31

1.7K 99 10
                                    

🥀الفصل 31🥀
لِمَ باتت الحياة بتلك القسوة ، باتت قاسية على قلوب العشاق ،تأخذ قلوبهم فى متاهة للعشق ، متاهة لانهاية لها تُبكى من تشاء وتُشقى من تشاء .
لم يخلد التاريخ سوى قصص من آلمهم العشق ك قيس وليلي ، روميو وجوليت فكان وسيظل العشق على مر الزمان متاهة ألم ولوعة لقلوب العشاق

كان الجميع منتبه للاجتماع ومايدور به إلا شخص واحد فهو منذ وقعت عينيه على حياة لم يستطيع التركيز فى الاجتماع واقسم بداخله انه اخيرا وجد فتاة أحلامه ألا وهى حياة وسيجعلها فى يوم من الايام زوجته
أحيانا لايحتاج الشعور بالانجذاب لشخص ما سوى لحظة لحظة يشعر فيها القلب بوميض مفاجئ ينير قلبه ويشعره بشعور مختلف ومميز تجاه شخص ما دون سواه وهذا ماشعر به سامح منذ أن رأى حياة
سامح شاب مصرى  طموح درس فى الجامعة الامريكية (إدراة اعمال )
Business Administration
سافر لأمريكا بعد انهاء دراسته ووفاة والدته فى ذات العام الذى تخرج فيه واستقر مع والده فى امريكا ولكنه فضل العمل فى مجال دراسته بعيدا عن علاقات والده الذى كان يعمل فى المجال الدبلوماسي فرفض العمل فى السفارة المصرية ، وبدأ عمله فى شركة عاصم فلقد جمعته بعاصم علاقة صداقة منذ سنوات.
سامح شاب طويل مفتول العضلات يتمتع بلياقة بدنية عالية نتيجة لتمرينات قاسية يفرغ فيها طاقته ، ذو بشرة بيضاء وعيون زرقاء كلون البحر ، فلقد ورث لون العيون من والدته التى تحمل فى جيناتها الوراثية الجينات التركية فهى تنحدر من اسرة تركية الاصل ، يتميز بالذكاء الشديد يمتلك القدرة الغريبة على الاقناع ،  شخصية غريبة يجمع بين النقيضين فى آن واحد فهو شخصية حازمة ومرحة فى نفس الوقت يلقبه موظفى الشركة بالرجل الغامض فلايُعْرَفُ عنه الكثير
لقبه عاصم برجُل المهام الصعبة او رجل الصفقات الصعبة  فيعتمد عاصم دائما عليه فى أصعب الصفقات التى تتم بينهم وبين كبرى الشركات وخاصة شركات النمور الاسيوية ،
فلقد استطاع بذكائه الفوز بصفقات كثيرة معهم لصالح شركة عاصم والتى بسببها تقلد اعلى المناصب سريعا بالنظر لزملاؤه.
بعد مرور ساعة انتهى الاجتماع وتبقى فى قاعة الاجتماعات عاصم وحياة وسامح الذى لم يشعر بخروج الجميع وانتهاء الاجتماع
بالطبع لم يخفى على عاصم شرود سامح فلقد كان نصب اعينه اثناء الاجتماع
نظرت حياة لعاصم ثم لسامح وظلت على هذه الحالة ثوانى معدودة جالت بنظرها بين الاثنين ، ثم وقفت لتقطع شرود الاثنين قائلة : عاصم  ممكن تقولى مكتبى فين
انتبه عاصم وسامح ان حياة لازالت موجودة فى القاعة حتى الان
تحدث عاصم : أيوة طبعا اتفضلى معايا اوصلك لمكتبك ونتكلم شوية فى الشغل
حياة : اوك
اعترض سامح طريقهما مبتسما بهدوء وهو ينظر لحياة قائلا: مش هتعرفنا على بعض ياعاصم
ضحك عاصم على غباء صديقه : واضح انك مكونتش مركز معانا ياسامح
سامح بمنتهى الثقة وهو مازال محتفظ بابتسامته : لأ ازاى كنت مركز لكن انا بتكلم عن التعارف اللي بعيدا عن جو الاجتماعات وكده
تنهد عاصم بنفاذ صبر فهو يعرف صديقه جيدا: ياسامح  دى
قاطعته حياة قائلة : حياة الدمنهورى
التفت عاصم بصدمة ولكنه لم يتحدث
حياة : وصديقة عاصم من ايام الطفولة
سامح : اهلا وسهلا بيكي ياانسة حياة
كاد عاصم ان ينفجر ضاحكا ولكن نظرت حياة له نظرة تحذيرية جعلته ابتلع تلك الضحكة
واكملت حياة برسمية شديدة : أهلا بيك يامستر سامح والتفتت لعاصم حتى تنهى تلك المزحة السخيفة : نروح المكتب
عاصم وهو يشير بيده امامه : طبعا اتفضلى
وذهبا الاثنان تحت انظار سامح التى كادت ان تخرج عينيه من مكانهما لتتبعهم
دخل عاصم وحياة المكتب واغلق الباب خلفه وانفجر ضاحكا وهو يجلس على الكرسي
نظرت له حياة بنفاذ صبر وجلست على كرسي مكتبها  فهى وإن تغيرت اوضاعها وقررت ان تبدأ من الصفر فهى لاتزال حياة الصياد
نظر عاصم لها وهو يحاول ان يسيطر على ضحكاته قائلا : بجد مش قادر .... انسة .... طب ازاى .... لالالالا ده انا متخيل شكله لما يعرف الحقيقة هيبقى مسخرة
لم ترد حياة على كلامه وظلت تنتظر حتى ينتهى من نوبة الضحك هذه
حاول عاصم ان يتمالك نفسه وأن يتوقف عن الضحك ونجح فى نهاية الامر ان يتوقف بصعوبة عن الضحك
نظرة له حياة قائلة : خلصت ولا لسة عاوز تكمل ضحك
شعر عاصم بجدية حياة فى الحديث معه فحاول تلطيف الاجواء قائلا : لا خلاص نتكلم جد شوية
عقدت حياة ذراعيها امامها وهى جالسة على كرسي مكتبها قائلة : نتكلم جد شوية
عاصم : حياة سامح يعتبر شريك معايا فى الشركة وهيكون فى شغل كتير الفترة الجاية هيجمع بيننا احنا التلاثة بحكم إنك شريك ثالث معانا وكنت افضل ان الامور تكون واضحة من الاول بالنسبة لموضوع انس....
قاطعته حياة بمنتهى الجدية والحزم : وسامح بالنسبة لى مش اكتر من شريك لينا فى الشغل، أما بالنسبة لموضوع انسة او اى لقب تانى فحياتى الخاصة دى ملكى لوحدى خط احمر مش من حق اى حد يتخطاه
عاصم بيأس فهو يعلم صديقته جيدا : اوك ياحياة ده قرارك وانتى حرة فيه
فتحدثت حياة فى محاولة منها لتغيير الموضوع : ممكن اعرف اكتر عن الشغل اللي هكون مسؤلة عنه
ادرك عاصم محاولتها فبدأ يشرح لها دورها جيدا وماستقوم به الفترة القادمة فى الشركة
واكمل قائلا : كده الامور وضحت ليكي ولا فى اى ملاحظات
حياة : لا كده تمام لكن انا ليا تعقيب صغير
عاصم : طبعا اتفضلى سامعك
ردت حياة بعملية شديدة : أى صفقات للشركة فى شمال افريقيا وتحديدا مصر افضل ان سامح هو اللي يكون مسؤل عنها
وبالنسبة لى هكون مسؤلة عن الاتحاد الاوروبى وامريكا الجنوبية
عاصم : أيوة لكن الاتحاد الاوروبى  تحت مسؤلية سامح من سنين
حياة : ايوة ياعاصم انا فاهمة لكن ممكن يتعمل تعديل بسيط هو يتولى الصفقات الخاصة  بشمال افريقيا ومصر
وانا همسك معاه الاتحاد الاوروبى
عاصم : فهمتك ياحياة انتى عاوزة تبعدى عن مصر نهائي
حياة : طبيعى ياعاصم لان اى شغل ليا فى مصر هيكون من السهل جدا على اكرم بيه الصياد انه يوصلى وده اللي انا مش عاوزاه على الاقل الفترة دى
عاصم : اوك ياحياة انا هتكلم مع سامح ولو إنى واثق انه هيوافق جدا وبسهولة
ابتسمت حياة ابتسامة جانبية وهى تهز رأسها يمينا ويسارا بيأس من تلميحات عاصم
خرج عاصم ليترك حياة تتابع عملها وهو ايضا يتابع اعماله
بمجرد خروج عاصم تنهدت حياة فما حدث معها اليوم جعلها تفتقد لزوجها  نور ، نعم زوجها فهى حتى وان طلقها ولكنه  زوجها وسيظل ، وستظل هى  وفية له
وشردت تفكر فيما تخبئه لها الايام القادمة قائلة لنفسها :
واضح ياحياة ان الحياة بعيد عن نور مش هتكون سهلة ،  واضح انى هقابل ناس كتيرة زى سامح ، فعلا التفكير فى اى قرار غير تنفيذه على ارض الواقع
ووضعت يدها على بطنها تتحسسها بحنان ورقة قائلة : مش مهم  طول ماانا جوايا حتة منك يانور هفضل مطمنة
ووجهت حديثها لجنينها : مش كده ياقلب ماما طول ماانت معايا انت مصدر قوتى ، لازم استحمل علشانك ياحبيبي، لازم استحمل علشان أحميك
********
فى مصر
وفى صباح اليوم التالى يوم سفر فادى ونور لتنفيذ الجزء المهم والاخطر من تلك المهمة 
كان خالد يجلس شارد فهو قضى الليل كله يحاول ان يحل لغز اختفاء حياة ولم يشعر بمرور الوقت كان فقط ينظر لتلك الاوراق المبعثرة بشكل فوضوى على مكتبه وكأنه يبحث عن الابرة الضائعة بكومة من القش وبدأ يكتب  اسماء المقربين لحياة من جديد ولكنه انتبه لشئ هام وهو يكتب الاسماء وجد نفسه لااراديا يضع دوائر متعددة حول اسمى عبد الرحمن وروجيدا وذلك لانهم اقرب اثنان لحياة فى تلك المهمة  ولكنه هز رأسه ينفى هذا الاحتمال وذلك لأن عبد الرحمن شقيق نور  فجمع الاوراق والقاها فى سلة المهملات
وبدأ يعيد ترتيب افكاره من جديد ،
ولكن كلما أعاد التفكير مرة اخرى يجد المنطق يقوده لنفس النتيجة  وهى روجيدا وعبد الرحمن ، تنهد بيأس وقلة حيلة وقام ليعد لنفسه كوباً من القهوة يساعده على التركيز ولكن ذاكرته ظلت تسترجع الاحداث حتى توقف عند جزئية مهمة جدا ألا وهى ان عبد الرحمن الاسبق فى معرفته وصلته بحياة عن شقيقه نور
انتبه خالد للقهوة على اخر لحظة وسكبها فى فنجان وعاد ليجلس امام اوراقه من جديد واخذ يحتسي القهوة ونظره مسلط على ذلك الشئ الصغير الذى وجده فى فيلا اكرم الصياد
(زرٍ صغير )
واخذ يقلبه فى يده بين اصابعه وهو يفكر ولكن تلك المرة بصوت عال مع نفسه قائلا : ده زُرار واضح من شكله انه زرار  لقميص رجالى ، ياترى مين صاحب الزرار ده
وانتهى من شرب قهوته وقام ليبدل ثيابه ويذهب للعمل ومعه هذا الدليل ولكنه قرر الذهاب لمقابلة أمجد  المجهول الذى وجده
************
فى منزل امجد الدمنهورى
لم يستطع امجد ايضا النوم فى تلك الليلة حتى اشرقت الشمس إتصل بعبد الرحمن الذى كان لايزال نائما فهو لم ينم إلا بعد الفجر .
انتظر امجد رد عبد الرحمن على هاتفه ولكنه لم يرد ، حاول امجد عدة مرات حتى اتاه صوت عبد الرحمن على الطرف الاخر وهو نائم : صباح الخير يابابا
امجد : صباح الخير يادكتور ، إيه كل ده نوم يعنى لو فى حالة طارئة المريض يموت على ماجنابك تصحى
عبد الرحمن وهو يفرك عينيه فى محاولة فاشلة للافاقة : اسف يابابا لكن انا نمت متأخر جدا امبارح
رد امجد بتهكم : وياترى إيه اللي مخليك مش عارف تنام يادكتور
انتبه عبد الرحمن لكلام والده فجلس سريعا من نومته على السرير قائلا بارتباك : ها... لأ ابدا ياسيادة اللواء كان شوية  ارق بس
أمجد : طيب اتفضل قوم وتعالالى فورا انا منتظرك
عبد الرحمن بقلق : خير يابابا فى حاجة ، حضرتك حاسس بتعب او حاجة
أمجد بجدية : لأ ، انا منتظرك ماتتأخرش واغلق الهاتف بعدها
نظر عبد الرحمن للهاتف فى محاولة منه لإستيعاب ماحدث من والده الان قائلا : هو بابا قفل السكة فى وشي ولا انا بيتهيألى
وهز رأسه بضحك: أيوة بيتهيألى .. هى التهيؤات ياعبد الرحمن التهيؤات اللي بتعمل اكتر من كده وضحك بصوت عالى وذهب لينعم بحمام دافئ قبل الذهاب لوالده
كان امجد منتظر حضور عبد الرحمن بفارغ الصبر كان كمن يجلس على جمر مشتعل ينظر لساعة يده كل ثانية يراقب الوقت الذى شعر وكأنه أبيٰ ان يتحرك للامام ، ولكنه أمر طبيعي فما أطولها من  لحظات للإنتظار عندما تكون لأمر هام
كانت روجيدا فى المنزل فى هذا الوقت  ولاحظت تصرفات امجد ولكنها لم تلقى بالا لها وذهبت لمساعدة والدة عبد الرحمن فى اعداد الفطور فهى اليوم وعبد الرحمن مناوبتهم بالمشفى ليلية
فكانت تستغل فرصة وجودها مع تلك السيدة الحنونة فريال لتنعم بجزء من حنانها الامومى الذى فقدته بفقدان والدتها
وبعد مرور ساعتين وصل عبد الرحمن لمنزل والده
كان امجد يحاول السيطرة على ثباته الانفعالى امام الجميع حتى لايشعر احد منهم بشئ فما يفكر به ماهو إلا شك مجرد شك وعليه التأكد اولا
تناولوا جميعا الفطور بين مشاكسات عبد الرحمن مع والدته وروجيدا وبين نظرات امجد لعبد الرحمن دون التفوه بكلمة واحدة
وقف امجد قائلا : الحمد لله ، لو سمحتى يافريال اعملي لنا فنجانين قهوة انا والدكتور وسيبونا لوحدنا شوية
فريال : حاضر ياحبيبي لكن ياامجد انا ملاحظة انك متغير ياحبيبي في حاجة ولا إيه
ابتسم امجد لزوجته : لأ ياحبيبتى مافيش حاجة اطمنى انا عاوز اتكلم مع عبد الرحمن شوية وأكمل بمشاكسة لزوجته : إيه فى مانع أتكلم مع ابنى شوية ولا إيه يافراولتى
ابتسمت فريال على مشاكسة زوجها قائلة  : لا ياحبيبي طبعا اتفضلوا وانا هعمل القهوة وبعدها هاهد روجيدا ونقعد ندردش شوية انا وهى براحتنا
ابتسم عبد الرحمن قائلا : ربنا يستر طالما الحما ومرات ابنها هيقعدوا يدردشوا سوا تبقى جلسة نميمة على حد فينا ياسيادة اللواء
ضحك امجد فعبد الرحمن له قدرة غريبة على اضحاكهم لامتلاكه روح مرحة
قال امجد وهو مبتسم : فعلا ربنا يستر يادكتور  ، سيبهم براحتهم وتعالى ورايا
وقف عبد الرحمن وادى التحية العسكرية بطريقة مضحكة قائلا : تمام ياسيادة اللواء
وذهب عبد الرحمن بعدها خلف والده ودخل لوالده غرفته وجده يقف  فى الشرفة الخاصة بالغرفة بعيدا عن مسامع امه وروجيدا قائلا : خير يابابا حضرتك قلقتنى بمكالمتك ، ده غير انى حاسس ان فى حاجة مهمة هى اللي خلتك تكلمنى بدرى كده
التفت امجد لإبنه بجدية شديدة : حياة مرات اخوك فين ياعبد الرحمن
سؤال مفاجئ باغت امجد به ابنه جعله يرتبك ولكن عبد الرحمن سريعا اخفى ارتباكه  قائلا : حياة ... معرفش يابابا لكن حضرتك بتسألنى ليه
لم يقتنع امجد بثبات عبد الرحمن الزائف امامه فهو رجل بطبيعة عمله اكتسب خبرة كيف يقرأ من يقف امامه بمجرد النظر فى عينيه (فإذا اردت ان تعلم صدق او كذب الشخص الذى امامك ماعليك سوى النظر بقوة فى عينيه فإذا ارتبكت نظرته فهو كاذب لامحالة )
اعاد امجد السؤال على عبد الرحمن مرة اخرى: مرات اخوك فين ياعبد الرحمن
اندهش عبد الرحمن من اصرار والده على هذا السؤال : بابا هو فى حاجة حصلت حضرتك بتسألنى السؤال ده
أمجد : لما تبقى هتموت وتتجوز روجيدا فى اسرع وقت وفجأة تأجل الجواز سنة يبقى لازم أشك
عبد الرحمن بثبات حقيقي : افهم من كلامك يابابا ان سؤالك عن حياة سببه إنى  اجلت جوازى انا وروجيدا سنة
أمجد : لأ مش ده السبب الوحيد ، انت اكتر حد قريب لحياة وروجيدا كمان ، تفتكر حياة هتاخد خطوة انها تسيب بيت ابوها كده فجأة من غير ماحد يساعدها لأ ومش بس اى حد لأ ده لازم يكون حد موثوق فيه جدا ، تفتكر حياة بتثق فى حد اكتر منك  انت ياعبد الرحمن
بالضبط ياسيادة اللواء وهو ده نفس السؤال اللى كنت جاى اسأله للدكتور عبد الرحمن
انتبه امجد وعبد الرحمن لوجود خالد خلفهم فى الشرفة
اقترب خالد من امجد قائلا : انا خالد الشريك التانى فى المهمة اللى كان حياة ونور مكلفين بها فى المانيا وحاليا المسؤل عن البحث عن حياة( واكمل قائلا  وهو ينظر لعبد الرحمن ) وخصوصا زى ماحضرتك عارف ياسيادة اللواء ان فادى ونور مسافرين فى مأمورية تبع الشغل
مفاجأة جديدة تلقاها عبد الرحمن اليوم
((كان خالد قد وصل لمنزل امجد الدمنهورى وفتحت روجيدا له الباب وسألها على اللواء امجد وبحيلة بسيطة ابلغها بأنه على موعد معه وبأنه ينتظره فأدخلته روجيدا بعدما قدم خالد هويته لها لتراها وعرفت انه ضابط بالمخابرات ايضا دون ان تتأكد من صحة كلامه بأن اللواء امجد ينتظره ، واشارت له على مكانهم ودخل خالد وسمع مادار بين امجد وولده عبد الرحمن ))
رحب امجد بخالد وجلس ثلاثتهم فى الشرفة
نظر امجد لخالدقائلا : طبعا اهلا بيك ياحضر الضابط لكن مش شايف انها جرأة زيادة منك انك تكون فى اوضة نومى كده من غير استئذان
رد خالد : طبعا انا اسف على اقتحامى اوضة حضرتك بدون استئذان وتدخلى فى كلامكم لكن انا كنت عاوز اتكلم مع حضرتك بحكم ان حضرتك ياسيادة اللواء لك خبرة فى مجالنا كبيرة
نظر أمجد لعبد الرحمن ونظر بعدها لخالد قائلا : طبعا اتفضل
أخرج خالد من جيب جاكته الزُرار قائلا : حياة ماخرجتش من الفيلا لوحدها وخصوصا ان الفيلا متأمنة كويس جدا وكان لازم تستعين بشخص هى تثق فيه جدا، كل ده كان تحليل شخصى للموقف لكن دلوقتى اصبح يقين وخصوصا انى لاقيت الدليل ده فى فيلا الصياد (وأكمل بمكر ) وللاسف بعد بحث طويل الزرار ده مش بتاع حد من الامن او اللى شغالين فى الفيلا ، وبكده يبقى الشخص اللى ساعدها حد من برة الفيلا ونظر لعبد الرحمن : تفتكر يادكتور مين اكتر حد حياة بتثق فيه وممكن يساعدها فى هروبها ومن غير ماحد يحس بيه او يشك فيه بعد كده
ارجع عبد الرحمن ظهره للخلف ووضع احدى قدميه على الاخرى  بثقة وثبات غير مهتم بهذا الدليل  قائلا : تحليل منطقى جدا ياحضرة الضابط ، لكن ممكن اعرف حضرتك بتوجهلى انا السؤال ده ليه
رد خالد عليه ببرود ليستفز عبد الرحمن :
لأنك اقرب حد لحياة وهى بتثق فيك جدا
رد عبدالرحمن عليه وهو عاقدا ذراعيه امام صدره : ونسيت أهم نقطة واللي هى إنى اكون اخو جوزها ومتقدرش هى تلجأ لى علشان اساعدها تهرب
ابتسم خالد ابتسامة جانبية قائلا : وليه ده مايكونش سبب قوى لأنها تلجأ ليك وخصوصا ان زى ماانت قولت اخو جوزها وبكده انت هتكون آخر واحد ممكن نور يشك فيه ، ومش نور بس لأ ده فريق البحث كله
ونظر للواء امجد الذى كان يتابع الحديث بترقب شديد وحذر فهو حتى وان كان يشك فى إبنه لن يعطى فرصة لخالد لاثبات اى شئ ضده وأنه عليه هو فقط حل تلك المشكلة بعيدا عن خالد او اى شخص اخر ، فعليه ان يحل هذا اللغز بحذر شديد حتى لاتفسد علاقة ابنائه معا وعليه ان يعيد حياة بأى طريقة
: ولا رأى معاليك إيه ياسيادة اللواء
رد امجد بجدية على خالد: رأيي ان كل ده كلام مُرسل ياحضرة الضابط ومافيش دليل قاطع يثبت صحته
هز خالد رأسه مؤيدا امجد : فعلا كلام حضرتك صح لكن اوعدك  هوصل للدليل القاطع ده قريب جدا
نظر امجد وعبد الرحمن بعضهما لبعض فابتسم خالد ابتسامة نصر فهاهو حقق هدفه الذى حضر من اجله وهى زرع الشكوك بين عبد الرحمن وامجد وبذلك سيضغط اللواء امجد على إبنه ليعرف حقيقة الامر  ، وماهى الا مسألة وقت مع وضع عبد الرحمن تحت المراقبة الا وسيصل لحياة قريبا
*************
وفى المساء سافر نور وفادى الى تونس وبعد مرور عدة ساعات وصلت الطائرة للاراضى التونسية وفى المطار
بعد ان إنتهى  نور وفادى من المعاملات الروتينية فى المطار تحرك نور وفادى للخروج من المطار ، وكان فادى  ممسكا بكوب من القهوة ويتحدث مع نور وهما فى طريقهم للخروج غير منتبه لتلك التى ظهرت امامه فجأة وكانت مشغولة بالحديث على هاتفها واصطدما الاثنان ببعضهما وانسكب كوب القهوة على فادى ولكن كان لتلك الفتاه النصيب الاكبر من القهوة المسكوبة على قستانها الابيض القصير
وقف فادى والفتاة  يستوعبوا ماحدث لحظات وتحدث فادى معتذرا لها ولكن باللغة العربية
نظرت له الفتاة  بإحتقار وغضب شديد وسبته ولكن باللغة الفرنسية اعتقادا منها بأنه لن يفهم لغتها وتركته وتحركت من امامه
ولكن وقف فادى مصدوما من تلك الوقحة التى تمتلك لسان سليط لايليق بجمالها فهو فهم ماتقوله لانه بارع فى عدة لغات منها اللغة الفرنسية 
لاحظ  نور غضب رفيقه فحاول تهدئته فليس من مصلحتهم لفت الانتباه لهم الان
ولكن فادى كان يجز على اسنانه فرد عليها الاهانة ولكن ايضا باللهجة المصرية: لو ماكونتيش بنت كنت علمتك الادب ، والغريبة جمالك ده مايليقش  على طولت لسانك
استوقف كلام فادى تلك الفتاه والتفتت اليه وتحدثت ولكن باللهجة المصرية : انا لسانى طويل ، تصدق انك قليل الذوق فعلا وتركته وذهبت وتاهت بين الموجودين وكأنها لم تكن موجودة منذ ثوانى قليلة
وقف فادى مصدوم : يابنت ال.... دى بتتكلم مصرى
لم يستطيع نور ان يتوقف عن الضحك على موقف صديقه فتحدث قائلا : لأ واضح انك مسيطر
نظر فادى له  قائلا : نور هو اللى حصل دلوقتى حقيقى .....

*حياه بلا حياه 2*🍁حيث تعيش القصص. اكتشف الآن