30

1.5K 72 3
                                    

الفصل الثلاثون
محسن : نور وفادى السفر هيكون بكرة
المهمة دى نظرا لصعوبتها المخابرات سميتها مهمة الموت نظرا للمكان اللي هتتنفذ فيه
نور بصدمة : نعم بكرة
رد محسن بجدية وهو يعرف جيدا مايقصده نور : أيوه يانور بكره ان شاء الله هتتحركوا  الساعة 12 بالليل
نور : أيوة يافندم لكن ...
قاطعه محسن وهو ينظر له نظرات ثاقبة  : من غير لكن يانور دى الاوامر وأوامر عُليا
كان نور فى حيرة من امره فهاهى الحياة تعصف به من جديد وتضعه فى اختيار قاسي بين واجبه الوطنى وبين واجبه فى البحث عن معشوقته المختفية
انتزع اللواء محسن نور من  حيرته بين عاصفة الافكار التى اجتاحت عقله : وماتقلقش حياة ان شاء الله هنلاقيها فى اقرب وقت
( إشتعل قلبه بنار الغيرة من مجرد ذكر اللواء محسن اسمها امامهم تلك المرة ولكن مهلا يانور منذ متى .... منذ متى واشتعل لهيب الغيرة فى قلبك هكذا
ولعن فى سره حظه العاثر وبعدها عنه فبالرغم من هذا البعد يزداد شوقه لها اكثر واكثر تمنى من الله ان يستطيع ان يجدها ويعيدها اليه ، أقسم بداخله ان يعاقبها على هذا البعد ولكن يجدها اولا وبعدها سيحاسبها على كل ماقساه معها ومنها  )
عندما لاحظ فادى نظرات اللواء محسن لحالة نور وشروده همس : نور ركز هتودينا فى داهية الله يحرقك
ولكن هيهات لم يسمعه نور ، ابتسم خالد وهمس لفادى : إنسيٰ.. صاحبك غرقان فى الحب على الاخر
فادى : ماتخرس هى نقصاك انت كمان
بصعوبة استطاع خالد ان يكتم ضحكه على هذا الموقف قائلابسخرية : خلى نور هنا واسافر معاك ياصديقى
فادى بنفاذ صبر  : انا عارف انى موتى هيبقى على إيد واحد منكم
انتفض ثلاثتهم عندما تحدث اللواء محسن بحدة  قائلا : ماتفوق ياحضرة الضابط وتنشف شوية جرالك إيه
نور : احم احم انا اسف يافندم
اللواء محسن بجدية مصطنعة: نور ركز شوية فى شغلك اللي اهملته انا مش هقدر اغطى عليك اكتر من كده وخصوصا ان القضية دى بالذات متابعة من الرئاسة خطوة بخطوة
نور يحاول ان يعود لثباته من جديد قائلا: تمام يافندم
رق قلب اللواء محسن على حاله ولكن لابد ان يتعامل معه بحزم حتى يستعيد نور نفسه فهو اولا واخيرا من اكفأ ضباط المخابرات
نظر لخالد  قائلا: خالد انت هتقدر ترجع شغلك امته
خالد بحماس :  من دلوقتى يافندم انا الحمد لله تمام
اللواء محسن وهو يعلم حالته جيداً: تمام فادى هيسلمك ملف حياةو كل المعلومات اللى هتحتاجها فى مهمتك دى ،
عاوز اوصل لمكانها فى اسرع وقت
خالد : تمام يافندم
التفت محسن لفادى متجاهلا نور والذى كاد ينفجر كالبركان الغاضب  : فادى هتسلم خالد كل حاجة  وهترتب اجتماع مع رجالتك المكلفين بالبحث عن حياة  مع خالد  بعد مانخلص  علشان يبدأوا التنسيق مع خالد وهتستعد انت ونور للسفر
وبدأ يشرح لهم خطتهم فى مغادرة مصر
هتسافروا على تونس كصحفيين مع الوفد الصحفى اللي هيسافر  لتغطية القمة العربية بكره على طيارة ١٢ بالليل
ومن هناك هتطلعوا على اليونان ولكن بهويات تانية خالص ، وطبعا الاسماء اللي هتسافروا بها فعلا هيكونوا متواجدين فى المؤتمر لانهم صحفيين حقيقين ولكن مايعرفوش عن مهمتنا دى اى حاجة ولا ان حد هيستعمل اسمائهم دى فى السفر
( ومد يده بظروف ابيض به جوازات سفرهم التى سيستخدموها فى تحركاتهم سواء من مصر لتونس او من تونس لليونان )
وأكمل قائلا : وهتسافروا من اليونان لتل ابيب وطبعا رجالتنا هناك هتساعدكم فى المهمة دى هما شغالين من فترة وقدروا يجمعوا معلومات خطيرة عن الاسماء اللي فى القائمة اللى نديم عملها ، وبأسرع وقت لازم تتم التصفية بهدوء ومن غير شوشرة ، لازم بأى تمن نخلص على الكلاب دى قبل مايوصلوا لتنفيذ مخططاتهم
فى حاجة مش واضحة محتاجة توضيح
نور : ايوة يافندم ممكن اعرف وسيلة الاتصال برجالتنا اللى هناك هتكون ازاى
ابتسم اللواء فهاهو نور نجح فى استعادة شغف  روح ضابط المخابرات من جديد قائلا : وسيلة الاتصال هتعرفوها فى اليونان ياحضرة الضابط وطبعا ده ضمن خطة التأمين فى حالة انكشفتوا للمافيا يبقى الباقى فى امان ونقدر اننا نستمر فى خطتنا انما لو اتكشفتوا واتكشف معاكم رجالتنا اللي هناك يبقى بنهد شغل سنين طويلة ، ومجهود ناس كتيرة
نور وفادى : تمام يافندم اى اوامر تانية
اللواء محسن : لأ لكن عاوزكم مش محتاج اوصيكم محدش يعرف نهائي بسفركم ولا حتى اقرب الناس لكم،
التفت لنور واكمل : طبعا يانور انا مقدر الحالة اللي كنت فيها الفترة اللي فاتت ، لكن انا واثق انك هتقدر تفصل بين شغلك وبين حياتك الشخصية
وانا عندى ثقة ان ربنا هيرجع لنا حياة تانى وقريب جدا
هز نور رأسهوتحدث قائلا : ان شاء الله يافندم
ووقف بعدها نور ووقف فادى وخالد بعده واستأذنوا للانصراف حتى يستعدوا للمهمة الجديدة
خرج فادى وخالد واستوقف اللواء محسن نور : نور استنى عاوزك لو سمحت
التفت نور لمحسن  وبرسمية شديدة: اوامر معاليك يافندم
محسن : نور مش عاوزك تسافر وفى قلق جواك على حياة تأكد انى مش هرتاح غير لما ارجعها تانى ،واتمنى بكده أكون صلحت الغلط اللي حصل ، صدقنى يانور انا مابنامش من يوم اللي حصل بينكم ده لكن وعد منى ياابنى إنى انا اللي هتابع بنفسي الموضوع ده لحد ماترجع تانى وبإذن الله ترجع من مهمتك وكل الخلافات دى تكون انتهت
نور بتنهيده : ان شاء الله يافندم
لكن انا لو حصلى حاجة لازم حضرتك تعرفها وتعرف اكرم بيه صديقك ان حياة مراتى وانا رديتها لعصمتى تانى يوم ماطلقتها... انا كنت واثق ان طلبها للطلاق كان تحت ضغط من اكرم بيه
لكن حياة مراتى وهتفضل مراتى لآخر يوم فى عمري
إبتسم اللواء محسن بسعادة  على موقف نور وانه رفض الخضوع والاستسلام لغرور اكرم وعناده : عمرى ماشكيت للحظة إنى اخترت غلط ، يوم مااخترت انك انت وحياة تتجوزوا مش فرض اوتحكم  فى حياتكم واختياراتكم زى ماقولت قبل كده يانور ، لكن لانى كنت واثق انكم هتكونوا ثنائي رائع وهتكملوا بعض وهو ده اللي حصل فعلا
وقف نور برسمية شديدة : بعد إذنك يافندم لازم أمشى علشان الحق استعد للسفر 
محسن : اتفضل يانور
وخرج نور من مكتب اللواء محسن وانضم لفادى وخالد ليرى تطورات عملية البحث عن حياة
بعد دقائق قليلة كان ثلاثتهم  يستمعوا لفريق البحث
خالد : كل الكلام ده كويس جدا لكن فى حلقة مفقودة ،
انتبه نور و فادى لخالد وفى نفس اللحظة سأل الاثنين خالد : حاجة إيه
خالد : ازاى حياة قدرت تخرج من الفيلا على الرغم من وجود جيش الحراسة اللى عندهم ده ، اضافة لكده دى الفيلا مترشقة كاميرات مراقبة
مافيش ولا كاميرا سجلت اى حاجة غريبة او ملفتة للنظر
نظر نور وفادى لبعضهم البعض  ببلاهة وعادوا ينظروا لخالد فقال نور : انت عاوز تقول إيه ياخالد
خالد وهو يبتسم على منظرهم : عاوز اقول ان مستحيل واحدة زى حياة الصياد عايشة فى فيلا تحت حراسة مشددة وكاميرات مراقبة وتقدر تخرج من الفيلا بالسهولة دى ومن غير ماحد من الحرس ياخد باله حتى 
أكيد فى حد ساعدها وحد قريب جدا منها كمان
لكن ....
نظر له نور : لكن إيه
واضح ان الحد ده راجل مش ست او بنت من سنها
نور بغضب : نعم ... راجل  مين ده بقى اللي ساعدها
فادى : نور اهدى مش كده خلينا نفهم وجهة نظر خالد
خالد : نور افهم انا بحاول اجمع الخيوط كلها تحت عنينا  وبفكر بصوت عالى ، وبعدين انا بقول راجل أيوة راجل وقريب جدا من حياة
لان حياة مؤكد هربت من الباب الخلفى للفيلا لانها لو كانت خرجت من الباب الرئيسي كان ابسط حاجة الحرس شافها او الكاميرات صورتها
انما هى خرجت من الباب الخلفى وحد قريب منها ساعدها لانها أكيد هربت من اى شباك فى الدور التانى على الجنينة
فادى : كلام منطقى الصراحة
نور : فعلا لكن هنتأكد ازاى دلوقتى من المعلومات دى
تبادل ثلاثتهم النظرات وعلى الفور فهم نور مخزى الرسالة
فبعصبية : مستحيل ، اللي بتفكروا فيه ده مستحيل دخول الفيلا مش بالسهولة اللي انتوا فاكرينها دى ، ده اولا وثانيا
انا لو روحت الفيلا دى تانى مش هستحمل سخافه تانية و ممكن ارتكب جريمه فى اللي اسمه اكرم ده
فادى : أيوة يانور لكن لازم نتأكد من الكلام ده وقبل مانسافر
اكيد هنلاقى دليل يساعدنا نوصل لها
وبعدين  لازم نفكر كويس قبل مانتصرف اى تصرف
خالد : للاسف لا انت ولا فادى حد منكم هيروح هناك
انا اللي هروح وهتأكد بنفسي وحضراتكم اتفضلوا جهزوا نفسكم للسفر وربنا معاكم
صمت نور وقد لمعت بعقله فكره بعد ماقاله فادى فهذه اخر محاوله  قبل سفره
فادى وخالد : نور ساكت ليه
نور : مافيش غير طريقة واحدة بس هى اللي ممكن خالد يدخل بها الفيلا
فادى وخالد معا بفضول : طريقة إيه
ابتسم نور ببرود فهو لن يترك أكرم بهذه السهولة ف من قبل التزم اقصي درجات ضبط النفس معه من أجل حياة ولكن الان حياة لم تعد موجوده فعليه ان يرد له ولو جزء بسيط مما فعله بهم
لاحظ فادى التغيرات التى تطرأ على وجه نور فتارة ملامح غاضبة وتارة ملامح ساخرة فتبدلت ملامح نور عدة مرات فى لحظات قليلة فتحدث متعجبا لتلك الحالة  : نور ... يانور انت إتجننت ولا حاجة ... 
التفت نور ضاحكا : أيوة ما هى ناقصة جنان ، ولو إن  اى حد تانى مكانى كان فعلا اتجنن من اللي حصله
لكن انا عندى فكرة وهنفذها بس مش دلوقتى بالليل
والتفت لخالد قائلا : ابعت حد من رجالتنا يراقب لى تحركات اكرم بيه ونظر فى ساعته وأكمل قائلا : هو دلوقتى اكيد فى الفيلا
خالد : أيوة لكن ليه ....
نور : انت وفادى هتدخلوا الفيلا  لكن من غير مااكرم نفسه مايعرف ،
خالد : نور ممكن توضح اكتر
نور : اكرم مابيسمحش لأى حد يقابله من غير ميعاد سابق وكمان لازم يكون عارف سبب الزيارة إيه قبلها  يعنى لو روحت انت ياخالد وطلبت تقابله مش هتعرف لان مافيش ميعاد سابق
لكن أنا أقدر بحكم إنى جوز بنته ادخلكم الفيلا وبسهولة جداا
فادى : انت ناوى تعمله زيارة ؟
نور بسخرية : طبعا وهو أنا اقدر اسافر من غير مااودع حمايا العزيز بردوا
نظر فادى بشك ل نور : مش مطمنلك
ضحك نورقائلا : ولا أنا مطمن لى حتى
والتفت لخالد : زى ماقولتلك ابعت حد يراقبه وهنعمله زيارة سريعة كده بالليل
خالد : تمام
ونظر  نور لفادى قائلا : انا همشي علشان نجهز للسفر وهنتقابل بالليل الساعة.... علشان نننفذ
خالد وفادى : تمام
وذهب نور وترك فادى وخالد يتابعوا الترتيبات
*********
منزل اللواء امجد
فى شرفة المنزل كان نور وامجد يتحدثون معا
(ولم يشعروا بتلك الاعين التى كانت تراقبهم وتسمع حديثهم)
كان امجد على دراية بالصراع الدائر بين نور واكرم ولكنه تفاجئ بترك حياة منزل والدها ولكنه لم يظهر اى ردة فعل
لاحظ نور ذلك فتحدث قائلا : إيه ياسيادة اللواء ساكت ليه
أمجد وهو يحاول ان يسيطر على غضبه و يحافظ على رجاحة عقله وحسن تصرفه فى تلك الامور: مش عارف أقولك إيه يانور ، لكن اخر حاجة كنت أتصورها ان حياة تتصرف كده
نور : للاسف يابابا  حياة اتعرضت لضغط كبير ، معاك ان اللي حصل ده كله غلط لكن انا ملتمس لها العذر
فجأة تلاقى نفسها فى موقف اختيار بين جوزها ووالدها وفى الحالتين اى اختيار هيكون فيه خسارة لها
أمجد : للاسف يانور اكرم استمر فى عناده لحد الامور ماوصلت لكده
نور : المهم دلوقتى ياسيادة اللواء اسمعنى كويس قبل  ماما  ماتيجي
انا مسافر فى مأمورية شغل بابا حياة لسة مراتى انا رديتها لعصمتى تانى يوم
أمجد بابتسامة : انا كنت متأكد انك لايمكن تتخلى عن مراتك يانور مهما كانت الضغوط اللي عليكم
نور : احيانا الحياة بتحطنا فى اختيارات صعبة بيكون قصادنا طريقين
وقتها ب نوقف عاجزين نختار اى طريق فيهم ،  ده غير إن حضرتك علمتنا نواجه المواقف ومانهربش منها  و انا لما طلقت حياة كان عندى امل ان والدها يتراجع عن موقفه لما يشوف حياة بنته بتنهار قصاد عنيه وبسببه
لكن للاسف زاد جبروته اكتر علشان كده مافيش طلاق رسمى تم عند المأذون ورديتها لعصمتى تانى
بابا حياة دلوقتى مراتى ، وانا مسافر فى مهمة  ومش عارف هرجع إمته
انا عاوز يابابا لو حياة ظهرت او عرفتوا مكانها قبل ماارجع تخليها تحت رعايتك وحمايتك  لحد ماارجع ، انا مش ضامن رد فعل اكرم  لما حياة ترجع هيكون إيه
أمجد : حاضر يانور ركز انت بس فى شغلك واطمن كل اللي انت عايزه هيتنفذ ، وانا بنفسي هتابع الموضوع مع محسن
نور : ربنا مايحرمنا منك ياسيادة اللواء
ابتسم امجد : طيب اشرب قهوتك قبل ماتبرد
ابتسم نور بمجاملة : حاضر ياسيادة اللواء
وأمسك نور فنجان القهوة يتناوله فى صمت وشرد يفكر فى زيارته لأكرم الصياد
وتوعده سراً : أما نشوف يااكرم بيه أنا ولا إنت ...
*إلتفتت بعدما سمعت حديثهم كله جحظت عيناها وكادت ان تصرخ فوضع يده على فمها يكتم تلك الصرخة التى كادت ان تكشف امرهما
فهمس  عبد الرحمن بأذنها : هشششش ده أنا ماتخافيش
لازالت  روجيدا جاحظة العين بدهشة وهمهمت بكلام غير مفهوم وهى تهز رأسها فى محاولة لتحرير نفسه من احضانه فهذا القرب مهلك لها لامحالة  ولكن باءت محاولاتها بالفشل
أما هو كان فى صراع بين قلبه وعقله ،ف عقله يسأله عن سبب وقوفها هكذا
أما قلبه فكان يرقص فرحاً لهذا القرب  لعن حظه فى سره فدائما تضعه الظروف فى مواقف طريفة ولكنها تكون بغير وقتها
استطاعت روجيدا ان تقبض بأسنانها على كف يده
أمسك عبد الرحمن يده يتألم : أه يامجنونة بتعضينى ياروجيدا ...
روجيدا بغضب وهى تحاول التقاط انفاسها بانتظام : فى حد يمسك حد كده ياعبد الرحمن وبتقول عليا مجنونة
رفع عبد الرحمن حاجبه بمكر : وهو فى حد يقف الوقفة دى  يادكتورة
ارتبكت روجيدا ولكنها تحدثت بثبات زائف : وهو فى حد يدخل اوضة بنت من غيرمايستأذن يادكتور
شعر عبد الرحمن انها تخفى ارتباكها وراء مراوغتها له فتحدث بجدية ونظرات مليئة بالاتهامات والشك : روجيدا ماترديش على سؤالى بسؤال ،لكن  هرد على سؤالك انا كنت داخل لماما المطبخ اول ماوصلت لكن لما عديت من قصاد اوضتك لاقيت باب الاوضة مفتوح لأ ومش بس كده حضرتك واقفة تتسمعى على كلام بابا ونور وممكن اى حد ياخد باله لانك ببساطة واقفة قصاد الباب ووقتها هتكونى فى موقف بايخ جدا
شعرت روجيدا بالحرج من عبد الرحمن فتحدثت بارتباك واضح :
اولا يادكتور بلاش نظرات الاتهام دى ، انا عمرى ماوقفت اتجسس على حد ولا دى شخصيتى ، لكن كنت عاوزة اعرف نور وعمو امجد بيتكلموا فى إيه ، عاوزة اطمن على نور واعرف اذا كان قدر يوصل لأى معلومة عن مكان حياة ولا لأ 
عبد الرحمن بسخرية  : بجد .... هعمل نفسي مصدقك ، لكن مااعتقدش ان هو عرف حاجة عن حياة لانه لو كان عرف مكانش هيكون بالحزن اللي انا شايفه فى عنيه دلوقتى
وأكمل بإبتسامة جانبيةسخرية مما قالته روجيدا قائلا ومااعتقدش إن حالة نور أخويا تهمك اوى علشان تطمنى عليه
روجيدا بعتاب : ليه بتقول كده ياعبد الرحمن .... ليه مصمم تشوف الامور من الزاوية دى بس
عبد الرحمن : روجيدا بلاش نتكلم فى الموضوع ده تانى لأنى كل مابشوف نور فى الحالة دى بحس اد إيه أنا  أخ زبالة اوى
روجيدا : معقولة ياعبد الرحمن .... معقولة هتفضل معيش نفسك ومعيشنى فى تأنيب الضمير ده طول الوقت
عبد الرحمن بغضب يحاول اخفاؤه: روجيدااا
ارتعبت روجيدا منه ف على الرغم من شخصية عبد الرحمن المرحة ولكن غضبه لايستهان به
روجيدا : انا هروح اساعد ماما فى المطبخ وخرجت سريعا من الغرفة هاربة من غضبه
خرج عبد الرحمن للشرفة وجلس مع والده ونور
عبد الرحمن بمشاكسة  : اخبارك ايه ياحضرة الضابط
ابتسم نور على مشاكسة اخيه قائلا : الحمد لله يادكتور طمنى عليك انت عامل ايه فى شغلك
عبد الرحمن : الحمد لله
جاءت روجيدا لتخبرهم بأن الطعام جاهز (ولكنها كانت لاتنظر ل نور فهى وان ساعدت حياة فقلبها يتألم على حالة نور ولكن للاسف لم يعد هناك وقت للندم فهى تدعو الله الان ان تنتهى تلك الازمة ويجتمع العاشقان  مرة اخرى)
رأها نور فإبتسم وسأل عبد الرحمن : هنفرح بيكم امته يادكتور
(كانت معاملة نور لأخيه وروجيدا
بحنان أخوى حقيقي كالخناجر التى تطعن قلب عبد الرحمن وود لو يرتمى فى أحضان اخيه ويعترف له بما حدث ويطلب منه أن يغفر له ماحدث )
نور : إيه يادكتور روحت فين
(إبتسم عبد الرحمن ونظر لروجيدا نظرة لم يفهمها سوى روجيدا ، ولكن فهمها نور ووالده بأن عبد الرحمن ينظر لها بهيام ولكنها كانت نظرة عتاب، فتركتهم روجيدا وذهبت ل فريال )
نور بمشاكسة : لا ده انت حالتك صعبة يادكتور
ونظر لوالده وأكمل بضحك : أنا بقول خير البر عاجله ياسيادة اللواء الدكتور حالته صعبة خالص
ضحك امجد على كلام نور قائلا : الظاهر كده ياإبنى اخوك وقع فى الحب خلاص
ابتسم عبد الرحمن قائلا : كده ياحظابط بتسلم أخوك لسيادة اللواء تسليم أهالى
ضحك امجد ونور على كلامه
و رد نور : طبعا ياعبد الرحمن دا سيادة اللواء يابنى مش اى حد
وضحك ثلاثتهم وبعدها كرر نور سؤاله:
قررتوا هتتجوزوا امته ؟
عبد الرحمن : أيوة بعد سنة
تفاجأ نور وامجد من قرار عبد الرحمن فسأله امجد بشك: ليه ياعبد الرحمن ، دا انت يابنى كنت مستعجل على الجواز  إيه اللى حصل
عبد الرحمن : فعلا يابابا ومازلت مستعجل مافيش حاجة غيرت رأيي ، لكن فى التزامات كتير فى شغلى الفترة الجاية وسفر لحضور مؤتمرات طبية برة مصر ، ده غير ان روجيدا عندها مناقشة رسالتها السنة دى
فاتفقت انا وروجيدا بعد ماتخلص مناقشة رسالتها علشان مافيش حاجة تعطلها او تشغلها ويكون المؤتمرات خلصت
(وكانت هذه حجة عبد الرحمن امام والده وأخيه حتى يستطيع السفر لامريكا للقاء حياة ومحاولة اقناعها بالعودة الى مصر مرة اخرى )
امجد لم يقتنع بما قاله عبد الرحمن ولكنه فضل ان يتكلم معه لاحقا فيكفى ما يمر به نور هذه الايام
نور : ربنا يوفقكم يادكتور
امجد نقوم أحسن أمكم ياولاد ممكن تحرمنا من الاكل لو اتأخرنا عليها اكتر من كده
ضحك عبد الرحمن ونور وتوجهوا لوالدتهم وجلسوا جميعا على الطاولة لتناول الطعام فى ألفة ودفء اسرى حقيقي
ومر الوقت سريعا ، ودع أهله
************
وذهب لتنفيذ خطته مع فادى وخالد بعدما ابلغهم من يراقب اكرم بوجوده بالفيلا بمفرده ومغادرة الجميع لها منذ فترة
ووصل نور الى الفيلا وسمحت له الحراسة بالعبور من البوابة بسيارته
أوقف نور سيارته امام باب الفيلا وأدارها لتأخذ اتجاه المغادرة
فأصبح الباب الخلفى محجوبا بجسم السيارة أمام الحراس
هبك منها نور وفتح المقعد الخلفى لحظات ليحضر جاكيته هذا ماكان يظهر للحراسة عن بُعد ولكن حقيقة الامر انه فتح الباب الخارجى ليهبط منه فادى وخالد ليبحثوا عن آخر امل لهم يساعدهم فى الوصول لحياة
وقف نور امام باب الفيلا وضغط على زرالجرس
فتحت له الخادمة ورحبت به وادخلته الفيلا
نور : اكرم بيه موجود
الخادمة : أيوة يافندم لحظة ابلغه بوجودك ، اتفضل
واشارت لاحدى المقاعد وجلس نور ينتظر حضوره
خرج اكرم من مكتبه بعد دقائق معدودة بشموخ وكبرياء ليقابله
لم يقف نور له عندما رآه وظل جالسا محتفظا بهدوءه امام هذا المتكبر
تحدث أكرم بصرامة : جاى ليه يانور
ابتسم نور ببرود ليستفز اكرم :  هى دى مقابلة يا حمايا العزيز
نجح نور فى استفزاز أكرم
رد اكرم عليه بغضب  متجاهلا كلام نور : جاى ليه يانور ، عاوز إيه
مد نور يده وجذبه للجلوس على المقعد الموجود امام نور : طيب اقعد الاول واهدى علشان فى كلمتين مهمين ولازم تسمعهم
اكرم : انت اتجننت ... ازاى تمسكنى من دراعى كده
نور بنظرات شر وغل : لو أى حد تانى شاف اللي انا شوفته منك كان زمانه ياإتجنن يامات بحسرته ، إنما انا لأ
بادله اكرم نظرات الكره والغل : ماتحاولش تختبر صبرى اكتر من كده ، وصدقنى الحادثة اللى فاتت كانت قرصة ودن ، لكن المرة دى أنا ممكن أمحيك من على وش الدنيا
نور : تؤتؤتؤتؤ ينفع كده ياحمايا العزيز
بتهددنى تانى ، طيب المرة الاولانية وعديتهالك بمزاجى علشان خاطر حياة، مع إنك عارف عقوبة اللى عملته إيه وخصوصا لو ضابط مخابرات  ،
لكن المرة دى عاوز تقتل جوز بنتك بجد
وقف اكرم من مكانه غاضب : انتهينا يانور  خلاص انت طلقتها وحياة دلوقتى مش مراتك و اتفضل اطلع برة وقسما بالله لو شوفتك هنا تانى هدفنك حي
وقف نور ولأول مرة فى وجه أكرم بقوة وشراسة كالعاصفة : لأ حياة لسة مراتى على سُنة الله ورسوله ، وقسما بربى لو فكرت مجرد تفكير تمسنى او تمسها بأذى ل أنا اللى هنسي انك حمايا وهخلص منك الحسابات كلها قديم وجديد ، ومهما كان نفوذك مش هرحمك
على العذاب اللي عيشتنا فيه انا وحياة لحد النهاردة
انا حبيت بس اقولك انى رديت حياة لعصمتى ومافيش مستند رسمى واحد يثبت انها مطلقة منى ومافيش قوة على الارض هتمنعنى عنها ولا تقدر تفرقنا تانى اوصلها بس وارجعها تانى  لبيتى وحياتى
(وصلت رسالة على هاتف نور وكانت هذه الاشارة المتفق عليها مع خالد وفادى)
فنظر نور لأكرم : وكفاية ان انت اللي هديت الامبراطورية المزيفة اللي انت عملتها بغباءك وغرورك ، حتى اقرب الناس ليك سابوك لوحدك ومشيوا
نظر له باحتقار : ياريتك تراجع حساباتك وتشوف انت ظلمت مين
وتركه نور وخرج مسرعا واستقل سيارته وتحرك مسرعا خارج الفيلا
قائلا : طمنونى لاقيتوا حاجة
فادى وخالد معاً : للاسف لأ
واعلنت اجابتهم عن ضياع اخر امل ل نور فى الوصول لحياة قبل سفره 
وشرد خالد قليلا يفكر فيما عثر عليه
اوصلهم نور لمنازلهم وتوجه لمنزله استعدادا لسفره فى اليوم التالى
وبات  الجميع والحزن رفيقهم فى تلك الليلة 
نور وحزنه على بعد زوجته وفشله فى العثور عليها
فادى وحزنه على صديقه وزوجته ولما وصل الحال بهم
أمجد : يفكر فيما يمر به ابنه نور  وشكه فى عبد الرحمن 
اكرم : وحزنه على ماوصلت اليه عائلته
هناء وشريف واسيل فى المستشفى ليطمئنوا على والد اسيل والذى تدهورت حالته وابلغ الاطباء شريف بدخول حماه فى حالة حرجة الان
سليم ورانيا: بات كل منهم يفكر فى الماضي وما مروا به وكل منهم يعيد النظر فى حساباته من جديد
*********
فى امريكا
كانت وصلت حياة وعاصم الى مقر الشركة
وحضرا الاجتماع الذى عقده عاصم مع موظفى الشركة ليبلغهم  بوجود شريك مصرى معهم فى الشركةويعرفهم عليها ألا وهى حياة
رحب الجميع بها وبدأ الاجتماع يوضح اختصاص  كل من عاصم وحياة فى إدارة  الشركة
كان الجميع منتبه للاجتماع ومايدور به إلا شخص واحد فهو منذ وقعت عينيه على حياة لم يستطيع التركيز فى الاجتماع واقسم بداخله ان حياة هى فتاة احلامه وسيجعلها فى يوم من الايام زوجته ......

*حياه بلا حياه 2*🍁حيث تعيش القصص. اكتشف الآن