الفصل 34
فى فيلا الصياد
كانت الفيلا خاوية على عروشها ، حتى الخدم اعطاهم اكرم جميعهم اجازة طويلة مدفوعة الاجر ، لم يترك سوى الحراسه الخارجيه للفيلا ،
كان اكرم يجلس فى بهو الفيلا يتأمل المكان من حوله يتذكر ابنائه ومراحلهم العمريه المختلفه مر امام عينيه شريط طويل من الذكريات ، يبتسم تاره ويشرد تاره يضحك بشده تاره أخرى اذا رآه أحد فى ذلك الوقت لأقسم انه أُصيب بالجنون او بمس من الجن
أدرك اكرم حينها ان أحلامه سلبته متعة رفقة ابنائه فى مشوار حياتهم ، سلبته التمتع بطفولتهم البريئة وانشغاله بصفقاته وسفره الكثير دار بينه وبين نفسه حديث طويل او محاكمة طويلة كان هو فيها القاضى والجلاد ولكن تلك المرة كان ايضا هو المتهم فمااصعبه من شعور ان يعيش الانسان تلك اللحظات من محاكمة نفسه على اخطائه ولكن تلك المرة المحاكمة على سنوات حياته التى انشغل فيها عن اولاده بتكوين امبراطورية الصياد قائلا : ياااااه يااكرم الزمن سرقك من نفسك وجه الوقت اللي تكون فيه لوحدك
مفكرتش لحظة تقرب من ولادك وتعرفهم كويس دايما كنت شايف ان اهم حاجة فى حياتك هى شغلك ونجاحك حتى لو على حساب بيتك وولادك
نفسه : طيب ماهو كل ده علشان مين ماهو علشانهم وعلشان مستقبلهم
اكرم : كان ممكن كل ده يتم وانا واخدهم تحت جناحى يكبروا قصاد عينى أحس بيهم بفرحهم ووجعهم ، إنما انا عملت إيه رميت المسؤلية كلها على اكتاف هناء ونسيت إنى انا الاب وانهم محتاجين وجودى معاهم كأب مش مجرد خزنة وقت مايحتاجوا حاجة يفتحوها
نسيت ان دور الاب انه يكون السند لهم
انا عمرى ماكنت صديق ولادى ، مافيش مرة قعدت فيها انا وشريف نتكلم كأصدقاء دائما علاقتنا رسمية ، حتى حياة عمرى ماحسيت بوجعها ولا قدرت اشوف ضعفها حتى وهى بتتصنع قوتها كان لازم انا اللى أحس بيها ده حتى دائما بيقولوا البنت حبيبة أبوها ، طب ازاى يااكرم ... ازاى تقضي على بنتك وسعادتها بأنانيتك وازاى جالك قلب تحاول تقتل جوزها ، الانسان الوحيد اللي بنتك قلبها اتفتحله ، ازاى تدمرهم بالشكل ده ، كنت عاوز تثبت لنفسك إيه
إنك اكرم الصياد صاحب النفوذ والسلطة ، صاحب الكلمة المسموعة تُؤمر تُطاع ، ازاى قدرت تظلم بنتك وجوزها وازاى قدرت تستمر فى ظلمك
وقف اكرم من مكانه غاضبا واخذ يجول فى البهو فى محاولة للهروب من تلك المحاكمة ولكن ظل صوت ضميره يعلو ويعلو بداخله : انت عمرك ماكنت اب ولاتنفع تكون اب دمرت عائلتك كلها وده كله علشان إيه علشان وهم موجود فى خيالك امبراطورية الصياد
وفرد ذراعيه ودار حول نفسه قائلا : الامبراطورية الكبيرة دى كلها ماتساويش لحظة حزن واحدة عاشتها حياة
قرر ان يصلح ماافسده وصعد لغرفته ابدل ثيابه
رن هاتفه ووجد المتصل عماد زوج ابنته تالا فأجاب على الاتصال : صباح الخير ياعماد
عماد : صباح الخير ياعمى أسف لو صحيت حضرتك لكن البقاء والدوام لله
ابتلع اكرم غصه قائلا بخوف : فى مين
عماد : والد اسيل ياعمى اتوفى النهاردة واحنا دلوقتى رايحين المستشفى انا وتالا
اكرم : انا جاي فورا
عماد : اوك ياعمى مع السلامة
انهى اكرم المكالمة وطلب مدير اعماله على الهاتف
أيوة يامحمد إسمعنى كويس
محمد مدير اعماله: تحت امرك يافندم
اكرم : حما شريف توفيٰ عاوزك تروح المستشفى حالا وتخلص كل الاحراءات وانا هحصلك على هناك
محمد : تمام يافندم
اغلق اكرم الهاتف وعلى الفور توجه للمستشفى عازم على اصلاح الامور فتلك ستكون صفقته الاخيره صفقة حياته وسيعتزل عالم الاعمال والمال وسيتفرغ لعائلته ولزوجته ليعوضهم مافاتهم
**********
فى المستشفى
حمل شريف اسيل متوجها بها لغرفتها وهو يصرخ فى الممرضات الموجودة فى الممر تتابع الموقف بفضول : دكتور.... عاوز دكتور حالا اتحركوا
على الفور حضر الطبيب على صوت شريف العالى منفعلا : إيه الدوشة دى إحنا فين هنا....
لم يكمل الطبيب كلامه اذ وجد من يجذبه من ذراعه بسرعة البرق توقف فجأة امام تلك النائمة فاقدة الوعى
حاول الطبيب التقاط انفاسه من تلك الحركة المفاجئة وهو ينظر لشريف بغضب قائلا بإنفعال: انت أكيد اتجننت ، ازاى ياحضرة تشدنى بالطريقة دى
شريف بانفعال وهو يجز على اسنانه : مش وقتك خالص ، شوف مراتى جرالها إيه أحسن ما اوريك الجنان اللى بجد
اندهش الطبيب من وقاحة شريف قائلا : انت ازاى....
وانتبه الجميع على صوت شخص خلفهم اقتحم الغرفة بلهجة آمره: شوف شغلك يادكتور من غير كلام كتير
شريف بدهشة : بابا ...
هناء : أكرم
الطبيب لنفسه : هو اليوم باين من أوله اساسا
اقترب اكرم منهم وربت على كتف شريف بحنان ابوى صادق لاول مره يشعر به شريف : شد حيلك ياشريف ، البقاء لله
مشاعر مختلفة اجتاحت قلب شريف مشاعر حزن لموت والد أسيل وحالة زوجته ، ومشاعر سعاده لوجود والده معه فى ذلك الوقت ولكنه موجود كأب يدعم إبنه بعيدا عن شخصية رجل الاعمال الصارم
مال اكرم برأسه على اذن ابنه قائلا : ماتستغربش كتير لينا قعده بعد مالدنيا تهدى شوية
هز شريف رأسه بالموافقة والتفت للطبيب عندما انتهى من فحص اسيل وسمعه يطلب من الممرضة احضار محلول لحقنها به حتى ينضبط ضغط دمها مرة اخرى فسأله: طمنى يادكتور عليها
رد عليه الطبيب : اطمن المدام فقدت وعيها نتيجة انخفاض فى ضغط الدم مفاجئ بعد الخبر اللي سمعته وواضح ان المدام مكانتش بتتغذى كويس الفترة اللي فاتت ، عموما احنا هنعملها شوية تحاليل وفحوصات علشان نطمن عليها اكتر
شريف : هو حضرتك شاكك فى حاجة
لم يرد الطبيب الافصاح عما يشك به الا بعد التأكد من تحليل الدم فتحدث قائلا : لأ حضرتك اطمن ده اجراء طبيعي لزيادة الاطمئنان
تحدثت هناء: هى تقدر تخرج معانا يادكتور
الطبيب : بعد ما المحلول يخلص هى هتفوق و هنسحب عينة الدم وتقدر تروح معاكم لكن يفضل انها ماتتعرضش لاى ضغوط وتحاولوا على اد ماتقدروا تخففوا عنها
شريف : اوك يادكتور
وقام الطبيب بضبط وتركيب عبوة المحلول لها وتركهم وذهب ليتابع حالة باقى المرضى
اقترب اكرم من زوجته الجالسة بالقرب من سرير اسيل تتابعها فى صمت وحزن على حالها فربت على كتفها بحنان لم تعهده منه من قبل قائلا : اطمنى ياهناء هتبقى كويسة .... ان شاء الله كل حاجة هتكون كويسة
نظرت هناء له نظرات قلق حاولة اخفاؤها وراء جمود مصطنع قائلة : ان شاء الله
اقترب اكرم منها وقبل رأسها قائلا : انا اسف ياهناء اسف ياحبيبتى على كل حاجة سامحينى ياهناء وساعدينى اعوضكم عن كل اللى حصل
نظرت له هناء بعيون يتلألأ بها الدموع : مش هقدر اسامحك يااكرم غير لما اشوف حياة بنتى فى حضنى تانى ، وعموما مش وقته ولا مكانه الكلام ده دلوقتى
كان اكرم يقف خلفها فاعتدل فى وقفته واضعا كفيه على ذراعيها قائلا : عندك حق المهم دلوقتى نتطمن على اسيل وبعدين يحلها خالق الليل والنهار
هناء : ياااارب ...يارب خليك مع اولادى يارب
تركها اكرم عندما استأذن مدير اعماله للدخول فخرج هو اليه ليتابع معه كافة الاجراءات فلقد ابلغه محمد انه انهى جميع الاجراءات والان سيتم غُسل وتكفين والد اسيل فقال اكرم له : انا وشريف اللي هنوقف على الغسل
محمد : ماهو يافندم المسؤلين موجودين
اكرم باصرار ولهجة آمره: محمد الراجل ده كان طيب ومحترم وماشوفناش منه الا كل خير ابسط حقوقه علينا اننا احنا اللي نوقف على الغسل بتاعه لحظة هجيب شريف ونحصلك تكون بلغتهم
محمد بقلة حيلة : حاضر يافندم تحت امرك
استدعى اكرم شريف وابلغه بقراره فوافق شريف على الفور وطلب من والدته ان تظل بجوار اسيل حتى ينتهوا من تلك الاجراءات وان تالا ستحضر اليهم
وافقت هناء مطمئنة ابنها انها لن تترك اسيل فى هذا الموقف وانها لن تكون وحيدة مادامت هى موجودة على قيد الحياة وانها بنفس مكانة حياة وتالا وانها ثالث بناتها
خرج شريف والتقى ب تالا وعماد فى الممر وعلى الفور دخلت تالا لتطمئن على صديقتها وتركت عماد وشريف فى الممر
شريف : عماد انا لازم اروح دلوقتى زى مافهمتك بابا مصمم اننا اللي نكون واقفين على الغُسل والتكفين
رد عماد متفهما : اطمن انا هفضل هنا علشان لو تالا او ماما احتاجوا حاجة ولو فى حاجة كلمنى هجيلك
شريف : تمام
وتركه شريف وذهب لينفذ ماطلبه والده
وانتظر عماد خارج غرفة اسيل
وبعد قليل استعادت اسيل وعيها ولكن كانت تشعر بصداع يكاد يعصف برأسها
انتفضت من مكانها متناسيه الصداع والدوار اللذان يعصفان بها عندما تذكرت اخر شئ سمعته قبل ان تفقد وعييها ونزعت خرطوم المحلول بسرعة وخوف تريد ان ترى والدها لاخر مرة
حاولت هناء وتالا ان يجعلوها تهدأ ولكن باءت محاولاتهم بالفشل فقررت تالا اصطحابها الي المكان الموجود فيه والدها
سمح لها الشيخ بالقاء النظرة الاخيرة نظرة الوداع على والدها
( تلك اللحظة مااصعبها على قلوبنا ومااقساها تلك اللحظة التى نودع فيها أب او ام لآخر مره )
خرج الجميع وتركوها مع والدها
اقتربت بخطوات بطيئة يرتجف جسدها كله فهى تشعر ببرودة شديدة تدب فى اوصالها مع كل خطوة تخطوها تجاه جسد والدها المسجى امامها على منصة الغُسل ملتحف ببعض القماش الابيض(الكفن) وقفت تحاول ان تتحسس وجهه بكفها ولكنها ترددت فسقطت على ركبتيها بالقرب منه ونامت على صدره تبكى بشده فراقه تبكى وحدتها فى الدنيا من بعده
استمرت على حالتها تلك حتى دخل لها شريف وقلبه يتمزق على حالتها
اقترب منها ومد يديه على كتفها ليساعدها فى الوقوف
نظرت له وهى تبكى : بابا ياشريف بابا خلاص مات وسابنى لوحدى ، خلاص مش هشوفه تانى ، خلاص راح القلب الطيب ياشريف ، اكتر حد بيحبنى وبيخاف عليا فى الدنيادى مات وسابنى لوحدى ، طب ازاى اطمن وهو مش معايا ، ازاى اطمن وانا مش هتكلم معاه تانى ، لما كنت اتعب من الدنيا كنت بجرى عليه واترمى فى حضنه حضنه كان الامان بالنسبة لى قولى ياشريف اعمل إيه ، قولى اعمل إيه فى النار اللى جوايا الاول ماما ودلوقتى بابا اااااه يا وجع قلبى
مع كل كلمة كان شريف يسمعها منها كان قلبه يتمزق لاشلاء ولكنه آثر على نفسه هذا الوجع وحاول التماسك والثبات امامها حتى تمر تلك المحنة بسلام
فأمسك وجهها بين كفيه قائلا لها : اسيل إهدى لازم تهدى ، إرضي ياحبيبتى بقضاء الله وقدره ربنا لطيف بنا يااسيل ، عمى ارتاح ياحبيبتى ، كنتى هتقدرى تتحملى تشوفيه قصاد عنيكى وهو فى غيبوبة ولما يفوق كان هيعيش عمره كله بيتألم ، عمى دلوقتى فى مكان احسن لازم تدعيله يااسيل لأنك كده بتزعليه منك لازم تكونى قوية
وضمها اليه قائلا ليطمئنها : وانا اوعدك يااسيل أنى هعيش بس علشان اسعدك وطول ماانا عايش مش عاوزك تخافى من حاجة فى الدنيا دى ولا تخافى من حد
ضمته اسيل بشده وهى تبكى
ابعدها عنه بهدوء وحنان قائلا : دلوقتى لازم تكونى قوية ولازم ننهى إجراءات الدفن
انا هخلى ماما تاخدك على الفيلا ترتاحى شوية
اسيل : لأ مش هقدر اروح الفيلا ، انا جاية معاكم ياشريف علشان خاطرى ياشريف ماتحاولش تمنعنى ارجوك
شريف : حاضر موافق لكن بشرط واحد
اسيل : شرط ايه
شريف وهو يمسح دموعها بأنامله : انك توعدينى تكونى قوية وإن ايمانك بالله يكون قوى وماتضعفيش وتستسلمى للحزن
اسيل : حاضر اوعدك
اخذها شريف وخرجا من الغرفة ليكمل الاخرين باقى الاجراءات وطلب من تالا ان تصطحب اسيل لغرفتها لتبدل ثيابها حتى تذهب معهم للمقابر وطلب من الطبيب ارسال احد لهم فى المساء لأخذ عينة الدم المطلوبة
************
فى احدى الاماكن المهجورة كان اسماعيل ومجدى يجلسان يتناولا المشروبات الكحولية والمخدرات
اسماعيل : وبعدين يابابا يعنى كده اليمامة طارت من ايدى واخدها ابن اللواء كده على الجاهز
ضحك مجدى : عيب عليك ياض ماأبقاش مجدى اذا ماجيبتهالك تحت رجليك تعمل فيها مابدالك
ضحك اسماعيل ضحكات شيطانيه وهو تحت تأثير المخدرات والخمور : ااااه البت بصراحة حلوة وانا مستخسرها فى الواد اللي اسمه سليم ده
مجدي وقد سيطرت عليه فكرة شيطانية : واللى يجيبهالك لحد سريرك بيضة مقشرة ومش بس كده لأ ده كمان هخلى حبيب القلب يصدق انها بتخونه معاك ويطلقها
إسماعيل بذهول : معقول طيب ودى هتعملها ازاى بقى
مجدى بنظرات شر : عيب عليك ده انا بابا يالا
وقف اسماعيل وقبل رأس والده بسعاده قائلا : تسلملى دماغك اللى زى الالماظ دى
وضحك الاثنان ضحكات شيطانيه فلقد خططا وعزما على الانتقام من رانيا وزوجها وتدمير زواجهم
**********
فى احدى المطاعم
كان عبد الرحمن يجلس هو وروجيدا يتحدثا سويا عما سيفعلانه لاعادة حياة الى مصر روجيدا : ايوة ياعبد الرحمن لكن انت عارف ومتأكد ان الضابط خالد مش غبى وهو لسة بيراقبنا لحد دلوقتى
رد عليها عبد الرحمن مبتسما : طيب مايراقبنا براحتوا إيه المشكلة وبعدين ياحبيبتى اذا كان هو الضابط خالد فأنا ابن اللواء امجد وأكيد بفكر زى ماهما بيفكروا
روجيدا : ده غرور يادكتور ولا ثقة بالنفس
فهم عبد الرحمن مغزى سؤالها فاراد مشاكستها اكثر قائلا : الاتنين
تحدثت روجيدا بنفاذ صبر : انت مافيش مرة تاخد الموضوع جد ابدا يادكتور احنا فى كارثة حقيقية وانت بتهزر
تصنع عبد الرحمن الدهشه من كلام روجيدا قائلا : انا بهزر مين قال كده ده انا جد جداااا
روجيدا : ازاى ياآخر صبرى
عبد الرحمن : ياروچا ياحبيبتى اخر مرة كلمت عاصم من شهر حاول يقنع حياة انها ترجع مصر وهى رفضت وهددته ان لو الموضوع ده اتفتح تانى هتسيب امريكا كلها ومحدش هيعرف طريقها صح
روجيدا : صح
عبد الرحمن : انا طلبت من عاصم مايحاولش يتكلم معاها فى الموضوع ده تانى وانه هيفضل على تواصل معايا علشان اعرف منه اخبار حياة اول بأول
روجيدا : وبعدين ...
عبد الرحمن : ولا قبلين ... اعملى حسابك هنسافر امريكا خلال ايام لحضور المؤتمر الطبى هناك وهتكون دى فرصتنا علشان نقابل حياة ونتكلم معاها وقتها هنقدر نصلح اللي كسرناه
روجيدا : اه منك ياابن الدمنهورى
ضحك عبد الرحمن على طريقتها قائلا : يادكتورة احنا متراقبين فهنخرج من مصر ونرجع تانى تحت حراسة حضرت الضابط خالد وفريقه
يبقى نجهز نفسنا علشان نسافر المؤتمر
روجيدا : اوك يادكتور لكن هو عاصم عرف ان نور رد حياة لعصمته
عبد الرحمن : طبعا لأ الافضل إنى اللي أقولها لانى مش ضامن رد فعلها لو عاصم قالها ممكن تسيب امريكا ووقتها مش هقدر اوصلها والامور تتعقد اكتر
نظرت روجيدا لعبد الرحمن بإعجاب شديد
ابتسم عبد الرحمن بسعادة لنظرات الاعجاب تلك قائلا : الانسة معجبة ولا حاجة .... انا مرتبط على فكرة ... لكن ممكن أفركش لو تحبي
اندهشت روجيدا فقالت محذرةً وهى ممسكة السكينةالموضوعة على الطاولة امامهم : طيب فكر كده تعملها وانا هتصرف معاك زى اى ست مصرية اصيلة
وضحك الاثنان بسعادة فهاهى بارقة امل جديده تلمع فى سمائهم
*************
فى النيابة
تحدث وكيل النيابة بلهجة شديدة للدكتور ابراهيم : ماهو قولك فيما هو منسوب اليك
تحدث محامى الدفاع: موكلى بينفى التهم دى يافندم لانه برئ من كل التهم المنسوبة اليه وانا بطالب بالافراج عنه بكفالة
ابتسم وكيل النيابة بسخرية قائلا : برئ إيه يامتر القضية دى اوراقها مترتبة كويس اوى ده غير التسجيلات واعترافات باقى المتهمين عليه
محامى الدفاع: انا بطعن فى صحة التسجيلات دى يافندم وخصوصا انها تمت بشكل غير قانونى من غير اذن النيابة
وكيل النيابة : للاسف يامتر حتى الثغرة دى مش موجودة لأن كل التسجيلات دى تمت بإذن النيابة وكل الادلة المتقدمة اتقدمت بشكل قانونى
وأكمل قائلا : قررنا حبس المتهمين على ذمة القضية 45 يوما
وقال للضابط : خده يابنى نزله الحجز
وخرج ابراهيم مكبل بالقيود متوجها للحجز
نظر وكيل النيابة لمحامى الدفاع : لو كل محامى دافع عن الحق ومااستغلش ثغرات القانون علشان يخرجوا المجرمين اللى زى إبراهيم كنا هنعيش فى البلد دى وإحنا مطمنين
((رأيي الشخصى، لو كل رجل قانون طبق القانون ستتحقق العدالة للمجتمع وسينال المجرم عقابه وينال المظلوم حقوقه وسترد الحقوق لاصحابها ))
************
فى تل ابيب
كان نور وفادى يتابعوا وضع خطتهم لاستكمال مهمتهم معباقى فريقهم ( الشاب والفتاة)
تحدث نور بإنفعال : وبعدين يافادى إحنا هنا من شهر ولحد دلوقتى معملناش حاجة
فادى : نور ممكن تهدى شوية
تحدث الشاب وهو إسمه لؤى قائلا : اهدى شوية من فضلك مافيش مجال للغلط فى شغلنا
وبعدين توقيت وصولكم كان متحدد بدقة شديدة لان باقى المنظمة واخطرهم حاليا بره تل ابيب وبعدين بمجرد وصولهم تل ابيب هنفذ مهمتنا
اتت الفتاه( رُواء) بعدما انتهت من اعداد القهوة لهم جميعا قائلة حضرة الضابط ماتقلقش من فضلك التوتر والضغط العصبي مش مسموح فى شغلنا ، وبعدين لازم ذهننا يكون صافى
اتفضل حضرتك اشرب القهوة وهنتكلم بعدها
جلسوا جميعا يتناولوا القهوة فتحدث لؤي فى محاولة لتلطيف الاجواء فتحدث معهم قائلا : انا لؤي وطبعا اختى رُواء تعرفوا بس اننا اخوات لكن ماتعرفوش احنا موجودين هنا ليه ولا بنعمل إيه
نور وفادى: فعلا انشغلنا بالمهمة ونسينا نتكلم
رُواء : حصل خير ياحضرة الضابط عموما انا ولؤى اخوات فلسطينيين كنا بندرس فى امريكا وفى الاجازة حبينا نزور اهلنا فرجعنا فلسطين وفى يوم خرجنا انا ولؤي و حصلت مداهمة للحى اللي ساكن فيه اهلنا من قوات الاحتلال وطبعا مش محتاجين نوصفلكم إيه اللي بتتركه مداهماتهم من وين مايروحوا يحل الخراب والدمار على المكان قتل واسر واستباحة عرض النساء هون سكتت وتنهدت فى محاولة للسيطرة على غضبها
قبض لؤى بكفه على كفها يشد من ازرها مكملا هو باقى الحديث : بعدها رجعنا على البيت لاقينا اهلنا جثث على الارض منهم مضروبين بالرصاص ومنهم مذبوحين كيف الحيوانات وطبعا مارحموا أحد منهم لاكبار ولا اطفال
ولاقينا اختى الكبيرة فى غرفتها مقتولة ولكن بعد مااعتدى عليها ضباط الاحتلال وعرفنا بعدين ان المجموعة اللي داهمت هى نفس مجموعة المهمة اللى انتوا هون عشانها
فى نفس اليوم تركنا الجيران يدفنوهم وهربت انا واختى على امريكا وقررنا نركز على دراستنا ونتفوق فيها لحد مااتقابلنا باللواء محسن هناك وعرفنا بعدها انها مقابلة مترتبة لكن لحد هاللحظة مابنعرف كيف عرف بقصتنا او كيف فكر اننا ممكن نساعده بمهمته
رجعنا على فلسطين بعدها بهويات جديدة وبدأنا نندمج هون بينهم فى مجتمعهم ونعيش ونكون شبكة علاقات وبالفعل نجحنا انا واختى فى هيك شي
وبفضل هذه العلاقات انتوا هون هلأ لتمموا مهمتكم ونحنا معكم لأنه ثأر وحق اهلنا وصار الوقت لناخدلهم حقهم منهم
انتبهت رُواء على صوت رسالة على هاتفها فقرأتها ووقفت على الفور قائلة : لؤى الطرد وصل لازم استعد وانت بتشرح لفادى ونور الخطة
لؤي : اوك
وتركتهم وذهبت لتستعد وقال لؤى لهم : فادى هلأ راح بتروح مع رُواء على الملهى الليلي وأنا ونور راح ننتظركم بالمنطقة (...)
فادى بنفاذ صبر: ممكن تفهمنا ليه هنروح الملهى الليلي وفى إيه بالضبط وطرد إيه اللى اختك كانت بتقول عليه
لؤي : الطرد هو واحد من أهم واخطر الموجودين علىةالقائمة ووصل هلأ تل ابيب وراح يسهر بالملهى الليلي ياللى هتسهروا فيه انت ورُواء على انها فتاة ليل
وقف فادى بإنفعال : ننننننعمممم
تفاجئ نور ولؤى من ردة فعل فادى
لؤي : فادى اهدى هاد الشخص خطير كتير لكن نقطة ضعفه البنات الجميلة وهو راح يسهر اليوم بالملهى الليلي وبكرا مسافر مرة تانية لانه مابيستقر فى بلد اكتر من يوم واحد وهاى هى فرصتنا الوحيدة و رواء عارفة هتعمل إيه معاه
نور : قصدك ان رواء هى اللى هتسلمهولنا
لؤي : بالضبط ولكن بعن بعد مايتركها فادى له ويخرج من الملهى لان هاد الشخص كتير عنيد وانانى ودائما بيحب يمتلك اى بنت حلوة بتكون مع شاب بالملهى والتفت لفادى قائلا : طبعا فى الاول هترفض تتركهاله
وبعد كده هتبدأ تساومه عليها وهتاخد منه فلوس مقابل انك تتركها له
كان نور يستمع للخطة وهو يراقب فادى قائلا لنفسه : ربنا يستر يالؤي يعنى انت مالاقيتش غير فادى اللى تقوله يعمل كده
كان فادى وصل لقمة غضبه قائلا وهو يضرب بكفيه على الطاولة امامه : لؤي انت اتجننت ، انت ازاى بتطلب منى طلب زى ده ومع مين أختك
لؤي بتفهم لغضب فادى : فادى ممكن تهدى شوية وتطمن رواء متدربة كويس جدا وهتعرف تحمى نفسها كويس جدا
لعنه فادى فى سره قائلا : على اخر الزمن عاوزنى اكون .....
خرجت رواء ترتدى ثياب فاضحة ومثيرة وتضع مساحيق تجميل من يراها يكاد يجزم انها فتاة ليل من الطراز الاول
حاول نور كتم ضحكاته على منظر فادى
نظر فادى للمكان الذى ينظر عليه لؤي ونور فصاح قائلا بغضب : كده كِملِت .......
********
ماتنسوش التصويت والكومنتات وانتظروا الفصل الاخير من حياة بلا حياة الجزء الثانى دومتم جميعا بخير دومتم جميعا أجمل فانز
أنت تقرأ
*حياه بلا حياه 2*🍁
Romanceمقدمة جمعتهم مهمة واحدة ولكن مالم يكن بالحسبان أن يجتمع قلبيهما معاً ترى هل سيستمر الحب بينهما او سيكون للايام رأى آخر عندما يتحول الحب لهوس ترى ماذا سيحدث آنذاك هل سيقف الحب عاجزا على اعتاب التحديات ام سيتغلب عليها مهمة جديدة وضعتها الحياة على...