الفصل الثالث والثلاثون 💗

4.1K 183 83
                                    

الفصل الثالث والثلاثون من رواية أحتل قلبى مرتين وميض الغرام" ❤🔥
««قبل يومان»»
وقفت أمام النيل فى ظلمة الليل شاردة الذهن
تتمنى لو عاد بها الزمن....
تتمنى لو لم تمت والدتها ولم تتشرد طفولتها
وما التمني إلا لشيء يستحيل.....
فالزمان يقسو على القلوب غير عابئ بالجراح
والقلوب تُشكلنا بما فيها من قسوة الزمان
أتى شابان يترنحون مشيًا، وهى منفصلة عن المُحاط
اقتربوا منها تحت ضحكاتهم المستهترة
أفاقت ووجدت هؤلاء الحمقى يسحبوها هكذا ظلت تصرخ ،وتسحب حالها منهم
قاطعت تلك الصرخات شرود الواقف فى الجهة الأخرى يتأمل اللون الأسود المشابه لحياته
عقد حاجبية وهو يلتفت ليرى من أين يأتى ذلك الصوت....
الغريب أنه يشعر بمعرفة صاحبة الصوت
وأخيرًا أستطاع تحديد جهة الصوت واتجه سريعًا ليرى شابان يقومون بسحبها بتلك الطريقة ،وهى تصرخ وترتعش بين يديهم
رغم ضعف جسده وعدم مقدرته على التحرك إلا أنه قام بسحبهم ،وظل يسدد إليهم الضربات وساعده على ذلك إنهم لم يكونوا بوعيهم لكثرة ما يتعاطوه
إلى أن قاموا بالركض...
ألتفت إليها وجدها جالسة أرضًا وهي تبكى وتضع يدها على ملابسها الممزقة
خلع سترته ووضعها عليها، وظل يهدئ بها ممسكًا بيديها
رفعت عيناها وأخيرًا رأته تعجبت فى بادئ الأمر
وأرادت وبشدة أن تحتضنه
ولكنها حاولت التماسك وعدم البكاء
أما عنه فأردف بهدوء:ليه واقفة فى وقت زى ده
ياقوت :تعبت من الدنيا
أو تعبت من وجودى فى الدنيا
جلس بجانبها قائلًا:ومين سمعك أنا كمان زهقت
أمسك قلبه وظل يتنفس بصعوبة محاولاً إخفاء ألمه
ألتفتت إليه وجدته قد أوشك أن يفقد وعيه
وضعت يداها على وجنتيه وأردفت:أسامة مالك
أمسك يداها ضاغطًا عليها غير قادر على تحمل ألمه أكثر من ذلك وأردف بكلمات متقطعة قائلًا: كان نفسى يسامحوني قبل ما أموت
وأغمض عيناه مستسلمًا لفقدان الوعى

««رجوعًا للوقت الحاضر»»

وقفت ببكاء حاد أمام غرفة العمليات التى يمكس بها
لا تعلم من أين تلك الغصة المريرة الشاعرة بها
ربما تخشى الفقدان
أفاقت على صوت رنين الهاتف معلناً أتصال كريم
أجابته بوهن
فأجابها قائلاً:أنا روحت أتكلمت مع عمر النهاردة
بس مال صوتك؟
ياقوت:أسامة فى أوضة العمليات
حالته صعبة أوى يا كريم
أجابها بقلق:أسامة مين ؟
ياقوت:هو يا كريم
أنا خايفة أوى
كريم:أنا مش فاهم حاجة تعرفى أسامة منين؟
كمان فى أوضة العمليات ليه؟
ياقوت ببكاء:عنده القلب يا كريم
للحظة أود يبكى
فالأشياء الجميلة لا تُمحى بالقبيح مثلما يُقال
فالصديق يظل صديق ولو حتى فى الخفاء
نغضب أحياناً نتكلم ببغض
ولكن ما فى القلب لا يتحول
تذكر فى ذلك الوقت أيام صداقتهم الحميمة وكيف كانوا كالأخوة
فرت دمعة من مقلتيه ثم أردف:قوليلى عنوان المستشفى

       «««««صلى على الحبيب»»»»»»

فك ذلك الرباط المحاط بعينها قائلاً بسعادة:قوليلى رأيك بقى فى المفاجأة
ظلت تتلفت فى أرجاء المكان
ثم أتجهت إليه محتضنه قائلة بسعادة:بحبك يا حمزة بحبك أوى
أنا فعلاً كان نفسى يبقى عندى مرسم أخرج فيه كل طاقتى
أنت أجمل هدية من ربنا
أنت عوض عن سنين كلها هم
أجابها بإبتسامة:من النهاردة أنتِ عليكى تحلمى وأنا عليا أحقق حلمك
صبا: خايفة أكون بحلم وأصحى ماتبقاش موجود
حمزة:لا يا صبا خلاص أنتِ بقيتى كويسة
أنا حقيقى أنا جوزك اللى هيفضل طول العمر معاكِ فى كل خطوة من خطوات حياتك أنا فيها
أيدى فى أيدك لآخر العمر
صبا:كنت دايماً بخاف من الأيام
كنت بخاف من الناس والدنيا
كل الخوف اللى فى قلبى بوجدك بقى أطمئنان وحب
وجودك لي حاجة خاصة في قلبى
حمزة :ولسه الأيام اللى جاية مخبيالنا كل حاجة حلوة
يمكن الحلو بيجى متأخر بس ده عشان نحس بطعمه
عشان نحمد ربنا لآننا جربنا الوحش
هنعرف قيمة الحلو لآننا شوفنا عذاب الوحش
هنعرف نستمتع بكل خطوة فى حياتنا لآننا عرفنا قيمة الناس اللى فيها
هنتعود نمسك فى أيد اللى بنحبهم
لآننا جربنا البُعد، وعرفنا مرارة الفراق
عرفنا إننا ممكن نشوف الموت وإحنا عايشين
عشان كده هنتمسك بالحياة واللى فيها
عشان روحنا تفضل مع روحنا
قال تلك الكلمة مشاوراً عليها
أدركت أن ذاك الصبر لم يكن هبأً
فمثلما يقال رُب ضارة نافعة
 
   ««««««««لا إله إلا الله»»»»»»»»»»

اِحتل قلبي مرتين "وميض الغرام" (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن