا إنجزى عايز اتجوز
جلست مبتسمة على ذاك المجنون الممسك بيدها لا يريد تركها وتم عقد قرانهم وسط ذهول الحضور
أما عن كريم فاقترب من أسامة غامزاً إليه قائلاً:هتعملها دلوقتى ولا أيه
ابتسم الآخر بحماس قائلاً:فكرة والله وليه لأ
بس أنت اللى هتشهد على كتب الكتاب
ابتسم وهو يقول:ماحنا كنا متفقين على كده من سنين يلا روح قبل ما المآذون يمشى
نظر إليها نظرة علمت معناها واتجهت معه وجلست بجانبه وتم عقد قرانهم
تعانقنا الليالى فى سطوة الشجن وتتجه بنا إلى طريق مغاير....ألا وهو السعادة
ربما تتعثر أقدامنا ويختل توازنا ،ربما نقع
ولكننا سنجد اليد المنقذة إلينا لتجعلنا نلهو غير عائبين بشجن الليالى
فوميض الغرام يقتحم ظلمة الليالى يجعلنا نبتعد عن الظلام....متجهين بقلب ملئ بالعشق الفياض إلى طريق النور........

اِحتل قلبي مرتين "وميض الغرام" (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن