الخاتمه ٢

1K 56 1
                                    

الخاتمة
🌺إهداء
للأم في عيدها وإن كان عطائها لايكفيه يوماً للإحتفال ولا يكفيه الدهر
كل عام وكل أمهاتنا بخير وصحة وسعادة ، ورحم الله الأمهات التي غادرت عالمنا للجنة 🌳
🌺إهداء
أهدي أولىٰ رواياتي الإلكترونية كاملةً لرجال المخابرات المصرية الذين يعملون بصمت على ملفات خطيرة سواء أجهزة دول معادية أو منظمات تخريبية أو أياً ماكان ، تحية لمن حملوا ارواحهم على أيديهم مقابل حماية مصر وشعبها، كل التحيه لمن ضحوا بأرواحهم بصمت دون أن نعرفهم مقابل أن نعيش كمواطنين بأمن وأمان بوطننا الحبيب مصر .
دومتي يابلادي سالمه مهما كانت التحديات التي نواجهها؛ دومتي بلادي مرفوعة الرأس بين بلاد العالم أجمع فخوره بفرسانك الشجعان، دومتي بلادي وسام على صدري فخورةً كوني مصريه عاشقه لتراب بلدها ترجوا من الله أن تراها في أبهىٰ صورها على مر الزمان .

(( إهداء))
أهدي هذا العمل الإلكتروني لأسرتي لأبنائي ولأمي ولزوجي فأبنائي هم أول من دعموني  للظهور في عالم الكتابة الإلكترونية.
وأمي : فبفضل دعواتها لي لما كنت أنا الآن موجودة بينكم بأعمالي الإلكترونية أو الورقية.
وزوجي: أخيراً وليس آخراً ولكنه مسك الختام من آمن أخيراً بموهبتي، وساعدني كثيراً، شكراً لكم من كل قلبي شكراً حتى أصبحتم فخورين بي كأم وإبنة وزوجة محبة لعائلتها، دومتم لي أجمل شئ بتلك الحياة.
🌺شكر خاص جدااا لكل صديقة وصديق جمعني بهم عالم واحد ألا وهو عالم الكتابة شكرا لكم لأنكم كنتم خير عون وداعم لي منذ البداية لم يبخل أحد منكم بمعلومة أو نصيحة شكراً لتواضعكم ومعاملتكم الراقية .
🌷شكراً لكل من راهن على فشلي فلماتكم كانت بمثابة اللهب الذي يشعل الحماس بداخلي.
(( إهداء أخير ))
إلى متابعين الروايه من أول فصولها، شكراً لتقديركم لتأخير النشر وغيابي لفترات طويلة لأسباب خارجة عن إرادتي ، شكراً لدعمكم بآرائكم سواء إيجابية كانت أو سلبية.
دومتم أجمل فانز وأتمنى أن أكون كاتبة خفيفة الظل بكتابتها  قريبة لقلوبكم .

🥀الخاتمه🥀

منذ وطأت قدميها الأراضي المصرية بعدما هبطت من الطائرة برفقة عاصم والأطفال وخالد وفريقه لم تكن تدرك حياة المجهول الذي يخبئه لها القدر ولأطفالها ولكنها قررت أن تعود مرة أخرى من جديد للمواجهة فهي تعي تماما أن تلك المنظمة لها أذرع كثيرة كلما قطعوا لها ذراع ظهر لها ألفًا غيره ولكنه مجهول بالنسبة لهم فقررت من تلك اللحظة أنها لن تكون أبداً رد فعل ولكنها ستكون هي الفعل الذي سيهتز له كيان تلك المنظمة فهي الآن أم  يتوجب عليها حماية أطفالها من بطش تلك المنظمة .
ولكنها أيضا تدرك حجم المواجهة التي ستحدث بينها وبين نور عاجلاً أم آجلاً وعليها أن تتدبر الأمر من الآن وتجد  مخرجاً مناسباً من ذلك المأزق.
إصطحبهم خالد لإحدى الڤيلات التابعة للمخابرات ڤيلا تم تأمينها بالكامل لتوفير الحماية ل حياة ومن معها .
كان في إنتظارهم بالڤيلا اللواء محسن.
إلتقى بحياة وعاصم لمتابعة آخر المستجدات التي واجهتهم ولكن دار حديث مطول بين حياة واللواء محسن معاتباً إياها عما فعلته والذي كادت ان تدفع حياتها ثمناً لتهورها وبعدما إنتهوا من حديثهم طلبت حياة من اللواء محسن عدم إخبار والدها بوجودها في مصر .
وافق اللواء محسن على طلبها مؤيداً رأيها وخاصةً أنهم حتى الآن يجهلون ماهية مايواجهونه أو سيواجهونه الأيام القادمة.
وبدأوا يعدوا خطط جديدة لتلك المواجهة الحتمية التي سيمروا بها
وبعدما إنتهوا من تلك الخطط بدأ يحكي لها مافعله نور وفادي. ولكن تفاجأ اللواء محسن من قرار حياة بعدما كانت تستمع له بإنصات عندما كان يقص عليها ماحدث مع نور وفادي في
تل أبيب ونجاح مهمتهم  حيث قالت : إسمحلي يافندم انا ليا تعقيب على كلام حضرتك ؛ أو بمعنى أدق شويه تعديل في الخطط اللي إتفقنا عليها، أنا مش هقعد أستنى الضربة الجاية منهم أنا قررت و ده بعد موافقة حضرتك طبعا، أنا كده مش هكون رد فعل لتصرفاتهم لا أنا هكون الفعل نفسه.
و آن الآوان لتبادل الأدوار إنهم يكونوا رد فعل لأي ضربة   هنضربها لهم وقتها بس هنكون سابقينهم بخطوات وهنقدر إننا نكشف خططهم أول بأول وبسهولة هنقدر نقضي عليهم.
خالد بدهشة : أيوه ياحياة لكن ده في خطورة كبيرة عليكي وعلينا حاليا واعتقد إن المواجهه دلوقتي مش هتكون في صالحنا.
حياة بإصرار : بالعكس تماما طول ماانا مستخبية هما مفكرين إنهم الأقوى لكن ظهوري هيدمر خططهم وهيغلطوا وأعتقد إن دي  فرصتنا الوحيدة علشان نخلص من الكابوس ده للأبد
كان اللواء محسن يستمع إليها بإنصات شديد حتي إنتهت ثم تحدث قائلا : أنا متفق مع خالد في الرأي ياحياة وخاصةً إننا لحد دلوقتي مش قادرين نحدد هوية الناس اللي هاجموكم لحد دلوقتي وقائمة الاسماء اللي وصلتلنا من نديم تم تصفيتهم بالكامل ، ورجالتنا شغالين حالياً على الموضوع ده في أمريكا بإعتبار إنهم لسه ماعرفوش إنكم مش في  أمريكا دلوقتي .
ردت حياة قائلة بنبرة حماسية: بالضبط يافندم وهي دي النقطة اللي بتكلم من خلالها هما اللي هيكشفوا نفسهم لنا واحد وراء الثاني .
وقف اللواء محسن يستعد للمغادرة قائلا بنبرة جدية :  حاليا ياحياة ماأقدرش أخاطر بحياتك أو حياة حد من الولاد ، وياريت بلاش أي تصرف متهور منك ، ودلوقتي إنتوا هتسكنوا في الڤيلا دي بشكل مؤقت، وللمرة الأخيرة ياحياة  الفكرة دي مرفوضة تماما ومش هسمح بأي تصرف متهور منك مفهوم.
على الأقل في الفترة دي
كان عاصم يجلس كالأبله صامت يتابع الموقف بترقب ودهشة شديدين فكيف تفكر تلك المجنونة، فهي لم تخاطر بحياتها فقط وإنما بحياة أطفالها وحياة أسرته.
ففضل الصمت للنهاية حتى يرى ماستؤول إليه الأمور .
********
-مرت الأيام بهدوء وترقب على حياة وعاصم وأسرتهم،
&ولكنها مرت أيضا على نور أيام ثقال وكأنها سنوات لم ييأس للحظة في العثور على حياة ولكنه كمن يبحث عن الإبرة بين كومة قش.
-كان فادي لايزال حزينا على رواء ولكنه قرر أن يتابع عمله مرة أخرى من جديد وبدأ رحلة النسيان ولكن هل ينجح في تلك الرحلة من نسيان تلك التي أسرت قلبه منذ اللحظة الأولى.
-كذلك بدأ أكرم إصلاح علاقته بهناء ولكنه لم يفقد الأمل في عودة إبنته حياة مرة أخرى، ولكن بعد ولادة تالا لإبنها معاذ بدأ أكرم ينشغل بحفيده الصغير ذلك المشاكس الذي سرق قلب جده وجدته منذ اللحظة الأولى، وترك الأمر بيد الله واثقاً بأن الله لن يخذله وأنه سيرد له إبنته من جديد وإكتملت فرحت أكرم -وهناء بوصول حفيدتيه أيضاً بنات شريف فلقد وضعت أسيل مولودتيها توأم، وعاشت أسيل وشريف بسعادة مع توأمها، ورزق الله أكرم وعائلته السعادة بعد حزن كاد ان يستوطن قلوبهم.
-بدأ سليم ورانيا حياتهم معاً كزوجين متحابين متناسين كل أوجاع الماضي، ونقل سليم والدتها وأخيها بشقة بجوارهم لتكون رانيا ووالدتها بجانب بعضهم البعض، وتخرج أخوها من الجامعة وساعده سليم في إيجاد وظيفة مناسبة له، وعاش سليم مع رانيا وكأنه لم يمر بتجربة زواج سابقة، وعاش داعم قوي لرانيا وأسرتها.
-أمجد وفريال كانوا قررا إخفاء حزنهم على حالة نور لحين الإنتهاء من عرس عبد الرحمن وروجيدا فالمسكينة لاذنب لها في كل مايحدث وخاصة أنها مفتقدة والدتها في تلك الايام التي تكون فيها الإبنة بأشد الحاجة لوجود أمها معها وكانت تساعد روجيدا وتحاول ان تعوضها غياب والدتها، أما أمجد فلقد قرر عدم إخبار نور بما فعله أخيه معه وانه سيتدخل ليعالج تلك الامور ويرد زوجة إبنه ويجمع شملهم من جديد
-عبد الرحمن قد أمره اللواء محسن بعدم لقاء حياة او التواصل معها حاليا حفاظا على حياتها وحياة من معها حالياً ولكنه أصر بعد مرور شهر ان يرى حياة فلابد من وجودها في زفافه ولقد كان هذا شرط روجيدا لإتمام هذا الزواج وإلا عليه ان ينتظر حتى تتحسن الأمور بين حياة ونور
(( فحقاً النساء تمتلك إرادة قوية بها  تسحق المستحيل))
وبعد محاولات كثيرة وبمساعدة خالد وتدخله وافق اللواء محسن على لقاء عبد الرحمن ونور.
وفي صباح اليوم التالي وصل عبد الرحمن وخالد إلى الڤيلا المقيمة بها حياة وعاصم ووالدته مع الاطفال
شعر عبد الرحمن عندما رأى أبناء أخيه أمامه بسعادة كبيرة عندما رآهم كبروا قليلاً وبدأوا في نطق كلمة "ماما" إقترب منهم وحملهم معاً ولكنهم بكوا قليلاً ثم بدأ عبد الرحمن يلاعبهم بعمل بعض الحركات اللطيفة بوجهه حتى نجح في جذب إنتباههم وهدأوا من بكاءهم وضحكا سويا وعندما سكت ضربه الصغير على وجهه بقوة فقال عبد الرحمن بضحك وهو متفاجئ من هذا التصرف:
يابن ال.... إيدك تقيلة أوي ، صحيح هو إنت هتجيبه من برة.
ضحكت حياة على ماحدث معه  وتحدثت قائلة: بتقول حاجة ياعبد الرحمن ...
إبتسم عبد الرحمن وهو يمسد على وجنته مكان الصفعة : لا أبدا إنتي بس بيتهيألك حاجات غريبة اليومين دوول  .
وضحك الاثنان على هذا الموقف وعلى دعابة عبد الرحمن وبعدما هدأوا تحدث عبد الرحمن بجدية قائلا: نتكلم جد شوية، بقىٰ ياحياة انا جاي اعزمك على فرحي على البنت اللي هتخلل جنبي من الركنة؛ اللي في سني دلوقتي ولادهم دخلوا المدرسة والهانم راسها وألف سيف ماتتجوزني إلا لما سيادتك تكوني موجودة معاها وإلا هتلغي الجوازة كلها وانا بصراحة مش عارف اعمل إيه وحاسس إني هعنس وذنبي هيبقى في رقبتك إنتي ونور
ضحكت حياة على كلام عبد الرحمن قائلة: والله انتوا الاتنين مجانين
رد عبد الرحمن قائلا:  ياستي مجانين ... مجانين المهم نتلم ونتجوز بقىٰ.
رد عاصم مهنئاً إياه : ألف مبروك يادكتور وربنا يتمم لكم بخير ، وأكمل وهو ينظر لحياة قائلا: لكن ياحياة بيتهيألي مش هتقدري تحضري كده في خطورة عليكي .
رد عبد الرحمن قائلا: وتفتكر إننا مش عاملين حساب حاجة زي كده ياعاصم الفرح هيكون في شخصيات مهمة كتير وهيكون متأمن فمتقلقش وحياة والأولاد هيكونوا متأمنين كويس جدا من وقت مايخرجوا لوقت مايرجعوا الڤيلا تاني وانا متفق مع اللواء محسن على كدة.
وجدت حياة تلك الفرصة المناسبة لتنفيذ خطتيها في آن واحد ولكن تلك المرة دون الاستعان بأحد فوافقت على حضور الزفاف وهنأته.
******
وفي يوم زفاف عبد الرحمن و روجيدا .
اليوم الذي إنتظره عبد الرحمن وروجيدا طويلاً كانت سعادة روجيدا لاتوصف عندما خبرها عبد الرحمن بحضور حياة .
أما عبد الرحمن كانت مشاعره مختلفة تماما فعلى الرغم من سعادته بزفافه إلا أنه كان يشعر بحدوث خطب ما ولكنه لايعرف ماهيته.
وجاءت اللحظه المنتظرة منذ زمن وهي خروج روجيدا متأبطه ذراع أمجد فلقد طلبت  من امجد أن يكون وكيلها، ووقف الأثنان في المكان المخصص لدخولهم القاعة المزينة بزينة إسطورية وكأنها أميرة خرجت لتوها من إحدى الروايات الأسطورية بثوبها الأبيض الملائكي المرصع بالماس الذي ما إن سُلِطَتْ عليه الأضواء كانت كالدرر المتوهجة يتلألأ ضياءها؛ وحجابها الرقيق وزينتها الهادئة زادتها جمالاً على جمالها.
كان عبد الرحمن يقف في آخر الممر المخصص له لإستقبالها وعندما رآها بدأ قلبه في الخفقان بسرعة شديدة فهاهي ملاكه تزف اليوم اليه تمشي الهوينا تتهادي في خطاها مع كل خطوة تخطوها كأنها تعزف سينفونية على أوتار قلبه الذي كاد أن يخرج من مكانه من شدة الفرحة، كانت روجيدا تسير ووجنتيها تتفجر بحمرة  الخجل لهذا المشهد بشعور متناقض شعور بالسعاده والتوتر في آنٍ واحد.
إقتربت روجيدا وأمجد من عبد الرحمن الذي صافح والده وإنخفض برأسه قليلا ليقبل يديه ثم أمسك بيدي روجيدا وجذبهم برقة نحو فمه مقبلهم برقة ثم ترك إحدي يديها وهو لايزال ممسكاً باليد الأخرى شابكاً إياها بذراعه والتفت الإثنان ليصبحا في مقابل الحضور وإشتعلت شعلات النار المثبتة على جانبي مقاعد  العروسان لتشتعل معها أجواء القاعه بتصفيق الحضور وحماستهم وتوجه عبد الرحمن وروجيدا لمنتصف القاعه حيث المكان المخصص للرقص وبدأوا أولى رقصاتهم على أغنية محمد عساف  ذكرياتنا الحلوه 
https://youtu.be/ocJRc_FFcUY
بين أجواء رومانسية حالمة رقص عبد الرحمن وروجيدا وفي ختام الأغنية حملها عبد الرحمن ودار بها بسعادة عارمة فإنفتح مربع بأعلى القاعة بنفس مساحة ساحة الرقص  فوقهم لتكشف عن النجوم اللامعة بالسماء في تلك الليلة الصافية وكأن السماء تزينت لتشاركهم سعادتهم في تلك الليلة تماماً وإنهمرت عليهم أوراق الورود الحمراء بغزارة كالشلال وإنطلقت في السماء الألعاب النارية بأشكالها الجذابة وسط تصفيق الحضور بحماس شديد وعلت صافرات الشباب وعلت من بعدها اصوات الاغاني التي زادت من حماس الحضور فإلتف أصدقاء عبد الرحمن وروجيدا حولهم يشاركوهم الرقص بسعادة حقيقية.
وإنشغل امجد ونور وسليم بالترحيب بالمدعوين وجلس سليم بعدها بجوار رانيا التي كانت ترمقه منذ قليل بنظرات سعادة وحب حقيقي ومن ثم تبدلت تلك النظرات لنظرات طفولية غاضبة ( إنها هرمونات الحمل ياسادة) عندما تذكرت حديثه لها قبل الحفل.
إبتسم سليم على منظرها فقال لها : بطيختي الجميلة ضاربة بوز ليه ها... ليه
ازدادت نظراتها الغاضبة له وبحنق شديد قائلة: بطل تبقىٰ مستفز ياسليم بطيختك ... بطيختك مين السبب في اللي أنا فيه ده مش سيادتك، إنت اللي أصريت ألبس الفستان ده اللي خلاني شبه البطيخة فعلا وماليش زوايا، وبعدين تعالي هنا في حد بيدلع مراته وهي حامل يقولها بطيختي.
-ضحك سليم بشدة حتى لمعت عينيه بالدموع على حديثها قائلا: بصراحة لأ، وأكمل وهو يحاول السيطرة على نوبة الضحك التي أصابته: دلع بلدي أوي
نظرت له بدهشة رافعة إحدى حاجبيها قائلةً: قول لنفسك ياحبيبي شوف بقيت بيئة أوي حتي في دلعك
ونجحت رانيا في قصف جبهة سليم وردت له الصاع صاعين عندما لقبها بالبطيخة وعندما منعها من إرتداء الفستان التي إختارته بنفسها؛ فلقد بات سليم عاشق متيم لها غيور عليها جدااا حتى من زملائها بالبنك ولم يهدأ له بال إلا بعدما أقنعها بأن تأخذ إجازة بدون مرتب لتستريح في المنزل خلال فترة حملها.
مال عليها قليلا وهمس بأذنها قائلا: حتى وانتي بطيخة بردوا بحبك يابطيخة قلبي.
ياروحي أنا ماعرفتش الحب إلا معاكي إنتي بعشقك يارانيا بجد وقلبي ده إنتي سرقتيه من زمان جننتيني يارونيتا
إستمعت رانيا لكلماته التي مست قلبها فلقد كان إحساسه صادقاً لذا وصل لقلبها بسرعة البرق بخجل شديد فلقد إحمرت وجنتيها حتى لاحظت والدتها فإبتسمت بسعادة لرؤية إبنتها بجانب زوج محب وحنون ك سليم وتمنت من الله أن يديم عليهم تلك السعادة وأن يحفظهم من كل سوء.
*كان نور يجلس بجانب والده ووالدته شارداً في حب حياته ولكنه شعر بشعور غريب شعور لم يألفه قلبه إلا في وجودها وكيف لايصدق حدس قلبه فقلوب المحبين دوماً يصدق حدسهم فحبه لها صادق حقيقي فأصبحت البصيرة أقوى من البصر، تسارعت ضربات قلبه، حاول السيطرة على توتره إلي أن لاحظ الدهشة علي وجه والده ووالدته ووقوف والده فجأة مصدوم .
تحدثت والدته بنبرة حزن ممزوجة بصدمه : حياة
إلتفت واقفاً كمن لدغه عقرب ونظر بالإتجاه الذي ينظر إليه والديه وكانت اللطمة الكبرى لقلبه عندما وجدها تدخل القاعة متأبطة ذراع عاصم وممسكين بيديهم الأخرى عربة أطفال صغيرة بداخلها ثلاثة أطفال وبجوارهم يقف شاب آخر في اللحظة نفسها دخل اللواء محسن القاعة وبدهشة كان يتابع  المشهد.
أما خالد  يتابع الموقف بترقب عن بُعد ولكنه يتابع في صمت ، لم تكن الصدمة من نصيب نور ووالديه   واللواء محسن فقط ولكنها كانت أيضا من نصيب فادي ولكنها مختلفة عند الجميع ف فادي تفاجئ من ظهور حياة بجانب رجل آخر ترى من هذا الرجل ولمن هؤلاء الأطفال تساؤلات عديدة تدور في رأس فادي، أما اللواء محسن فتفاجئ من تصرف حياة المتهور ومخاطرتها بحياة من معها. كانت صدمة نور لاتقل عن صدمة الجميع بل فاقت الجميع فلقد إشتعلت نيران الغيرة بقلبه عند رؤيتها بجانب رجل آخر غيره، كيف لغيره أن يلمسها؟
هو فقط من يمتلك ذلك الحق.
إنتبه عبد الرحمن وروجيدا للموقف وتحدثت روجيدا بصدمة لعبد الرحمن: عبد الرحمن هتحصل مجزرة في فرحنا إلحق
عبد الرحمن بمزاح ليخفف من توترها قائلا وهو يضغط على أسنانه بغضب : مش قولتلك ياروجيدا حد باصص لي في الجوازة دي
ضحكت روجيدا على مزاحه وهي تقول : هو ده وقته يادكتور خلينا نلحق الحالة الطارئة دي قبل مايبقىٰ الدم للركب.
كان أكرم الصياد وأسرته يجلسون على طاولتهم وعندما رأوا حياة أمامهم كانت سعادتهم لاتوصف ولكن إختفت تلك السعادة عندما شاهدوا عاصم بجوارها
اقتربت حياة من طاولة والدها وقف أكرم ليسلم عليها ولكن يد والدتها كانت سابقةً ليده حيث جذبتها لأحضانها في عناق أمومي تبثها شوقها ولوعتها لفراقها، ومن ثم جذبها أكرم وأخذها بأحضانه ولكن فجأة جذبها نور بقوة من أحضان والدها فإصطدمت بصدره وكادت أن تسقط للخلف إلا أنه أحكم قبضته حول خصرها حتى إستقرت في أحضانه ولكنها إبتعدت عنه قليلا ولكنها لازالت بأحضانه.
و تفاجئ الجميع بصوت عبد الرحمن يدعو نور وحياة في مكبر الصوت  لمشاركتهم الرقص واعتذر بطريقة كوميدية ومشاكسة لأخوه سليم قائلا: Sorry ياسليم كنت اتمنى تشاركنا الرقصة دي لكن رانيا مش هتقدر وأكمل بغمزه من عينيه، كله يهون علشان ولي العهد، وإلتفت للشاب الواقف خلف منسق الآغاني قائلا: زي ما إتفقنا.
(أنفذ عبد الرحمن الموقف قبل أن تحدث كارثة حتمية أمام الحضور)
لم يفلت نور حياة من أحضانه بل وضع ذراعه حول خصرها بقوة وكأنه يخبر الجميع أنها ملكية خاصة له وتحركا بإتجاه المكان المخصص للرقص تحت أنظار الجميع وخاصة عاصم الذي كانت تسيطر عليه حالة من الدهشة لما فعلته حياة وهم يدخلون القاعة.
و بدأت إحدى الأغنيات الهادئة وبدأت رقصتهم معاً.
وكانت نظرات نور لها نظرات عاشق يحترق شوقاً لحبيبته.
تبادلت أعينهم حديث تارةً عتاب وتارةً إشتياق إلىٰ أن وقعت عينيه على عاصم فسألها وهو يشدد من قبضته على خصرها ويضغط على كل كلمة بغيظ:
مين اللي حضرتك يامدام داخلة القاعة معاه ومتشعلقة في ذراعه ده، والأطفال اللي معاكم يبقوا مين.
تألمت حياة لهذه المشاعر الصادقة التي يكنها لها قلبه ولكنها إنتهزت الفرصة لتجعل نور يفقد آخر أمل له في العودة إليها فردت بثبات زائف:
ده يبقى عاصم جوزي الاطفال اللي معاه أولادنا انا وعاصم .
كانت الأغنية قد إنتهت ولكن ليست الأغنية فقط هي من إنتهت ولكن إنتهت أحلامه أيضا إنتهت عندما سمع تلك الكلمات القاتلة كطعنات غادرة بخنجر مسموم؛  تحطم عندها  آخر أمل لنور على صخرة الواقع وبغضب كاد أن يحرق الأخضر واليابس تحدث قائلا: إزاي ده... ده مستحيل فاهمة مستحيل.
ردت  عليه حياة ببرود مصطنع لم ينتبه له نور بسبب غضبه: للأسف ده الواقع ولازم تتقبله،
وإلتفتت حياة لتعود بجانب عاصم والاولاد، ولكنه إستوقفها ممسكاً بذراعها قائلا: إستني هنا إزاي ده حصل وإمته ياهانم .
حررت حياة ذراعها بسرعة وتركته وغادرت سريعا دون رد منها عندما وجدت إبنها يبكي مع عاصم .
حملته حتى هدأ ونظرت لعاصم قائلة: عاصم من فضلك رجعنا الڤيلا انا والولاد.
وافق عاصم على طلبها ولكنه طلب منها أن تأتي معه ليهنئوا عبد الرحمن وروجيدا ثم يذهبوا
وافقت حياة وذهبت معه وسط نظرات حيرة ودهشة من الأسرتين وبعد أن انتهوا من تهنئتهم عادوا مرة أخرى ليصطحبوا أولادهم ليغادروا كاد نور أن يعترض طريقهم إلا أن تدخل والده  منعه حتى لاتحدث فضيحة أمام الناس وعلى الفور غادرت حياة وعاصم برفقة الأطفال و سامح الذي عاد الى مصر في صباح هذا اليوم .
أما أمجد فإصطحب إبنه للخارج بعيدا عن الناس ليهدأ ولكن نور لم يهدأ ظل يجوب المكان كالمجنون يسير يمينًا ويسارًا وهو يتحدث بكلمات گ
مستحيل .... مستحيل حياة تعمل كده أنا هتجنن ... إزاي ...
- أمجد كان يشاهد إبنه ويحاول تهدئته قائلاً : ياابني فهمني إيه اللي حصل ومين اللي معاها
إلتفت نور بغضب شديد قائلا: جوزها ... مصيبة يا بابا ده جوزها يا بابا الهانم إتجوزت لأ ومش بس كده دي خلفت منه كمان.
طب إزاي .... إزاي ، أنا هتجنن
غادر نور وهو غاضب المكان سريعا تاركاً والده  قبل ان يتسبب بكارثة فى الحفل قاد سيارته بسرعة جنونية تسببت بعاصفة ترابية
غادر بقلب مقهور أيعقل ان تكون تلك النهاية ، كيف لها أن تتزوج غيره وهى لازالت زوجته
تساؤلات كثيره كادت ان تعصف بعقله
عقله رفض تماما تلك الفكرة كلما تذكر لحظاتهم معا يضغط على عجلة القيادة بغضب تارة وتارة يصيح بغضب جنوني كلما تخيلها في أحضان أحد غيره
شعر وكأنه يتلقى طعنات من القدر ولكن بخنجر بارد مسموم
كاد أن يصطدم بإحدى الشاحنات الكبرى ولكنه انتبه من شروده باللحظة الاخيرة وإنحدر لجانب الطريق وأوقف سيارته بأعجوبة؛ فلقد نجا من موت محقق لامحالة  بمعجزةٍ إلهية.
توقف نور قليلاً على جانب الطريق يحاول أن يهدأ.
وبعد وقت نظر لساعته وجدها تخطت منتصف الليل فقرر الذهاب إلى منزل والده؛ فهو الآن في أمس الحاجة للحديث معه.
أدار مفتاح سيارته وقاد مرة أخرى .
*****
كان عُرس عبد الرحمن وروجيدا قد أوشك على الانتهاء  بعدما حدث في القاعة وقرر عبد الرحمن وروجيدا إنهائه قبل الوقت المحدد مرعاةً لمشاعر نور وأيضا لتلك الأجواء المشحونة بمشاعر الحزن على ماحدث .
وذهاب أكرم وعائلته بعدما اعتذر لأمجد على ماحدث من إبنتهم.
عاد الجميع الى منازلهم في حالة من الحزن ولكن عبد الرحمن وروجيدا قررا الذهاب لمنزل والده فكيف له أن يبدأ حياته الزوجية وأخيه بتلك الحالة والتي كان عبد الرحمن له اليد بذلك فشعوره بالذنب كان أقوى من شعوره بالسعادة في تلك الليلة.
لم تقل روجيدا عنه شعورا بالألم والندم على ماحدث لءا وافقته على الفور وبعدما وصلوا للمنزل وجلست روجيدا مع حماتها لتخفف عنها ماحدث أخذ أمجد إبنه إلى إحدى الغرف ليتحدث معه، وكأنه فقد قدرته في السيطرة على غضبه وقرر أن يصبها على رأس إبنه عبد الرحمن وبالفعل إنفجر  غضب أمجد في وجه إبنه.
وصل نور في هذا الوقت الى المنزل و تفاجئ بوجود روجيدا مع والدته ولكنه لم يسألها عن سبب وجودهم الآن فظهور حياة اليوم تسبب في توتر الجميع.
-حاولت والدته أن تتحدث معه لتهون عليه ولكن نور بإبتسامة مصطنعة لطمئنها قائلا: ماتقلقيش يا أمي كل حاجة هتتصلح بإذن الله.
وأكمل متسائلا: هو  بابا فين.
- أخد عبد الرحمن أخوك ودخلوا أوضة أخوك يتكلموا مع بعض شوية.
إستأذن نور والدته قائلا: أنا هروح أقعد معاهم شوية بعد إذنكم
روجيدا وحماتها معا: إتفضل.
كانت والدته تتابعه بنظرات حزينة حتى إختفى عنها.
إقترب نور من غرفة والده، ولكنه توقف قليلا عندما سمع والده يتحدث بصوت عالى  فإقترب من الباب ليرى سبب تلك الثورة التى كان والده فيها وخاصة أن الآجواء باتت مشحونة الآن.
ترىٰ مع من يتحدث أبى وماسبب تلك الثورة كانت تلك التساؤلات التي يفكر نور بها؛
فإقترب ليفتح الباب وقبل أن يلمس مقبضه صُدِمَ نور عندما سمع حديث عبد الرحمن ووالده سمع توبيخ والده لأخيه .
كان أمجد بالغرفة يحترق غضبا لما آلت إليه الامور قائلا : إزاي يادكتور تخبى عليا حاجة زي دي.
دي كارثة حياة كده جمعت بين زوحين.
كان عبد الرحمن يحاول أن يتكلم ليشرح الموقف لوالده ولكن أمجد لم يمهله الفرصة
فتحدث عبد الرحمن محاولا إمتصاص غضب والده قائلا : يابابا أرجوك تهدىٰ شوية علشان أقدر أفهم حضرتك ... انا مش عارف ازاى ده حصل أنا هحاول أفهم ..
قاطعه أمجد بعصبية قائلا :  تفهم ... تفهم إيه يادكتور .... تفهم إيه كل اللي حصل وبيحصل واللي لسه هيحصل غلط؛ مساعدتك لحياة وتهريبها برة مصر من الاول كان غلط ....
لم يستطيع  نور تمالك أعصابه أكثر من ذلك ففتح الباب بغضب وبنظرات غاضبة ومعاتبةً لأخيه.
-تفاجأ أمجد وعبد الرحمن بوجود نور أمامهم، ونظر كلاهما لبعضهم  البعض فملامح نور الغاضبة تثبت لهم أنه سمع حديثهم .
تقدم نور بخطوات بطيئة يشعر بأن العالم ينهار أمام عينيه فهو لم يتوقع ان تأتيه الخيانة من أخيه.
((كل مايتردد بعقل نور تجاه أخيه أن الخيانة أتت منه نعم خيانة، وما أقساها من كلمة فالخيانة لم تكن فقط فى العشق؛  وإنما الخيانة أيضا موجودة بصور مختلفة في شتى أمور الحياة
فعندما يساعد عبد الرحمن حياة في الهروب، وبُعدها عن زوجها تسمي خيانة بين الأخوة؛ فالإخوة علاقة متينة لاتنتهى إلا بالموت.
أن يعيش نور تلك الفتره يتألم لفراقها دون رحمه او شفقه من أخيه تعد خيانه ))
إقترب نور من عبد الرحمن ووقف أمامه مباشرةً بهدوء ينذر بعاصفة آتيه لامحال تحدث بصدمة وعدم تصديق ونظرات قاتمة: إنت ياعبد الرحمن؟! ..... إنت اللي ساعدت حياة؟ ...
طيب سنة كاملة وإنت شايفنى بدور عليها زي المجنون  وإنت ساكت طيب أنا مصعبتش عليك؟
وجع قلبي وحزني ماصحاش ضميرك ولو للحظة؟
وإبتعد قليلا وأخذ يدور حوله بهدوء مكملاً حديثه : طيب مافكرتش للحظه إن إحنا الاتنين نستحق فرصة ثانية نكون فيها مع بعض وإنت أكتر واحد عارف الظروف اللي مرت علينا إحنا الإتنين؟
أشفق  أمجد وعبد الرحمن على حالة نور،و كاد أمجد أن يتحدث فسبقه عبد الرحمن قائلا : يانور صدقني والله انا لما ساعدت حياة كان لمصلحتكم إنتم الاتنين و....
قاطعه نور  وجذبه من تلابيبه قائلا : مصلحتنا ... وإنت شايف إن أخوك مش راجل يقدر
يعرف مصلحته كويس فقررت تفكر له.
إنت لايمكن تكون بنى أدم وتركه بعصبية إرتد على إثرها عبد الرحمن للخلف وإلتفت لأمجد قائلا بعدم تصديق : وحضرتك ياسيادة اللواء كنت عارف وأشار بيده تجاه عبد الرحمن وهو يسأله كنت عارف اللي الدكتور عمله وساكت ؟
شايفني أنتوا الاتنين بتعذب وساكتين؟
أمجد بحزن على الحالة التي وصل لها نور : لا يانور انا ما عرفتش غير وانت في مهمتك الأخيرة وحاولت أصلح الغلط اللي أخوك عمله لكن مالحقتش ياابني الامور كلها اتطورت بسرعة كبيرة
هز نور رأسه وكأنه يحاول عدم تصديق ماسمعه قائلا : اللي بيحصل ده كابوس لأ انا مش قادر أصدق ... لايمكن يكون حقيقي؟! ده كابوس .... أكيد كابوس لالالا ... لايمكن تكونوا أهلي .... لايمكن.
ونظر لأخيه قائلا : لايمكن أسامحك ياعبد الرحمن ... لايمكن أسامحك على اللي عملته فيا ... لايمكن....
وخرج مغادراً المكان كجمرة نار مشتعلة، ولم يلتفت لنداء والدته التي حاولت اللحاق به ولكنه خرج بسرعة وأغلق خلفه الباب بعصبية كادت تقتلع الباب من مكانه، وقاد سيارته بغضب دون ان ينتبه لسرعته التي تخطت السرعة المسموح بها
لم يرىٰ أمامه الطريق ولكن تقافزت ذكرياته مع حياة منذ التقيٰ بها وظلت الذكريات تتقافز ذكرى تلو الاخرى حتى أتيٰ أمام عينيه موقف أكرم الصياد ومحاولة قتله الى ان وصل لطلاق حب حياته حياة تلألأت الدموع بعينيه حزنا على عذاب قلبه وقلبها ولكن سرعان ماتبدل الحزن لنظرات تحدي وأقسم بداخله أن يعيدها إليه مرة أخرىٰ عندما تذكر مافعله أخيه معه
إذ فجأةً انتبه على ضوء شديد منبعث من شاحنة نقل ضخمة  ظل سائقها ينبهه بإطلاق اصوات بوق الشاحنة العالية ولكن دون جدوى ف نور لم ينتبه لتلك الاصوات إلا متأخراً
حاول ان يتفادى الاصطدام ولكن تلك المرة أصابه سهم القدر، وإصدمت سيارته بتلك الشاحنة وطارت أمام الشاحنة سيارة نور وهو داخلها وأخذت تدور حول نفسها عدة مرات في الهواء وسقطت  أرضاً علي بعد عدة امتار من تلك الشاحنة وبدأ  وقودها يخرج من ثقب بالسيارة .
كان نور داخل السيارة فاقدا للوعي من هول ماحدث فهو ادرك انه هالك لا محالة فقرر الاستسلام لقدره فإذا كان القدر سلبه حياته فما فائدة تلك الحياة الآن بدون حياة  وإستسلم للظلام وأغمض عينيه معلناً رغبته في مغادرة هذا العالم الظالم.

*حياه بلا حياه 2*🍁حيث تعيش القصص. اكتشف الآن