الفصل الثامن والعشرون من رواية أحتل قلبى مرتين "وميض الغرام"
حبست أنفاسها من هول الصدمة وهو يتحدث خلفها وهى واقفة لا تدرك ماذا تفعل الآن
إلا أن فيروزة رأتها فأتت إليه قائلة :استنى يا عمر
أنا هجيب التذاكر وروح لحمزة عشان عايزك
عمر: تمام بس ماتتأخريش
كان سوف يتحرك لكن رائحة عطرها استوقفته أغمض عيونه وهو يحاول التماسك
ثم ألتفت إليها وهى مازالت تعطيه ظهرها
ابتسم باشتياق ظناً أنها ليست حقيقية وقرر الذهاب إليها حتى ولم تكن حقيقة
نظر بتيه وإشتياق ،لم يدرى ماذا يفعل فالأشتياق حنين جارف
مجازفة بالقلب للطرف الأخر
تزويد معدل سرعة النبضات بشكل أسطورى
ربما يجعل منسوب الغرام مرتفع لدرجة أن القلب أصبح يشتكى من إنهاكه من تلك الدقات
فالقلب يدق إلى من تحت التراب
فماذا يفعل إذ رأها تقف وبها الروح
من المحتم أن يقف من شدة الدقات الفازعة
وقفت الأخرى تبكى وهى ترى من تحبه ينظر إلي تلك المخادعة بكل ذاك الشوق
أما ياقوت فقررت الأبتعاد
عمر:راحة فين ردى عليا
همَّت بالركض وأختفت وسط الزحام
أحتدت عيناه غضباً وهو لا يعلم أكانت حقيقة أم سراب ،ركض وراءها، ولكنها كانت قد أختفت من وسط الزحام ،ولم يراها وهى واقفة خلف ذاك العمود تحاول كتم أنفاسها
أمسك رأسه وهو يحاول أستعادة تركيز
أقتربت منه فيروزة ،ووقفت أمامه دون التفوه بشىء
أذدرد ريقه وأردف بنبرة يكسوها الأرتعاش:شوفتيها يا فيروزة صح ؟
هى كانت خيال ،وهى مشيت لتانى مرة مشيت
كنت هكتفى بخيالها
أغمض عيونه وهو يتنفس بصعوبة قائلاً:كانت وحشانى أوى ... أوى يا فيروزة
ردى عليا أنتِ شوفتيها
نظر إليها بغضب وأكمل:مش بتردى عليا ليه ؟
أخفض صوته قائلاً بوهن:ليه بيحصل كده ليه ؟
ليه الموت بيفرق؟ ليه بيختار ناس غالين أوى كده
كنت بتمنى أعيش أنا وهى وبس، ماكونتش هحتاج حاجة تانى من الدنيا
وضعت يداها الصغيرة على وجنتيه تزيل عَبراته
عمر:بس لو روحتلها قلبى هيرتاح
قلبى بيموت كل يوم يا فيروزة
فيروزة:يبقى تدى فرصة جديدة لقلبك يا عمر
الفرص مهمة أوى يا عمر يمكن ترتاح
عمر:الفرص استنزفت يا فيروزة
وأنا طاقتى خلصت
حاسس إنى فى سباق وأنا آخر واحد وواقف فى النص، مش عارف أكمل ولا أرجع
فيروزة:كمل يا عمر الحياة مش بتوقف على حد
عمر:بس هى وقفت عليها
قلبى مش هيحب غيرها
تخيلى تشوفى روحك بتتعذب قدامك وأنتِ مش قادرة تعملى حاجة غير إنك تتفرجى وبس
والأصعب إنك تشوفيها بتموت
يااا يا فيروزة كان قلبى بيتقطع وأنا شايفها بتموت قدامى وبتقولى إنى أحب بعدها
كانت بس عايزة سعادتى
فيروزة بغضب:بس يا عمر بس
ثم أكملت بهدوء:بص حواليك أنت باصص تحت رجلك دوناً عن أى حاجة بتروح لوجعك
عمر:بتقولى كده عشان ماحسيتيش بالفراق
فيروزة :بقول كده عشان حسيت باللى أصعب من الفراق يا عمر
أنا عارفة أن ماحدش هيحس بوجعك غير نفسك
بس أنت بتبص دايماً على اللى ضاع منك،وبتغفل عن اللى فى أيدك
عمر :أنا مش فى أيدى حاجة يا فيروزة
حمزة:هو فى أيه؟
ألتفت إليه وهو مازال يبكى قائلاً:أنا همشى يا حمزة
حمزة :استنى يا عمر أيه اللى حصل ؟
عمر:مافيش يا حمزة أنا مخنوق شوية
أغمض عيونه متنفساً بعمق ثم أكمل:هروح الشركة
معلش مش هقدر أخرج معاكوا
ركضت ياقوت فى إتجة معاكس إليه وهى تبكى على ما سمعته،أيقنت الآن أنه أخلص إليها كل تلك السنوات ،أيقنت الآن أنها زبحت قلب مسكين
رحل وهو غير قادر على فك شفرات ذاك اللغز
فالطعنات أتت من ظهر السكين
فلم تجعله يموت ولكنها جعلته يتجرع ألماً
فالشفاء والشقاء سبيلان لهما ذات الطريق
ترجل من سيارته ودلف مكتبه
أتت إليه عدة طرقات فآذن بالدخول
دلف طارق بابتسامة قائلاً:يسعدنى أنى أقولك يابن عمى إنى قررت أخطب
ابتسم بوهن قائلاً: مبروك بس هتخطب مين
ابتسم الآخر بخبث قائلاً: فيروزة
أنتفض عمر قائلاً بقلق:هتخطب فيروزة
جلس بأرياحية ثم أجاب :هو أنا لسه كملت يا شبح
أنا كنت عايز أقول صاحبت فيروزة
جلس الآخر بتنهيدة:الحمد لله
أجابه بخبث:الحمد لله على أيه؟
نظر إليه بتوتر مجيبه:إنك هتخطب يا طارق
طارق:هممم ومش بس كده أنت اللى هتيجى تخطبلى كمان أيه رأيك
عمر: طبعاً يا طارق
طارق:طيب أنت أيه مش هتفرحنا بيك
لم يجيبه وأمسك الملفات بيده
طارق:من ساعة مارجعت من السافر وأنا شايف فى عيونك لامعة حزن غريبة عليك
أنت عمرك ماكونت حزين بالشكل ده
أيه اللى حصل يا عمر ....؟أحكيلى
عمر:حتى لو حكيت يا طارق الجرح مش هيخف بالعكس هيتفتح أكتر وينزف أكتر
سيبنى أعيش بالمسكن يمكن أرتاح
طارق:الحياة بنعيشها مرة واحدة يا عمر
عمر:عندك حق عشان كده أنا مش هسكت يا طارق
مش هسكت لحد أما أعرف الحقيقة
بتمنى يكون شكى فى محله هيبقى أهون عليا من اللى أنا عامله فى نفسى
بتمنى ولأول مرة في حياتى إنى أكون مخدوع
بدل وجع القلب ده والشك ده
طارق:ربنا يريح قلبك يابن عمى
أنت تقرأ
اِحتل قلبي مرتين "وميض الغرام" (مكتملة)
Mystery / Thrillerحاصلة على المركز الأول في الدرامي بتاريخ ٣١ مارس والمركز الأول شجن في تاريخ٢٣ مايو أحتللت دهاليز قلبي بسهولة مهلكة..... للوهلة الأولى ظننت أن الغرام لم يحتل قلبي يوماً ولكن أحتلالك مغاير لتلك المعانى فأصبح يروق لي لم يكتفى أحتلالى لمرة واحدة فهو ما...