الفصل الخامس عشر💗

5.4K 200 70
                                    

الفصل الخامس عشر من رواية احتل قلبى مرتين "وميض الغرام"

سألوها لماذا تحبيه أيتها الجميلة، وهو من قتل روحك وجعل قلبك ينزف.
وكانت الإجابة... جحيمه قاتل لروحي.
والحياة بدونه قاتلة لروحي وجسدي.
فتلك الحالتين هلاك.
فهلاكه أحب إلى قلبي من هلاك الحياة.
فهذا هو الحب، سبيل لهلاك الروح، وسبيل للسكينة في ذات الوقت.
نعم فهو موطني...
تلك الكلمات دونتها في دفترها، وقامت بأغلاقه وهي تبكي، وكلما تذكرت ما قرأته في تلك الورقة زادت شهقاتها، أودت لو لم تكن قرأتها، أودت لو لم تكن ذهبت إليه بقدميها.
ولكن لا يوجد سبيل للتمني، فما حدث يظل كما هو
تظاهرت بالتماسك، وخرجت من غرفتها متجهة إلى الغرفة المجاورة لها، وجدتها جالسة على الفراش ناظرة إلى الفراغ، لا تتحرك وكأنها منفصلة عن الواقع وليس لها أي صلة بشيء.
ظلت تحاول أن تجعلها تستفيق، ولكنها ظلت كما هي محدقة عيناها في نقطة فراغ، وكأنها تخشى النظر لشىءٍ آخر.
هي الأن غير فاقدة لوعيها، هي الأن تشعر بوجود الأشياء حولها، ولكنها مخطلتة بهلاوس،أصوات الصرخات تسمعها من كل الأماك.ن
ترى كل الأشياء حولها أشخاص يريدون قتلها
ظلت الأخرى تهز في جسدها حتى نجحت بالفعل
قامت صبا من الفراش، وظلت تمسك بشعرها وهي تكاد تقطلعه، وظلت تصرخ وهي تطيح برأسها إلى الجدار.
أخذتها الأخرى داخل أحضانها،وبكت معها وهي ترتب على ظهرها بحنان، إلى أن أغمضت عيناها وغطت في سُبات عميق.

★٭★٭★٭★٭★ صلّ على الحبيب★٭★٭★٭★

فتح عيناه، وجد حاله مقيد اليدان، وهو في مكان مغلق لا يعلم أين هو...
دلف الآخر إلى الداخل، وعلى وجهه علامات الإجرام وقال :مين اللي بعتك ياض ؟
هز جسده محاولًا فك تلك القيود، ولكن لم يقدر على ذلك وقال :ماحدش بعتني، وفك البتاع ده عشان ماودكش في داهية.
اقترب الآخر  وأردف :لا يا رَجل، هتعملهم عليا، قول مين اللي باعتك.
حمزة بغضب:يا عم هو أنت مش بتفهم.
ثم أكمل بهدوء: أنا جاي لوحدة اسمها سنية.
حك الرجل رأسه بتعجب :وأنت تعرف الست سنية.
حمزة :لا بس عايزها في موضوع يخصني.
فك الرجل وثاقه، واستطرد:تمام هفكك بس عشان الست سنية.
ثم أردف بتحذير:بس لو عرفت إنك حكومة.
حمزة :يا عم حكومة أيه أوعى كده.
الرجل :استنى بس أنت تعرف بيت الست سنية.
حمزة :لا بس عارف أنو هنا في المنطقة.
الرجل : واد يا سعد.
سعد:أيوة يا معلم.
الرجل :روح ودي الأستاذ ده عند بيت الست سنية.
أتجه مع ذاك الرجل إلى منزل تلك الامرأة.
قام بطرق الباب إلى أن فُتِح.
وظهرت امرأة في العقد الخامس من عمرها.
حمزة :لو سمحتِ أنا حمزة جوز صبا.
سنية بلهفة :يا أهلًا يا أهلًا،اتفضل.
دلف إلى ذلك المنزل البسيط الأساس، وجلس على المقعد مستطردًا:حضرتك تبقي خالتها صح؟
سنية :أيوة صح.
حمزة :أنا جاي أسألك عن طفولة صبا، وكمان أنتِ ليه بعدتي عنها...؟
نظرت إليه بحزن، وأردفت:هي تعبانة صح ؟
حمزة :أيوة صح، ياترى أنتِ تعرفي هي عندها أيه.
سنية بحزن :عارفة طبعًا، للآسف أنا أكتر واحدة عارفة.
نظر إليها برجاء وأردف:طيب أحكي لي، أيه اللي وصلها لكدة.
سنية :حاضر يابني هحكيلك كل حاجة.
الموضوع كان من سنين كتيرة أوي.
ظل يسمع إلى كلماتها تلك، ودموعها المنهرة بحزن دفين لم يتأكل مع  الزمن إلى أن انتهت من حديثها وقام متجهًا إلى الخارج، وهو في حالة من الصدمة والحزن على ما قالته لها تلك المرأة المسكينة التى تعاني هي الأخرى من حزن غطى حزنه.

اِحتل قلبي مرتين "وميض الغرام" (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن