الاخيره ج1

2.3K 92 11
                                    

الجزء الاول من الفصل35 و الاخير
(أى تعويذةٍ تلك التى ألقيتها  على قلبى حتى بات أسيراً لعينيك مقيداً بأغلال حبٍ بات مستحيلا ؟!)

نظر فادى للاتجاه الذى ينظر إليه لؤي ونور فصاح بغضب قائلا: كده كِملِت...
والتفت ينظر للؤي متسائلا : إيه ده ...
فهم نور المغزى وراء هذا السؤال ولكن لؤي لم يفهمه فتكلم بتلقائيه : إيه
فادى وهو يشير بإصبعه لاعلى واسفل  على ملابس رواء  : هو إيه اللى إيه انت مش شايف اللبس اللى عليها ده انا كأنى مظبط واحدة من جامعة الدول
لؤي: شووو
مال نور للخلف ضاحكا بشده على منظر فادى ولؤي فنظر فادى لنور بغضب : انت بتضحك على إيه
نور وهو يحاول السيطرة على ضحكاته : انت ناسي ان لؤي مش مصرى فمش هيفهم كلامك وبعدين ياابنى جامعة الدول بالنسبة له غير اللى انت تقصده خالص
فادى بغيظ: نور مش وقتك خالص ...
ونظر ل رواء : إيه يااستاذة هو انتى هتروحى الملهى الليلي كده
رواء وهى تنظر لنفسها لتتأكد ان كل شئ على مايرام قائله : وماله كده ياحضرة الضابط انا مش شايفه انه في حاجة غلط
فادى بحده : دا  كله غلط مافيش حاجة واحدة صح
نظرات دهشة وتساؤل دارت بين لؤي ورواء فلما هذا الاعتراض فما ترتديه رواء مخطط له لجذب انتباه الشخص المطلوب
ف رواء لم تلقى بالاً له قائله: لؤي جاهزين
لؤي ومازالت حالة من الدهشة تسيطر عليه :جاهزين
بدأت رواء ولؤي ونور بالتأكد من عمل جهاز التتبع وجهاز التنصت المثبتين بملابسها تحت اعين ذلك الغاضب الذي اضطر للتأكد من فاعلية الاجهزة معهم وخرج لينتظرها فى السيارة وخرجت رواء وركبت بجواره
كان فادى يستشيط غيظا من الموقف السخيف الذى وضع فيه
كان يقود السيارة وهو يضغط على المقود بشده لعله ينفث غضبه ولو كان المقود يتكلم لكان صرخ بوجهه مترجيا إياهُ ان يرحمه من تلك الضغطات المتتالية عليه
كانت رواء جالسة بجانبه تحاول كبح جماح ضحكاتها على فادى فكان منظره يدعوها للضحك ولكنها جاهدت للسيطرة عليها حتى لايفتك بها فى تلك اللحظة
بعد 15دقيقة تحدثت قائلة : وصلنا
فادى وهو يحاول ان يخفى غضبه وان يبدوا طبيعيا فتحدث متسائلا  : وصلنا .... وصلنا فين بالضبط ؟
ردت رواء وهى تغادر السيارة قائلة : الاوتيل
فادى : افندم ... اوتيل إيه ان شاء الله احنا رايحين ملهى ليلي مش اوتيل انتى نسيتى
اغلقت رواء الباب واسندت ذراعيها على نافذة الباب قائلة : الملهى الليلي بالاوتيل و بالمناسبة علشان ماتتفاجئش فى اوضة محجوزة بإسمك و دى الهوية الخاصة بك والاسم اللى مكتوب فيها هو نفس الاسم المحجوز به فى الاوتيل
وتركته واعتدلت فى وقفتها
جز فادى على اسنانه بغضب شديد : أه يا بنت ال... انتى فعلا طلعتى مش سهلة وانا فعلا استهترت بيكى لكن تمام ملحوقه
وغادر السيارة للحاق بها
ودخلا الاوتيل وانتهوا من  استكمال بيانات الحجز وصعدا للغرفة
فتحت رواء الغرفة ودخلت ودخل خلفها فادى واغلق الباب خلفه بإحكام ، والتفت اليها قائلا بحدة : اعتقد ان المفروض اننا تيم واحد ولازم نكون على دراية كاملة بتفاصيل المهمة ياانسه ولا يامدام انتى
التفتت رواء اليه قائلة بلهجة تحذيرية و شديدة الحده فى نفس الوقت : دكتوره رواء ... دكتوره رواء ياريت ماتنساش ده ابدا
فادى : أيا كان المفروض إنى أكون على علم بكل كبيرة وصغيرة بالموضوع
تركته رواء وبلا مبالاه تحركت لغرفة تبديل الملابس واحكمت غلق الباب خلفها لتبدل ثيابها وارتدت فستان قصير من اللون الاحمر القانى به بعض الخيوط البراقة من نفس اللون
كان فادى بالخارج يتحدث بعصبية : افتحى الباب يا رواء احسن مااكسره على دماغك دلوقتى
ولكن رواء لم تلقى بالا لتهديداته وانتهت من ارتداء ثيابها وفتحت الباب وتوجهت للمرآه لتضبط زينتها التى زادتها فتنه وجمالا
نظرت فى المرآه على فادى الذى تجمد مكانه عندما رآها تخرج من غرفة الملابس
فإبتسمت بتهكم ابتسامة جانبية  فهى تدرك تماما انه فُتِن بجمالها ولما لا وهو أحد اسلحتها التى ستلجأ اليها فى مهمتها بالايقاع بأحد رجال المنظمة فأكملت ارتداء قرطها وتركت لشعرها العنان  و التفتت اليه قائلة : انا جاهزة ممكن ننزل دلوقتى
انتبه فادى من شروده على كلامها فتحدث ببرود قائلا : هو انتى هتنزلي كده
نظرت رواء لنفسها قائلة : أيوة ماله كده
رد فادى بسخرية : هو إيه اللي ماله يا دكتوره ياريت تدخلي تغيري اللي انتى لابساه ده من فضلك
رواء بثقة : لأ ومن فضلك يا حضرة الضابط ياريت ما نضيعش وقت اكتر من كده وياريت نركز فى مهمتنا أفضل
نظر فادى لها بغضب قائلا : اتفضلى يا.... يادكتورة
وخرجت رواء وفادى للملهى الليلي
وجلسا على احدى الطاولات وبدأت المهمه بترقبهم وصول الشخص المطلوب وبالفعل عندما تخطت الساعة منتصف الليل حضر هذا الشخص شاب فى الثامنة والثلاثون من عمره يدعى ((جون)) يعمل مهندس متخصص فى تطوير اجهزة التجسس ولكنه الي جانب تخصصه الا انه عضو بارز فى تلك المنظمه وله باعٍ طويل فى تجارة الاعضاء البشريه مُلَقب بذئب المنظمة فهو معروف بتعدد علاقاته النسائية رجل شهوانى المرأة بنظره ماهى الا شئ لاقيمة له يستخدمها فى افراغ شهواته وساديته ويترك ضحيته تنزف حتى الموت فمتعته تكمن بقتل فتيات العرب نظرا لكرهه الشديد للعرب دائما مايتردد على هذا الملهى فمالكه هو صديق شخصي له و يحضر بنات عربيات وافريقيات يتم خطفهن واستغلالهم فى الاستعباد الجنسى فى تلك الاماكن ، فدوما يدعوا صديقه الى الملهى ليقدم اليه فتيات جدد للممارسة الفواحش ونظرا لكونهن مخطوفات فلا يوجد مانع من موت بعضهن نظير متعته ومادام اجتمع المال والسلطة فلا قانون ولاحدود للظلم
كانت رواء وفادى يراقبوا تصرفاته الماجنة مع الفتيات
كان فادى يحاول كبح جماح غضبه لما يراه
انتبهت رواء عليه ووضعت يدها على يده الموضوعة امامه على الطاولة قائلة بهمس لم يسمعه الا هو: فادى حاول تسيطر على اعصابك اكتر من هيك علشان نقدر نوصل لهدفنا  
نظر فادى ل يدها الموضوعة على يده ووضع يده الاخرى فوق يدها ليطمئنها  فأصبحت يدها بين يديه وقال : ماتقلقيش انا  محافظ على الثبات الإنفعالى لكن كل مااتصور اللى الحيوان ده بيعمله مع بنات مالهومش اى ذنب غير انهم اتولدوا عرب ، يتخطفوا ويتباعوا زى الجوارى يستغلوا لمتعة ناس بالقذارة دى
اشفقت رواء على غيرته قائلة :  مادام  فى احتلال واستعمار راح يضل الوضع هيك انتهاكات لشرف واعراض بنات كتير من بناتنا ، وطالما فى غياب وحده وطنية عربية وانشغال كل دولة بمشاكلها الداخليه وصراعتها راح يضل الوضع هيك ماراح يُعْتَرف بالعرب ويتعملهم ألف حساب إلا اذا اتوحدوا جميعا فى وش هادول العصابات ،  المهم هلأ نركز على ياللى بدنا إياه
اومأ فادى برأسه مؤيدا لرأيها قائلا  : اكيد
نجحت رواء من تغيير الموضوع وإعادة فادى للواقع مرة اخرى
فأكملت قائلة : وهلأ ممكن نقوم نرقص مع بعضنا
لأنه لازم انه يشوفنا
ولم تنتظر جوابه فوقفت ومدت يدها له بإغراء فأدرك ان خطتهم بدأت سارت معه لساحة الرقص فتركته وتوجهت الى المسئول عن تنسيق الاغانى(Dg) وتحدثت معه قليلا وعادت الى فادى الواقف فى ساحة الرقص
وبدأت الاغنية بالفعل  التى طلبتها رواء  من ذلك الشاب وكانت اغنية
My Heart Will Go On ل celine Dion
وبدأ فادى و رواء فى الرقص وهناك من يراقبهم بخبث ونظرات جون كذئب جائع يتربص لافتراس ضحيته الجديدة
اتقن فادى و رواء تمثيل دورهم بحرفيه مثيرة جذبت انتباه جون فاقترب من ساحة الرقص ليرى تلك الفاتنة عن قرب وهى ترقص
اقتربت الاغنية على الانتهاء فاقترب جون منهم وجذبها من احضان فادى  ليكمل معها الرقص وبالفعل ابتعد فادى عنها ووقف على حافة ساحة الرقص يراقب الموقف بعيون كالصقر متأهب لأى حركة مباغته من جون او رجاله ل رواء او له 
استمر جون بالرقص معها ولكن بطريقة مقززة فلقد كانت رقصته معها ماهى الا تحرش فاضح امام الجميع ولكن رواء تعاملت معه بذكاء ومهارة أنثى تتقن فنون الاغراء تعرف كيف ومتى تجعله يقترب منها وكيف تبعده عنها فتزداد رغبته فى الحصول عليها مهما كلفه الامر
كانت رواء تدرك جيدا تركيبة شخصية كشخصية جون
انتهت الاغنية وصفق لهم جميع الموجودين وزادت الاجواء اثارة عندما طلب منها مرافقته للخارج ليكملوا باقى السهرة فى منزله ولكنها اعتذرت وذهبت بإتجاه فادى ليخرجا سويا من المكان فلقد وصلا الى مبتغاهم والان سيبدأ جون باللحاق بهم
وبالفعل خرجت رواء وفادى من الاوتيل وركبا سيارة فادى وانطلقا فى طريقهم
خرج خلفهم جون وركب سيارته كالمجنون ليلحق بهم فمن هى لترفض مرافقته وتذهب مع غيره
كان فادى ورواء اثناء القيادة على تواصل مع نور ولؤي وبعد وقت ليس بالقليل وصلا الى احدى الاماكن الخالية من السكان وانتظرا قليلا وعندما لمح فادى ضوء سيارة تقترب منهم فنظر ل رواء  قائلا : جاهزة ؟
ردت رواء : جاهزة
وسأل لؤى ونور نفس السؤال فى الجهاز المثبت فى ملابسه   : جاهزين ؟
لؤي ونور : جاهزين
اقترب فادى من رواء وضمها اليه فى عناق طويل وابتسم بمكر فلقد بدأت خطتهم تنجح عندما سمع صوت مكابح سيارة جون الذى صدر نتيجة التوقف المفاجئ بعد  القيادة بسرعة جنونية  وخرج منها جون كالمجنون عندما رآهم بهذا الوضع واقترب عليهم فتحدث نور لفادى سريعا : فادى جون لوحده رجالته مش معاه استعدوا
فادى وهو فى احضان رواء : اوك
فتح جون باب السيارة ليسحب رواء من احضان فادى ولكنه تفاجئ بحركة مباغته من فادى فلقد غرس فى عنقه ابرة صغيرة توقف الاخير على اثرها مصدوما يحاول ان يرى ماوضع برقبته ولكن فجأة سقط على الارض فاقدا للوعى
تحدث فادى سريعا لنور  : نور يالا  بسرعة انت ولؤي 
وفى ثوان قليلة ظهرت سيارة دفع رباعى سوداء  من العدم وتوقفت امامهم خرج منها نور ولؤي وفتشوا جون ليتخلصوا من اى اجهزة تتبع او تنصت ووضعوها بسيارته وبعدما تأكد لؤي من إبطال كاميرات المراقبة الموضوعة بالسيارة وضع تلك الاجهزة فيها وقادها سريعا لايصالها للمكان المتفق عليه وزرع بها قنبلة  وضبط توقيتها وخرج منها ليعود الى نور ليتابع معه انهاء تلك المهمة
اما نور فتوجه ب جون الفاقد للوعى الى احدى الاماكن المهجورة بعيده عن السكان ،
وعاد فادى و رواء الى الاوتيل مرة اخرى واكملوا تمثيل دورهم وهم فى طريقهم لغرفتهم ببراعة فنجحوا فى جذب انظار الموجودين ببهو الاوتيل لهم و كأنهما عاشقان متيمان
ووصل فادى ورواء الى غرفتهم وأغلقوا الباب جيدا خلفهم وخرجت رواء من احضان فادى متوجهة لغرفة الملابس لتبدل ثيابها بثياب مريحة استعدادا للنوم  استعدادا لاكمال باقى مهمتهم فاليوم كان شاق عليهما
ووصل لؤي الى نور وقاموا بحقن جو بحقنة مميته والقوه فى حفره كانوا جهزوها له من قبل واعادوا اغلاق الحفرة مره اخرى بالتراب وبات جون فى قبره جثه هامدة بعدما تم تصفيته وانتهى جبروته
*فى الاوتيل
خرجت رواء من غرفة الملابس تستعد للنوم  وتوقفت امام السرير تنظر لفادى فلقد كان واقفا خلف النافذة ينظر للسماء بشرود فتركت الغطاء وذهبت اليه وقفت بجانبه خلف تلك النافذة الزجاجية الكبيرة تتأمل السماء فكانت صافيه والنجوم ظاهرة بوضوح لايوجد بها غيوم تعكر على النجوم صفوها فسبحان من أبدع فى نثر النجوم فى السماء كحبات لؤلؤ  تزين السماء فتحدثت قائلة : مالك ياحضرة الضابط
فادى وهو مازال يتأمل فى السماء : مافيش حاجة
رواء : متأكد
فادى : أيوة 
رواء ببرود : اوك تصبح على خير
وتركته وذهبت لتنعم بقسط من النوم
فى صباح اليوم التالى
كانت رواء نائمة وظل فادى حتى الساعات الاولى من الصباح جالس على المقعد الهزاز   يفكر وهو يتأمل تلك النائمه فيما حدث ليلة امس حتى غلبه النوم بات يفكر لما هذا الشعور الذى اجتاح قلبه كما تجتاح النار فى الهشيم
أيعقل ان يدق قلبه ولكن لمن ل رواء هز رأسه ينفض تلك الفكره عن تفكيره ولكن هيهات فتلك الرواء نجحت ومنذ اللحظة الاولى فى شغل تفكيره
دخل فادى فى حالة من الحيره فى أمره
صراع بين القلب والعقل قلب شاب لم يشغل قلبه فتاة من قبل شاب وهب وقته وحياته لعمله كضابط مخابرات
فهو يعلم جيدا إنه طبيعة عمله تمنع زواجه من أجنبيه وان ولاءه الاول والاخير لمصر
**********
فى مصر صباحاً
مجدى واسماعيل جالسان يتناولا فطورهما بعدما خرج اسامه لجامعته و ذهبت زوجته لشراء  بعض احتياجات المنزل
فتحدث مع ابنه عن خطته : إسمعنى كويس ياسمعه
ترك اسماعيل طعامه وانتبه لوالده قائلا: سامعك يابابا
اكمل مجدى قائلا : انا عاوزك تروح البنك عند رانيا وترسم عليها وتمثل إنك ندمان وكمان تمثل الحنية دى على امها واخوها اليومين دول وتتقرب منها قال يعنى زى اختك خلاص وتطلب منها تدورلك على عروسة قال يعنى قررت تكمل نص دينك وتدخل دنيا
إسماعيل بدهشة وتساؤل : طيب وعلينا بإيه ده كله مااخطفها اسهل
زفر مجدى بضيق من غباء إبنه قائلا: إفهم ياحمار احنا عاوزين كل حاجة تبان طبيعية وان هى اللي غوتك ووقعتك علشان تعمل اللي انت عايزه ومحدش يلومك وبكده جوزها يرميهالك لما يصدق انها هى اللي جتلك بنفسها وهى اللي بتحبك وخصوصا اننا اتأكدنا ان جوازتهم على الورق بس لمصلحة يوم ماسمعت امها بتكلمها فى التليفون قال والولية بتنصحها انه ابن حلال وجوز يشرف قال وعايزاها تبدأ حياتها الزوجية معاه ، لكن على مين ده بعدهم
ابتسم اسماعيل بخبث قائلا : حلاوتك ياكبير لما بتفكر وتخطط دى هتوقع على بوزها
ضحك مجدى على حماس ابنه قائلا : انت هتبدأ من النهاردة تخلص فطارك وتروحلها و زى مافهمتك حبة حنيه على ندم ومهما قالت هى او المحروس جوزها
قاطعه اسماعيل قائلا : أستحمل ماهو لأجل الورد
مجدى : تمام دلوقتى انا نازل اشوف مصالحى وانت ابقى كلمنى بلغنى الاخبار
قام اسماعيل واخذ هاتفه ومفتاح سيارته قائلا: وانا هنزل علشان ابدأ اللي اتفقنا عليه
وتركه وذهب الى رانيا فى البنك
******
فى البنك كانت رانيا تتابع عملها بنشاط كانت مقبلة على الحياه
فالايام الاخيرة تطورت علاقتها هى وسليم يذهبوا للعمل سويا ويعودا للمنزل يتشاركا اعداد الطعام معا ولايخلو الجو من مشاكساتهم معا ويجلسوا يشاهدوا التلفاز وكالعادة يبدأ الصراع بينهم على مشاهدة المسلسلات ام مباريات كرة القدم وخاصة ً رانيا فهى لاتحب مشاهدة المباريات ولكنها بعد ضغط شديد منه بدأت تشاهدها ولكنها دائما ماتشاكسه فتعرف اى فريق يشجع وتبدأ بتشجيع الفريق الاخر وفى نهاية اليوم يذهب كل منهم للنوم فى غرفته الخاصة به
فسليم ورانيا بحاجة الي بعض الوقت ليبدأوا حياتهم الزوجية كزوجين
انتبهت رانيا على صوت طرقات على باب مكتبها رفعت عينيها من بعض الاوراق الموضوعة امامها لترى من صاحب تلك الطرقات فتحدثت بدهشة  عندما شعرت بقبضة فى قلبها : اسماعيل
فهى تعلم جيدا انه لاخير يأتى من وجوده 
اسماعيل بدهاء يتصنع الندم قائلا : أيوه يارانيا ممكن ادخل
اعتدلت رانيا فى جلستها قائلة : اتفضل
اقترب اسماعيل وجلس امام مكتبها على احدى المقاعد
رانيا بهدوء ورسمية شديدة : خير يااسماعيل إيه سر الزيارة
اسماعيل : جاى اعتذرلك على كل حاجة حصلت وعاوز نبدأ صفحة جديدة مع بعض ومن النهاردة تعتبرينى أخوكى زى اسامة
رانيا بشك : وياترى دى لعبة جديدة منك يااسماعيل علشان تعملى مشكلة جديدة
اسماعيل بدهشة مصطنعة : أنا ... الله يسامحك يارانيا انا جايلك علشان اطلب منك تسامحينى ونبدأ صفحة جديدة مع بعض واننا نكون اخوات ، انا مش مسؤل عن اللي ابويا كان عاوزه انا مسؤل عن تصرفاتى انا بس
بدأت رانيا تنخدع بكلامه وتصدقه فقالت : عموما حصل خير
ابتسم اسماعيل : يعنى صافية لبن ..( جملة شعبية دارجه تقال عند التصالح "صافية لبن، حليب ياقشطة")
ابتسمت رانيا قائله :  ماشي يااسماعيل صافية لبن
فقال اسماعيل : طيب حيث كده بقا يرضيكي اخوكى يفضل كده من غير جواز ماتشوفيلي عروسه حلوة كده ينوبك ثواب فى اخوكى
ضحكت رانيا على كلامه قائلة : انت مافيش فايده فيك  هو لسة حد بيتجوز بالطريقة دى دلوقتى
ضحك إسماعيل قائلا : ماانتى عارفانى فى حوارات الحريم دى اخوكى خايب
رفعت رانيا احدى حاجبيها بدهشة قائلة : خايب ... انت ... يابنى واللي كنا بنسمعه عنك وانك يعنى ... يعنى ...
رد عليها اسماعيل وهو يضحك : إنى صايع لافف وداير مش كده
لم ترد رانيا واكتفت بإيمائه بسيطة برأسها
فتح سليم الباب فجأة  وهو ينظر لبعض اوراق ملف فى يده: رانيا ملف شركة ... وقطع كلامه عندما وجد اسماعيل امامه  فألقى الملف على المكتب بعشوائيه ووقف امام اسماعيل عاقداً ذراعيه امام صدره قائلا : انت إيه اللى جايبك هنا
وقفت رانيا سريعا لتدرك غضب سليم قبل ان ينفجر قائله: سليم اسماعيل كان جاى يعتذر عن اللى حصل قبل كده وعاوزنا نبدأ صفحة جديده
ابتسم سليم بسخريه وقال بتهكم : بجد ... ليه ومن إمتى ديل الكلب بيتعدل
رانيا : سليم 
وقف اسماعيل وهو متصنع الحزن من كلام سليم قائلا : خلاص يارانيا الاستاذ سليم معاه حق والتفت الى سليم قائلا : انا اسف على كل حاجة عملتها وكنت اتمنى افتح صفحة جديدة معاك ياجوز اختى
سليم متسائلا بابتسامة جانبية: اختك هه....
اسماعيل : ايوة اختى انا قولت  لرانيا إنها من يوم مااتجوزتك وهى خلاص بقت بالنسبة لى اختى وإننا من النهارده نبدأ صفحة جديدة ونكون إحنا التلاتة انا وهى واسامة اخوات
لم يقتنع سليم بكلامه ولكنه فضل مجاراته حتى يكتشف مايخطط له اسماعيل قائلا: هحاول اصدقك واتمنى إنك تكون صادق فى كل كلمة قولتها
ابتسم اسماعيل بسعادة ومد يده ليصافحه قائلا : شكرا ... شكرا ليك ياسليم وبجد اتمنى الايام تثبتلك صدق كلامى
ودلوقتى  لازم استأذن
سليم ورانيا :  اوك
والتفت اسماعيل ليخرج من المكتب ومع التفاتته ابتسم ابتسامة ذئب ماكر نجح فى خداع ضحيته  وخرج تحت انظار سليم الشارد فيما حدث منذ قليل يحاول ان يفك طلاسم تلك الزيارة الغريبة فهو لم يقتنع بحرف واحد مما قاله اسماعيل ولكن للاسف فشل في فكها فقرر الانتظار حتى تثبت او تنفى  له الايام صدق حدسه
تحدثت رانيا : سليم ... سليم ... ملف إيه اللي كنت عاوزه
التفت سليم لها بعدما انتبه لشروده قائلا : ها
رانيا : ها ... لاااا دا واضح انك مش معايا خالص ، واكملت بابتسامه اللى واخد عقلك
ضحك سليم على مشاكستها له واقترب منها قائلا : ومين غيرك اللي قدر يسرق عقلي وقلبي  ياحبيبتى
سقطت رانيا على كرسي مكتبها وهى ترجع للخلف فى محاولة منها للابتعاد عنه فإقترابه منها بهذه الطريقه بات يهلك قلبها فتحدثت بنبره جاهدت ان تبدو جدية  : إحم ... طيب ماتنساش إننا فى البنك يامستر سليم
اعتدل سليم فى وقفته ولكنه ظل واقف بالقرب منها قائلا : أعمل ٱيه اذا كانت الموظفة اللى شايفاها عيونى زى القمر
اهتز كيان رانيا كمن ضربها زلزال مدمر بقوة  10 ريختر دمر حصون قلبها ودفاعاته التى باتت ضعيفة أمام كل هذا الحب
بات التوتر واضحاً على ملامحها فلقد انتشرت حمرة الخجل على وجنتيها بصورة مثيرة فتحدث سليم بضحك وهو يبتعد عنها : بس ... بس إيه يابنتى كل الكسوف والتوتر اللى انتى فيه ده
نظرت رانيا بغيظ له فضحك علي حالتها تلك قائلا : خلاص ... خلاص إهدىٰ يا أخ ولنا بيت لما نروح نكمل كلامنا وبغمزه من عينيه اكمل قائلا ونشوف موضوع الكسوف ده  وخرج سريعا قبل ان ترد عليه
وتركها لتتفجر وجنتيها بحمرة الخجل وضعت يدها على قلبها لعلها تحاول تهدئة ضرباته التى باتت كقرع طبولٍ مهدِدَه بقيام حرب على حصونها فلقد اعلن قلبها الان العصيان والتمرد عليها وبات حب سليم يتسلل لقلبها كالنسيم العليل فى ليالى الصيف
ظلت  هذا اليوم على حالتها تلك
ولكن حدسها كان ينذرها بحدوث خطبِ ما ولكنها لاتعلم ماهيته
اما سليم فذهب لمكتبه  وجلس على مكتبه بسعاده يفكر فيما يشعر به فهو الان يشعر بسعادة لم يشعر بها من قبل مع نانسي ....
محدثا قلبه قائلا : واضح يارانيا انك سرقتى قلبي منى واضح ان حياتى قبلك مكانتش حياه ولا انا كنت عايش اساسا
فعلا فى فرق بين الحب والتعود ، التعود هو الاستسلام لامر واقع بنعجز اننا نغيره إنما الحب اللي بجد هو ده الحياه بكل حاجة فيها بحلوها ومرها بعذابها وراحتها بسعادتها وبحزنها ياااااه يارانيا واضح إنك هتكونى عوض ربنا ليا بعد كل اللي مريت به وأسند ظهره على المقعد ونظر للاعلى وكأنه يتحدث مع ربه : الحمد لله كل حال ، يارب انا رضيت بقدرك واستحملت خيره وشره وصبرت  وكنت حاسس بجرحى لما اتخدعت فى نانسي فعلا ((وعسي ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه الخير الكثير وعسي ان تحبوا شيئا وهو شراً لكم))
ياااااه يارب عوضتنى ب رانيا بنت بسيطة وجميلة الحمد لله يارب احفظهالى من كل شر
*وفى الطريق اتصل اسماعيل بوالده وابلغه بما فعله منتظرين اللحظة المناسبة لتنفيذ خطتهم الشيطانيه
********
فى امريكا صباحاً
فى فيلا عاصم
كاد عاصم ان يتنهى من ارتداء ملابسه استعدادا لذهابه الى شركته سمع صوت طرقات رقيقة على الباب فعلم انها زوجته تلك الفراشة  الرقيقة والمشاكسه كما يدعوها نظرا لرقتها الطاغية عليها وحبه لمشاكستها ويغيظه دائما طرقها لباب غرفتهم قبل دخولها فتحدث قائلا : تعالى ياليزا
دخلت ليزا( شابه رقيقة فى الخامسة والعشرون من عمرها مزيج من الجمال العربي الغربى فهى ابنه لأب مصرى وام امريكية تزوجا بعد قصة حب ومعاناه والان والدها من اكبر رجال الاعمال المصريين والعرب المقيمين بأمريكا ، التقت بعاصم فى احدى حفلات والدها  وبدأت قصة حبهم وتزوجا ولكن القدر لم يمنحهم اطفالا حتى الان فلقد اكتشفوا ان ليزا تعانى من مرض بالقلب يمنعها من الانجاب
فتحول حب عاصم لها الى عشق جنونى  دائم القلق عليها)
اقتربت ليزا منه وهى ممسكه بسترته لتساعده على ارتداؤها
وبعدما ارتداها التفت اليها وضمها اليه بشوق وهمس فى اذنها : وحشتينى ياليزا جداااا ، اعملى حسابك بعد كده مش هسمحلك تسافرى وتبعدى عنى ولو يوم واحد
ضحكت ليزا من بين احضانه قائله : حبيبى كل الحكاية يومين سافرت لمامى اطمن عليها لانها وحشتنى
عاصم : ولا دقيقة واحده بعد كده هسمحلك تبعديها عنى تانى
ابتعدت  ليزا عنه فرائحة عطره تصيبها بالغثيان  وشعرت بحاجتها للتقيؤ فتحدثت  متجاهله هذا الشعور قائله : الفطار جاهز
لم يلاحظ عاصم شئ فابتسم قائلا : اوك
لم تستطيع ليزا الوقوف اكثر من ذلك فذهبت مسرعة الى الحمام
قلق عاصم عليها فذهب خلفها وجدها اغلقت الباب عليها قلق عليها وحاول الدخول اليها ولكنها لم تفتح له الباب وبعد لحظات خرجت وهى ممسكة ببطنها وتشعر بالدوار الشديد
فساعدها عاصم وسندها ليجلسها على سريرها ولكنها رفضت قائلة : انا تمام ياعاصم شوية برد مش محتاجين سرير انا نازلة افطر معاك حبيبي
عاصم : متأكده ياليزا
ليزا : ايوه
عاصم بشك : اوك
ونزلا معا لتناول الفطور مع والدته ولكنها كانت مشغوله بمكالمة هاتفيه مهمه
بدأ بتناول الفطور حتى لايتأخر وهو يلاحظ توتر ليزا وعدم تناولها اى شئ من الطعام
فترك الطعام وتحدث إليها : ليزا انتى كويسة
ليزا : ايوة ياعاصم ماتقلقش انا تمام
عاصم : لكن انا شايف غير كده ، اجهزى وانا هخلص الاجتماع وهرجع اخدك للدكتور
وقفت ليزا  كمن لدغها ثعبان بارتباك وخوف  قائلة : دكتور ... ليه مالوش لزوم الدكتور
زاد شك عاصم من ردة فعلها فتحدث قائلا : ليه
ليزا : انا تمام ياعاصم ومش هروح لدكاتره اوك
عاصم بهدوء : لأ ياليزا هتروحى
لم تجد ليزا مفر من اخباره فلقد اتت اللحظة التى كانت تخشاها من البداية قائلة : انا .... انا ... انا حامل ياعاصم
رد عاصم بعصبية فلقد اصبح شكه أمر واقع : نعم يعنى إيه حامل الحمل ده لازم ينزل
ليزا ودموعها تجرى على وجنتيها : مستحيل
رد عاصم بغضب : وانا مستحيل اضحى بيكي إفهمى
دخلت والدته مسرعةً لترى مايحدث وسمعت حديثهم فأدركت حجم غضب إبنه النابع من خوفه عليها فتدخلت  لتهدئة الموقف بينهم : ياابنى ياحبيبي اهدى شوية  وبعدين اتكلموا
ردت ليزا بنظرات مترجية لها علها تساعدها فى إقناعه : الموضوع منتهى ياطنط ده قرارى ومش هتراجع فيه
وتركتهم وصعدت لغرفتها سريعا لتهرب من بطشه
خرج لشرفة البهو يستنشق بعض الهواء عله يهدأ
وخرجت والدته خلفه وربتت على كتفه قائلة : اهدى ياحبيبي الايام دى انت عصبي
هو : اعمل إيه ياماما من قلقى وخوفى عليها
والدته : عارفة ياحبيبي ومقدره  قلقك وخوفك عليها لكن هى شايفة إنه من حقها تكون أم علشان كده بقولك الامور لازم تتحل بهدوءوبعدين  كل مشكله ولها حل
رد عاصم : خلاص ياماما انا لاقيت الحل ......
*يُتبع الجزء الثانى من الحلقة الاخيرة *
Soooon

*حياه بلا حياه 2*🍁حيث تعيش القصص. اكتشف الآن