22

2.4K 105 19
                                    

الفصل 22
بعد لقاء امجد مع اللواء محسن اصبحت نوايا اكرم تجاه نور واضحة وضوح الشمس فقرر امجد مقابلة اكرم 
وفى المساء وصل امجد فى الميعاد المحدد للقاء اكرم الصياد فلقد اتصل على الاخير فى الصباح وطلب منه مقابلته لامر هام فوافق اكرم والتقى الاثنان بعيدا عن المجموعة والفيلا
امجد : مساء الخير يااكرم
اكرم : مساء الخير ياامجد اتفضل
وجلس الاثنان على الطاولة
بدأ اكرم بالسؤال : خير ياامجد طلبت تقابلنى وقولت عاوزنى فى حاجة مهمة
امجد : فعلا يااكرم الموضوع اللى عاوزك فيه مهم جدا انا نور ابنى حكالى اللى حصل بينك وبينه وانك طلبت منه يطلق حياة
اكرم بثقة : فعلا حصل ، ومن مصلحة ابنك انه يطلق بنتى
امجد : ممكن اعرف إيه الاسباب اللي ورا طلبك ده
اكرم : اولا هو مش طلب ده امر ابنك هيطلق حياة ، ثانيا انت وانا عارفين ايه سبب الجوازة دى من الاول فمفيش داعى ان إبنك يعند قصادى ويرفض يطلق
أمجد : ليه ماتتراجعش فى قرارك ده وخصوصا ان الولاد جوازهم اصبح امر واقع وبيحبوا بعض
نظر اكرم لساعة يده ووقف وقال بثقة وغرور : للاسف كل اللى بتقوله ده مش هيغير رأيي ومن مصلحة ابنك انه يطلق بنتى بالذوق لانه لو رفض انا عارف ازاى اخليه يطلقها
ولو انت خايف على إبنك تقنعه انه يطلقها احسن ماتخسره وللابد
واقترب من امجد وهو جالس وقال : صدقنى انا مابهددش انا بنفذ
وقف امجد بعصبية وتحدث بحدة وشراسة شديدة : ومش امجد الدمنهورى اللي هيسمح لاى حد يأذى إبنه وهو عايش ، وإذا كنت انت اكرم الصياد ماتنساش إنى اللواء امجد الدمنهورى وانا اللي هقفلك يااكرم
نظر له اكرم وابتسم ابتسامة جانبية بتهكم وتركه وذهب

جلس امجد يفكر قليلا كيف سيتصرف فهو الان متأكد ان اكرم الصياد سينفذ تهديده وسيأذى نور وبنفوذه لن يستطيع احد اثبات تورط اكرم فيما سيحدث لنور
فتذكر فادى فإتصل به
كان فادى فى هذا الوقت متوجه للقاء اللواء محسن ووجد هاتفه يرن برقم اللواء امجد
اوقف السيارة جانباً ورد عليه :
مساء الخير ياسيادة اللواء
امجد : مساء الخير يافادى انت فين دلوقتى ..
شعر فادى من صوت امجد ان هناك شئ خطير : انا فى الطريق للوزارة خير ياسيادة اللواء
امجد : انا لازم اقابلك دلوقتى سيب اى حاجة دلوقتى وتعالالى
ادار فادى سيارته وانطلق بسرعة : هو حضرتك فين ياعمى
امجد : انا موجود فى .....
واعطى امجد العنوان الموجود فيه لفادى وانهى المكالمة  وجلس ينتظر وصوله

قاد فادى سيارته بسرعة ليصل لأمجد فأمجد بالنسبة له كوالده وليس فقط والد صديقه فهو من كان بجانبه بعد وفاة والده
وصل فادى للمكان الموجود به امجد ، رأه امجد فتوجه لسيارة فادى وركب معه وتحرك فادى بعدها بالسيارة
: خير ياعمى قلقتنى
امجد : انا قابلت اكرم الصياد وعرفت انه ناوى على الشر مع نور لانه رافض يطلق بنته الراجل هددنى بكل بجاحة
فادى  بأسف : عرفت ياعمى و للاسف الصياد مابيهددش ده فعلا هينفذ تهديده اذا نور فضل متمسك برأيه
امجد بصدمة :   وانت كنت عارف
فادى : ايوة ياسيادة اللواء عارف من اول مارجعنا مصر ونور واكرم تحت عنينا
امجد : ومراقبتكم للاتنين هتفيدنى بإيه لما اكرم ينفذ تهديده .... انت مفكر ياحضرة الضابط ان اكرم هيروح يقتل نور بنفسه
فادى : ياعمى لأ طبعا لكن نور تحت حمايتنا من غير ماياخد باله وفى نفس الوقت اكرم مراقبين كل تحركاته وجاهزين له
انا طلبت من اللواء محسن ان نور هيكون معايا برة مصر فى المأمورية اللي طالعها لكن دلوقتى لازم اخلص شغل مهم هنا قبل السفر
امجد : مش كفاية يافادى لازم نور يطلق حياة حفاظا على حياته وبعد الامور ماتهدى ممكن نشوف حل
فادى يحدث نفسه : حتى حضرتك ياعمى هتوقف مع اكرم الصياد ضد نور وحياة بجد الله يكون فى عونك ياصاحبى
امجد : فادى ... يافادى روحت فين
انتبه فادى : ايوه ياعمى بفكر فى كلام حضرتك
أمجد : لازم اتكلم مع نور ولازم احذره من اللي اكرم ناوى عليه
فادى : لأ نور مش لازم يعرف حاجة ياعمى ... نور لو عرف هيعند وهيتمسك بموقفه اكتر من الاول وحضرتك عارف ومتأكد هو بيحب حياة ازاى دى حب حياته ياعمى
لازم نتصرف من غير نور مايعرف اى حاجة
اقتنع امجد بوجهة نظر فادى فهو يعرف ابنه جيدا كم هو شخصية عنيدة تأبىٰ الاستسلام بسهولة
، طيب يافادى والحل ايه ماهو انا مش هقف اتفرج على اكرم وهو بيحاول يأذى ابنى واسكت
فادى : ياعمى حضرتك بتثق فيا ولا لأ
امجد : طبعا يافادى انت ابنى زيك زى نور
فادى : خلاص ياعمى سيب لى انا الموضوع ده وانا هتصرف فيه وصدقنى على جثتى  اكرم يمس نور بأى اذى
دلوقتى انا هوصل حضرتك على البيت وماتقلقش المهم لو نور اتكلم معاك فى حاجة تعرفنى وانا هتصرف ، نور مش لازم يتصرف بتهور الفترة دى لحد مانحل المشكلة دى
،عمى اكرم شخصية مش سهلة ولازم ناخد حذرنا كويس
امجد : عارف ياابنى انا شوفت الشر فى عنيه النهاردة
فادى : ماتقلقش الامور هتمشي زى مااحنا عاوزين ومن غير اذى لاى حد فيهم للاسف حياة اللي بين الاتنين
امجد : عارف ياابنى انا مشفق على  البنت هى كمان لان عرفت ان هى كمان بتحب نور لكن ربنا قادر يحلها من عنده
فادى : ان شاء الله ياعمى ، وبالمناسبة خلاص تقدروا ترجعوا بيتكم من بكرة الخطر اللي كنا خايفين عليكم منه خلاص انتهى
امجد : بإذن الله يابنى هنرجع ....
واوصل فادى امجد للمنزل ، وتركه وذهب للقاء اللواء محسن
**********
وبعد مرور ايام قليلة
كان نور  يحاول الاتصال بحياة كثيرا  لكنها لم تجيب على اتصالاته واتصل على هاتف الفيلا وكان دائما الخدم يبلغوه بأنها نائمة او غير موجودة ،
ولكنها فى الحقيقة انشغلت مع والدتها فى تجهيزات فرح شريف واسيل فهى خلال الايام القليلة الماضية كانت تتجنب والدها دون ان يشعر احد من الموجودين ، وكذلك طلب  اكرم من هناء ان تجعل حياة تشاركها فى التجهيزات
حتى يشغلها عن التفكير فى  نور
ولكنه لم يعرف ان قلب حياة ينبض بعشق نور حتى وهى مشغولة بالتحضيرات كأنت تتخيل تلك التحضيرات لزفافها هى ونور ، حتى وهى مع اسيل لشراء فستان زفافها
استغلت انشغال اسيل بتجربة الفستان  فقامت بتجربة فستان زفاف لها ايضا وكانت كحورية من حوريات الجنة نظرت لنفسها فى المرآة وتذكرت وعد نور لها فى المانيا بعد عودتهم لمصر بإقامة حفلة زفاف اسطورية
تمنت لو كان نور موجود معها الان يشاركها اختيار فستانها
فرت الدموع من عينيها عندما تذكرت اللحظات القليلة  التى جمعتهم معاً وتذكرت قسوة والدها معها وتهديده لها بقتل نور ، 
مسحت دموعها وهى تنظر لنفسها فى المرآة نظرة كلها تحدى واصرار وهى تتحدث مع نفسها : وحياة القلب اللي بينبض لحد دلوقتى بحبك انت مااسمح لحد يأذيك طول ماانا عايشة حتى لو كان التمن بُعْدِى عنك يانور
ولو البعد عنك هيكون تمن انك تعيش موافقة اتحرق بنار البُعد عنك ولا إن حد يمس شعرة واحدة منك ،
لازم ابعدك عنى يانور مش بس علشان بابا عايز كده لأ علشان نديم واللى عمله هيفضل بينا العمر كله
، وابدلت ثيابها وذهبت لأسيل وجدتها اختارت فستان رقيق كانت كالاميرات في هذا الفستان فأسيل تمسكت بحجابها فى يوم زفافها مما زاد شريف اعجابا بها وحبا لها وكان الفستان مطرز بقطع الكريستال الصغيرة البراقة متخذة اشكال صغيرة رقيقة واكملت اسيل وحياة شراء باقى الاغراض وذهبت حياة لتوصل اسيل لمنزلها وعادت مرة اخرى الى الفيلا ،
لم يحتمل نور كل هذا فقرر الذهاب لرؤيتها حتى لو حدث صدام بينه وبين والدها فهو سيقابلها مهما كلفه الامر
وبالفعل خرج نور من منزله متوجها لفيلا الصياد ، كانت حياة وصلت للفيلا وذهبت لغرفتها حتى لاتلتقى بوالدها فهى منذ تركت منزل نور اصبحت غرفتها هى كل عالمها لاتأكل معهم ولا تخرج من غرفتهم متخذة النوم حجة
فكلما دخل احد اليها غرفتها وجدها نائمة وهى فى الحقيقة تكون مستيقظة ولكنها تتصنع النوم حتى لاتتحدث مع احد
اخذت حياة حماما لتستعيد نشاطها مجددا وابدلت ملابسها ووقفت بجوار النافذة تتأمل النجوم فى السماء وهى تتلألأ  كما كانت دموعها تتلألأ فى عينيها مهددة بالنزول ولكنها أبت النزول ، وانتبهت لسيارة نور وهى تعبر من بوابة الفيلا فجففت دموعها سريعا وابدلت ملابسها حتى تنزل سريعا للقائه  قبل مجئ والدها حفاظا علي نور من مواجهة اكرم
* دخل نور الفيلا فقابله شريف الذى وصل قبل نور بلحظات للفيلا ورحب به بشده : أهلا أهلا يانور حمدالله على السلامة .... انا مش عارف اشوفك من يوم مارجعتوا من المانيا معقولة مشغول للدرجة دى
ابتسم نور لشريف : الله يسلمك يادكتور ... اعذرنى فعلا كنت مشغول الفترة اللي فاتت
شريف : كان الله فى عونك يانور لكن لازم يابطل تخلص شغلك لان فرحى اخر الاسبوع وماينفعش ماتحضرش ولا إيه
ابتسم نور فالقدر جعل الحظ حليفه للمرة الثانية  : أكيد طبعا يادكتور هكون موجود الف مبروك مقدماً ياعريس
شريف : الله يبارك فيك
نور وهو يجول بعينيه باحثا عنها سأل شريف عنها : فين حياة يادكتور
ضحك شريف : مش عارف حكايتها ايه تخيل من يوم مارجعت وهى على طول يا نايمة يابتساعد اسيل فى تجهيز حاجتها ياسيدى ، تخيل مش عارف اقعد اتكلم معاها من يوم مارجعت يانايمة يامع ماما واسيل
تأكد نور ان شريف لم يعرف شيئا عما يخطط له اكرم
رأى نور حياة تنزل السلم ولكنها ليست حياة التى كان يعرفها وجدها كالوردة الذابلة عينيها فقدت بريقها اللامع نزلت ورحبت بنور تمنت لولم يكن شريف موجود كانت سترتمى فى احضانه فهى اشتاقت له اشتاقت لاحضانه التى تنسيها الدنيا ومن فيها ، اشتاقت له، وكأن قلبها كان متوقف عن النبض وعاد له نبضه من جديد برؤيتها له ، لم يكن نور اقل اشتياقا لها بل كان اشتياقه اليها اضعاف اضعاف اشتياقها له ،
كانت نظراتهم لبعضهم تتحدث وتخبر كل منهم بشوقه للاخر ،
لاحظ شريف نظراتهم لبعضهم البعض فتحدث :
احم... احم  انا هستأذن يانور هطلع اشوف ماما انت مش غريب طبعا البيت بيتك
نور : اتفضل يادكتور  ومبروك مرة تانية
شريف : الله يبارك فيك ومش هقبل اعذار يوم الفرح هتكون معايا اعمل حسابك على كده
ضحك نور على كلام شريف : ان شاء الله هكون معاكم ماتقلقش
ونظر لحياة ليؤكد عليها بعينيه انه سيكون معها ولكنه لم يعلم انه بحضوره سيزداد الوضع سوءً بينه وبين والدها
تركهم شريف وصعد ليرى والدته
كان نور يتابعه حتى اختفى عن نظرهم اقترب من حياة وجذبها الي احضانه بشدة وكأن حياته ردت اليه من جديد ، وحشتينى ياحياة .... وحشتيني ياحياتى .... ياااااه ياحياة كل ده ، أهون عليكي تسيبينى كل ده من غير ماتطمنيني عليكي .... مابترديش على تليفوناتى ليه ياحياة
كانت حياة فى احضانه تستمع اليه ولم تجيب بل تركت لدموعما الاجابة كانت تستنشق عطره وكأنها تحفره فى مخيلتها فهى ستُحرم منه لامحالة وستفتقد إليه
وجد نور حياة مستسلمة لضمته لها ومتشبسة به بصمت ، فربت على ظهرها وهو يقول لها ، انتى قدرتى تبعدى ياحياة عنى ، قلبك قدر يبعد عنى  ،
حياة مش هترجعى معايا بقى ياحياتى تنورى بيتنا
لم ينتبهوا لدخول اكرم الذى وقف يراقبهم بهدوء وعندما سمع كلام نور لحياة وطلبه لها بعودتها معه تأكد ان نور لن يطلق حياة
اخرج الهاتف من جيبه  وخرج مرة اخرى لخارج الفيلا  واتصل بشخص
أيوة  نفذ اللي قولتلك عليه دلوقتى حالا ، أيوة هو موجود فى الفيلا
الشخص : حاضر يافندم انا جاى فورا
وانهى اكرم المكالمة وابتسم بسخرية : لما اشوف يانور هتقف قصادى المرة دى ازاى
ودخل الفيلا وجد نور وحياة جالسين معا ابتسم بخبث واقترب منهم وتحدث : اهلا ياحضرة الضابط ،
نور بثبات : اهلا يااكرم بيه
اكرم : جاى ليه
نور بتحدى : جاى اشوف مراتى يااكرم بيه
اكرم: مراتك .... تمام هتنفذ اللى قولتلك عليه امته
نور بتفكير : هو حضرتك طلبت منى حاجة وانا نسيت انفذهالك
ابتسم اكرم بسخرية : ياه ياحضرة الضابط ماكنتش اعرف ان الذاكرة ضعيفة عندك اوى كده
ابتسم نور : لا يااكرم بيه مش نور الدمنهورى اللي ذاكرته ضعيفة
نجح نور فى استفزاز اكرم
فتحدث اكرم بعصبية : افهم من كلامك انك مش هتطلق بنتى
نور بتحدى : لأ مش هطلقها
نظر اكرم لابنته : هو انتى يامدام ماقدرتيش تقنعى  حضرة الضابط انه يطلقك
نظر نور لحياة متسائلا : انتى عاوزة تقنعينى انى اطلقك ياحياة
نظرت حياة لنور نظرة كلها خوف وحزن ولم ترد
فنظر نور لاكرم : لاخر مرة هقولها لحضرتك حياة مراتى  ولو انطبقت السما على الارض مش هطلقها هتفضل مراتى لاخر عمرى ومافيش قوة هتفرق بينا مهما حصل
ابتسم اكرم بتهكم  وكرر جملة نور: هتفضل مراتك لاخر عمرك .... لاخر عمرك .... واضح ان اخره قرب
فهمت حياة مايقصده والدها من كلامه فشهقت مصدومة مما يقوله والدها فهى الان تقف بين نور واكرم لاتستطيع الافصاح لنور عن تهديد والدها لها ولاتستطيع منع والدها من تنفيذ تهديده
امسكت بيد نور : ارجوك يانور امشى .... ارجوك يانور علشان خاطرى امشي
اقترب نور من اكرم ونظر له بتحدى :لو مش فرح شريف اخر الاسبوع وحياة بتساعد مامتها واسيل قسما بربى لاكنت واخد مراتى دلوقتى وقصاد عنيك وماكنتش هتقدر تمنعنى ولو فكرت مجرد تفكير تمنعنى عنها هاخدها منك وبالقوة
مش نور الدمنهورى اللى حد يفرق بينه وبين مراته حتى لو كان ابوها بكل نفوذه وجبروته
اكرم بتحدى اكبر : انا هخليك تدفع تمن كل اللى قولته غالى اوى ... هدفعك تمن تحديك لىّٰ غالى اوى
حياة : ارجوك يابابا كفاية ارحمنى
والتفتت لنور : ارجوك يانور علشان خاطرى امشي دلوقتى وبعدين نتكلم ارجوك
نظر لها نور بشفقة : همشي ياحياة لكن راجع تانى
ونظر لاكرم الصياد وبلهجة كلها تحدى : أشوفك فى الفرح ياحمايا العزيز ومبروك مقدما ، وبعد الفرح مراتى هترجع معايا على بيتى تانى وفكر بس مجرد تفكير انك تمنعنى اخدها ووقتها هتشوف نور تانى خالص غير اللي بيتكلم معاك دلوقتى
وخرج نور من الفيلا ركب سيارته وخرج من الفيلا
التفتت حياة لوالدها : انا لسة عندى امل انك تراجع نفسك يابابا وتسيبنى انا ونور نعيش حياتنا مع بعض
نظر لها اكرم بنظرات خاوية ولم يتحدث وتركها وذهب لغرفة مكتبه
وقف امام مكتبه والتفت اليها : للاسف نور اللى اختار
خلاص مش هيكون فى وجود لنور بعد كده يامدام
انقبض قلب حياة من كلام والدها فذهبت بسرعة اليه : قصدك إيه يابابا .... ارجوك يابابا قصدك إيه
اكرم : انا قولتلك قبل كده انا مابهددش انا بنفذ
وضعت حياة يديها علي فمها لتكتم شهقة نتيجة صدمتها
نور ، ارجوك يابابا ماتأذيش نور علشان خاطرى يابابا ... انا هخليه يطلقنى ... ارجوك
اكرم : خلاص ياحياة اتأخرتوا كتير نور دلوقتى سايق عربيته من غير فرامل وكلها دقايق وهتسمعى خبر موته
تركها وذهب بعد ماقاله وكأنها تلقت صاعقة بما سمعته من والده
صعدت لغرفتها سريعا وحاولت الاتصال بنور ولكنه لم يجيب
حاولت كثيرا الاتصال به ولكنه لم يرد عليها ،
اتصلت بفادى كان فادى فى مكتبه يتابع عمله
فادى : الو ياحياة عاملة ايه
حياة بلهفة وصوت مضطرب: الحق نور يافادى هو خرج من هنا متضايق وعربيته من غير فرامل بابا نفذ تهديده يافادى
وقف فادى مفزوعا من مكانه : انتى بتقولى إيه ياحياة
حياة : الحق نور ... نور عربيته من غير فرامل وهو متعصب دلوقتى الحقه انا مش عارفة اتصرف
فادى بغضب :   اقفلى وانا هتصرف
اغلق فادى الخط وخرج سريعا واخذ سيارته ليلحق بصديق عمره ، بغضب ضرب على المقود وهو يتوعد لاكرم الصياد : انت عديت كل الخطوط الحمراء يااكرم والله لأندمك لو حصل حاجة لنور ...
واتصل بإحدى الضباط : أيوة انا عاوز منك خدمة هبعتلك رقم موبايل عاوز اعرف مكانه فين فورا
الضابط : اوامرك يافادى باشا
ارسل فادى له الرقم وبعد دقائق معدودة تلقى رسالة بمكان وجود الرقم
كان المكان قريب من فادى فتوجه  سريعا للطريق الموجود فيه نور للحاق به وهو يحاول الاتصال به ولكن للاسف دون رد ، كان نور جعل موبايله صامت حتى لايزعجه احد
كان نور يقود السيارة بسرعة شديدة وهو غاضب من كلام اكرم
انتبه فجأة بأن الفرامل معطله حاول تقليل السرعة ولكن فشلت محاولاته فأدرك انها النهاية لامحاله
حتى ظهرت سيارة فادى من العدم وسارت بجانب سيارته
اشار فادى لنور على الموبايل
اكتشف نور ان هاتفه صامت، اتصل فادى بنور ،
فادى : نور خلى بالك العربية مافيهاش فرامل
نور : عارف ... لكن انت عرفت ازاى
فادى دون تفكير : حياة هى اللي قالتلى علشان الحقك
اندهش نور : حياة ... وهى حياة عرفت منين
ادرك فادى الخطأ الذى وقع فيه فتحدث بسرعة : مش وقته يانور المهم دلوقتى نخلص من الازمة دى وبعدين نتكلم
تأكد نور ان فرامل سيارته تعطلت بفعل فاعل وان اكرم هو من وراء كل هذا
تحدث فادى سريعا : نووور افتح باب عربيتك وسيبه مفتوح بسرعة
استجاب نور لطلب فادى فابطأ فادى السرعة حتى اصبحت سيارة نور امامه فأسرع اليها وصدم سيارته بباب سيارة نور فانكسر الباب
وبعدها فتح فادى باب سيارته الموجود بجانب نور ، وقال له نور  بسرعة هتنقل نفسك فى عربيتى عربيتك هتقع انجز  ،
اقترب فادى بسيارته حتى اصبحت السيارتين متلتصقتين تماما وقفز نور داخل سيارة فادى وانحدرت سيارة نور وسقطت من فوق جبل المقطم وانفجرت
اوقف فادى سيارته على جانب الطريق ليطمئن على نور
، نور انت كويس
التقط نور انفاسه فهو منذ لحظات كان يصارع الموت واستطاع ان ينجو منها بمساعدة فادى ، التفت نور اليه وهو مازال تحت تأثير الصدمة فآخر ماكان يتوقعه ان ينفذ اكرم تهديده ويحاول قتله
وسأل صديقه : فادى هو اللي حصل دلوقتى ده بجد ولا كابوس
فادى : الحمد لله ربنا ستر
نور : انا كنت اتوقع اى حاجة الا ان اكرم يحاول يقتلنى
فادى : خلاص يانور ربنا ستر طلق حياة يانور وبكده هتنتهى المشاكل
نظر له نور بغضب : بعد اللي حصل النهاردة قسما بالله ماهيحصل وحياة هعرف ازاى اخدها منه وقصاد عنيه اذا كان هو اكرم الصياد فأنا نور الدمنهورى ومش هسيبه
فادى : مافيش داعى يانور للحرب دى حياة اللى بينك وبينه
نور : وعلشان حياة يافادى مش هسيبه ومش هطلق مراتى على جثتى المرة دى اسيبهاله ......
ادرك فادى ان نور لن يستسلم . وان هناك عاصفة ستواجههم الايام القادمة .....

*حياه بلا حياه 2*🍁حيث تعيش القصص. اكتشف الآن