الفصل السادس والعشرون
مساءً فى فيلا الصياد ، كانت الفيلا كالمهجورة لاروح فيها ولا حياة ، كانت هناء فى غرفتها جالسة تفكر فيما حدث لابنتها وكيف وصل اكرم لكل هذا الجبروت ، كانت تسترجع ذكرياتها منذ رأت اكرم اول مرة ،
مرت حياتها امام اعينها باحداثها الحزينة والسعيدة كفيلم سينما ، اكتشفت انها عاشت حياتها زوجة مطيعة لزوجها اهتمت بتربية ابنائها حتى اصبحت فى غفلة عن تغيير شخصية زوجها وكيف غيره عالم الاعمال والصفقات واصبح شخصا ذو سلطة وجبروت ، ولكن الان لاتستطيع ان تتغافل عن تصرفات اكرم مع حياة وزوجها ،فقررت اليوم ان تتخرج من صمتها وتضع حداً لتلك التصرفات ، وقفت بشرفة غرفتها تنتظر عودته فهى الان كالبركان الغاضب تحت الرماد وقد اوشك على الانفجار
، دقت اجراس الساعة معلنة ان الان منتصف الليل رأت هناء سيارة زوجها تعبر من بوابة الفيلا فدخلت سريعا من الشرفة لتلحق بزوجها فهو كعادته سيذهب للمكتب ، وخرجت من غرفتها ونزلت الدرج مسرعة ،
كان اكرم اقترب من مكتبه فاستوقفته : أكرم عاوزة اتكلم معاك
لم يلتفت اكرم اليها وقال وهو مولياً إياها ظهره : هناء من فضلك أجلى اى كلام للصبح انا مشغول دلوقتى
هناء بجدية ونبرة صارمة : أكرم هنتكلم دلوقتى ... وأي حاجة تانية تتأجل للصبح ... وياريت نتكلم فى اوضتنا مش لازم الشغالين يسمعونا ولا حياة كمان تسمعنا البنت مش ناقصة
التفت اكرم بنفاذ صبر ونظر لها : هناء قولت نتكلم الصبح
اقتربت هناء منه وبعيون غاضبة وصوت حازم : وانا قولت هنتكلم دلوقتى ....
زفر اكرم بضيق : إتفضلى
وتوجه معها لغرفتهم حتى يسمع ماتريد هناء قوله
ودخل اكرم وهناء لغرفتهم ((الموجودة بالجانب الاخر من الفيلا بعيدا عن غرف اولادهم فلقد خصص اكرم جناح كامل فى الفيلا له ولزوجته ليحصلوا على قدر من الخصوصية)) والتفت اليها عاوزة إيه ياهناء وخلى بالك انا نبهتك إنى مش فى حالة تسمح بأى نقاش دلوقتى لكنك صممتى إننا نتكلم وجلس على اقرب كرسي بالغرفة
نظرت له هناء وبهدوء شديد : للاسف يااكرم بيه انت باللى عملته ماسيبتليش اى خيارات تانية ، ازاى أأجل اى نقاش بينا وانا عارفة ومتأكده ان بنتى موجوعة بسببك ،
ماقدرتش اتكلم معاك قصاد حياة حفاظا على احترامها ليك كأب : لكن أى اب ده اللي يعمل كده وعلشان إيه ها .... لمجرد انك خايف على بنتك ، خلاص يااكرم دخلت فى علم الغيب وبقيت تعرف إيه اللي يسعد ولادك وإيه يتعسهم خلاص بقيت عاوز ترسم حياة كل واحد من ولادك على مزاجك ، ونسيت ان من ابسط حقوقهم انهم يعيشوا حياتهم زى ماهما عاوزين مش زى ماجنابك عاوز ، طول عمرى ساكتة ومستحمله وبلتمسلك الاعزار وأقول إصبرى وإستحملي ياهناء ماهو انشغال اكرم وتعبه علشانك انتى والولاد ، بيتعب علشان يبنى امبراطورية الصياد اللي كان بيحلم بيها ، كنت تعرف إيه عن ولادك وهما صغيرين طول الوقت مشغول وبتسافر من مكان لمكان علشان تعمل صفقات واتفاقيات ، كان لو حد تعب منهم اسهر به الليالى لوحدى وانت ماتعرفش اى حاجة ولا كنت بحسسك بحاجة علشان تفضل مركز فى شغلك ، تعرف إيه عن ولادك بيحبوا إيه او بيكرهوا إيه ، حتى لما كبروا بدأت تزرع فيهم حب البيزنس لحد ماحياة نسيت نفسها واندمجت فى شغل المجموعة نسيت انها بنت من حقها تعيش زى بنات جيلها ، حولتها لاكرم صياد تانى ، حتى لما ربنا كرمها بزوج زى نور محترم وابن ناس وبيحبها ... لأ ده بيعشقها عشق وبنتك بتحبه ، تيجى انت تتدخل فى حياتهم وتهد سعادتهم ،
ازاى جالك قلب تحط حياة فى موقف اختيار بينك وبين نور ، لأ وتحاول تقتله
كان اكرم يحاول السيطرة على غضبه فهو أيضا أب ولم يكن يريد ان تصل الامور لما وصلت اليه ولكنه لن يفصح لاحد عما يشعر به فكان يستمع لحديث هناء وهو يقبض بشده بيده على الكرسي الجالس عليه ،
وبدأ صوت هناء يعلو نسبيا عندما لاحظت شروده : ساكت ليه رد عليا مين انت علشان تتوقع الغيب ، خايف على حياة علشان جوزها ضابط مخابرات ، يااكرم ده ضعف ايمان منك بالله ، وحرام ،
ماهو ممكن حياة تتجوز رجل اعمال وشوية ويموت يااكرم الموت والحياة بإيد ربنا سبحانه وتعالى ،
اتجرأت تحاول تقتل جوز بنتك ، أد كده انا كنت مخدوعة فيك ، وكنت عايشة مع مجرم ،
وصل اكرم فى تلك اللحظة لقمة غضبه فانتفض من جلسته : هناء كلمة تانية وهتصرف معاكى تصرف مش هيعجبك خالص
ابتسمت هناء بتهكم : مش غريبة على واحد مجرم زيك انه يهدد مراته وأم اولاده
نظر لها اكرم بصدمة لهناء فمن أين لها تلك الشجاعة التى تتحدث بها ((فهو اعتاد عليها هادئة وتتصرف بعقلانية شديده ))
فاقترب منها بهدوء ماكر قائلا : عيدى اللي قولتيه تانى كده
هناء : إيه ماسمعتنيش كويس ولا عاوز تتأكد ان اللي انت سمعته صح ، وعموما أقولهالك تانى يااكرم بيه قولت مش غريبة على واحد مجرم وقاتل إنه يهدد مراته
رفع اكرم يده ليضربها كفا حتى تسكت ولكنه تفاجأ بيده معلقة فى الهواء وهو ينظر لعيني هناء بغضب وهى تنظر له بشراسة وغضب ام على حزن ابنتها : اياك تفكر يااكرم مجرد تفكير إنك ترفع إيدك عليا تانى ونفضت يده من قبضتها : صدقنى وقتها هيكون رد فعلى عنيف جدا...
نظر اكرم لعينيها فى محاولة منه لقراءة مايدور فى عقلها ولكنه لم يستطيع
ونظرت هناء له بضيق : وياريت يااكرم ماتحاولش تنزل من نظرى اكتر من كده
وهنا كان اكرم فقد السيطرة على انفعالاته قائلا : أنا .... انا ياهناء نزلت من نظرك ... أنا .... أنتى شايفانى خلاص بقيت قاتل ومجرم .... خلاص انتى شايفة كده
نسيتى .... نسيتى قلقك وخوفك علي حياة لما كانت مع جوزها واتصالاتهم اتقطعت ....
عايزة تعرفى انا عملت كده ليه ، علشانك وعلشانى
هناء بصدمة : علشانى انا .... ليه ....دا اى أم بتكون سعيدة لما تشوف ولادها سعداء
اكرم : أيوة انا عملت كل ده علشانك وعلشانى .... البنت كانت فى خطر حقيقي ،
من وقت ماكانت بتدرس فى المانيا وانا خبيت عليكي ، لانك لو كنتى عرفتى وقتها كنتى هتفضلى عايشة فى قلق وخوف لكن انا اختارت اتحمل لوحدى القلق والخوف ده،
فاكرة سفرى لالمانيا المفاجئ ورجوعى بحياة
هناء : أيوة طبعا فاكرة
اكرم : وقتها كنت مسافر ارجعها لان العصابة اللى قتلت زميلتها كانت هتخلص على بنتك هى كمان ، لما عرفت اللى حصل وقتها مااترددتش لحظة واحدة انى ارجعها مصر وابعدها عن اى خطر ، حتى لما محسن كلمنى وقابلته كان علشان حماية بنتك ، الجوازة دى كانت لتأمينها برة مصر ، لكن اتفاجأت ان بنتك بتشتغل على القضية دى مع المخابرات من وقت مارجعت معايا من المانيا ، سنتين ياهناء انتى فاهمة يعنى إيه سنتين بنتك بتشتغل فى المخابرات واحنا مانعرفش ، سنتين بنتنا فى جُحر التعابين
لسة عاوزة اسباب ،
هناء مصدومة وهى تسمع تلك الحقائق
كان اكرم يحاول ان يهدأ بعد ثورة الغضب هذه
لم يتغير موقف هناء بعد ماسمعته : حتى لو يااكرم ....كل الاسباب اللي قولتها دى مش مبرر لتصرفاتك مع حياة ونور ومحاولتك قتله
اكرم : انا ماكنتش عاوز اقتله انا كنت عاوز بس اخوفه علشان يطلق حياة وننتهى من القصة دى ، لكن الغبى اللي كلفته بالموضوع ده فهم انى عاوز اقتله
هناء : ومن امته بتعرف مجرمين يااكرم ، من إمته بتتعامل مع الاشكال دى ،
انت لو شغلك وثروتك دى فعلا بالحلال ايه اللي يجبرك تتعامل مع مجرمين
اكرم : انتى فاكرة إيه ياهانم ، عالم البيزنس ده زى غابة القوى فيها بيقضى على الضعيف
ودار حول نفسه يشير بذراعيه لكل ماحوله
وانتى مفكرة الامبراطورية دى اللي تعبت وشقيت فيها مش محتاجة لقوة تحميها وتحافظ عليها
هناء : للاسف يااكرم انا حاسة ان اللي واقف قصادى ده واحد اول مرة اشوفه واحد تانى معرفوش
اقترب اكرم منها وقبض على ذراعها بقوة : فوقى ياهناء المثالية بتاعتك دى مابقاش لها وجود فى زمننا ده ، الطيبة دلوقتى غباء الزمن دلوقتى للقوى والجبروت بنتك لو كان حصلها حاجة كنتى هتفضلى العمر كله تلوميني انى ماعرفتش احافظ عليها
نفضت هناء يدها من قبضته : وانا مش عاوزة القوة والجبروت ولو الطيبة من وجهة نظرك غباء فأنا موافقة إنى اعيش غبية عنى إنى اعيش اظلم الناس واظلم اقرب الناس لقلبي ، وموضوع بنتى بقى فأنا مؤمنة بقضاء الله وقدره وكان اهون عندى تعيش سعيدة مع الانسان اللي بتحبه ولا إنى اشوفها حزينة ومكسورة دلوقتى ، أيوة انت كده حافظت عليها لكن حافظت على حياة بس هى دلوقتى هتعيش من غير روح ،
اسمع يااكرم ولأول مرة فى حياتى هقولهالك : ياتصلح غلطتك فى حق بنتك وجوزها ياتطلقنى لانى لايمكن اعيش معاك لحظة واحدة بعد كده وانا شيفاك ظالم
نظر لها اكرم نظرة لوم وعتاب : وقدرتى تقوليها ياهناء .... قدرتى تطلبى الطلاق.... انتى ماعملتيهاش واحنا صغيرين وانا بعيد مشغول فى شغل ....
هناء بنظرات صارمة : أيوة قدرت ...لانك انت اللي ظلمت نفسك بتصرفاتك دى
قرارى مش هغيره يااكرم
نظر لها اكرم بيأس وتركها وخرج من الجناح بأكمله فالامور الان زادت تعقيدا
وجلست هناء تفكر فيما ستؤول له الايام القادمة
*********
فى غرفة حياة
كانت انتهت من غلق حقيبتها
وارتدت ملابسها منتظرة الوقت المناسب للخروج من الفيلا ، سمعت صوت خطوات تقترب من غرفتها فارتدت على الفور فوق ملابسها روب ودثرت نفسها جيدا مدعية النوم
فتحت الخادمة الباب لتطمئن عليها بعدما امرتها هناء بذلك فوجدتها نائمة فخرجت واغلقت الباب وذهبت لتبلغ هناء انها نائمة
عندما تأكدت حياة من ابتعاد صوت تلك الخطوات قامت على الفور تتابع من نافذة غرفتها وصول عبد الرحمن وروجيدا
وبعد دقائق معدودة ظهرت سيارة عبد الرحمن ووقفت على بُعدٍ من الفيلا ، اخذت حياة حقيبتها واللاب توب وهاتفها وفتحت الباب بهدوء شديد تراقب الممر فلم تجد احد فتسللت لغرفة شريف بهدوء شديد دون ان يشعر بها احد واغلقت الباب خلفها بالمفتاح جيدا وتوجهت للنافذة المطلة على الحديقة الخلفية للفيلا ، فلقد عطلت حياة كاميرات المراقبة الموجودة فى هذه الحديقة ، كان عبد الرحمن ينتظرها اسفل النافذة واضعا لها سُلم خشبي كان موجود بالحديقة من قبل ،
ارتدت حياة حقيبة ملابسها على ظهرها فهى كانت حقيبة تخييم وهبطت سريعا وخرجت من الباب الخلفى للفيلا وسريعا ركب عبد الرحمن وحياة السيارة وانطلق عبد الرحمن بسيارته مبتعدا عن الفيلا قبل ان يكشفهم احد الحراس
كانت حياة تشاهد ابتعاد الفيلا رويدا رويدا من نافذة الكرسي الخلفى فى السيارة حتى اختفت عن انظارها
فالتفتت موجهة حديثها لعبد الرحمن : شكرا ياعبد الرحمن على مساعدتك لى
عبد الرحمن : ماتقوليش كده ياحياة انتى اختى من قبل ماتكونى مرات اخويا ... اينعم انا مش مقتنع ولا موافق على فكرة سفرك لكن انا وافقت على مساعدتك علشان واثق فيكي ياحياة وعارف ان بعد الحادثة اللي اتعرضلها نور لازم تبعدوا شويةو انها ازمة وهتنتهى وبكرة ترجعى انتى ونور لبعض
حياة : للاسف ياعبد الرحمن سفرى ده لمصلحتنا إحنا الاتنين ، ووضعت يدها على بطنها تتحسسها برفق وكأنها تتحدث مع جنينها تطمئنه ان لا يخاف فهى ستبتعد به عن الجميع حفاظا على حياته
لم ينتبه عبد الرحمن لتلميحات حياة فهو لايعرف بأمر حملها وركز فى قيادة السيارة والطريق امامه
ولكن روجيدا التى كانت تجلس بجانبه فى المقعد الامامى فهمت تلميحات حياة ولكنها فضلت الصمت حتى تستطيع حياة السفر حفاظا على طفلها
مر الوقت سريعا لم تنتبه حياة لوصولها المطار فلقد كانت شاردة فى نور ...
عبد الرحمن : حياة وصلنا
انتبهت حياة لعبد الرحمن
عبد الرحمن : وصلنا ياحياة وخلاص يادوب تلحقى تخلصى الاجراءات
حياة : اوك ياعبد الرحمن وشكرا مرة تانية ونظرت لروجيدا وعبد الرحمن وودعتهم وزى مااتفقنا مهما حصل مش عاوزة حد يعرف مكانى ياعبد الرحمن وانتوا وعدتونى
ابتسم عبد الرحمن ابتسامة طمئنتها : اطمنى ياحياة مش من مصلحتنا حد يعرف اننا نعرف حاجة عنك او انى ساعدتك تسافرى واكمل بهزار: بصراحة انا راجل داخل على جوازو مش مستغنى عن عمرى لان نور لو عرف انى ساعدتك تسافرى هيخرجنى من الدنيا قبل ماادخلها
ضحكت حياة على هزار عبد الرحمن : بجد ياعبد الرحمن انت فظيع حتى وانت عارف رد فعل نور لو عرف واخد الامور ببساطة وضحك كالعادة
ابتسمت روجيدا فعبد الرحمن نجح فى اضحاك حياة قبل سفرها فكفاها ماقاسته الفترة السابقة
مد عبد الرحمن يده لحياة بأوراقها وجواز السفر وتذكرة الطائرة : اتفضلى ياحياة الباسبور وتذكرة الطيارة والاوراق اللي طلبتيها وهتلاقى خط موبايل مصرى زى ماطلبتى وبكده مهمتنا خلصت لحد هنا مانقدرش نقرب من المطار علشان كاميرات المراقبة
اخذت حياة جواز سفرها والاوراق منه : تمام ياعبد الرحمن ودلوقتى استودعكم الله
وودع عبد الرحمن وروجيدا حياة وعانقت روجيدا حياة بشدة وبادلتها حياة العناق وتركتهم حياة وذهبت باتجاه باب احدى صالات المغادرة ووقفت والتفتت ونظرت باتجاه عبد الرحمن وروجيدا واشارت لها روجيدا بكفها مودعة اياها ونزلت الدموع من عين حياة وهى تنظر حولها نظرة وداع لمصر كلها
ودخلت الى صالةالمغادرة وكانت متعمدة اخفاء وجهها عن كاميرات المراقبة بارتداء اسكارف ونظارة طبية كبيرة تخفى ملامحها
وانتهت من مراجعة اوراقها وتوجهت للطائرة وكل لحظة كانت حياة تقترب فيها من الطائرة كانت كمن تحتضر فبعدها عن نور هو الموت بذاته و كانت تقاوم رغبة شديدة داخلها بالتراجع والعودة لنور مرة اخرى ولكنها تذكرت حديث والدها الاخير فقررت ان تسير فى طريقها للنهاية وقفت علي باب الطائرة ونظرت خلفها مرة اخرى
وهمسة بصوت غير مسموع : مع السلامة يانور ....
وفرت دمعة متمردة من عينيها ودخلت الطائرة وجلست فى المكان المخصص لها وربطت حزام الامان ونظرت من النافذة المجاورة لمقعدها تتأمل المكان فى الخارج وبعد دقائق معدودة بدأت الطائرة فى التحرك ، كانت حياة تتابع تحرك الطائرة وبداية ارتفاعها تدريجيا فى الهواء ولكنهالم تكن تتابع الا حياتها والاحداث التى عاشتها بداية من لقائها بنور فى الحفل حتى زواجها منه وسفرهم المانيا واعتراف نور بحبه لها مرورا بإختطاف نديم لها وما قاسته بعد تلك الحادثة وصولا لطلاقها من نور بعد عداء اكرم له
*******
اخذ عبد الرحمن روجيدا وقاد سيارته حتى وصلوا على النيل واوقف عبد الرحمن سيارته
: وبعدين ياروجيدا لازم تهدى ماينفعش حد يحس بحاجة
روجيدا : مش قادرة ياعبد الرحمن صدقنى مش قادرة
عبد الرحمن : ياحبيبتى انا عارف انه موقف صعب لكن هنعمل إيه اكرم الصياد صعبها علينا كلنا وللاسف الامور اتعقدت
روجيدا بغضب : انا مش فاهمة ازاى اب يعمل كده .... وليه اصلا
عبد الرحمن : الايام كفيلة ياروجيدا تحل المشكلة دى ... وان شاء الله حياة ونور هيرجعوا لبعض تانى حبهم قوى لكنهم فى محنة وهتعدى ان شاء الله
روجيدا وهى تمسح دموعها : ان شاء الله ياعبد الرحمن .... ان شاء الله
تعجب عبد الرحمن من تبدل حالة روجيدا المزاجية فهى منذ ثوانى كانت تبكى ولكن تبدلت حالتها فقال بمشاكسة : انتى مجنونة ياروجيدا
روجيدا بدهشة : نعم .... ليه بتقول كده
عبد الرحمن : ياحبيبتى انتى كنتى بتعيطى دلوقتى وزعلانة ، وفجأة اتبدلتى .... لأ كده انا ابدأ اقلق على مستقبلى معاكى هو انتى بحالات يادكتورة ولا إيه
ضيقت روجيدا عينيها بغضب زائف : انا ....انا بحالات
عبد الرحمن : طيب تفسري بإيه تغيير الموود اللي حصلك دلوقتى
روجيدا : لانك قولت ان حبهم قوى وهيعدوا المحنة دى .... وبدون ان تنتبه اكملت بنبرة انفعالية : ومش بس كده ده انا متأكدة انهم هيرجعوا لبعض ولسبب قوى كمان لكن مسألة وقت مش اكتر
ضيق عبد الرحمن عينيه ونظر لروجيدا بشك فنبرتها الواثقة تؤكد ان هناك امرا اخر فقال : قصدك إيه ياروجيدا
انتبهت روجيدا لتسرعها فقالت بارتباك : مااقصدش حاجة اقصد انهم ان شاء الله هيرجعوا لبعض
التفت اليها عبد الرحمن ونظر فى عينيها بشك : روجيدا انتى مخبية حاجة عليا
روجيدا وهى تبعد عيونها عنه وتنظر حولها فى نظرات مشتته : انا .... وانا هخبى إيه يعنى ياعبد الرحمن ماانت عارف كل حاجة
عبد الرحمن بنظرات ثاقبة : روجيدا لاخر مرة هسألك انتى مخبية عليا حاجة
((اذا اردت ان تعرف صدق او كذب احدهم انظر لعينيه فإذا كان يكذب لن ينظر لعينيك ، وان كان صادق ستكون عينيه تنظر بثبات لعينيك))
ردت روجيدا على عبد الرحمن : لأ ياعبد الرحمن ... ومن فضلك بقى عاوزة اروح البيت الوقت اتأخر
هز عبد الرحمن رأسه بعدم اقتناع وادار محرك السيارة وقاد بسرعة ليوصلها للمنزل فروجيدا تقيم مع والديه اما هو فيسكن فى شقته الخاصة حفاظا على وجود روجيدا مع والديه لحين ميعاد الزواج
لم ينظر لها ولم يتحدث معها ،
اما روجيدا كانت تشعر بالضيق على حالته ، ولكنها لم تتحدث وكان الصمت رفيقهم حتى وصل عبد الرحمن لمنزل والديه فقال بجمود وهو ينظر امامها : وصلنا ... انزلى
نظرت روجيدا له بضيق : مش هتطلع معايا عمو وطنط عارفين انك جاى النهاردة معايا وهما منتظرينك فوق
عبد الرحمن وهو مازال ينظر امامها : لأ
روجيدا : عبد الرحمن انت زعلان ليه دلوقتى ممكن اعرف
عبد الرحمن : آخر حاجة كان ممكن اتوقعها انك تكذبى عليا ياروجيدا ،
روجيدا : انا ياعبد الرحمن
عبد الرحمن : أيوة ياروجيدا انتى بتكدبى عليا ليه ، اد كده انا شخص غير موثوق فيه
فى إيه ياروجيدا تعرفيه ومخبياه عليا
روجيدا : الموضوع مش كده خالص
عبد الرحمن : لأ ياروجيدا الموضوع مايتفسرش غير كده
روجيدا : لأ ياعبد الرحمن يتفسر انى ممكن اكون وعدت انسانة وثقت فيا واستأمنتنى على سرها
عبد الرحمن: خلاص ياروجيدا ... لكن لازم تعرفى انى احافظ على اى سر خاص بحياة اكتر منك ولأسباب كتيرة مش لازم تعرفيها
ولو انا مش اد ثقتها كانت لجأت لاى حد تانى يساعدها تسافر برة مصر وخصوصا انى اكون اخو نور
روجيدا شعرت انه لابد ان يعرف عبد الرحمن حتى يساعدها فينا هو قادم :
معاك حق ياعبد الرحمن ، لكن صدقنى انت بالذات مكانش ينفع تعرف خالص الموضوع ده والا كان موقفك من سفر حياة كان هيتغير ، لكن انا هقولك مش خيانة لثقتها لأ خالص وربنا عارف ومتأكد انى مش خاينة لامانة حياة اللي استأمنتنى عليها ، لكن هقولك لأنى هحتاج مساعدتك ياعبد الرحمن
بدأ عبد الرحمن يسمع روجيدا بتركيز ،
روجيدا بقلق من رد فعل عبد الرحمن : بصراحة ياعبد الرحمن حياة حامل وطلبت منى محدش يعرف بالموضوع ده ولا حتى انت علشان محدش يمنعها من السفر
عبد الرحمن بصدمة : إيه ... حياة حامل
وفقد اعصابه : انتى اتجننتى ياروجيدا ....ازاى تخبى عنى موضوع مهم زى ده .... وازاى تخليني اساعد حياة تبعد بابن او بنت نور .... ازاى
مافكرتيش هى لوحدها هتعمل إيه ومين هيراعيها فى فترة حملها
انتى ازاى تتصرفى بالغباء ده ،
كانت روجيدا تستمع له دون ان تقول كلمة واحدة فعبد الرحمن معه كل الحق فيما قاله ،
عبد الرحمن : روجيدا انزلى دلوقتى
روجيدا : لأ ياعبد الرحمن انا مش هسيبك وانت فى الحالة دى
عبد اارحمن بغضب شديد : انزلى ياروجيدا دلوقتى محتاج اقعد لوحدى .... انا دلوقتى مش طايق نفسي انزلى بقى ....
نزلت روجيدا بسرعة ودخلت المنزل تجرى هربا من غضبه
لم ينظر لها عبد الرحمن فبمجرد نزولها من السيارة قادها هو بسرعة وغضب شديد :
وضرب مقود السيارة : لييه .... ليه ..... غبي اكرم ده شخص غبى .... ازاى ياعبد الرحمن هتحل المشكلة دى
وتذكر عاصم واتصل عليه فورا دون تفكير فحياة كانت حكت لعبد الرحمن عنه واعطته رقمه حتى يستطيع التواصل معها بسهولة عن طريقه
ايوة ياعاصم انا عبد الرحمن
عاصم : اهلا يادكتور عامل ايه
عبد الرحمن بجدية : الحمد لله اسمعنى ياعاصم كويس اوى .... حياة حامل من فضلك خد بالك عليها وانا هحاول اجى امريكا فى اسرع وقت
عاصم : انا عارف يادكتور ومتقلقش عليها هى هنا هتكون معانا ولو حصل حاجة هبلغك طبعا
عبد الرحمن : اوك تمام
وانهى عبد الرحمن المكالمة وظل يسير فى الشوارع بسيارته
**************
فى منزل نور
بعدما رأى الفيديوهات المسجلة على الميمورى واطلع على قوائم المنظمة واعوانهم داخل وخارج مصر كان يتحرك بعصبية شديدة فى المنزل ذهابا وإيابا يتمنى ان يمر الوقت سريعا ولكن الوقت كان يمر بملل شديد على نور
اتصل باللواء محسن طالبا مقابلته فى مكتبه هو وفادى ووافق اللواء محسن على ذلك
وبعد عدة ساعات اشرقت الشمس معلنة عن بدأ يوم جديد
لم ينم نور تلك الليلة اخذ ملابسه واخذ حمام دافئ يساعده على استعادة نشاطه بعد سهر ليلة طويلة واعد له فنجان من القهوة وبعدها توجه لمكتب اللواء محسن
قابله فادى خارج المكتب مستفسرا عن سبب هذا اللقاء
نظر له نور ولم يجيبه وتركه ودخل مكتب اللواء محسن ، لم يتعجب فادى من تجاهل نور له ودخل خلفه ليرى ماالامر
اللواء محسن : أهلا يانور اهلا ياحضرة الضابط اتفضل اقعد ، كان فادى دخل ايضا فأمره اللواء محسن بالجلوس ايضا
ووجه حديثه لنور : أيوة يانور ياترى إيه الامر المهم اللي كلمتنى علشانه الفجر
اخرج نور قلادة من جيب سترته ورفعها امام نظر اللواء محسن وفادى
محسن : إيه ده ياحضرة الضابط
نور : اللي سعيد كان عاوز يقابلنى علشانها
نظر اللواء محسن لفادى نظرة استفهام فنظر فادى ارضا فهو اخفى امر زيارة نور لسعيد
فهز اللواء محسن رأسه متفهما لموقفه
فالتفت لنور : عاوز تفهمنى ان سعيد كان عاوزك علشان سلسلة
نور بجدية شديدة : للاسف يافندم ... السلسلة دى مش سلسلة عادية
دى مجموعة ميمورى كارت نديم كان مأمن نفسه ضد المنظمة وعارف انهم خاينين وهيغدروا بيه فى اى وقت ، علشان كده جمع كل المعلومات اللي كنا عاوزينها هنا على الميمورى دى وكمان ميمورى عليها ارقام حساباتهم برة مصر ،
والتفت لفادى : بكده يافادى المهمة انتهت وبكده سفرك برة مصر مالوش لزوم ، كده القضية اتقفلت
والتفت للواء محسن ووقف بجدية وتأدب وادى التحية العسكرية : تمام يافندم المهمة كده انتهت ، ودى استقالتى اتمنى توافق عليها بعد اذن حضرتك ولم يعطهم فرصة للرد وخرج مسرعا متوجها لفيلا الصياد فلديه مهمة اخرى عليه ان يتمها
***********
فى فيلا الصياد استيقظت هناء منزعجة من كابوس
اخذت كوب مأء وشربت حتى تهدأ ، تذكرت حياة فارادت ان توقظها حتى تطمئن عليها
ذهبت هناء لغرفتها ولكنها لم تجدها التفتت حتى تخرج من الغرفة وجدت خطابين موضوعين بجانب السرير على الكومود
عندما رأتهم شعرت بقلبها قد قُبض دعت ربها ان تكون شكوكها خاطئة
كان نور قد دخل الفيلا بعدما فتحت له الخادمة الفيلا مسرعا يبحث عنها ولكنه تجمد مكانه عندما سمع هناء
فلقد نزلت هناء بسرعة تصرخ
هناء : اكرم الحقنى يااكرم حياة مش موجودة فى الفيلا
اكرم : ازاى ده
لاقيت اوضتها فاضية والرسالتين دول كانوا فى اوضتهم
كان نور واقف كما التمثال يحاول استيعاب ماقالته هناء
فتأكدان ماسمعه حقيقى
هناء : بنتى يااكرم البنت مش موجودة
نور: ......
أنت تقرأ
*حياه بلا حياه 2*🍁
Romanceمقدمة جمعتهم مهمة واحدة ولكن مالم يكن بالحسبان أن يجتمع قلبيهما معاً ترى هل سيستمر الحب بينهما او سيكون للايام رأى آخر عندما يتحول الحب لهوس ترى ماذا سيحدث آنذاك هل سيقف الحب عاجزا على اعتاب التحديات ام سيتغلب عليها مهمة جديدة وضعتها الحياة على...