21

1.6K 84 6
                                    

الفصل 21
جلس اللواء محسن بعد مكالمة فادى يفكر فى طلب سعيد بمقابلة نور او حياة ولكن لايمكن لتلك المقابلة ان تتم ....
وشرد قليلا وتذكر لقاؤه مع اكرم الصياد ومادار بينهم ......
تذكر وعده لأكرم وتذكر ايضا تهديد اكرم له
((فلاش باك))
بعد خروج اكرم من منزل اللواء محسن فى تلك الليلة التى اكتشف فيها صلة حياة بالمخابرات وعرف انها اختُطِفت فى سويسرا جلس اللواء محسن فى مكتبه  يفكر ايضا كيف سيحل تلك المشكلة التى حلت عليه مع صديق عمره وكيف سيواجهه مرة اخرى
ولكنه انشغل بمتابعة الفريق بعد معرفته بوصولهم لمكان حياة
وبعد ان نجح نور وخالد فى انقاذ حياة مرة اخرى قرر لقاء اكرم الصياد بعدما رفض الاخير الرد على اتصالات محسن له الفترة الاخيرة
ذهب محسن لمجموعة الصياد لمقابلة اكرم وطلب من السكرتيرة ابلاغ اكرم برغبته فى مقابلته
وبالفعل ابلغت السكرتيرة اكرم وكان  رده عليها بأنه مشغول الان ولايستطيع مقابلته
اعتذرت السكرتيرة للواء محسن : اسفة يافندم مش هتقدر تقابل مستر اكرم النهاردة لانه مشغول
اللواء محسن للسكرتيرة : أيوة لكن لازم اقابله ضرورى الامر ضرورى جدا
السكرتيرة وهى تفتح احدى الملفات الموجودة على مكتبها : اسفة يافندم هنحدد ميعاد تانى ونبلغك به
لم يتمالك اللواء محسن غضبه فنظر للسكرتيرة وتركها وتوجه بخطوات سريعة لمكتب اكرم لم تستطيع السكرتيرة منعه فلقد سبقها محسن و اقتحم المكتب بعصبية :
إيه ياأكرم مش عاوز تقابلنى ليه
نظر اكرم للسكرتيرة نظرة فهمت منها السكرتيرة انها هالكة لامحالة فتحدثت بتوتر: والله يافندم  دخل بسرعة مالحقتش امنعه .... اسفة يافندم
أكرم : خلاص روحى على مكتبك دلوقتى وحسابى معاكى بعدين
خرجت السكرتيرة واغلقت الباب  وهى تدعو ربها ان يمر هذا الموقف على خير فمديرها لايتهاون مع اى خطأ

نظر اكرم لمحسن وببرود شديد : نعم ....
محسن وهو مازال غاضب : نعم ... ده اللى ربنا قدرك عليه
مابتردش ليه على مكالماتى وليه رافض تقابلنى يااكرم
جلس اكرم على مكتبه : اتفضل يامحسن اقعد وقول اللى جاى تقوله وخلصنى
جلس اللواء محسن وهو ينظر لصديق عمره الذى يعامله ببرود : اكرم ممكن نتكلم مع بعض بهدوء وبعقل شوية
اكرم : وهو انت شايفنى بتكلم معاك ازاى ماانا بتكلم بهدوء وبعقل
محسن : اسمعنى كويس يااكرم انا لولا انى باقى على الصداقة اللي بينا العمر ده كله مكونتش هستحمل الطريقة اللي بتتكلم معايا بها دلوقتى
خلع اكرم نظارته الطبية والقاها امامه  على المكتب باهمال ونظر لمحسن : وبعدين .... كمل انا سامعك
محسن : اللي لازم تعرفه كويس ان شغل حياة الفترة دى من غير علمك كان ضرورى لانه حياتها وحياتكم كلكم كانت فى خطر وكان لازم تكون معانا لانها جزء مهم جدا فى المهمة دى لانها الوحيدة اللي تعرفهم وكشفتهم
وبالنسبة لان كل ده تم من غير ماانت تعرف  لان دى كانت رغبة حياة إنك ماتعرفش لانك لو كنت عرفت وقتها  كنت هتمنعها وهى كانت مش هتقدر تبعد ، وكمان هى عارفة حبك لها وخوفك عليها اد إيه ، وهى كانت  مش عاوزة تعيشك فى خوف وقلق عليها
أكرم : والمطلوب منى دلوقتى إيه أصدقك واثق فى كلامك تانى ولا اقعد مع نفسي افكر ياترى مخبيين عليا ايه تانى ، ولا المطلوب منى اقعد وانتظر خبر موتها بعد مااتخطفت يامحسن
وتكلم بحدة : المطلوب منى إيه بالضبط دلوقتى
أشفق محسن على حالة اكرم : مش مطلوب منك اى حاجة يااكرم .... واطمن حياة رجعت بالسلامة نور واللي معاه قدروا يوصلولها ورجعوها تانى وكلها ايام بسيطة وهتلاقى حياة هنا فى مصر والمطلوب منك انك تسامحها وتعذرنى
وصدقنى حياة كان معاها فريق ممتاز مدرب على اعلى مستوى
سيطر اكرم على فرحته بنجاة حياة من ايدى المافيا :
هتوصل مصر امته
لم يريد محسن الكشف عن موعد وصول حياة : قريب ... قريب جدااا
وصدقنى يااكرم حياة بنتى زى ماهى بنتك بالضبط .... خلاص يااكرم الصورة وضحت قصادك
اكرم : خلاص يامحسن
محسن : تمام .... اتمنى نفضل اصدقاء
  انا مضطر امشى دلوقتى ...
ووقف محسن ليذهب ولكن استوقفه صوت اكرم وهو يقول نور هيطلق حياة اول مايرجع مصر
التفت اليه محسن : ليه يااكرم اللي عرفته ان الاولاد بيحبوا بعض وانه جوازهم دلوقتى اصبح حقيقة مش جواز على ورق
اكرم بلهجة شديدة : نور يطلق حياة يامحسن
محسن : الولاد بيحبوا بعض ليه عاوز تفرقهم يااكرم ايه السبب
اكرم : نور يطلق حياة يامحسن وبهدوء
محسن : انا مش فاهمك يااكرم نور شاب ممتاز وله مستقبل هايل فى المخابرات وشخصية محترمة حقيقى مش فاهمك
اكرم بعصبية : مش عاوزه فى حياة بنتى يامحسن وده لمصلحته
محسن بنظرات شك : مش عارف يااكرم حاسس بنبرة تهديد فى كلامك
ابتسم اكرم بتهكم : وهو انت تعرف عنى  انى بهدد يامحسن لأ انا بنفذ اللى عاوزه ووقف وتحرك امام محسن والتفت اليه قائلا وهو يشير بيديه حوله شايف المجموعة دى كلها تفتكر كنت هقدر اكبرها  واحافظ عليها لحد ماتبقى اكبر واقوى مجموعة اقتصادية فى مصر بسهولة كده من غير ماتكون وراها قوة تحميها
اوعى تفكر للحظة انى مش هعرف اخلص بنتى من الضابط بتاعك ده ...لأ داانا ممكن امسحه من على وش الدنيا دى وبسهولة جدا وانا قاعد هنا فى مكتبى
تفاجئ محسن من شراسة صديقه فهو لم يتوقع ابدا هذا التحول المفاجئ فى شخصية اكرم الصياد ،
ولكن حسه الامنى اكد له ان اكرم لم يلقى تهديدات هباءً وانه قادر على تنفيذ تهديده وبسهولة شديدة
فقال : ماتنساش ان حياة بتحبه يااكرم ، ولو فكرت تأذيه هتخسر بنتك
اكرم : حياة بنتى وانا عارفها هتنساه مع الوقت وبكرة تتجوز رجُل اعمال يليق بها
تحدث محسن بحدة وتهديد شديد اللهجةوهو يشير له بيده  : وانا بحذرك يااكرم تمس شعره واحدة من نور وقتها هنسي انك صديق عمرى وهتلاقيني انا اللي واقف قصادك وهتواجهني انا وقتها
اكرم بتهكم : يبقى تبعد نور عن حياة بطريقتك احسن مااتدخل وابعده انا بطريقتى  وجلس على المكتب واضعا احدى ساقيه على الاخرى ووقتها مش هيفرق معايا اذا كنت هواجهك ولا هواجه حد تانى
اقترب محسن من اكرم وهو جالس على مكتبه : انا مش فاهم ليه تفرق اتنين بيحبوا بعض وخصوصا ان نور شاب ممتاز ومركزه مرموق هى مااتجوزتش واحد من الشارع يااكرم .... من امته وانت بتحسبها بالطبقية دى من امته
أيوة انت صاحب اكبر مجموعة اقتصادية فى البلد بس كل ده مايعطيش الحق لك انك تحسبها بالطريقة دى ...لأ وكمان عاوز تكسر قلب بنتك
انتفض اكرم من على كرسيه دافعا محسن بيديه بعيدا : انا بحسبها بالطبقية .... انت شايف كده ....
انا بعمل كل ده لمصلحة بنتى
محسن بغضب شديد وصوت عالى : يااكرم انا مش فاهم فين مصلحة بنتك فى انك تطلقها من نور لأ ومش بس كده ده انت بتهددنى انك هتقتله لو مطلقهاش  مصلحة إيه دى اللي بتتكلم عنها
تحدث اكرم  ايضا بغضب وصوت عالى : ايوة مصلحة بنتى تتجوز من رجُل اعمال وتبنى اسرة طبيعية وهادية
من حق بنتى تعيش طبيعي زى كل الناس
ليه تعيش فى قلق وخوف طول عمرها لمجرد ان جوزها ضابط مخابرات حياته كلها مخاطر وممكن يتقتل فى اى مهمة ليه ....
ليه تعيش مع واحد حياته على كف عفريت مش مستقرة هتكون مهددة هى واولادها طول الوقت انهم يخسروه ...
او يكون عندها طفل ممكن يتخطف من اى عصابة  لمجرد ان ابوه ضابط مخابرات وله عداوة معاهم
سخر محسن من كلامه : ده لو كل الناس فكرت كده مكانش ولاضابط اتجوز واسس بيت واولاد كان كل ضابط عاش راهب
طيب مافكرتش انها ممكن لو اتجوزت رجل اعمال او اى حد تانى ممكن يموت
الموت  والحياة يااكرم بيد الله وحده ومحدش بيعرف هيموت امته ولا هيموت ازاى
اكرم : يامحسن افهمنى انا عاوز لحياة حياة طبيعية وهادية انا مش هفضل معاها العمر كله عاوز لها حياة مستقرة
كفاية التوتر والخوف اللي عاشتهم مش هقدر استحمل اشوفها كده يامحسن
يامحسن ارجوك احلفك بصداقتنا  احلفك بحياة حياة عندك لو بتحبها تساعدنى والا قسما بالله هقتله لو رفض يطلقها
وده اخر كلام عندى
محسن  بيأس : يعنى مافيش امل إنك تغير تفكيرك ده وتسيب حياة ونور يعيشوا حياتهم مع بعض
اكرم بتصميم : لأ ...ولانك كنت صاحب فكرة انهم يتجوزوا .. اتفضل اتصرف ولازم نور  يطلقها
محسن : حاضر يااكرم هنفذلك طلبك لكن خليك فاكر إنى قولتلك حياة بنتك قلبها هيتكسر لو نور طلقها
اكرم بجدية شديدة : بنتى انا هعرف انسيها انها قابلت فى حياتها حد بالاسم ده
ابتسم محسن بسخرية : ياريتك تقدر واشار على قلبه ...
للاسف القلب لايمكن يكون لك سلطان عليه ... ياريتك تقدر تمسح اسم نور من قلب حياة
حياة هترجع خلال ايام
نظر له اكرم : ياريتك تقدر تنفذ اللى طلبته منك احسن مااتدخل انا
نظر له محسن نظرة يأس وتركه وخرج من مكتبه يفكر فى طريقة لاقناع نور بتطليق حياة
وكيف سيحمى نور من غدر اكرم فى حال رفض نور تطليق حياة
(( نهاية الفلاش باك))
انتهى محسن من تذكر تلك المقابلة وكان مايشغل باله هو اصرار سعيد على مقابلة حياة او نور
: ياترى ايه السر اللى ورا اصرار سعيد على مقابلة حياة او نور
اللى اعرفه ان سعيد مالوش صلة بالمافيا اللي كان نديم بيشتغل معاها يبقى ايه سر اصراره على مقابلة حياة او نور بالذات
اكيد الموضوع مرتبط بنديم لانه هو الحلقة الوحيدة المشتركة بين سعيد وبين حياة ونور
ارجع رأسه للخلف وسندها على الكرسى الجالس عليه ونظر للسقف : بكرة نشوف ياسعيد إيه اللي وراك انت كمان
انا مش عارف كل مالقضية دى تيجي تخلص يظهر لنا لغز تانى عاوز يتحل ... انا حاسس ان القضية دى مش هتخلص الا لما تخلص عليَّ انا شخصياً
**********
فى اسرائيل فى احدى الملاهى الليلية
كان يجلس بعض الشباب مع بعضهم ، يتحدثون وكأنهم فى اجتماع مغلق بين كل  هذا الصخب فلم تتجرأ اى فتاة ليل او راقصة فى المكان من الاقتراب من طاولتهم هذا هو قانون هؤلاء الاشخاص
كان يتحدث احدهم  : وبعدين احنا لازم نخلص من حياة دى بأسرع وقت
فرد الاخر : لأ مش دلوقتى
فاندهش الشاب الاول:  ليه التأجيل ده فى خطورة على منظمتنا حياة مش لازم تعيش ...
فرد عليه الشاب الثانى : زى ماقولتلك مش دلوقتى لان الخيط اللي كان بينا وبين المخابرات المصرية اتقطع لما اتقتل  ايزاك ونديم حتى مايكل وايفان اتقتلوا يبقى مخابرات مصرية هتوصلنا ازاى دلوقتى .... وبالنسبة للميمورى اللي مع حياة حتى لو سلمته للمخابرات المصرية مش هيفيدهم بحاجة بعد مااتقتل نديم واللى معاه
اللى لازم نفكر فيه دلوقتى شغلنا فى مصر مش لازم يقف لازم نلاقى البديل وبسرعة .... لكن المرة دى اللعب هيكون على المكشوف يعنى البديل هيشتغل من مصر مش  من المانيا
الشاب الثالث : ازاى ده هيكون فى خطورة على المنظمة
الشاب الثانى : لا مش هيكون فى خطورة لانه كمان هيخلصنا من حياة فى الوقت المناسب
الشاب الاول والثالث بدهشة : ازاى
الشاب الثانى : هقولكم كل حاجة فى الوقت المناسب ، دلوقتى لازم نشرب ونستمتع  فى بنات حلوة وجديدة فى المكان هنا، التفت الشباب ونظروا للبنات نظرات جريئة وقحة وبدأوا يشربوا الخمر ويرقصوا مع البنات بوقاحة وفى اخر السهرة اخذ كل شاب فتاة معه وذهب بها لشقته لقضاء باقى الليلة فى ملذات محرمة معها
فهناك ينظرون للفتيات على انها سلعة تباع وتشترى من اجل متعتهم المحرمة
**************
فى صباح اليوم التالى
فى منزل سليم ورانيا
اشرقت شمس اليوم الاول بعد زواجهما كان سليم لايزال نائما لانه لم يستطيع النوم بسبب تلك المزعجة (رانيا) النائمة معه فى نفس المنزل فهو كان يراها مزعجة جدا لانه يكره النساء جميعا فلم يستطيع النوم فتلك المزعجة جعلته يتذكر حياته مع  نانسي
حتى غلبه النوم عند الفجر،
عكس رانيا التى لم تستطيع النوم الليل كله لانها فى منزل ذلك السمج وكانت تنتظر شروق الشمس بفارغ الصبر
قامت واخذت حماما وابدلت ملابسها وارتدت ملابسها استعدادا للذهاب للبنك
ولكنها اعدت وجبة  إفطار سريعة ووضعتها ل سليم على الطاولة وغطتها وتركت له رسالة بجانب الطعام مكتوب بها
(( جهزتلك الفطار ياعريس قبل ماانزل الشغل ، ماهو لازم اى زوجة تهتم بفطار جوزها من اول يوم ،  وماما مش هتيجي غير اخر النهار زى ماانا قولتلها سلام يا... ياسليم بيه))
وابتسمت بمكر فهاهى استفزته كما كان يستفزها الفترة الماضية ،
وخرجت بهدوء من المنزل دون ان يشعر بها متجهة للبنك
ولكنها لاتعلم ان هناك من يراقب منزلها وهو زوج امها وابنه اسماعيل
فنظر مجدى لابنه وابتسم بخبث وهو يقول : مش قولتلك الحكاية كلها على الفاضى جوازة كده والسلام
اسماعيل : معاك حق يابابا ازاى عروسة تنزل يوم صباحيتها بلبس شغلها لا وكمان لوحدها .... طيب فين عريس الغفله بسلامته سايبها تنزل يوم صباحيتها ولوحدها للشغل
ضحك الاثنان بشماته فيها
واستطاع مجدى السيطرة على ضحكه فقال : عارف يااسماعيل طول عمر ابوك صاحب واجب وانا لازم اعمل الواجب مع عريس الغفلة بسلامته
اسماعيل : هتعمل إيه يابابا الراجل ده شرانى وايديه طايلة
نظر مجدى لابنه بتحذير : اذا كان هو شرانى فأنا ابو الشر كله اتفرج واتعلم
اخرج مجدي هاتفه واتصل على سليم
( اخذ مجدى رقم سليم من المأذون بعدما اعطى سليم الرقم للمأذون للاتصال به لاستلام وثائق الزواج)
استيقظ سليم منزعج من صوت جرس هاتفه : إيه قلة الذوق دى فى حد بيتصل على حد الصبح كده
ونظر فى هاتفه وجده رقم غير مسجل فترك الهاتف مكانه ولم يهتم
عاد مجدى الاتصال مرة اخرى بسليم فقام الاخير منزعجا  ورد على المكالمة : الو .... مين
تحدث مجدى بصوت ضاحك : صباحية مباركة ياعريس ... صباحية إيه دى اللي العروسة تنزل لوحدها وتسيب العريس نايم فوق زى ال.....لامؤاخذة يعنى
لحقت العروسة تطفش منك بصراحة عندها حق تزهق منك
انتبه سليم لكلام المتصل فجلس على السرير : مين اللي بيتكلم
مجدى : مش مهم مين ياعريس تقدر تقول اكتر واحد بيكرهك فى الدنيادى ، لكن المهم تشوف العروسة اللي مشيت يوم الصباحية يا....
وضحك بسخرية واكمل ياعريس واغلق الهاتف فى وجه سليم واخذ يضحك بشدة وضحك اسماعيل معه بشماته فهاهم تسببوا فى مشكلة لرانيا
خرج سليم بسرعة من غرفته يبحث عن رانيا غاضبا فذهب لغرفتها وجد بابها مفتوحاً وهى لم تكن بداخلها
بحث عنها فى المنزل كله لم يجدها ولفت نظره الغطاء الموضوع على طاولة الطعام اقترب منها ورفع الغطاء رأى الفطور الذى اعدته رانيا فجز على اسنانه
وامسك بالورقة الموضوعة بجانب الطعام وقرأها ومع كل حرف كان يقرأه كان غضبه يزداد
فمزق الورقة بغضب شديد : بتكسرى كلامى يارانيا وبتتحدينى .... والله لأوريكى انتى بتلعبى مع مين ياشاطرة
مش سليم الدمنهورى اللي يتلعب معاه ، قسما بربى يارانيا لأوريكي النجوم فى عز الضهر ونظر فى الساعة وجد انه متأخر عن ميعاد العمل
وتوجه لغرفته اخذ حماما سريعا وارتدى ملابسه وخرج بسرعة للذهاب للبنك ليرى تلك المزعجة
ركب سيارته وقادها بسرعة للحاق بها ، فتحدث بغضب وهو يضغط على مقود السيارة : لأ والهانم مجهزة الفطار وبتتريق وبتقولى ياعريس والله لأوريكي ياعرسة هانم استنى عليا ....
ماشي يارانيا .... ماشي. وظل هكذا يتوعد لها ويسبها اثناء قيادته للسيارة
* كانت رانيا وصلت للبنك وتفاجأت صديقتها من وجودها
فذهبت اليها واخذتها ووقفوا بعيدا  : رانيا انتى إيه اللي بتعمليه هنا يابنتى انتى مش مكلمانى بالليل وقولتيلي ان مستر سليم بلغك انك فى اجازة لمدة يومين
نظرت لها رانيا بضيق : هو يقول اللي هو عاوزه ... وانا اعمل اللي انا عاوزاه انا حرة
صديقة رانيا : لأ يارانيا مش حرة ده مهما كان جوزك يابنتى
رانيا : على الورق بس وانتى عارفة كل حاجة بطلى هبل بقى واتفضلى نشوف شغلنا
صديقة رانيا : والله يابنتى انتى مش هتجيبيها لبر انا عارفة ... يارانيا ياحبيبتى انا خايفة عليكي واضح ان مستر سليم مش سهل ومش هيقبل تصرفاتك دى ياحبيبتى حاولى تعدى الفترة دى على خير على مااخوكى يخلص دراسته
رانيا: بقولك إيه كبرى دماغك من كل ده يابنتى سيبينى اشوف شغلى بقى مش نقصاكى
صديقة رانيا : اتفضلى ياستى على شغلك بس لما مستر سليم يتعامل معاكى ويردهالك  ماتبقيش ترجعى  تشتكى
رانيا : يخبط راسه فى الحيطة اللي تعجبه وتركتها وذهبت لتجلس على مكتبها لتتابع عملها
صديقة رانيا لنفسها : ياخوفى يارانيا لا انتى اللي تتخبط دماغك فى الحيطة  واضح انك مش عارفة انتى بتتعاملى مع مين
وذهبت هى الاخرى لتتابع عملها
كان سليم وصل البنك ولكن سكرتيرته قابلته قبل ان يصل لمكتب رانيا وابلغته بوجود اجتماع طارئ فى مكتبه مع كبار العملاء
فذهب الى مكتبه ليرى هذا الاجتماع المفاجئ وهو يفكر فى تلك المزعجة ....
دخل احد العملاء المهمين الى مكتب رانيا وصديقتها لانهاء بعض الاجراءات
اعجبته رانيا عندما وقعت اعينه عليها فقرر. ان ينهى معاملاته معها هى بدلا من صديقتها كنوع من انواع التقرب فهذا العميل مشهور بمغامراته النسائية فهو لا يترك من تعجبه حتى يصل اليها وبعدما ينتهى منها يبحث عن غيرها
كانت صديقة رانيا تعرفه جيدا فقد حذرها احد الموظفين بالبنك واخذت هى بالنصيحة وتعاملت معه بجدية شديدة
وعندما رأته يتوجه لرانيا تأكدت ان هذا اليوم سيحمل عاصفة شديدة لو رأها سليم تتحدث مع هذا العميل
ولكنها فضلت ان تراقب الموقف ولاتتدخل الا فى الوقت المناسب
بدأ العميل التحدث مع رانيا وهو يعطيها الملف : صباح الخير ياقمر انتى جديدة هنا
نظرت له رانيا ولم ترد عليه واخذت منه الملف وقرأت الاوراق بداخله واغلقته مرة اخرى ومدت يده لتعطيه له قائلة : الملف ده كان مع الاستاذة واشارت على صديقتها  ،اتفضل كمله هناك من فضلك وتركت الملف امامه على المكتب وعادت مرة اخرى تتابع عملها
فجلس العميل امامها وتحدث : تؤتؤ ... انا عاوزك انتى اللي تخلصيلي ورقى
نظرت له رانيا بجدية شديدة : افندم
فتحدث العميل بابتسامة هادئة : وإيه المانع إنك انتى اللي تخلصيلي شغلى
كان سليم انتهى من الاجتماع فى هذا الوقت وخرج من مكتبه بسرعة ليرى تلك المزعجة اقترب من باب المكتب ووقف عندما سمع كلام هذا العميل ليتابع الموقف رأته صديقة رانيا ابتلعت ريقها بصعوبة وكانت ستقف احتراما له اشار لها سليم بأن تظل جالسة وان تظل صامته فهو اراد ان يرى كيف ستتصرف رانيا فى هذا الموقف
فتحدثت رانيا بحدة بسيطة وهى لم تنتبه لوجود سليم  :
يافندم ده اختصاص الاستاذة واشارت لصديقتها
فتحدث العميل : هو انتى اسمك إيه
رانيا : هو انت جاى هنا تخلص ورق ليك ولا تتعرف على الموظفات
لم يهتم العميل لرد رانيا عليه فهو من وجهة نظره كلهن سواء يضعفن امام المال ، فأخرج من جيبه كارت ومد يده يعطيه لها : اعرفك بنفسي انا رجل الاعمال محمود السباعى صاحب شركات السباعى للسياحة وغير شركات تانية برة مصر وده الكارت بتاعى فيه ارقامى الخاصة احب تكلمينى ونتعرف على بعض
نظرت رانيا ليده الممدودة بالكارت ومن ثم نظرت له قائلة بتهكم : اهلا وسهلا ياحضرة رجل الاعمال اتفضل شغلك مع الاستاذة وكارتك ده خليه معاك هتحتاجه لما تلاقى اللي ترضى تتعرف عليك
نظر لها محمود قائلا : وليه مش تكونى انتى دى فرصة هايلة تتمناها اى واحدة انها تتعرف على رجل اعمال غنى ووسيم يمكن يحبها ويتجوزها
نظرت له رانيا باستهزاء : ياحضرة رجل الاعمال المحترم انت جاى بنك تخلص اوراق قرض ولا جاى جامعة الدول تصطاد بنات اتفضل يااستاذ من هنا احسن مااناديلك الامن
ضحك محمود ووضع قدم على الاخرى : لأ برافو اقنعتيني انك محترمة وانا بحب النوع ده من البنات مابحبش البنت السهلة بحب اللى بتتمنع دى وبصراحة انتى لذيذة فى عصبيتك
خدى الكارت وهنتظر مكالمتك ووقف واقترب منها ليمسك يدها ليضع فيها الكارت
ولكنه وجد يد ممسكة به من خلفه بقوة منعته من الاقتراب من رانيا
فالتفت محمود بعصبية : إيه ده انت ازاى تمسك ايدى بالشكل ده انت مش عارف انا مين ...
رد سليم وهو يجذبه بعيدا عن رانيا ووقف بينهم فاصبحت رانيا خلفه : لأ عارف انت مين انت واحد وسخ معاه شوية فلوس مفكر انه ممكن يشترى بها اى واحدة تعجبه
محمود وهو ينفض يد سليم : وانت مالك انا حر وهى حرة هى اللى ترد عليا مش انت ....
سليم : لا مش حرة وانا اللى ارد عليك زى ماانا عاوز
محمود بتهكم : ليه المحامى بتاعها ولا عجباك
نظر سليم بغضب لرانيا فهى بغبائها عرضتهم اليوم لهذا السخيف ونظر مرة اخرى لمحمود واقترب منه : مش المحامى بتاعها ولا هى عجبانى ... انا برد عليك لان المدام تبقى مراتى ياحيوان وقام بصفعه على وجهه بشده جعلت  اسنانه تنزف
نظر محمود بصدمة  لسليم ونظر لرانيا وصديقتها وهو يقول : مراتك .... ازاى ومافيش فى ايديها حتى دبلة
سليم بمنتهى الثقة : عادى جدا وتانى مرة ماتتكلمش مع اى واحدةوتفتكر إنها رخيصة وبقرشين هتقدر تشتريها ياوسخ
ودلوقتى برة البنك والا هعملك فضيحة وهبلغ الشرطة
وشوف انت بقى الفضيحة دى ازاى هتأثر على سمعتك كرجل اعمال مشهور
وماتفكرش يكون فى بينك وبين البنك هنا اى معاملات والا هبلغ عنك ومش هتلاقى بنك فى مصر يرضى يتعامل معاك تانى
نظر محمود له بكره وخرج من البنك بسرعة
والتفت سليم لرانيا وقبض على ذراعها بشدة حتى تألمت رانيا من شدة قبضته قائلا: اتفضلى معايا من سكات على البيت وبكرامتك احسن مااتصرف معاكى بطريقة تخليكي ماتعرفيش تدخلى البنك ده تانى 
صديقة رانيا تدخلت لتهدئة الموقف : ارجوك يامستر سليم بلاش فضايح فى البنك هى غلطت ومش هتكرر الغلطة دى تانى
نظر لها سليم محذرا: ماتدخليش فى حاجة ماتخصكيش ياانسة ومن النهاردة المدام فى اجازة لمدة اسبوع بمناسبة جوازها
واخذ شنطتها واخذها وخرجوا معا امام جميع الموظفين ورأي نظراتهم المتسائلة فوقف واوقفها الي جانبه والتفت اليهم : احب ابلغكم ان انا وزميلتكم رانيا اتجوزنا امبارح
واحنا فى اجازة لمدة اسبوع
صفق جميع الموظفين فرحين بزواجهم وباركوا لهم هذا الزواج
فقال سليم : ان شاء الله لما نرجع من الاجازة كلكم معزومين على حفلة هنعملها بمناسبة جوازنا  لاننا عملنا فرح عائلى بسيط
رحب الجميع بالفكرة وتركهم سليم ورانيا وخرجوا من البنك وادخلها سيارته واغلق الباب بعصبية شديدة
وركب هو الاخر السيارة واغلق الباب
فنظرت له رانيا بغضب شديد وكانت ستنفجر فيه لكنه سبقها هذه المرة :
قسما بربى يارانيا لأعلمك الادب على كل اللى حصل النهاردة من اول خروجك من ورايا لحد دلوقتى
وفكرى تختبرى صبرى تانى مرة وهتشوفى اللي عمرك ماكنتى تتخيلى إنك تشوفيه
رانيا بغضب ايضا : انت صدقت انى مراتك بجد ولا إيه ....
وبعدين انت اتجننت ازاى تقولهم فى البنك انى مراتك لا وكمان هتعمل لهم حفلة انت  بتفكر ازاى
تجاهل سليم كلامها وقاد السيارة متوجها للمنزل
غضبت رانيا من تجاهله : انت مابتردش عليا ليه يااستاذ انت ....
انت مصدق نفسك انا مش مراتك بلاش تعيش الدور
نظر لها سليم بغيظ : لأ مراتى قانونا مراتى .... وانا مش بعيش الدور يامدام انتى مراتى فاهمة مراتى ...
وانا حذرتك قبل كده انك تخلي بالك من تصرفاتك برة البيت طول ماانتى على اسمى ياهانم 
رانيا فقدت السيطرة على اعصابها وبصوت عالى : لأ مش مراتك جوازنا على الورق لوقت محدد وبعدها كل واحد هيروح لحاله بلاش كل شوية تقول مراتك ..مراتك
وصل سليم لقمة غضبه فهى تتحدث معه بصوت عالى وهو يكره هذه الطريقة فضغط على المقود حتى يستطيع السيطرة على غضبه حتى لايرتكب جريمة الان
اما رانيا لم تسكت لحظة : انت مابتردش عليا ليه .... اتكلم يااستاذ ياللي فرحان بنفسك عاوزنى اقعد اسبوع فى البيت اذا كنت مش طايقة اقعد يومين هتقعدنى اسبوعين ازاى ....
اوقف سليم السيارة فجأة  والتفت اليها : بتقولى إيه سمعينى تانى كده قولتى ايه
رانيا بتحدى : قولت مش طايقة اقعد يومين معاك تقوم  تقعدنى اسبوع فى البيت ازاى لأ وساحبنى وراك من البنك وبتهددنى انت مالكش اى كلام عليا انت فاهم
وقطع كلامها صوت صفعة قوية نزلت على وجهها من سليم
نظرت له بصدمة : انت بتضربنى انا  ....
سليم : والله لأربيكي من اول وجديد يارانيا انا حذرتك ماتختبريش صبرى
رانيا : وانا لايمكن اقبل اعيش معاك لحظة واحدة هتطلقنى ودلوقتى
ضحك سليم بشدة ونظر لها : وهتقوليلهم ايه ياحلوة لما يلاقوكى راجعة يوم الصباحية  بيت اهلك متطلقة تفتكرى مامتك او اخوكى هيقدروا يستحملوا الفضيحة دى
شعرت رانيا بحجم الكارثة التى اوقعت نفسها بها بزواجها من سليم فتحدثت بقهر : يعنى انا مش هعرف اخلص منك
سليم ببرود : لأ ياروحى انا قدرك ......

*حياه بلا حياه 2*🍁حيث تعيش القصص. اكتشف الآن