الفصل 32
فى المستشفى
بعدما توسلت اسيل الطبيب المعالج بالسماح لها برؤية والدها والانتظار معه
كانت اسيل جالسة تتأمل والدها النائم امامها على سرير المستشفى وتنظر له بحزن وخوف من ان تتلقى من القدر صفعه جديده ظلت جالسة بجانبه ثلاثة ايام كانت تخشى ان تغفو ولو للحظة وتستيقظ على كابوس ، واصلت الليل بالنهار جالسه بجانبه ترعاه فى غيبوبته
وباءت كل محاولات شريف ووالدته فى اخذها للمنزل حتى تستريح قليلا بالفشل مما جعل شريف يضطر لحجز الغرفة الموجودة بجانب العناية لها واحضر لها بعض الملابس المريحة واقامت والدته معها فى المستشفى ورفضت تركها فى تلك الحالة
كانت اسيل تنظر لوالدها وتسترجع امام اعينها ذكرياتها معه ومع والدتها منذ الطفولة وكأنها شريط سينمائي
فوالدها اراد اسعادها برؤيته يقف على قدميه مرة اخرى فقط من اجل إسعادها ولكنه الان يصارع الموت امسكت يده وانحنت تقبلها ودموعها تنساب على خديها تناجى ربها ان يعيده لها وان يتعافى سريعا
غفت وهى ممسكة بيده واستسلمت اخيرا للنوم( ولما لا فهى نائمة على راحة والدها ومااجمل النوم على {راحة(الكف) }الاب والام بين ايديهم فمهما كبرت البنت و تزوجت سيظل والدها اول حب فى حياتها ولن تشعر بالامان الا معه فلا حب اصدق من حب الاب والام)
لم تشعر بوجود شريف الذى دخل العناية ليطمئن عليها وعلى والدها فلقد ذهبت فى سُبات عميق
أشفق شريف على حالتها فلقد بات الارهاق واضحا عليها
خرج بهدوء حتى لايوقظها ففضل ان تنال قسطا ولو بسيطا من الراحة حتى وان كانت نومتها بتلك الوضعية متعبة
وخرج ليجلس مع والدته فى كافتيريا المستشفى ليتناول فنجانا من القهوة يساعده على التركيز ، فلقد اضطر شريف تلك الايام ان يتولى اعمال المجموعة واعمال شركة والد اسيل .
أما اكرم فإنشغل مع رجاله بالبحث عن ابنته حياة.
نظرت له هناء بشفقة على حالته وحالة زوجته وتحدثت قائلة : وبعدين ياشريف ياحبيبي انت بتشرب قهوة كتير جدا الايام دى
تحدث شريف وهو يفرك مقدمة رأسه بأنامله بشده لعله يخفف من حدة الألم الذى يعصف برأسه: هعمل إيه بس ياماما الفترة دى صعبة جدا
ربتت هناء على يده الموضوعة على الطاولة امامه بحنان: ياحبيبي فترة وهتعدى وان شاء حماك يقوم بالسلامة ، وبعدين إنت ادها ياشريف
شريف : الحمد لله ياماما على كل حال ، لكن الاحداث كلها جاية ورا بعضها موضوع حياة وتعب حمايا وأسيل اللي رافضة ترتاح شوية وحاسس انها بتتعب يوم عن التانى دى تقريبا مابتنامش ده غير المجموعة وشركة حمايا بجد لولا عماد معايا انا مكونتش عارف هعمل إيه
هناء بدهشة : ليه ياشريف واكرم فين ده لايمكن يغيب عن المجموعة بالشكل ده
شريف بتعب : ياماما بابا مشغول بموضوع حياة ومابينامش هو كمان انا بجد خايف عليه يتعب
ابتسمت هناء بتهكم : لأ ياشريف اكرم الصياد قوى ... اطمن
شريف برجاء : ماما علشان خاطرى ماينفعش تسيبي بابا فى الظروف دى
صدقيني هو محتاجلك دلوقتى اكتر من اى وقت
حاولت هناء تغيير الموضوع فهى لاتريد التحدث الان فيكفى شريف مايمر به الان لاتريد ان ترهقه بمشاكل اخرى : ربنا يسهل نتكلم فى الموضوع ده بعدين ، خلينا دلوقتى نطمن على حماك ومراتك
اكمل شريف قهوته بيأس من محاولة اقناع والدته بالعودة الى والده
هناء : انا هروح اطمن على اسيل
وقف شريف قائلا : انا كمان جاى مع حضرتك
وذهبا معا ليطمئنا علي زوجته ووالدها
وصل شريف امام غرفة العناية ووقف هو ووالدته خلف الجدار الزجاجى ينظروا ل أسيل ووالدها وجدها لاتزال نائمة ولكن ملامح وجهها كمن ترى كابوسا مزعجا
دخل اليها سريعاوجد وجهها يتصبب عرقاً وتتمتم بكلمات غير مفهومة وجدها تتحدث مع احد فأدرك انها ترى حلما ولكنه وجدها تبتسم ودموعها تسيل على خدها وهى نائمة فتركها وخرج لوالدته
أما اسيل فلقد رأت والدتها جاءت اليها هى ووالدها ، فلقد كانت اسيل جالسة مع والدها فى حديقة جميلة مليئة بالزهور النادرة يفوح فى المكان عطور ممزوجة ببعضها وكأنها صنعت من اندر واغلى الانواع ولكنها ماكانت الا رائحة زهور تلك الحديقة الغناء ، كانت اسيل تجلس مع والدها يضحكون معا ويتشاكسون كعادتهم وعندما رأت والدتها امامها وقفت وجرت عليها بسرعة وارتمت باحضانها وضمتها والدتها اليها بشده فهى تفتقد الى والدتها ، ونظرت والدة اسيل لزوجها الواقف خلف اسيل بسعادة لرؤيته زوجته بعد فترة غياب قائلا : وحشتيني اتأخرتى ليه
زوجته : وانا جيت علشان وحشتونى
ونظرت لأسيل بسعادة قائلة : مبروك يااسيل كان نفسي اكون معاكى يوم فرحك ياحبيبتى ، شوفتى جبتلك إيه
أسيل بسعادة : جبتيلي إيه ياماما
مدت والدتها يدها اليها وهى مطبقة علي مابها بشدة قائلة : هدية جوازك يااسيل حافظى عليها ياحبيبتى لأنها لو ضاعت مش هتقدرى تعوضيهم تانى
ووضعتهم فى يد أسيل التى نظرت لها بإنبهار واعجاب شديدين فهى لم ترى مثيلا لها من قبل ،فلقد اعطتها والدتها ماستين براقتين تشع كل منهما بريقا لامعا يخطف الانظار وكأن تلك الماستين تمثل بؤرة مركزية لذلك البريق
نظرت لها اسيل والدموع تلمع فى عينيها فهى تريدها هى تريد حنانها فهى اشتاقت اليها اشتاقت لأمها اشتياقا لن تستطيع كنوز الارض ان تعوضها ذلك الشعور (فما اصعبه من شعور شعور الفقد لاغلى الناس )
كادت ان تلقى بتلك الماستين ارضا و تجرى لترتمى بأحضانها، ولكن والدتها امسكت يدها سريعا وبلهجة شديدة تحذرها : اسيل .... إنتى اتجننتي دى وصيتى ليكي
كانت اسيل ستبكى امامها كالطفلة البريئة وهى قابضة بيدها عليهم خشية ان تخالف والدتها
نظرت والدة اسيل لزوجها وطمأنته انهم سيلتقوا قريبا وابتعدت تدريجيا حتى اختفت من امامهم
بدأت اسيل تشعر بشئ يقبض علي اصابع يدها فبدأت تفتح أعينها تدريجيا وهى تتألم من نومتها تلك ولكنها سرعان ماتبدل شعور الالم لديها لشعور بالسعادة عندما وجدت والدها يحرك اصابع يده ممسكا بكفها يضغط عليه
فمسحت اسيل دموعها بسعادة وهى تتحدث الى والدها بإرتباك : بابا ... بابا انت فوقت ....بابا رد طمنى يابابا ..... ليه .. ليه تعمل فيَّا كده يابابا هونت عليك توجع قلبي
والدها بصوت مجهد : معلش ياحبيبتى
تركته اسيل وخرجت بسرعة تنظر يميناً ويساراً حتى وقعت عينيها على شريف الجالس على احد المقاعد خارج العناية ونادت عليه بلهفة وسعادة : شريف ... شريف ..بابا ... بابا ياشريف
وقف شريف وتوجه اليها بخطوات مسرعة وبنظرات قلق وخوف : أسيل فى إيه إهدى
كانت اسيل تلهث فوقفت تحاول ان تتنفس بإنتظام فقالت له : بابا ياشريف فاق
شريف بسعادة : بجد ياحبيبتى حمدالله على سلامته وضمها اليه بسعادة
واخرجها من احضانه قائلا : انا هروح حالا اقول للدكتور علشان يطمنا عليه اكتر
هزت اسيل رأسها بالموافقة وتركها شريف مع والدته وذهب ليحضر الطبيب المعالج
ضمت هناء اسيل بحنان وربتت على ظهرها لتطمئنها قائلة : اطمنى ياحبيبتى بابا هيكون بخير
اسيل وهى لازالت فى احضان هناء مسحت دموعها قائلة : يارب ياطنط ، انا كنت خايفة عليه اوى
طمأنتها هناء: ياحبيبتى ادعيله ربنا يشفيه وخلى إيمانك بربنا كبير يااسيل
أسيل : ونعم بالله ياطنط
كان شريف وصل اليهم ومعه الطبيب وقف شريف مع اسيل ووالدته وتركهم الطبيب وذهب ليفحص والد اسيل ، وانتظروا هم بالخارج يراقبوا مايحدث
من خلف زجاج العناية وبعد عدة دقائق خرج الطبيب
استوقفته اسيل : خير يادكتور طمنى لو سمحت
نظر الطبيب لشريف نظرة لم يفهمها غيره ثم تحدث : حمدالله على سلامته يامدام هو فاق من الغيبوبة لكن هيفضل فى العناية لحد مانطمن عليه
أسيل بنظرات مترجية للطبيب : دكتور بابا كويس مش كده
عدل الطبيب نظارته قائلا باقتضاب : أيوة يامدام بعد اذنكم
ونظر لشريف قائلا : لو ممكن يادكتور تشرفنى فى مكتبى
شريف : اوك يادكتور اتفضل
وذهب شريف معه تاركا خلفه اسيل تحترق خوفا على والدها
***********
فى مكتب اللواء محسن
حضر خالد فى الصباح الباكر ليلتقى باللواء محسن لإبلاغه بما توصل اليه
وسرد عليه ماحدث بداية من عثوره على الدليل فى فيلا حياة حتى زيارته لمنزل اللواء امجد
كان اللواء محسن يستمع لما يقوله خالد بكل تركيز وانتظر حتى انتهى الاخير من حديثه قائلا : أفهم من كلامك ان دلوقتى الشكوك كلها بتتجه لعبد الرحمن
خالد : لأ يافندم انا شاكك فى عبد الرحمن وروجيدا الاتنين، لأن هما اكتر اتنين ممكن تستعين بهم حياة ولايمكن حد مننا يشُك فيهم ، و كمان يافندم بعد التحريات عرفت ان روجيدا هى الوحيدة اللي زارت حياة قبل ماتختفى مرتين
اللواء محسن بتفكير : هو تحليل منطقى ياخالد لكن ينقصه الدليل القاطع ، التحريات لوحدها مش دليل وعادى جدا ان روجيدا تزور حياة بحكم انها اخت سالى صديقة حياة ،
خالد : طبعا يافندم كل شئ وارد فى شغلنا ، لكن دلوقتى عبد الرحمن وروجيدا تحت عنينا يافندم وانا واثق انهم هيغلطوا وقريب جدا غلطة هتكشفهم لنا
محسن : اهم حاجة عبد الرحمن مايحسش بيكم خالص ماتنساش ده متدرب على إيد فادى يعنى ممكن بكل سهولة يكشفك
خالد : اطمن يافندم المرة دى ان شاء الله هنوصل لحياة
اللواء : ان شاء الله ياخالد وعاوز تقارير المراقبة على مكتبى اول بأول
خالد : تمام يافندم
ووقف خالد وأدى التحية العسكرية واستأذن بعدها بالانصراف
فأذن له اللواء محسن بالانصراف
وذهب لمكتبه يتابع تنفيذ خطته للوصول لحياة
*************
فى المساء فى امريكا
كانت روجيدا تجلس فى مكتبها تتابع عملها بتركيز فاليوم كانت تستعد هى وعاصم وسامح بكل تركيز لصفقة مهمة
وجلس ثلاثتهم يباشرون انهاء مراجعة العقود القانونية وكانت حياة تتعامل مع سامح بمهنية شديدة وكانت كمن شيدت لقلبها حصون وقلاعا منيعة لايجرؤ أحد على اقتحامها .
بدأت حياة تشعر بالاعياء الشديد نتيجة ارهاق نفسها فى العمل
لم تكن منتبهه لتلك العيون التى كانت مسلطة عليها وتراقبها باعجاب
لاحظ عاصم نظرات سامح ل حياة فبدأ يوجه الحديث له حتى يشغله عن رفيقة طفولته
وبدأ شعور التعب يزيد عليها ولكنها قد انهت عملها
فوقفت تجمع اغراضها من على الطاولة
امامهم قائلة : مستر عاصم كده اوك انا همشي بعد اذنكم
نظر عاصم لها قائلا : لحظة ياحياة هخلى السواق يوصلك
حياة : لأ شكرا مافيش داعى
وقف سامح : انا هوصلك ياانسة حياة
نظرت له حياة بجدية قائلة : Thank you مستر سامح
وقف عاصم بغضب واخذ هاتفه ومفاتيح سيارته قائلا : اتفضلى ياحياة انا اللى أخرتك لحد دلوقتى وانا اللى هوصلك ، والتفت لسامح وبنظرة تحذيرية له لم تراها حياة قائلا : شكرا لخدماتك ياسامح تقدر تتفضل دلوقتى
يادوب ترتاحلك ساعتين بكره عندنا يوم طويل
سامح بغيظ من عاصم قائلا لنفسه : وهو طول ماانا شايفها قصادى هعرف ارتاح
لاحظ عاصم شرود سامح ونظراته فتحدث قائلا : سامح احنا ماشيين وتركه وخرج هو وحياة وتوجهوا لسيارته وهو يرى غضبها الظاهر على ملامحها
فوقف عاصم امام باب السيارة والتفت لحياة قائلا : حياة سامح شاب كويس وطموح هو صديق ليا من زمان و اول مرة اشوفه فى الحالة دى
ردت حياة بهدوء فهى تشعر بإعياء شديد: عاصم لو سمحت لا سامح ولا الف غيره هيشغلوا تفكيرى لحظة ، ممكن توصلنى بقى بليز
هز عاصم رأسه بيأس من حياة قائلا : اوك اتفضلى
وقاد سيارته فى طريقهم لمنزل حياة
وبعد دقائق قليلة كانت سيارة عاصم واقفة امام منزلها
التفت عاصم لحياة قائلا : حياة احنا اصدقاء وواجبى كصديق انبهك لحاجة مهمة جدا
حياة : طبعا اتفضل
طبيعى تتعرضى لسخافات كتيرة وممكن كمان تلاقى فى يوم حد بيطلبك للجواز ، نصيحتى ليكى لو علاقتك بنور انتهت حاولى تعطى لنفسك فرصة تانية
اتجوزى ياحياة صدقينى ، الحياة مش بتوقف على حد ولاهتوقف لمجرد إن أول تجربة ليكى فشلت
ادارت حياة وجهها الجهة الاخرى واخذت نفساً عميقاً لعله يساعدها فى إخماد تلك النار المشتعلة فى صدرها ، ونظرت لعاصم قائلة بغضب : عاصم لو سمحت دى اخر مرة هسمحلك تتكلم معايا فى الموضوع ده ، واعتقد إنى أقدر كويس جدا اوقف سامح ده او غيره عن حده
رد عاصم مغيراً الموضوع : اوك ياحياة ودلوقتى ياستى اتفضلى علشان الحق اروح
ردت حياة : Ok Good night
ونزلت من السيارة متوجهة لباب المنزل ولم تلاحظ تلك السيارة التى تراقبها
ففتحت لها ماتيلدا مرحبةً بها ،
واغلقت خلفها باب المنزل ، وتوجه عاصم بعد ذلك المنزل
كانت تتحدث مع ماتيلدا وطلبت منها اعداد طعام العشاء وان تحضره لها فى غرفتها ، ولكن استوقفها صوت رنين جرس باب المنزل
ذهبت ماتيلدا باتجاه الباب ولكن لحقتها حياة قائلة : استنى انتى ياماتيلدا انا هشوف مين
فذهبت حياة لترى من الطارق ، ففتحت الباب ووقفت مصدومة
نظر لها هذا الشخص وبإبتسامة جذابة
قال : حياة تتجوزينى .......
أنت تقرأ
*حياه بلا حياه 2*🍁
Romanceمقدمة جمعتهم مهمة واحدة ولكن مالم يكن بالحسبان أن يجتمع قلبيهما معاً ترى هل سيستمر الحب بينهما او سيكون للايام رأى آخر عندما يتحول الحب لهوس ترى ماذا سيحدث آنذاك هل سيقف الحب عاجزا على اعتاب التحديات ام سيتغلب عليها مهمة جديدة وضعتها الحياة على...