الفصل الخامس والعشرون من رواية أحتل قلبى مرتين "وميض الغرام"
حدقت عيناها وهى تراه يقف يضحك عليها وينعتها بالجُبن ،رفعت إحدى حاجبيها قائلة :لا مش هجرى أدينى خمس دقايق بس وهكون جاهزة
كَفَّ عن الضحك ووقف أمامها بتحدى وقال :وأنا مستنى
ثم أكمل الضحك بشكل هيستيرى
استشاطت منه وهمَّت بالذهاب إلى غرفة الملابس وارتدت ملابسها، وقامت بالخروج إلى ساحة المنافسة مرة أخرى
حرك عنقه يميناً ويساراً ،ويظل يقفذ مكانه والضحكة لا تختفى من ثغره
خافت من تحديه إليها، وأخذت تتنفس بعمق وبدأت المبارة
ولكنها أختلفت عن سابقتها فهو أذهالها بقدراته فى تلك اللعبة، ربما كان على حق حينما قال أنه لم يستخدم مهاراته بعد
أوشكت المبارة على الإنتهاء وهو مُحصل كل النقاط لصالحه، وهى توترت وظلت تقفذ لعلها تأتى بهدف فأنذلقت قدامها ووقعت أرضاً
رأها تقع فأكمل مسيرة ضحكاته، ولكنه رأى تعابير وجهها المتألم وممسكة ذراعها
مكس بجانبها أرضاً
أما هى فلم تتحمل ألم ذراعيها وبكت
أقترب منها مردفاً:مالك يا رانيا فى حاجة بتوجعك
رفعت عيناها بغضب قائلة :تانى يا غبى، مانا عمالة أتوجع قدامك،منك لله هديت حيلى آهااا
طارق: ياخربيت لسانك، طب قومى الناس أتلموا علينا
رانيا:مهو كلو بسببك
أه مش قادرة أتحرك
حملها وسط نظرات الجميع،تلاقت الأعين وهى تنظر إلى عيناه العسلى والإرتباك حليفها،أما هو فأذرد ريقه وهو يشعر بنبضات قلبها تدق بشكل مختلف،أفاق من حالته إلى أن وصل إلى سيارته، وأدخلها بها وقادها متجهاً إلى المشفى
ظلت تتأوة وهو ممسكة بذراعها قائلة: أيدى أتكسرت أول مرة يحصلى كده، بوظت هيبتى فى النادى منك لله يا شيخ
طارق:مش هرد عليكِ، وهو مين يعنى اللى فضلت تقول على الجولة التانية مش أنتِ
رانيا :ومين يعنى اللى فضل يلعب ويجيب أهداف ويضحك لحد ماوترنى هااا
طارق: أمرك عجيب، بتلومنى على فشلك
رانيا:فشلى أنا فاشلة !
آه يا دراعى
طارق:وصلنا أتفضلى إنزلى ،ولا تحبى أشيلك
رانيا :إللهى عربية تشيلك يا بعيد ،أمشى من وشى
نزلت من السيارة واتجهت إلى المشفى ،وقامت بعمل إشاعة على يديها
الطبيب :فى شرخ بسيط محتاج جبس
طارق :طيب أتفضل يا دكتور
وبالفعل قام الطبيب بلف ذراعها بالحبس
خرجوا من المشفى وعلامات الألم بادية عليها
طارق:والله خايف أسألك فى حاجة بتوجعك تروحى مطولة لسانك
ابتسمت أثر كلماته وهى تقول:مهو أنت بتسأل أسألة غبية بصراحة
طارق:طيب يالا أوصلك للبيت
رانيا:ولا توصلنى ولا أوصلك ،أنا هاخد تاكسى
طارق : أحسن برضو
رحلت والإبتسامة تحالفها وشعور جديد تجاهه يجتاح قلبها
أما هو فظل واقف إلى أن اختفى طيفها
استقل فى سيارته، ألتفت برأسه وجد قلادتها واقعه فى السيارة، أمسكها وجدها تحمل صورتين
كانت هى وشقيقتها ولكنه لم يرى ياقوت بعد
ظل ينظر إلى صورتها، ثم تنهد وقاد سيارته★٭★٭★صلى على الحبيب★٭★★
"طارق أتأخر اوى و تليفونه مقفول"
تلك الكلمات قالها عمر لفيروزة بضيق
أما هى فجلست بلامبالة جعلته يغضب قائلاً:هو أنا بكلم نفسى
نظرت إليه ببرود وأردفت :أنت أيه اللى منرفزك أوى كده من طارق
حاول تلاشى النظر إليها، ثم ألتفت مرة أخرى وهو يقول:أنتِ أيه اللى خلاكِ تخلى طارق يوصلك أمبارح الكلية
أجابته بذات البرود :عشان هو ابن عمى
عمر :كان ممكن تطلبى منى
نظرت إليه بتعجب قائلة :وأيه الفرق بينك وبينه
أنتو الاتنين ولاد عمى
قام ممسكاً بيديها وهو يقول:تعالى أنا مش هستنى طارق إحنا هنروح الموقع دلوقتى
فيروزة :عمر سيب أيدى، ماينفعش الطريقة ديه
لم يعبأ لكلماتها وأخذها إلى سيارته
جلست بجانبه وهى مشتتة بسبب تلك التصرفات لذاك المعتوة
أما هو فظل يختلس النظرات إليها فى الخفاء
عيونه حققت الرؤية وأيقن أنها لم تعد ترتدى تلك القلادة التى كانت تحمل صورته
أما هى فكانت تشعر بنظراته، ولكنها لا توضح أنها تعلم، تريد معرفة ما هو آخر المطاف
قطع ذاك الصمت وهو يقول:هو اللى كان بيضايقك فى الكلية ضايقك تانى
أجابته:لا مش بيضايقنى من ساعة ما كريم أتدخل
عمر:يلا وصلنا
نزلت من السيارة وهى تتلفت حولها وهى تخطوا خطوات معدودة لتتحاشى الوقوع ثانياً
نظر إليه بإبتسامة وأمسك يداها قائلاً:ماتخافيش أنا معاكِ
استجابت إليه وذهبت معه ممسكة بيديه ووقفت بجانبه
لكن ذاك الواقف يصوب نظراته المزعجة إليها
وقام بالوقوف بجانبها
أرتبكت من تصرفاته وعمر كان مشغولاً بالحديث
ألتفت إليها لكى يذهبوا، ولكنه لاحظ نظرات ذاك الواقف
أقترب منه وأردف:فى حاجة يا أستاذ؟
حمحم الآخر بحرج وهو يقول: أبداً مافيش
ألتفت مرة أخرى إليها وأمسك يداها وإتهجا إلى السيارة
جلست وهى تنظر للجهة الأخرى
أما هو فأمسك منديل ورقي وأمسك وجهها وظل يمحى أثر مورد الشفاة خاصتها
تسمرت وهى تجده يزيله بغضب جامح وهو يقول:ماتبقيش تحطى الزفت ده تانى
ماهو ده اللى بيخلى الناس تبُصلك
فيروزة بتزمر :هو أنا عملت أيه يعنى ؟
عمر:عملتى أيه..!
استنى أقولك عملتى أيه
البتاع اللى أنتِ عملاة فى شفايفك ده بلوة
وطريقتك فى الكلام وماشيتك
بتتمايلى بطريقة كده
كل تصرفاتك بتقول إنك مايعة
الحاجات ديه كفيلة تخلى أى حد يبصلك ومايبقاش على بعضه
فيروزة :وأنا مش بمشى بمايعة يا عمر وماسمحلكش تقولى كده، أنا بتعامل بطبيعتى، وبعدين أنت مركز معايا ليه خليك في حالك
عمر:فيروزة .... قولتلك قبل كده أنا بعتبرك اختى
أردفت الأخرى بغضب : وأنا مش بعتبرك أخويا
فاهم الكلمة ديه ماتقولهاش تانى
أدركت ما قالته وصمتت ،ثم استدارت برأسها للجهه الأخرى
وقف بالسيارة وهو يقول : أنا هنزل أجيب حاجة من عند كريم فى الفرع بتاعوا وجاى تانى
أومأت له بالأيجاب وبمجرد خروجه ظلت تعبس فى السيارة ،لعلها تجد أى دليل تعلم به عن تلك الفتاة
وجدت أوراق فى مكان خاص بهم وقامت بفتحهم
ولكن هول الصدمة جعلها تضع يداها على ثغرها بشهاقة عاليا وهى ترى صورة تلك الفتاة التى قابلتها بالمصعد قبل ذلك
إذن هى حبيبته
أذدردت ريقها بصعوبة
العبرات محتجزة فى مقلتى خاشية للهطول
خاشية أن تآتى بأعقاب المطر
وهزيم السماء يتحول إلى هزيم العيون ويرى الجميع ذاك الجحيم
يجب ألا يروا وميض الأمطار في عيونها التى تخبئ بحور الحزن
أما عنه فصعد إلى الشركة متجهاً إلى مكتب كريم
كانت الأخرى قادمة من الجهة المغايرة له وممسكة بهاتفها تعبث به
أما عنه فتوقف من سيره منصدماً من رؤيتها
تتحدث خواطره هل هىَّ أم تشبهها أم إنها خيال
وأخيراً رفعت عيناها من الهاتف وتقابلت مع مقلتيه التى تنزف بحور العبرات
أرتعش جسدها عند رؤيته يقف أمامها
و بلا أى مقدمات همَّت بالركض سريعاً إلى الجهة الأخرى
أستوعب أمره وركض ورأها محاولاً الأمساك بها ولكنه لم يجدها
ظل يقف تائهاً وأنفاسه مضطربة
الأشتياق إليها كان يفيض ولم يروى حنينى بعد
أتجها سريعاً إلى مكتب صديقه ودقات قلبه تكاد تصم آذانه
قام كريم عاقد حاجبيه قائلاً:فى أى يا عمر مالك؟
أسند برأسه على الحائط وأغمض عيناه قائلاً:شوفتها
كريم:هى مين ديه؟
أزدرد الآخر ريقه وهو يقول:هى ماتت قدام عيونى يا كريم وأدفنت....أزاى؟
هى أكيد مش حقيقة صح
من كتر حبى ليها بتخيلها
صورتها مابتغبش عنى يا كريم
عمرى ماهنسى اليوم ده
محفور في قلبى بالسكينة
لو روحتلها هرتاح أكيد هرتاح
جلس أرضاً كطفل فقد أكثر مالديه والبكاء متصل
جلس بجانبه كريم قائلاً:أنا مش فاهم حاجه
أنا أول مرة أشوفك كده يا عمر
هى مين ديه اللى بتتكلم عنها ؟
عمر:روحى يا كريم روحى وحبيبتى
أنا مُت فى يوم موتها بس عايش منظر
كريم : طيب أهدى يا عمر أهدى
عمر:ليه كل حاجة ببقى عايزها بتروح منى يا كريم
كريم :هى دى الدنيا يا صاحبي
بتعمل اللى هى عايزاه إنما اللى إحنا عايزينوا ده بنحتفظ بيه جوانا
بس هى مين اللى أنت كنت بتتكلم عليها
هى اللى كانت في الصورة اللى مارضيتش تورهانى
عمر:أيوة يا كريم هى
أنا شوفتها كأنها حقيقة، كنت شوية وهلمسها بس جريت
كريم :ودى أول مرة تحصلك ؟
عمر:مهو ده اللى هيجننى، أنى عمرى ماشوفتها كده قدامى ،كنت بحلم بيها ،بغمض عيونى واسرح وأنا بفتكرها لكن المرادى كانت مختلفة
يمكن عشان إمبارح كان ذكرى وافتها
ياريت خيالها كان فضل شوية ياريت
كريم :لا خلى بالك أنت كده بتتعب نفسك
عمر :طيب هات الورق اللى قولتلك حضره
كريم :استنى ده الورق بتاعى مع المساعدة
مش عارف أيه اللى أخرها كل ده
عمر :اتصل بيها يا كريم ،أنا سايب فيروزة فى العربية تحت
كريم :ألو أنتِ فين
ياقوت :أنا تحت
كريم :وبتعملى أيه تحت، هاتى الورق اللى قولتلك عليه وتعالى
ياقوت بتوتر:هو أنت لوحدك ؟
كريم:لا وتعالى بسرعة مستعجل
ثم أغلق المكالمة
صوت أنفاسها عالى فى المكان قاطعها صوت الأخرى إليها قائلة : أنتِ واقفة كده ليه
رفعت عيناها المليئة بالدموع قائلة :أنا ... أنا كنت عايزة
ثم أكملت بكاء
فيروزة :هو أيه اللى حصل أنتِ بتشتغلى مع كريم ولا عمر ؟
ياقوت:كريم
هو كان عايزنى أديلوا الورق ده، وأنا دلوقتى تعبانة ممكن تديهولوا وتقوليلوا المساعدة بتاعتك تعبانة
بس أوعى تقولى اسمى تمام
أخذتها وهى تومئ إليها إيجاباً وهى تحاول ربط الأحداث فى ثنايا عقلها
توجهت إلى مكتب كريم وقامت بالطرق على الباب حتى آذن بالدخول وهو يعتقد أنها ياقوت
دخلت إليهم وهى تقول:المساعدة بتاعتك بعتتلك ده يا كريم ،وبتقولك إنها تعبانة
كريم بتعجب :طب أديها لعمر
ألتفتت إليه وجدته قابع رأسه وهو فى تيه غير عابئ لأى شىء أفاق من شروده وهو يراها أمامه
أخذ منها الأوراق وهمَّ بالخروج بدون التفوه بكلمة
أما عنها فتوجهت لكريم قائلة:هى المساعدة بتاعتك شافت عمر؟
كريم :ماعتقدش بس أشمعنا وأزاى أتقابلتوا
وليه أديتلك الأوراق أنا مش فاهم حاجة
فيروزة:كريم عايزة أسألك سؤال وترد عليا بصراحة
كريم:أتفضلى
فيروزة:هو أنت تعرف حبيبة عمر
كريم :ماتت يا فيروزة بس ليه بتسألى
أذردت ريقها وجلست وهى تقول:وأنت شوفتها
كريم:لا أنا الفترة ديه كنت مسافر
بس فى حاجة غريبة حصلت النهاردة
فيروزة:أيه هى؟
كريم:عمر قالى أنو شافها النهاردة ،بس هى جريت
بس طبعاً كل ده كان بيتخيل
فيروزة:عمر بيرن عليا أنا هروحله
جلس على المقعد قائلاً:ياريت تاخد بالك من اللى جنبك يا عمر، بدل العمر مايجرى بيك كده
خرجت من الغرفة وبيدها الكثير من خيوط أفكارها المتشابكة ،وعلمت الآن أن حبيبها تم خداعه
أقسمت أنها هى التى سوف تكشف الأمر
لكن مهلاً ليس الآن، عليها أن تضمد جروحه أولاً
ستجعله يرى وميض غرامها الذى يزيل ظلام الخداع
وبعد ذلك سيعلم بأمر خداعه
وصلت إلى سيارته وقامت بالدخول بها
وجدته مغمض العينين ولم يدرك وجودها بعد
وضعت يداها على يديه قائلة:عمر أنت كويس
ألتفت إليها ودموعه رافضة الخروج من مقلتيه وأردف بصوت مرتعش:مش كويس يا فيروزة
أنا متحطم
فيروزة:ولو قولتلك أيه السبب هتقولى...
عمر:فى حاجات من الأحسن تفضل جوانا عشان مش هتطلع من قلوبنا غير بالدم
فيروزة:بالعكس فى حاجات لما بتطلع من قلوبنا بنرتاح، يمكن عشان ساعتها نبدل الوحش بالحلو
عمر:وساعات بنختار أن الوحش يفضل فى قلوبنا
بنحبه بجرحه ولحظات سعادته
فيروزة :يمكن تكون صح، بس مش كل الصح بينفعنا
أوقات الأحتفاظ بالذكريات الوحشة بيردم قلبنا
وأحنا لازم ننضف قلبنا عشان نقدر نعيش
يالا بقى عشان زمان طارق مستنينى
قاد سيارته متجهاً إلى الشركة شارداً
أما هى فتيقنت أن السبيل لذاك العمر هى أشعال نيران الغيرة
فعليها استخدامها معه لتصل إلى قلبه
أستقلوا من السيارة ودلفوا إلى المصعد معاً
أمسكت هاتفها وهى تتصنع أنها تتحدث به:أيوة يا أحمد، سورى بجد مش هقدر أشوفك النهاردة
هممممم معلش بقى ،بس أكيد هشوفك بكرة باى
رفع أحدى حاجبية :ومين أحمد ده؟
أمالت بوجهها على كتفها مثلما تفعل: ده صاحبى
عمر:أفندم!
يعنى أيه صاحبك بقى
فيروزة:وأيه المشكلة يعنى يا عمر
وبعدين أنا لازم أتعرف عليه الأول
عمر:تتعرفى عليه ليه؟
وضعت يداها على وجهها مصتنعة الخجل
عمر:مش فاهم
فيروزة:يووة يا عمر
بلاش تحرجنى بقى الله
عمر:ثوانى كده بس يعنى أنتِ والواد ده
حركت كتفيها قائلة:قريب هخليه يكلم حمزة أو يكلمك أنت عشان حمزة مشغول مع صبا ربنا يكون في عونه بقى ،وأنت زى حمزة بالنسبالى
عمر:نعم يا ختى أنا زى حمزة
فيروزة:أكتر من حمزة والله يا عمر
عمر:بس بس اسكتى
وبعدين لو أتكلمتى مع حد تانى هكسرلك رقبتك فاهمة أنتِ لسه صغيرة على الموضوع ده
فيروزة بتزمر:أنا مش صغيرة يا عمر
عمر:لا صغيرة ومش عايز أسمع صوتك
فاكرة زمان لما كنت بشوفك وقفة مع واحد كنت بستنى تمشى وبضربه،ماتخلينيش أعمل كده دلوقتى
ثم زفر بضيق ورحل إلى مكتبه
أنفرج فاهه ضاحكة على ذاك الأبلة ورحلت الأخرى إلى مكتب طارق
وجدته ناظر للفراغ مبتسماً
قاطعة شروده قائلة:أى الضحكة ديه
تنفس بعمق:مش عارف حاسس إنى داخل على مرحلة حلوة فى حياتى مستمتع بيها
بالرغم كل اللى حصل بس مستمتع بيها
فيروزة:وأيه هى المرحلة ديه ولا مش هتقولى
طارق: رانيا
فيروزة: مالها رانيا أنتو أتقبلتوا
طارق:أنا عايز أعرف عنها كل حاجة
فيروزة:هو انتو مش كنتوا مش طايقين بعض
طارق:مهو انا ماكونتش طايقها
بس النهاردة أول ماشوفتها بتوقع وبتتوجع ماقدرتش استحمل
فيروزة:هى وقعت
أنا مش فاهمة حاجة
طارق:يوة يا فيروزة أنتِ حِشرية أوى بقولك أحكيلى عنها
فيروزة :أنا حِشرية
وربنا لايقين على بعض لسانكوا طويل
أنا ماعرفش عنها كتير لآنى مش بقالى فى مصر كتير بس هى بنت محترمة جداً
طارق:بت يا فيروزة أوعى تقوليلها الكلام ده
لو سألتك عليا قوليلها ده مش طايقك
فيروزة :عيب عليك يا بن عمى
طارق:مش عارف ليه مش مطمنلك
فيروزة:أنا... ده أنا بير أسرار
استآذنك بس هروح التوليت وجاية علطول
خرجت من مكتبه وهمَّت بمهاتفة صديقتها: ألو يا رانيا ،أبسطى يا بت طارق بيحبك
قفذت الأخرى على الفراش فتأوهت من يديها
فيروزة:فى أيه يا بت مالك
رانيا:أيدى أتكسرت
المهم سيبك أنتِ مين اللى قالك كده، ده أحنا لسه متخانقين مع بعض
فيروزة :هو اللى قالى يا رانيا،صدقينى طارق بيح...
بطرت كلماتها حينما وجدته أمامها ينظر إليها بغضب
أغلقت الهاتف مذدردة ريقها بصعوبة وهى تقول: طارق أفهمنى أنا
قاطعها بحركة من يديها ودخل مرة أخرى مكتبه
دلفت خلفه قائلة:عشان خاطرى يا طارق ماتزعلش
طارق:عايز أسألك سؤال
هل أنا قولتلك إنى بحبها
فيروزة:لا.... بس طريقتك كانت بتقول كده
طارق:أنا قولتلك ماتقوليلهاش حاجة يا فيروزة
ماكونتش عايز أصرحها بأى حاجة غير لما أتأكد من مشاعرى الأول ،وقولتلك ماتقوليش وأنتِ روحتى قولتلها
فيروزة: أنا آسفة يا طارق والله أنا عملت كده عشان
كنت عايزة رانيا تعرف وماحدش يتعب منكم
صدقنى هو ده اللي جيه فى دماغى شعور إنك تفضل تحب وأنت مش عارف الطرف التانى بيحبك ولا لأ صعب أوى
طارق :مش عايزة يحصلنا زيك أنتِ وعمر
تلعثمت فى قولها :مالى أنا وعمر
طارق:أنتِ بتحبى عمر
وضعت رأسها أرضاً بخجل
أما عنه فأكمل:وهو
رفعت رأسها بلهفة قائلة:هو أيه
ابتسم مجيبها :هو محتاج يفكر وياخد فرصة
هو بيخاف عليكِ أوى حتى منى
اليوم اللى وقعتى فيه هو أول ماشافك مافكرش فى أى حاجة غير إنه يجرى ويلحقك
عيونه كان فيها لهفة مختلفة وغيرة من أى حد يبصلك
يمكن تتعبى معَه شوية
صحيح خدى السلسلة ديه بتاعت رانيا أبقى أديهالها
أخذتها ووضعتها فى حقيبتها ثم بدأت بالعمل★٭★٭★لا إله إلا الله★٭★٭★
مر أسبوعين والحال على ماهو عليه
خرج من المشفى وكان سوف يتجه إلى سيارته
وقادها إلى الشركة الخاصة بكريم
ترجل من سيارته متجهاً إلى الشركة ولكنه استوقفه آنين فتاة قابعة رأسها أرضاً وهى تبكى
أتجها إليها قائلاً:مالك يا آنسة فى حاجة
رفعت عيناها المليئة بالدموع :أنت عايز أيه أنت كمان سيبنى فى حالى
نظر إليها بتعجب ثم لم يعبأ لأمرها وصعد حيث غرفة كريم
دلف إليه والآخر فى حالة تعجب من مجيئه
جلس أمامه بوهن وأردف : أنا جاى أقولك كلمتين وهمشى
ثم زفر قائلاً:خلى بالك من آدم يا كريم
أنا عارف إنك هتعمل كده
صدقنى هو مالوش ذنب باللى حصل زمان
كريم:واللى حصل ده ليه حصل يا أسامة هاا ماترد
كنت عندى أغلى صاحب ،كنت مأمنلك على حياتى وشغلى وكل حاجة
وأنت عملت أيه فى النهاية، طعنتنى فى ضهرى
هو ده اللى أنت عملته
أسامة :اللى حصل حصل يا كريم
بلاش نفتح فى القديم
وبلاش تعمل فيها دور الملاك وأنت الشيطان
كريم :صح أنا الشيطان ياترى بقى ليه جاى للشيطان برجليك
أسامة :جاى أقولك إن ابنى مالوش ذنب فى أى حاجة، كفاية أوى اللى أنا عملته فيه
مش هيبقى أنا والزمن عليه
قال كلماته وخرج مرة أخرى وعيونه مغمضه
فانصدم بالفتاة التى كانت تبكى منذ قليل
نظرت إليه بشراسة ودفعته ثم رحلت مرة أخرى
ولكنها ألتفتت حينما وجدت المصعد يصعد إلى الأعلى وهو الروف
فضولها جعلها تتحرك ورأها
وقفت وهى تراه يغمض عينه وهو يستسلم لألقاء حاله إلى الفراغ......أنتهى الفصل الخامس والعشرون
يارب يكون نال إعجابكم
أشوفكم بكرة الساعة ٨
إنتظرونى فى مزيد من التشويق والغموض فى
#رواية_أحتل_قلبى_مرتين
#وميض_الغرام
#بقلم_شيماء_عثمان
أنت تقرأ
اِحتل قلبي مرتين "وميض الغرام" (مكتملة)
Mystery / Thrillerحاصلة على المركز الأول في الدرامي بتاريخ ٣١ مارس والمركز الأول شجن في تاريخ٢٣ مايو أحتللت دهاليز قلبي بسهولة مهلكة..... للوهلة الأولى ظننت أن الغرام لم يحتل قلبي يوماً ولكن أحتلالك مغاير لتلك المعانى فأصبح يروق لي لم يكتفى أحتلالى لمرة واحدة فهو ما...