27

1.6K 85 6
                                    

الفصل السابع والعشرون
هناء : بنتى يااكرم البنت مش موجودة
نور: ......
اكرم بخوف حقيقي على ابنته وبعصبية  : يعنى إيه مش موجودة هتكون راحت فين
والتفت ليمسك بهاتفه ليتصل بها ، ولكنه فوجئ  بوجود نور فرمقه بغضب : إنت إيه اللي جابك هنا إحنا مش خلصنا
نور بهدوء مخيف  يكمن خلفه وحش ثائر تقدم باتجاه هناء ومد يده والتقط منها الرسالتين والتفت وهو يقرأ المكتوب على الظرف: ولا عمرنا هنخلص يااكرم بيه حتى لو انا وحياة اتطلقنا هفضل الكابوس اللي فى حياتك ... اللي فات كله كوم وإنى أجى دلوقتى وحياة مش موجودة كوم تانى خالص
ومد يده بإحدى الرسالتين له : اتفضل بنتك سايبة لك الجواب ده
ورمقه بنظرة غضب وتركه ليرحل وفى يده الرسالة الاخرى
هناء : إستنى يانور ياابنى
نور : أسف يا طنط هناءلازم اشوف مراتى فين
اكرم بتحدى : قصدك طليقتك ....
بادله نور نفس التحدى : لأ مراتى يااكرم بيه .... أنا رديت حياة لعصمتى تانى
... وهى دلوقتى مراتى ... وخصوصا ان طلاقنا مش رسمى على يد مأذون ولا فى ورقة تثبت اننا مطلقين ...
هناء  امسكته من ذراعه وبرجاء : نور ياحبيبي رجع لى بنتى ارجوك ... 
ربت نور برفق على يدها : اطمنى هرجعها ماتقلقيش
هناء : ربنا معاك ياابنى
وخرج نور مسرعا وهو قابضا على الرساله بغضب شديد : ياترى روحتى فين ياحياة ...
وركب سيارته وانطلق بها سريعا للبحث عنها يفكر من اين يبدأ البحث
*******
فى فيلا الصياد
نظرت هناء لزوجها بغضب فتجاهل الاخير تلك النظرات فالوقت لايسمح وفتح الرسالة التى تركتها له ابنته وجد رسالة وبعض اوراق ، فتحها وجدها عقود نقل ملكية  الشركات التى كتبها اكرم بإسمها  فلقد نقلتها حياة مرة اخرى لملكيته وعقود تنازل عن حق الادارة لباقى الشركات التى كانت تتولى ادارتها لوالدها مرة اخرى
هناء : اقرأ يااكرم البنت كاتبة إيه
نظر لها اكرم وهز رأسه بالموافقة وبدأ يقرأ الرسالة بقلب ممزق فهو تخيل وهو يقرأ وجهها الباكى  (( بابا سامحنى انا مشيت مقدرتش استحمل كل اللي حصل ولا هقدر اعيش من غير نور ، يابابا انت للاسف اضطرتنى اعمل كده للاسف انا اتحطيت فى اختيار مستحيل اقدر استغنى عن حد منكم على حساب التانى .... أيوة انت بابا اللي عمرى ماخالفتك دايما بنتك المطيعة سيدة الاعمال القوية فى عالم البيزنس لكن فى الحقيقة انا من جوايا ضعيفة يابابا مهما كانت القوة اللي بظهرها نور هو حب حياتى الوحيد ، نور هو اللي قلبي قوى بيه حسيت معاه بالامان ، ياخسارة يابابا ماشوفتش غير كبرياءك وغضبك سيطر عليك على حساب بنتك وسعادتها ، لمجرد انى اشتغلت على قضية سالى يابابا ده كان وعدى لها ان اجيب لها حقها ، نسيت إنك ربتنى اوفى بوعودى لو اخر يوم فى عمرى ، مش ده كان كلامك ليا دايما وانا صغيرة ، انا نفذته حضرتك زعلت واخدت موقف عدائي ضدى وضد نور ، مش قادرة اتخيل ازاى انت يابابا تفكر تقتل انسان لمجرد انه وقف ضد رغبتك
انا مقدرتش اعيش وسط كل ده ، ماقدرتش اختارك يابابا واتخلى على نور ولا قدرت اختاره وابعد عنك نسيتوا إنكم كده بتموتونى انا ب البطيئ، علشان كده قررت ابعد عنكم انتم الاتنين ، يمكن تكون دى فرصة علشان تراجع نفسك وتفكر كويس وتعرف إن انا ونور مكناش نستاهل منك كل ده ،
قول لماما تسامحنى ،  بجد مش هقدر .....
مش هقدر اعيش من غيركم انتوا ونور  علشان كده قررت اتعذب لوحدى بعيد عنكم
قول لماما تطمن عليا وماتقلقش انا هكون بخير وماتحاولش تدور عليا يابابا صدقنى مش هتلاقينى هتوحشونى  ....))
انتهى اكرم من قراءة الرسالة التى كان مع كل حرف بها ينطقه لسانه تشتعل النار كاللهيب بقلب هناء، وجلس على اقرب مقعد  يشعر بأنه سيصاب بأزمة قلبية من تلك الصدمة
نظرت له هناء بعيون باكية مقهورة : ارتحت يااكرم .... دلوقتى ارتحت ... البنت ضاعت مننا يااكرم
كانت تتحرك ذهاباً وإيابا وهى تفرك قبضتيها ببعضهما : أتصرف ازاى دلوقتى ياربى ... اعمل إيه ... اسأل عليها فين  والتفتت له مرة اخرى : انطق ... هنعمل إيه دلوقتى .... هنفضل كده مش عارفين البنت فين ولا بتعمل إيه
نظر لها اكرم ولأول مرة بعيون تملأها الدموع : صدقينى ياهناء مش عارف افكر
هناء : ليه الدموع يااكرم مش هو ده اللي كنت عاوزه ....للاسف غرورك وانانيتك عمو عيونك عن بنتك كنت بتعاقب مين نور ولا حياة ... كنت عاوز تحطم مين نور .... أهو انت حطمتنا كلنا .... منك لله .... منك لله يااكرم ....
إسمعنى كويس يااكرم : قسما بالله لو ماعرفت بنتى فين والليلة  انا هسيب الفيلا وهمشي ومش هرجع الا لو بنتى رجعت قبل منى ومش بس كده هترجع هى ونور .... وبصوت عالى نسبيا : إنت فاهم يااكرم ....  واشبع بالامبراطورية دى كلها لوحدك ،
وتركته وصعدت لغرفتها لترى كيف ستبحث عن ابنتها وكيف ستعيدها
جلس اكرم يفكر بما فعلته حياة فهو لم يحسب حساب تلك اللحظة ،
(( هكذا بعض الاباء يعتقدون ان  من حقهم التدخل فى حياة ابنائهم وفى قراراتهم  المصيرية متغافلين عن ردة فعل الابناء))
وعلى الفور امسك هاتفه وطلب من مدير مكتبه ان يجعل رجاله يبحثوا عنها فى كل مكان حتى يجدوها
***********
كان نور يقود سيارته يحاول ان يستجمع افكاره ومن اين يبدأ وقعت عينيه على الرسالة فأوقف السيارة على جانب الطريق
وفتح الرسالة وقرأ ماكتبته له حياته وحب عمره كما كان يصفها وكانت الرسالة
(( إلى من نبض قلبي له لأول مرة في حياتى ، إلى من سلب عقلي وقلبي ، إلى من بدأت حياتى بحبه ، إلى من أعاد لحياة الحياه ، إلى من جعلنى اسيرة عشقه للابد ، نور ، نور حياتى كلها الذى اضاء لى دروب الحياة بعدما كانت مظلمة  ،  نور قلبي الذى فتحت سنوات عمرى بعشقه كالزهور التى تتفتح لاستقبال ندى الصباح، يعجز قلبي عن وصف عشقى لك مهما سردت لك من كلمات فى هذه الرسالة ، سامحنى يانور لم يستطيع قلبي احتمال هذا الفراق الذى فرضه القدر علي قلبينا ، لا اعلم سبب عداوة القدر معى لان يضعنى فى هذا الموقف الصعب لم أكن يوما سلبية او ضعيفة ، لم يرى احد ضعفى سواك ، لكنى لم استطيع هذه المرة تجاوز تلك الازمة فقررت الهرب بعيدا ،
لم احتمل رؤيتى اختار بين أبى وبينك اذا حسمت الامر واخترته سيتعذب قلبي على فراقك مدى الحياة ، وايضا اذا اخترت البقاء معك سأخسرك للابد واخسر ابى ، ف إخترت ان يتعذب قلبي فقط بالبعد عنكم جميعا ، لن انساك يوماً ، رحلت مع أجمل ذكرى منك أحملها فى قلبي وعقلي ستظل معى كل حياتى ، وسأحافظ عليها ،
نور حبيبي سامحنى  طلبى للطلاق غضب عنى علشان احافظ عليك ، إنسانى  يانور ... سامحنى وإنسانى وحاول تبدأ حياتك من جديد ، ومتحاولش تدور عليا ، واتمنى ان قلبك يغفرلى البعد واتمنى اكون ذكرى جميلة فى حياتك وأسفة على كل اللى بابا عمله، هتوحشنى ....))
انتهى نور من قراءة الخطاب وأغلق يده على الورقة بغضب شديد وهو يقول : بتطلبى منى أنساكى طيب ازاى ..... إزاى وانتى اول واخر حب فى حياتى .... ازاى ابدأ حياتى من جديد وانتى كل حياتى .... ازاى ... ازاى يجيلك قلب تبعدى وتطلبى منى الطلب ده
مسح دموعه بكفيه : وحياة حبي ليكي ياحياة ماهيهدالى بال الا لماالاقيكي وارجعك تانى مش هسمحلك تبعدى عنى تانى وقاد سيارته بسرعة متوجهاً لمكتب اللواء محسن
ووصل للمكتب ودخل بعصبية دون استئذان اللواء محسن : إيه ده ياحضرة الضابط ازاى تدخل مكتبى كده
تجاهل نور كلامه فهو الان فقد ثباته الانفعالى وتوجه لفادى الذى كان يجلس اما اللواء محسن يشاهدوا محتوى الميمورى وأمسكه من قميصه وجذبه إليه بعنف جعلت فادى يقفز من مكانه مصطدما بصدر نور بذهول من منظره فقال نور بغضب وصوت عالى  : شوف يافادى اللي فات كله كوم واختفاء حياة النهاردة كوم تانى .... إنطق مراتى فين
فادى بدهشة ممزوجة بالصدمة : حياة .... مالها حياة يانور
نور وهو يجذبه بشده : فادى ماتختبرش صبرى اكتر من كده قسما بربى انسى اننا كنا فى يوم اصحاب واهل وادفنك مكانك لو ماقولتلى انت خفيت حياة فين،
وقف اللواء محسن بجدية وحزم وحرر فادى من قبضة نور : نور انت اكيد اتجننت ، فادى معايا من ساعة ماكنت معانا وماخرجش من المكتب ولا دقيقة واحدة
نور : طبعا ماهو انت لازم تقول اكتر من كده ماهى دى خطتكم الجديدة .... لكن  المرة دى والله ماهسمح لكم ونظر لفادى : انطق مراتى فين يافادى
نظر له فادى بشفقة على حالته واقترب منه : اهدى يانور وفهمنا اللي حصل بالضبط ، وصدقنى انا اخر اتصال كان بينى وبين حياة كان يوم الحادثة ومن وقتها انا مااعرفش عنها حاجة
نور : والمفروض إنى اثق فيك واصدقك
فادى متفهما حالته : لأ ياسيدى ماتصدقنيش لكن فهمنا بس ايه اللي حصل يمكن نساعدك
نظر له نور بتهكم :  ماشي هعمل نفسي مصدقك حياة مشيت من بيت والدها ومحدش يعرف عنها حاجةوسايبة رسالتين واحدة لوالدها والتانية ليا بتعرفنا فيها انها مشيت  بعد ضغط والدها عليها وطبعا انتوا عارفين اللي حصل بعدها ،
شعر اللواء محسن بالاسف على حياة ونور وانه أخطأ عندما ساعد اكرم فكان يجب عليه أن يوقفه مهما كلفه الامر  فعلى الفور  رفع سماعة هاتفه : أيوة  انا عاوز رجالتك يقلبولى مصركلها عن حياة بنت رجل الاعمال اكرم الصياد
نظر فادى للواء محسن ونور يحاول تصديق ماحدث امامه فهو متأكد انه يرى حلم مزعج لامحالة
اللواء محسن : نور انا عارف انى غلطت لما وافقت اكرم حماك على جنانه ده ، لكن ياابنى انا كان هدفى كله احافظ عليكم انتم الاتنين أحافظ على صديق عمرى إنه يغلط غلطة يندم عليها الباقى من عمره او إنه يتسجن بسببها ، وفى نفس الوقت أحافظ عليك مش علشان انت  من اكفأ الضباط عندى لأ لأنى بعتبرك انت وفادى ولادى اللي مخلفتهومش ليكم مكانة خاصة فى قلبي ،
حتى حياة بعتبرها بنتى وابدا مااتعاملتش معاها على انها مجرد بنت صديقى او طرف مهم فى القضية بتاعتنا ،
ولأول مرة تسمع منى الكلام ده ،  موضوع جوازك من حياة مكانش بس علشان المهمة لأ انا اللي فكرت فيه وطلبت من فادى يقولك ان جوازك منها ضرورى علشان المهمة إنما الحقيقة غير كده خالص
نظر نور لفادى وهو يلعنه فى سره
اكمل اللواء محسن : ماهو بصراحة انتم الاتنين مناسبين جدا لبعض وخصوصا وانا عارف ان كل واحد فيكم رأيه فى الجواز ماشاء الله  مايعجبش حد ويبشر ان ولا واحد فيكم هيفكر يتجوز ،
نور : هو حضرتك شايف ان الجواز ده إيه لعبة شطرنج بتحركنا فيها زى ماانت عاوز
جلس اللواء محسن على كرسيه بهدوء قائلا : لا طبعا الجواز عمره ماكان لعبة شطرنج ، لكن انتم زى ماقولتلك قبل كده ولادى ، فاستخدمت حقى ده وعملت زى الحكمة  مابتقول (( إخطب لبنتك ...))
نور : نعمممم
ضحك فادى بشدة على منظر نور
نور بغضب : بتضحك على إيه ياحيوان
فادى  وهو لايزال يضحك: طالما قولت ياحيوان يبقى الخلاف اللى مابينا انتهى ياصاحبى
تنهد نور بغيظ من فادى فهو استغل الموقف  وإبتزه عاطفيا فهو متأكد تماما من شخصية نور وانه حتى وان غضب منه لكن لايمكنهم الاستغناء عن بعضهم البعض
اللواء محسن كان يترقب رد فعل الاثنين بهدوء حذر
حتى وقف فادى واقترب من نور الذى وقف ايضا وتعانقا معا بشده
وبعدها جلسا الاتنان امام اللواء محسن الذى فرح قلبه لانتهاء الخلاف بين فادى ونور قائلا : اتمنى يانور تكون كل الامور وضحت قصاد عنيك دلوقتى وبكده مافيش اى اسرار فى المهمة دى تانى
وربت فادى على كتف صديقه  ليطمئنه : واطمن يانور هنوصل لحياة وهنرجعها تانى
وصدقنى مش هسافر الا لما حياة ترجع تانى والخلاف ده ينتهى
نور : تسافر .... تسافر فين مش خلاص اللى كنت هتسافر علشانه انتهى
فادى : للاسف لأ ياصاحبى ده ابتدا
اللواء محسن : الرئيس امر ان فادى يسافر لانه هيشترك مع الانتربول فى مهمة القبض على الاسماء المتورطة مع المنظمة ، وهيتم محاكمتهم فى مصر
والرئيس بنفسه هيعلن ده فى مؤتمر صحفى قريب
نور : أيوة يافندم لكن فى اسماء على القائمة مش سهلة ومعاهم جنسية مزدوجة وطبعا اصحاب الجنسيات دى معروف انتمائاتهم
اللواء محسن : وهى دى بالضبط مهمة فادى واللى كنت لازم تكون معاه فيها ، لكن اختفاء حياة هيمنع سفرك مع فادى على الاقل فى التوقيت ده
شعر نور بأن اختفاء حياة زاد الامور تعقيداً
اللواء محسن : ماتفكرش كتير ياحضرة الضابط انا متفهم دلوقتى مهمتك ترجع مراتك الاول وبعدها المهمات جاية كتير
ونظر لفادى : دلوقتى يافادى معاك اسبوع واحد قبل ماتسافر تقلبوا مصر كلها على حياة انت ورجالتك ، وكذلك نور ورجالته هتقسموا نفسكم فرق بحث علشان يتم مسح مصر بالكامل لحد ماتلاقوها مفهوم
فادى ونور : تمام يافندم
اللواء محسن  لنور : ودلوقتى ياحضرة الضابط على مكتبك انت وفادى ونسقوا مع بعض زى ماقولتلكم وعاوز اسمع اخبار كويسة عن حياة فى خلال ساعات
فادى ونور : تمام يافندم
وخرج الاثنان لمكتبهم ليبدأوا رحلة البحث عن حياة ولكن هل حقا سينجحوا فى الوصول اليها فى اقرب وقت ام سيستغرق الامر اكثر من ذلك .....
**************
فى الولايات المتحدة الامريكية وتحديداً فى ولاية نيويورك فى مطار (JFK)
كان عاصم وصل المطار لاستقبال حياة
كانت حياة فى الطائرة عندما اعلنت المضيفة وصول الطائرة لمطار مدينة نيويورك بعد رحلة دامت ل 12ساعة متواصلة دون التوقف ، وطلبت من المسافرين ربط الاحزمة استعدادا للهبوط
وربطت حياة حزام الامان وعادت للنظر للسماء من نافذة الطائرة مرة اخرى فهى كانت تتأمل السماء دون ان يغمض لها جفن ولو للحظة واحدة فهى فى الحقيقة لم تكن تتأمل السماء بقدر ماكانت تنظر على حياتها كشريط سينمائي ، تفكر فيما سيحدث فى مصر بعد معرفتهم بهروبها ، وتفكر ايضا بما ستواجهه الايام القادمة
وضعت يدها على بطنها تتحسسها برفق وحنان ودار بينها وبين جنينها حوار صامت لم يسمعه احد سواهما طمأنته ووعدته ان تحافظ عليه مهما حدث ومهما قاست فى تلك الحياة ، فهاهى ستبدأ بداية جديدة من الصفر مع طفلها وستعتمد على نفسها بعيدا عن اسم ابيها وثروته التى لم تسعدها يوما واحدا
انتبهت حياة على صوت المضيفة وهى تخبرها بالانجليزية : Ma'am, the plane has landed and all the passengers have landed
((سيدتى لقد هبطت الطائرة وهبط جميع الركاب ))
حياة : اعتذرت بلباقة
I apologize, I didn't notice that
واخذت حقيبة يدها وهبطت من الطائرة
شعرت ببعض الدوار الخفيف فنظرت لبطنها مبتسمة  وكأنها ترى جنينها : وبعدين بلاش شقاوة مش هنبدأ من دلوقتى نتعب مامى
وبعد ان انتهت من الاجراءات خرجت من المطار وجدت عاصم بانتظارها فى الخارج
عاصم بترحيب : حياة حمدالله على السلامة
حياة بإبتسامة مجاملة : الله يسلمك ياعاصم
فتح لها عاصم باب السيارة وركبت حياة ووضع عاصم حقيبتها فى السيارة من الخلف وركب سيارته وغادر المطار متوجهين للمنزل وفى الطريق
عاصم : طمنيني عليكي عاملة ايه
حياة : الحمد لله ... طنط عاملة إيه
عاصم : الحمد لله تمام
حياة : انا اسفة ياعاصم بجد انى اتسببت لك فى القلق ده بس حقيقي مافيش حد اثق فيه غيرك
عاصم بمشاكسة فهو شخصية مرحة : لا هو من ناحية قلق أيون قلقتينى وبعدين هو جديد عليكي ياحياة انتى طول عمرك شخصية مزعجة
نظرت له حياة بدهشة : أنا شخصية مزعجة
ضحك عاصم بشدة فهو نجح فى انتزاعها من افكارها وجذب انتباهها للحديث: من يومك ياحبيبتى وانتى مزعجة
حياة بغيظ : تصدق وانت كمان من يوم يومك وانت رخم ومستفز
كان عاصم لايزال يضحك : أيوة ماانا عارف المعلومة دى إيه الجديد يعنى
حياة بقلة حيلة  : أنا عارفة انى مش هخلص من رخامتك دى
عاصم : No ياحياة مش هتخلصى
وضحك الاثنان على تلك المشاكسات فهذا هو حالهم منذ صغرهم
توقف عاصم عن الضحك وتكلم بجدية : خلاص نتكلم جد هزرنا شوية خلاص بقى ، شوفى ياستى ، انا دلوقتى هوصلك بيتك ترتاحى شوية  من الرحلة الطويلة دى وبعدين لنا قعدة طويلة مع بعض وهنتكلم فى كل حاجة
حياة : لا انا مش تعبانةماتقلقش نروح البيت ونتكلم مع بعض فى امزر عاوزة ارتبها ياعاصم ومش عاوزة اضيع وقت
عاصم : يابنتى الدنيا مش هتطير ارتاحى النهاردة وبكرة نتكلم
كانت حياة فعلا تشعر بالتعب من رحلتها الطويلة فلم تجادله ووافقت : اوك خلاص نأجل اى كلام لبكرة
عاصم : اوك
ووصل عاصم وحياة المنزل وفتح لها الباب  دخلت حياة وتأملت المنزل فكان المنزل مريح يجمع بين البساطة والرقى ، تناسق الالوان يبعث الراحة والسكينة فى النفس  وجدت سيدة اربعينية اتت اليها لترحب بها ،
نظرت حياة لعاصم بتساؤل عنها
فقدمها عاصم لها : دى مدام حياة يامتيلدا وزى مافهمتك
حياة : دى متيلدا هتكون معاكى مديرة المنزل وهتكون مسؤلة عن كل حاجة فى البيت ، علشان انتى تفوقى للشغل
كانت حياة ستتحدث ولكن عاصم استوقفها
عارف هتقولى إيه لكن مش وقته نتكلم بكرة
ودلوقتى اطلعى ارتاحى فى اوضتك وماتيلدا هتجهزلك الاكل
ونظر لماتيلدا : المدام تهتمى يها ماتيلدا جهزى لها الاكل تاكل وترتاح النهاردة مفهوم
ولو فى اى حاجة انتى معاكى رقمى كلمينى
ماتيلدا : اوك مستر عاصم
والتفت عاصم لحياة : دلوقتى انا لازم ارجع البيت علشان ماما وهنتقابل الصبح
حياة : اوك ياعاصم
وتحرك عاصم ليخرج فاستوقفته حياة : عاصم
التفت عاصم لها  فقالت : شكرا ياعاصم ... بجد شكرا ليك
ابتسم عاصم وخرج بعدها متوجها لمنزله
صعدت حياة لغرفتها اخذت حماما دافئا ليساعدها على الاسترخاء وخرجت بعد دقائق وفتحت حقيبتها واخرجت منها صورة نور
ووضعتها بجانبها على  السرير : وجلست تتأملها حتى غرقت فى سبات عميق دون ان تأكل
دخلت ماتيلدا لها بالطعام وجدتها نائمة فوضعت الاكل على الطاولة الموجودة بالغرفة ودثرت حياة جيدا تحت الغطاء وخرجت بالاكل مرة اخرى لتتركها ترتاح
************
فى مصر
لم يرد عبد الرحمن على اتصالات روجيدا طول الليل فكانت تحاول الاتصال به كثيرا لتصلح ماافسدته بدون قصد ولكنه لم يرد
استسلمت الاخيرة واستعدت للذهاب للمستشفى لتقابل عبد الرحمن
ولكنها تفاجأت بعدم ذهابه المستشفى وعلمت انه أخذ  اجازة...... 
فتأكدت انه لايزال غاضبا منها ولايريد رؤيتها حتى يهدأ
جلست  فى مكتبها تفكر فى حل لهذه المشكلة 
جلست روجيدا فى مكتبها تفكر فى حل لتلك المشكلة التى لم تكن فى الحسبان ،
شعرت بالضيق الشديد امسكت هاتفها تحاول الاتصال ب عبد الرحمن مرة اخرى ولكن هذه زفرت بضيق عندما سمعت الرسالة المسجلة ( الهاتف المطلوب مغلق او غير متاح ) وقفت روجيدا واخذت حقيبتها وهاتفها وهى تهمس لنفسها  :  الظاهر يادكتور لامفر من المواجهة اوك ياعبد الرحمن مفكر لما تاخد اجازة وماتردش انا مش هعرف اوصلك ،
وخرجت من مكتبها بل والمستشفى كلها متوجهة لشقته فهو يقيم فيها منذ عودة والديه الى منزلهم واقامة روجيدا معهم
ولم تتردد لحظة فى قرارها فلابد من المواجهة الان 
وصلت للعقار الموجود به شقة عبد الرحمن
وتوقفت لتسأل الحارس عنه  :
صباح الخير
الحارس : صباح الخير يادكتورة
(الحارس يعرف روجيدا لانه رأها اكثر من مرة مع والدة عبد الرحمن عند لقائهم بمهندس الديكور فى الشقة )
روجيدا : الدكتور عبد الرحمن فوق
الحارس : أيوة يادكتورة
شكرته روجيدا باحترام وتوجهت للمصعد وهى تدعوا ربها سراً ان تنجح فى حل هذه المشكلة
وصلت للطابق الموجود به شقة عبد الرحمن وطرقت على الباب عدة طرقات خفيفة ، ولكنها لم تجد رد فقررت ازعاجه بالجرس فضغطت على الجرس بطريقة مزعجةسمعته يصيح بصوت غاضب  : مين الغبى اللي بيرن الجرس بالطريقة دى على الصبح
ابعدت يدها بسرعة  عن الجرس واعتدلت فى وقفتها لتستقبل شحنة غضبه الثانية ببرود وثبات
فتح الباب بعصبية : مين الغ... وتوقف عن الصياح عندما رأها أمامه
ابتسمت روجيدا بهدوء : ما تكمل سكت ليه أيوة كنت بتقول إيه من الغبي ... صح
اعملك إيه يادكتور انا خبطت كتير لكن واضح انك منت نايم تحت الارض ودخلت وتركته على الباب يحاول استيعاب  ماقالته للتو
وكرر ماقالته بدهشة : نايم تحت الارض ... انا
توقفت روجيدا والتفتت له : اعملك معايا نسكافيه يادكتور
تعجب عبد الرحمن من تصرفها بأريحية متناسية الكارثة التى تسببت بها فأغلق الباب
ونظر لها
رأته روجيدا واقف كالتمثال فتكلمت بصوت مرتفع قليلا : ها يادكتور هتشرب نسكافيه ماتقلقش انا عزماك
نظر عبد الرحمن بدهشة لها قائلا : ده انتى مصيبة ياروجيدا اوك يادكتورة  بعد اذنك ثوانى
روجيدا بابتسامة : اتفضل يادكتور  خد راحتك زى بيتك طبعا
تركها عبد الرحمن ودهل غرفته فهو إن وقف امامها دقيقة اخرى فستفقده تلك الجراحه عقله ايضا
وقفت روجيدا فى المطبخ بسعادة فهاهى نجحت فى المهمة الاولى ،
خرج عبد الرحمن من غرفته بعدما ابدل ملابسه
وانتهت روجيدا من اعداد النسكافيه وخرجت به من المطبخ ووضعت كوب النسكافيه أمامه على الطاولة وجلست امامه
نظر عبد الرحمن لها بجمود: جيتي ليه ياروجيدا
روجيدا : لانك مابتردش على تليفوناتى ، وكمان أخدت اجازة
ممكن اعرف ليه كل ده ،
ياعبد الرحمن انت اتسرعت فى حكمك على الامور
يحاول عبد الرحمن الحفاظ على ثباته الانفعالى : انتى ليه مش حاسة بحجم اللى عملتيه ياروجيدا لحد دلوقتى .
روجيدا : كان لازم يكون عندك ثقة فيا اكتر من كده يادكتور وتحاول تسمع وجهة نظرى للي حصل ، لو انت اللي كنت مكاني وعرفت وروجيدا أخدت وعد منك بحفظ سرها ، كنت هتتصرف ازاى
ظل عبد الرحمن صامتا ولم يرد عليها
روجيدا : ساكت ليه ياعبد الرحمن ، عموما  انا وضحتلك وجهة نظرى فى اللى حصل وكنت اتمنى اننا يكون بينا مجال للحوار يادكتور
((كانت اصابع يدها  تحرك خاتم الخطبة الموجود فى اليد الاخرى يمينا ويسارا وكأنها لعبة تحركها كما تشاء، كانت مترددة مما ستفعله ولكنها عزمت امرها ))
لمعت عينيها بالدموع والتى جاهدت لعدم ظهورها وباءت كل محاولات اخفاؤها بالفشل ،لم يراها عبد الرحمن فهو لم ينتبه لها فقالت روجيدا : عارف ياعبد الرحمن انا كنت اتمنى  فى العلاقة اللي بينا يكون فيها جو الحوار لما تزعل تناقشنى وتسألنى تسمعنى ... تسمع وجهة نظرى افضل من إنك تتسرع فى حكمك على الامور وتقرر تبعد وكل واحد مننا يكون فى مكان ... لكن واضح يادكتور ان هى دى طريقتك فى حل المشاكل
ونزعت خاتم الخطبة من يدها فجأة وبهدوء شديد : انا لما حافظت على وعدى لحياة كان علشان حياة ونور والبيبي اللي لسة فى علم الغيب ، الخطر اللي كان محاوطها هو اللي سكتنى علشانها
وضعت روجيدا خاتم الخطبة امام عبد الرحمن على الطاولة : انا  أسفة جدا يادكتور عبد الرحمن مش هقدر اكمل بالطريقة دى لان تفكير كل واحد فينا مختلف عن التانى  وتركته وذهبت سريعا مغادرة المكان
نظر عبد الرحمن بصدمة من تصرفها لأثرها الذى اختفى بمجرد اختفاؤها من امام عينيه
أمسك الخاتم بيده : البنت دى اتجننت ولا إيه .... ازاى تنهى كل حاجة كده بسهولة
وسريعا قام ليلحق بها وخرج من العقار يبحث عنها ولكنه للاسف لم يجدها وكأنها كقطعة حلوى ذابت بين الزحام
تنهد عبد الرحمن بغيظ من رد فعل روجيدا وحاول الاتصال بها ولكن دون جدوى فهى لم ترد على اتصالاته
بعدما خرجت روجيدا من منزله ركبت سيارتها وقادتها بسرعة وتركت لدموعها العنان قادت ولم تشعر بالطريق ووجدت نفسها  موجودة امام مدخل المقابر  اوقفت سيارتها ونزلت سريعا منها وكأنها طفلة تحتاج لان ترتمى بأحضان امها
وصلت لقبر أمها وجلست امامه وبكت بشدة وتمنت لو ان والدتها معها الان لترتمى فى احضانها وتبكى ،
بحث عبد الرحمن عنها كثيرا فهى لم تذهب للمستشفى ولم تذهب ايضا لمنزل والده

*حياه بلا حياه 2*🍁حيث تعيش القصص. اكتشف الآن