الفصل الأول❤

33.1K 600 106
                                    

الفصل الأول من رواية أحتل قلبي مرتين
"وميض الغرام"🔥❤
صوتُ هزيمُ السماءِ المُخيفِ يُشكل ألحان تفتك بِروحها، يجعل قلبها يرتجف هلعًا، ذلك الصوت باتت تخشاه دومًا.... ألا وهو الرعد.
وميضُ البرق الذي يتسرب إلى المنزل، يشق ظلمة الشتاء، يزيد من رعبها أكثر،يزيد من ارتعاش جسدها، وكأنها موجودة هنا لكي يتم تعذيبها باحترافية.
الرياح تجعل النوافذ في حالة من الصراع مصدره صوت عراكهما، تجعلها تبتعد عن النوافذ بِخطوات مُرتعشة،صوت صراخها يدوي في المكان، تكاد أحبالها الصوتية أن تنقطع،حرارة قلبها فاقت برودة المكان .... وكأنها في حرارة الشتاء.
شعورها أقرب ما يكون للموت، لمَ لا والدماء متناثرة حولها ،تزدرد ريقها من الخوف، وقطرات العرق بللت ملابسها، بوتقة الرعب تسيطر عليها.
جمود حركاتها، نعم هي ليس لديها القدرة على التحرك، هي فقط تصرخ، وتصرخ.
ترى ابنها أمامها والدماء تسيل من رأسه، وليس لها قوة و ﻻ حيلة، تود أحتضانه وإنقاذه من الموت.
تود الموت مقابل حياته، ولكن هيهات فهي لا تملك سوى الضعف،.ليس هناك مفر.
ترى أمها ،وذلك اللعين يقفون والدماء في يديهم
يقتربون منها، وعيونهم تنثر شعاع الشر
لم تستطعْ المقاومة من تلك الأفاعى التي ألتفت حول عنقها؛ لِتتمكن من الفتك بها.
لم تستطعْ الصمود من أحمرار وجهها، لم تستطعْ التنفس، كل المحاولات باءت بالفشل!
صراع بينها وبين الموت...
ويا للهول ...أن تكون تلك الأفاعى التي تكاد تفتك بِروحها، هي أيدي أمها!
نعم أمها قتلت ابنها بلا رحمة أمام عينيها، وتود قتلها الآن، اللعنة عليها وهي تفتك بابنها أمام عيناها
يا ليته حلم، يا ليتها لم تولد في تلك الحياة
لم يعد هناك طريق سوى الاستسلام
الاستسلام فقط هو الطريق المُباح
الاستسلام لِلموت الذي يُصبح أحيانًا هو الطريق الصواب...
الهروب من الواقع الآليم ،لعلها تجد الراحة في مكانٍ آخر.
لعل نيران روحها تحتفي بِجفاء المشاعر وبرودها،
وبالفعل أغلقت أعينها منبطحة على الأرض، مستسلمة إلى حتفها.
مستسلمة لِذلك المصير المجهول، حتى ولو كان ذلك الطريق هو هلاكها.

***********صلى على الحبيب***********

فتحت عيونها والرؤية تكاد لا تكون واضحة، أين هي...؟ ما الذي جرى...؟
وبعد صراع طويل أدركت أنها في المشفى
"ابنى فين؟ سيف فين"
تلك الكلمات قالتها وهي تتلفت في حالة من الهلع
"ما تخافيش هو تعبان شوية هيبقى كويس"
أجابتها الممرضة -التى تُدعى بتقى - مطمئنة إياها
أخفضت رأسها وأردفت بِوهن: أرجوكي عايزة أشوفه
تقى: أنتِ لسه تعبانة.
حركت رأسها يمينًا ويسارًا واستطردت برجاء: لا أنا كويسة، عايزة أطمن عليه.
حاولت الوقوف، ولكن جسدها الهزيل لم يساعدها.
تقى:شوفتي قولتلك أرتاحي.
عادت مرة أخرى وسألتها بترقب:هو فاق؟
أجابتها بآسى:للآسف هو دخل غيبوبة
"أيه....! يارب خليك معانا يارب"
قالتها صبا بعد أن شهقت من ذلك الخبر
تقى :مين اللي عمل فيكوا كده..؟
صبا ببكاء :هو مين اللي جابني هنا؟
تقى : تقريبًا الجيران، لما سمعوا صوتك بتصوتي،
هما قالوا كده للظابط اللي بيحقق في القضية
"طيب أمي كانت موجودة..؟"
قالتها صبا بخوف وهي تقضم أظافرها بعنف
تقى:لا
ما قولتليش مين اللي عمل فيكِ كده أنتِ وابنك
الرائد برة، وقال لي لما تفوقي أقوله.
صبا بصوت مرتعش: أمي .... أمي والراجل اللي معاها، عملوا فيا كده.
أجابتها بتعجب: أمك أزاي..؟!
صبا:أعمل أيه..؟ لو أعترفت عليهم هيموتوا ابنى
" طيب يا حبيبتي ما تخافيش"
قالتها تقى محاولة أن تبث إليها الطمئنينة
واستطردت مرة أخرى:أهو الباب بيخبط أكيد الرائد.
نظرت تجاه الباب برعب وخوف من القادم، ما الذي سوف تقوله...؟ وكيف تقوله..؟أخفضت نظرها مرة أخرى وهي تمسح على وجهها بتوتر
فُتح الباب بإصدار صوت الصرير الذي يزيد من خوفها، ودخل بهيئته الطاغية، برائحة عطره التى تسحر من يستنشقها.
بجسده الرياضى الممشوق ،وعضلاته البارزة
وعيونه العسلي...
وبعادته مرفوع الرأس، وملامحة جامدة لا تفسر تعابير وجه، ونظرة الثقة تستحوذ عيناه
أتجه إليها بخطواتٍ ثابتة وهدوء
حرك عنقه تجاهها، ولكن .....لكن ماذا ..؟
كيف تتعلق عيونه بها هكذا ..؟
كيف تتغير تعابير وجهه ؟ كيف يبتسم بدون إراده
وجدها ملاك تلك الكلمة هي التي آتت لذهنه حينما رآها.
كيف يخفض عيونه من تلك العيون الخضراء ؟!
آه من عيونها الخضراء مليئة بالدموع، مليئة بالشجن
وكأنها خائفة ...تأهة ...ضائعة
شعرها الذي يطير من الهواء ، وكأنه بحر من القهوة اللذيذة.
شفتاها التي ترتعش وكأنها حبات كرز وقعت على بتلات الورد الأبيض
أما هي فهي خائفة ....حزينة.... ضائعة
تفكر وتفكر ما هو مصير ابنها ...؟
كيف تحميه من هؤلاء الوحوش...؟
كيف يعيشوا بسلام ...؟
تقدم إليها بعد أن أفاق من شروده، وعلى وجهه ابتسامته التي لا يبرزها إلا قليل.
ونثر تلك الأفكار من رأسه، كيف لا وهو الذي تقع الفتيات في عشقه، وهو لا يعيرهم اهتمام.
جلس على المقعد الذي أمامها، وعيونه لم تتحرك من على الماكثة أمامه.
حمزة بجدية: أنا الرائد حمزة البنداري ،جيت عشان أحقق مين اللي عمل فيكي أنتِ وابنك كده؟
تلك الكلمة كانت بمثابة دلو ماء سُكب عليه.
لديها ابن نعم، نعت نفسه بِالأحمق ،وقرر أنه لن يعير لِنبضات قلبه اهتمام.
قلبه ...! وكيف له أن ينبض هكذا ؟
فذلك هو الإلتقاء الروحي ذلك هو الشعور بالراحة
ولكن علينا الصمود يا قلبي أمام جمالها
حمزة :ساكته ليه؟اتكلمي أنتِ خايفة من حد؟
"عايزة أشوف ابني"
قالتها بصوتها المرتعش وهي تخبئ وجهها
حمزة : أنتِ بتترعشي، ماعتقدش إنك هتقدرى تقفي
ممكن بقى تردى على إستجوابي
وأردف بصرامة :مين اللي عمل فيكو كده؟
صبا :ما عرفش
حمزة :ما تعرفيش أزاى...؟!
صبا بصراخ : ماعرفش ما عرفش
حمزة :يا مدام ما ينفعش، أنا بستجوبك لازم تجاوبى عليا عشان أحميكي أنتِ وابنك.
ظلت ترتعش وبكاء هستيرى مسيطر عليها
ماذا تفعل؟ وماذا تقول ؟
قررت الصمت، وهي هكذا دائمًا خوفها يجعلها تصمت
حمزة :طيب أيه اللي حصل؟
صبا :حرامية
عيونها التي تتحرك في كل مكان بريبة وخوف،
نبرة الخوف في صوتها المرتعش ،أظافرها التي كادت أن تنتهي بسبب استمرارها فى قضمها، جعلته يتيقن أنها تكذب عليه، وتخبئ أمرًا ما...
حمزة:طيب ممكن تقولي لي أيه شكل الحرامية دول.
صبا وهى ترجع للوراء:ماعرفش
حمزة:لا تعرفي
"عايزة ابني"
كررتها مرة أخرى وهي تضع يداها على أذنيها.
حمزة بهدوء :لو كنتي خايفة على ابنك كنتي قولتي لى الحقيقة.
صبا :عايزة ابني
حمزة : أنتِ بتحمي اللي كانوا عايزين يقتلوا ابنك،
أنتِ شوفتي اللي عمل كده بدليل راقبتك اللي الصوابع معلمة فيها، معنى كده إن اللي عمل كده كان قدامك.
بتحمي مين ..؟
صبا :مابحميش حد، حرام عليك سيبني.
حمزة وهو يهم بالوقوف : تمام أنا هعرف أنتِ مخبية أيه..
وغادر الغرفة، وهي تبكي، وتنعت ضعفها وقلة حيلتها
كيف لها أن تقول كيف لها أن تعيش ؟
دلفت تقى إلى غرفتها، ورتبت عليها وأردفت:أهدي يا مدام صبا، مش كده إن شاء الله هيبقى كويس
صبا وهي تقف:لو سمحتي وريني أوضة سيف
تقى:حاضر طيب هاتي أيدك.
أتجهت بجسد نحيف هزيل إلى غرفة ابنها تترنح في مشيتها، وهي تجر أزيال الحسرة والوهن، دموعها تعرف مجراها على وجنتيها، صوت الرعد لا يفارق أذنيها رغم توقفه، وكأن الحزن كُتِب عليها.
دلفت إلى الغرفة بقلب مفطور، وهى تراه ماكث على الفراش، والأجهزة مُحاطة بِجسدهِ الصغير
اقتربت، وشهقاتها تعلو تناجي ربها أن يُنجي ابنها.
صبا: سيف حبيب مامي.
أرجوك فوق... أرجوك ما تسيبنيش مش هقدر أعيش من غيرك، كفاية وجع قلبي، كفاية يا بني
أحنا أتفقنا أننا مش هنسيب بعض صح.
قولت لى أنك هتحميني لما تكبر، وهتشتغل ظابط
عشان تجيب حقنا.
صح يا حبيبي، أوعى تسيبني.
طيب أنا هعيش لمين غيرك ؟
تقى :خلاص يا حبيبتي بطلي عياط بقى، وتعالي أوديكي أوضتك كده ماينفعش تفضلي هنا، كمان أنتِ تعبانة يلا.
ساعدتها للدلوف إلى غرفتها مرة أخرى.
تقى:عملتي أيه مع الرائد ؟
صبا :خوفت أقوله ...
تقى:ربنا يستر بقى، الظابط ده مش هيسكت.
شكلو هيدور في الموضوع
صبا:نفسي أكون في حلم ...
تقى :طيب أنا هخرج وشوية وهجيلك ماشي.
كانت سوف تغلق أعينها من إثر الدواء، ولكن هناك صوت في الغرفة، وحركات غريبة.
نعم ذلك اللعين الذي تسبب في مرض ابنها يقف ويضحك بشر، يتقدم إليها..
صوتها لا يستطيع الخروج ،كأنها تختنق من جديد.
حسين : طبعًا عارفة مصير ابنك لو قولتي حاجة
صبا :ماقولتش صدقني، مش هقول، والله مش هقول
حسين :لو كنتِ سمعتي كلامي، كنت خلصت من أمك وعيشتِك مَلِكَة، لكن تقولي أيه بقى غبية.
صبا : أنا متجوزة
حسين:هههههه هو فين جوزك ده؟بقاله كام سنة ماوركيش وشه.
وبعدين أنا ماقولتش جواز، أنتِ فاهمة كويس يا جميل.
صبا: حسين أرجوك سيبني أنا وابنى... أرجوك
حسين: لو ما وفقتيش علىٰ اللي أنا عايزه هخلص على المحروس اللي متلقح جوه هنهيه.
صبا :لا لا حرام عليك.
حسين:ده غير الفلوس اللي أبوكي كتبها باسمك تتحول لاسمى فاهمة.
صبا:حاضر هديك كل حاجة، بس سيبني أنا وابنى
حسين:لا أنتِ قولتي هتديني كل حاجة، يبقى تخرجي من هنا ،وتكتبي الحاجة باسمي، وأخلص على امك المغفله ديه، هههههههه سلام يا قطة
غادر...غادر ذلك القذر الذي جعلها تكره حياتها وجمالها، ماذا عليها أن تفعل؟ هل تتخلى عن دينها مقابل حياة ابنها؟ أم تتخلى عن ابنها مقابل دينها ؟
القرار صعب، الحياة مليئة بالحجارة التى تفتك القلوب، تجعلها تنزف بالدماء مع كل نبضة عذاب
تأخذ منا الضحكات تبدلها بدموع وصرخات ألم.

اِحتل قلبي مرتين "وميض الغرام" (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن