الفصل الثلاثون "المواجهة"

4.5K 178 67
                                    

الفصل الثلاثون من رواية أحتل قلبى مرتين
"وميض الغرام"🔥⁦❤️⁩
وقفتُ لِبرهة لعلي أجد تفسيرًا لتلك اللحظات
ووجدتها وليتنى لم أجدها...
القلب يكاد يجن وهو يدق معترضاً
فهو يشعر بالحنين والغدر معاً....
مفترقات إذا إتحدوا فى القلب حطموه إلى أشلاء
فذاك القلب بكى كثيراً فقط لكلمة الرحيل
وتقبل وظل يعيش بتلك الذكريات مكتفي بها
ولكن تخلل ذاك التقبل أشواك الخداع
فجعل من دمائه بحرين
الأول حنين والثانى إنهيار
فماذا عن تماسك قلب عاشق ظل يعشق لسنوات باءت فى الهراء.....
وقف وصوت أنفاسه عالية بالمكان وينظر إليها بعيون صقر جريح ولا يصدق أن الجرح أتى منها
فالجرح تدرج ألمه ناتج من الحب
فحينما يصبح الحب مسيطر يصبح الجرح عميق
لم يستطع السيطرة على مقلتيه ونزفت منها بحور العبرات الصارخة التى كبتها الكثير من الأحيان لكن تخزينها قد أمتلئ وليس هناك مكان للتخزين....
أما عنها فأرتعاش جسدها هو المسيطر،ابتعدت عدة خطوات بخوف جامح من ذاك العمر الذى لم يعطيها سالفاً سوى الحب، فهى الآن ترى علامات بوجهه غير مبشرة ،فهى علامات العاشق الولهان الذى تحول إلى العاشق الذى يريد الفتك بمعشوقته المخادعة
لابد أنها دلفت إلى المتاهة المليئة بالوحوش القاتلة
أزال دموعه المنهمرة بعنف وكأنه يعنفها بعدم النزول
وأقترب منها كى لا تهرب مثلما كانت تفعل دائماً
أمسك بيديها بعنف ناظراً إلى عيونها التى كان ينشد إليها قصائد الغزل فى مئات الأبيات
أما عنها فهى تشعر بالندم والجرم التى أرتكبته
حالة الصمت هى المسيطرة فى ذاك المكان الذى لم يسمعوا فيه إلا صوت أنفاسهم وشهقاتها المرتجفة
أخيراً أنفكت عقدة لسانه وأردف بصوت كالرعد يتخلله عذاب الغرام قائلاً:وهمتينى إنك بتحبينى
خليتينى مابعملش فى حياتك غير إنى أحبك
عشت معاكِ كل لحظات الحب
وبعد كده عيشتينى كل لحظات الألم
كل اللحظات أنتِ كنتِ وهمانى إنك تعبانة ... بتتعذبى
كنت بفضل أضحك قدامك وأنا قلبى بيتقطع مليون حتة على وجعك اللى كان كذب
وبعد كده عملتى إنك موتى وخليتى عذاب قلبى بيتضاعف أكتر وأكتر
وهمتينى إنك أتدفنتى وخليتينى بروح كل يوم المقابر وأنا بكلم نفسى وفاكر إن كل كلمة بتوصلك
ماكونتش بنام الليل غير بالمنوم وأنا حاضن صورتك
خليتينى أعيش سنتين على طلل واحدة عايشة
واحدة كدابة وحقيرة زيك
أخذ أنفاسه ثم أكمل:بس خلاص
المهزلة ديه هتنتهى والنهاردة
دلوقتى.... فى المكان ده
أنا شوفت كل أنواع العذاب
أتعذبت فى موتك الوهمى
ثم أقترب أكثر مردفاً:سيبينى بقى أكمل باقى أنواع العذاب وأتعذب فى موتك الحقيقى
وضع يده على عنقها وظل يخنقها بعنف
أفاق الواقفون من حالة الذهول وظلوا يسحبوه
ولكنه فى تصميم حاد على قتلها والآن فى لحظة المواجهة الحارقة
شعرت بقلة نبضات قلبها، وعدم قدرتها على التنفس ولكنها لم تقاومة فأيقنت أن ذاك المصير هو نهايتها المنصفة، تلك هى العدالة.....
ظلوا هكذا إلى أن نجحوا في سحبه بعد أن كانت قد فقدت وعيها
هرولت إليها شقيقتها بقلق محاولة أن تجعلها تفوق وهى تبكى على ماحدث إليها
أما عن حمزة وطارق ظلوا ممسكين فى ذاك الصقر الغاضب الذى مازال يود الثأر إلى قلبه
ظل يدفعهم بعنف قائلاً:أبعدوا عنى، هقتلها ورحمة قلبى اللى قتلته هقتلها
استفاقت بعض الشىء فقامت شقيقتها قائلة بغضب:وربى لو قربتلها تانى أنا مش هسكتلك
نفض يديهم قائلاً إليها بغضب: وطبعاً أنتِ من ضمن اللعبة الحقيرة ديه
أجابته بغضب:أيه اللى أنت بتقوله ده ؟
عمر:أيه البجاحة اللى أنتو فيها ديه ،هاااا ردو
قامت بعدما استعدت قواها بعض الشىء قائلة:لا يا عمر ،صدقنى رانيا مالهاش دعوة بأى حاجة،والله مالهاش ذنب،أنا المذنبة... أنا اللى خدعتك لكن هى لا
والله هى لا
رانيا:بس يا ياقوت أحنا مش هنتحايل على حد
ولا أيه يا طارق أنت كمان بتشك فيا
رد يا طارق بتشك فيا
وقف تأهاً فلم يدرى بما يجيب أثر تلك الصدمة
عمر:ومين قالك اني هقبل إنو يدخل في الدوامة اللى أنا دخلت فيها، ما أنتو أخوات ودم واحد بتكدبوا وانتو باصين فى عيونا من غير أى خوف
مش كده يا ياقوت
مش كنتِ بتعملى معايا كده
عشتى دور الملاك وأنتِ شيطانة
حمزة :استنى يا عمر أعرف الأول أيه اللى خلاها تعمل كده وبعد كده أتكلم
عمر: هيكون أيه يا حمزة،مافيش مبرر غير إنها حقيرة
ياقوت ببكاء:بس بقى،أرجوك كفاية، أنا تعبت
عمر:تعبتى!
بتتكلمى بجد أنتِ اللى تعبتى
طب وأنا هاااا، أنا أيه اللى جرالى
ياقوت:عمر أنا مش عارفة أقولك أيه، بس أنا فوقت والله ندمت وكنت هاجى وأقولك على كل حاجة
لولا اللى حصل ده
أرجوك سامحنى
أزالت دموعها ثم أكملت :أقولك أنا هحكيلك كل حاجة ،وتعالى نبدأ من جديد
أنا عارفة أنت أد أيه بتحبنى
أجابها بغضب:كنت.....كنت بحبك
كنت مخلص ليكِ فوق ماتتخيلى
بس من اللحظة ديه لو قلبى فى ذرة حب ليكِ هرميه وأدوس عليه برجلى
مش هقبل إن واحدة زيك تخدعنى تانى
طارق:خلاص يا عمر كفاية، يلا نمشى
رانيا :طارق
أنت مش مصدقنى !
ثم أكملت:لو خرجت من هنا وأنت شاكك فيا عمرى ماهسامحك... أبداً
القرار ليك، لو مشيت دلوقتى أنت من سكة وأنا من سكة تانية فاهم
أومأ إليها قائلاً:فاهم يا رانيا
كويس إنى فهمت
ياقوت :استنى يا طارق، قسماً بالله رانيا مظلومة
أنا السبب والله هى
قاطعتها بصرامة:خلاص يا ياقوت
ثم ألتفت إليه قائلة:نورت يا بشمهندس طارق أتفضل
نظر إليها بتوتر جامح فما هو القرار الصواب....؟
همو جميعاً بالخروج تاركين وراءهم نحيب الشقيقين كلاً منهم جالسة في زاوية منفردة يبكون على تحول ابتسامتهم إلى دموع حارقة
أما عنه فاستقل داخل سيارته، وظل يبكى مستنداً على مقود السيارة
حمزة:عمر مش كده ،هى شكلها فى حاجة خليتها تعمل كده
كنت سمعتها طالما بتحبها أوى كده
أو على الأقل كنت سمعتها عشان يبقى الموضوع إنتهى
وكمان أنت غلطان يا طارق ليه اتسرعت
عمر:لا مش غلطان، أختها دى كنت بشوفها وهى عاملة نفسها تعبانة، كنت بعيط على منظرها
التمثيل في دمهم، طارق مش غلطان بالعكس
خلي الفراق فى البداية
بيبقى أخف على القلب
الفراق فى النهاية معناه الموت
حمزة :طيب خلاص دلوقتى بلاش تعمل كده في نفسك ،أوعى أنا هسوق ماينفعش حد فيكو يسوق وهو بالمنظر ده
أوصله إلى منزله
دلف إلى الداخل وجلس بأقرب مقعد إليه ،وضع يده على وجهه وهو يبكى بصوتٍ عالٍ
ثم وقف بغضب وهو يتحرك فى أرجاء المنزل ويمسك كل الأشياء المتعلقة بها ويحطمها مثلما حطمت قلبه، إلى أن أنتهى وجلس على الأرض ببكاء إلى أن غطى فى النوم أو هرب إلى النوم....
لو كنت أعلم عذاب الغرام كنت تلاشيت الوقوع به
فللغرام طيات عديدة، وأنا تم تقيدى فى الخداع
تماديت فى ذاك الغرام بكل حماقة غفلت عن تلك الحياة، احببت بكل وجدانى التى تبكى الآن
هل هذه نهاية مطاف الجراح ،أم أنها بداية لجراح ليس لها نهاية بعد....؟

اِحتل قلبي مرتين "وميض الغرام" (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن