الفصل الثاني 💗

15.3K 468 97
                                    

الفصل الثاني من رواية أحتل قلبى مرتين
" وميض الغرام"❤
ياله من شعور .... حينما يكون هناك ذرة أمل للعيش من جديد
يا ليتنا نرسم خطوات حياتنا
يا ليتنا نستطيع تحويل اللون الأسود إلى أبيض
تشبثت بين ذراعيه بكل قوة، تستنجد به تطالبه أعطأها الأمان.
أما عنه فلم يفعل سوى تشديد ذلك العناق، وأردف قائلًا :ادخل!!
دلفت تقى إلى الغرفة تحت نظرات الدهشة
لمَّ يحضنها هكذا؟
تقى : أنا كنت جاية أقول إن سيف فاق
خرجت من بين ذراعيه بسرور ،وهي تحمد ربها على ذلك الخبر.
صبا :بجد ... أنتِ بتتكلمي بجد، سيف فاق
تقى بابتسامة :آه والله ،وبيسأل عليكي
ركضت وهي تتحمل ضعف جسدها بصعوبة، متجهة نحو غرفة ابنها، وخلفها حمزة وتقى
"حبيبي الحمد لله يارب"
قالتها وهي تقبله من كل أجزاء وجهه
سيف وهو يرتعش :مامي أنا خايف
صبا :ما تخافش يا قلبي، أهم حاجة إنك بخير
ثم نظرت له لكي يصمت
حمزة بابتسامة :ألف سلامة عليك يا بطل
"أنت مين ؟"
قالها سيف متسألًا، وهو يضم صبا بخوف
حمزة :أيه ده مش باين عليا إنى ظابط ولا أيه
سيف بخوف :عايز مننا أيه؟
حمزة :ما تخافش يا حبيبي، أنا هنا عشان أحميكوا وأعرف مين اللي عمل كده فيكوا
صبا بقلق :لو سمحت يا فندم ،ابني تعبان أنت بتتعبه
سيف:لا يا ماما أنا كويس
انا هساعدك يا حضرت الظابط
صبا بصرامة :سيف .... اسكت
حمزة : وأنا هسمعك يا سيف
ثم أكمل بنبرة تشجيعية:أنا حمزة يلا احكي لي
صبا بصراخ :لا امشي امشي
حمزة:ممكن تهدي ... أنا مش هسيبكوا أفهمي بقى
هااا يا سيف يلا احكي لي
ضم ركبته بيديه وأغمض عيونه وأردف:تيتة
حمزة بتعجب :مالها تيتة!
صبا :سيف أرجوك اسكت
سيف:لا يا أمي مش هسكت
ربنا معانا ما تخافيش ،مش أنتِ كنتي بتقولي لي كده
تيتة اللي عملت فيا كده يا حضرت الظابط
حمزة :أييييه...!
عملت فيك كده أزاي وليه؟!
صبا:لا لا هو عيل صغير وبيكذب ما تصدقوش
يعنى أكيد أمي مش هتعمل كده
"خلي بالك من سيف كويس"
قالها سيف إلى تقى، ثم قام بسحب يديها متجهًا إلى غرفتها
حاولت فك يداها المكبلة بيديه وقالت :سيب أيدي بتوجعني
حمزة بغضب:وكنتِ عايزة تموتى نفسك كمان
أنتِ غبية!!
ثم أردف بهدوء:مافكرتيش في ابنك ...هااا
مافكرتيش في ربنا لما تنتحري هيبقى أيه عقابك
أزاي خبيتي كل ده عليا
صبا ثقى فيا، واحكي لي أيه اللي حصل
صبا ببكاء :ما ينفعش....
حمزة بتشجيع :ينفع يا صبا ....ينفع عشان تعيشي في أمان مع ابنك.
صبا :أبعد عني، وسيبني في اللي أنا فيه
حرك عنقه يمينًا ويسارًا وأتجه إليها مرة أخرى وأردف بتصميم : لا مش هبعد، و لا مش هسيبك .
لسه بتحميها ،كانت هتموت ابنك ،ولسه بتحميها
صبا : أنت ماتعرفش حاجة، اللي أيده في المياة مش زي اللي أيده في النار
انا تعبت وزهقت، خلاص استكفيت من الدنيا
ثم أردفت بنبرة مرتعشة:ليه لحقتني هااا ليه
حمزة :عشان ده واجبى... واجبى إنى أحمي الناس
تقدري تقولي لي لو ما لحقتكيش كان هيبقى أيه مصيرك، كنتي بكل بساطة هتبقي كافرة
كنتِ هتسيبي ابنك للكلاب ينهشوا فيه
هتسيبي أمك تعذب ابنك، ديه لو كانت أمك اساسًا
أنتِ غبية وآنانية وضعيفة.
صبا بهسترية:بس بقى، بس حرام عليك، أنت أيه أنا ماحدش أتعذب زيي ...
انا أكتر واحدة تعيسة في الدنيا ديه
أنا مش أنانية.. بس ... بس أنا مش هعرف أحمي سيف، وجودي مش هيفيده
حمزة :صح عشان ضعيفة
الشباك عندك أهوه، أرمي نفسك مستنية أيه
وانا وعد مني مش هلحقك المرادي
بس وعد مني برضو إنى أخد ابنك، و أوديه لأمك بأيدي، هااا أيه رأيك هترتاحي كده
صبا :لو سمحت أنت بتضغط عليا
حمزة :ومش هبطل ضغط لحد ماتقوليلي
رفعت أعينها وهي تلهث كأنها كانت تركض في سباق وأردفت وعلامات الحزن تجتاز وجهها الشاحب :عايز تسمع أيه هاااا ،عايزني أقولك ايه
ظلت تمسح وجهها بكف يديها،حركت عنقها بطريقة دائرية وكأنها أُصيبت بنوبة من الجنون
ألتفت إليه بغضب وأردفت:عايزني أقولك أن هي السبب في تعاستي
عايزني أقولك إن وأنا صغيرة كانت بتخون بابا، وتجيب حسين في البيت لما بابا بيبقى في الشغل
،تخيل أبقى عارفة أن أمى بتخون أبويا ومش عارفة أتكلم.
كانت بتضربني عشان ماقولش لبابا.
أمسكت شعرها بيدايها وهي تكاد تقطلعه وأكملت قائلة:كانت بتفضل تخوفني، ومرة تقول لي هرميكي من البلكونة، ومرة تقول لي هحرقك بالنار
وساعات كانت فعلًا بِتحرقني بالنار
وأنا كنت بخاف، وبسكت.
كل أما أجي أقول لبابا كانت .... كانت بتخوفني أوى
كنت بتألم لما بشوف بابا مش عارف حاجة.
أنا ضعيفة زى ما أنت قولت، أنا وجودي في الدنيا غلط
حمزة : لا مش ضعيفة، اللي تمر بالحاجات الصعبة ديه مش ضعيفة، بالعكس يا صبا أنتِ قوية
خليكِ قوية للآخر
ثم أكمل بنبرة تشجيع:كملي أنا سامعك ومعاكي، أوعي تخافي
صبا :فضلت علىٰ الحال ده كتير أوي، لحد ماجية يوم
ثم أكملت ببكاء:كان أوحش يوم في حياتى
بابا جيه من الشغل فيه ،شافها ... شافها وهي بتخونه ،وهو كان عنده القلب مات ماقدرش يتحمل
بس كان شاكك فيها، وده اللي خلاه يكتب كل حاجاته باسمي أنا.
ثم قامت متجهة إلى النافذة: تعرف اللحظة اللي مات فيها، هي خلت حسين يمشى من البيت ،وفضلت تصوت، والناس أتلموا ومات، هو مات، وهي عاشت.
ألتفت إليه وهي تدفع يديها بالجدار وأكملت:هي قتلت القتيل ومشيت في جنازته ،وصوتت
هي قتلته وقتلتني معَه
حمزة :ليه ماقولتليش لحد ...؟
صبا بإنهيار:كنت عايزة أصرخ بكل صوتي، وأقول هي اللي قاتلته
وقولت والله قولت، بس هي قالت للناس ده من الصدمة، وماحدش صدقني.
وبعد كده حسين بقى موجود دايمًا،والناس كل واحد في حاله كله بيقول وأنا مالي.
كان بيضايقني في كل حاجة، كنت ببقى مش عارفة أنام في البيت من كتر الخوف.
كان كل عريس يجيلي يرفضه عشان عايزني أكتبلهم الحاجات باسمهم ،وأنا كنت برفض
ماكنش ليا مكان
ثم صدمت رأسها في الجدار:بعد كده قابلت حسن ولما عرف حالتي عرض عليا إنى أتجوزه، وأنا ساعتها مافكرتش، وافقت علطول؛ لآن كان ساعتها ماما وحسين عايزينى أتنزلهم عن ورثي بأى طريقة، وأنا ما كونتش عايزة أديهم حاجة بابا.
وحسن أتجوزني من وراهم
ساعتها أنا خرجت من جحيم، دخلت جحيم تاني.
ثم أخرجت تنهيدة حارة وأكملت:كان بيخوني دايمًا حتى بعد ماخلفت سيف.
كنت بعترض وكان ساعتها بيضربني.
كان بيعذبنى لو أعترضت، كان مريض زيهم
عشت معَه في العذاب ده تلات سنين
بعد كده جاله شغل برة، وسافر
ومارضيش ياخدني أنا وسيف
أنا وابنه سابنا.
بالرغم كل اللي عمله معايا ،أنا كنت خايفة يسيبني
قولت له إنى خايفة ماتهزش ،ومشي وقال لي أنا زهقت.
ساعتها أنا كنت عايشة في بيت إيجار، طبعًا أنا ماكنش معايا فلوس أدفع الإيجار، وسيف كان عنده سنتين.
كنت تايهة ....وضعيفة... ومكسورة ابنى في أيدي وأنا لوحدي مش عارفه أعمل أيه.
وكنت عايزة أخد فلوس من اللي بابا كتبها لي
بس هددونى يقتلوا ابنى ،وخالوني أعيش معاهم في البيت.
حسين صمم إنى أفضل في البيت عشان ...عشان هو طمعان فيا، وعشت تاني في البيت ده أربع سنين
عذاب... وخوف.... وضغط عليا عشان أتنازل عن ورثي،ده غير حسين ومحاولاته الدنيئة
وأنا حاربت.... وأتمسكت بحق أبويا
هما السبب في موته، ما ينفعش يخدوا فلوسه
كان لازم أعمل كده، بابا ما يستحقش
صدقني ما يستحقش كل ده، هو كان طيب أوي
حمزة : كملي يا صبا
صبا بدموع:عشت في عذاب، وكنت بسكت
لحد ماجيه إمبارح اللي كان صدمة بكل معانيه
ثم أغمضت عيناها بألم وهي تتذكر ما حدث أمس..
حسين :تعالي هنا بقولك أنتِ بتاعتي.
"حرام عليك، سيبني هصوت، هلم الناس عليك"
قالتها وهي تبعد يداه، محاولة التماسك.
حسين:ماحدش هينقذك من أيدي.
صبا:أاااااه يا ماما، يا ماما ألحقينى.
عفاف : أيه عايزة أيه بتنادي كده ليه يا وش المصايب.
صبا:ماما يارب يخليكي، خلي الراجل ده يمشي أبوس أيدك ده بيحاول....
ثم أكملت ببكاء :أرحميني خليكي أمي لمرة في حياتك.
حسين :كدابة.. عفاف بنتك عايزة تخلص مني، هي اللي بتجبني أوضتها هنا ،وأنا بقولها أنا زي أبوكي، بس هي بقى اللي زبالة، وعاملة نفسها ملاك .
صبا: لا لا والله يا ماما كداب أنا بكرهه.
ده....ده عايز يقتلك، والله هو قالي كده صدقيني.
عفاف بعد أن قامت بصفعها : أخرسي.
بقى عايزة توقعي بينا يا حيوانة
صبا: أنتِ أيه يا شيخة، أيه ده أنا بنتك.
عفاف :بلا بنتي بلا كلام فاضي،أنتِ هتتنازلي عن فلوس أبوكي ليا، وتغوري من هنا أنتِ وابنك
صبا : لا فلوس أبويا مش هطولوها.
أبويا اللي مات بسببك مش هطولي منه حاجة
فاهمة ده على جُثتي
حسين:يبقى على جُثتك فعلًا يا صبا
عفاف : أستنى يا حسين
صبا أسمعيني، أنتِ هتكتبي لي كل حاجة ،وتغورِ وماشوفش وشك مفهوم
صبا لاستفزازها: خايفة من وجودي عشان حسين مش كده
عايزة أقولك إني حتى لو مشيت من هنا، هيجي ورايا ،وهيضحك عليكي، وياخد الحاجة منك ويسيبك
عفاف :أخرسي كل ده كدب، حسين بيحبني
صبا:لا غلطانة ...أنتِ اللي زيك ما يتحبش
حتى بابا ما كنش بيحبك.
عفاف وهى تضع يداها على أذنيها :أسكتي أسكتي
صبا :أنتِ مصدقة كل كلمة أنا قولتها.
حسين:لا مش هتصدق، أمضي يا صبا
صبا بغضب : قولت لا
لا... أنتو مش بتفهموا، ربنا ينتقم منكم
صدقينى يا عفاف نهايتك على أيد حسين
نهايتك هتبقى بشعة أوي.
عفاف :امضي وغوري، لو مانفذتيش كلامي هقتل ابنك فاهمة
صبا :أياكي...أياكي تقربي منه
عفاف :امضي
صبا :أنتِ ماتقدريش تعملي حاجة
عفاف وهي تمسك مزهرية :أقدر يا صبا هقدر
صبا:شيلي البتاعة ديه من أيدك هصوت
حسين وهو يكتم فمها: مش هتلحقي يا قطة
أيه طلعلك ضوافر وعايزة تخربشينا
عفاف :امضي يلا
صبا وهي تبعد يد حسين: ابعدوا عني أنا هاخد ابني وهبلغ البوليس، وهوديكوا في داهية
حسين : أستني هنا
صبا بصريخ: سيب أيدي
عفاف : آقفي يا صبا آقفي بقولك آقفي هتندمي
صبا :ابعد عني
عفاف :هقتله يا صبا آقفي
أنتِ اللي أختارتي
ثم أتجهت إلى سيف المرتعش ،وقامت بضربه بالمزهريةعلى رأسه
صبا :آاه سيف، آه ابنى، ابعد عني يا حسين ابعد
آه ابعدي عنى ، ابنى آاه
عفاف وهي تقوم بخنقها:أخرسي أنا هخليكي تحصليه

اِحتل قلبي مرتين "وميض الغرام" (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن