الفصل الثامن والعشرون
روجيدا ياروجيدا مالك ياحبيبتى وإيه اللي منيمك هنا
فتحت روجيدا عينيها علي هذه الكلمات و يد وضعت على كتفها ، فهذا الصوت مألوف على مسامعها التفتت لترى من صاحبة هذا الصوت وجدتها والدتها
روجيدابفرحة ودموع فى عينيها : ماما وحشتينى اوى ... انا محتجالك ياماما ... محتجالك اوى .... حاسة ان انا لوحدى فى الدنيا دى....
إبتسمت والدتها بحنان لها بث الطمأنينة فى قلب روجيدا قائلة : ياحبيبتى انا موجودة معاكى طول الوقت أيوة انا مُت لكن روحى معاكى طول الوقت ياحبيبتى
انتبهت روجيدا لكلمة والدتها انها ميتة فالتفتت لترى ماحولها وجدت نفسها فى ارض واسعة باللون الاخضر تناثرت الزهورالمتنوعة الالوان فوق تلك المساحة الخضراء ونظرت مرة أخؤى لوالدتها وجدتها ترتدى عباءة بيضاء فضفاضة مطرزة بأحجار براقة وترتدى حجابها الابيض كما كانت ترتديه فى حياتها ،
جرت الدموع على وجنتيهاوهى ترى كل هذا فعرفت المكانة التى أصبحت فيها والدتها بعد مماتها ولكن يتبقى وجع فراقها كالجرح الغائر فى قلبها تتجدد آلامه كلما زاد الاشتياق والاحتياج لها
شعرت بأصابع والدتها تتحسس وجنتيها بحنان ورفق تمسح تلك الدموع عن فلذة كبدها قائلة لها : روجيدا ياحبيبتى الموت علينا حق ولازم تتقبلى ياحبيبتى الحقيقة دى ، أنا خلاص دلوقتى فى مكان احسن من اللي كنت فيه فى الدنيا ، لكن معاكى بروحى ومش هسيبك أبدا ياحبيبتى وحاسة بيكي
نظرت روجيدا لها بدهشة
فأومأت والدتها برأسها لتؤكد لها كلامها وأكملت :أيوة ياحبيبتى بحس بيكي بحس بفرحك وبحس كمان بحزنك ببقى نفسي اضمك لحضنى لكن للاسف مابقدرش ، روجيدا انا فرحت لما لاقيتي الشاب اللي يستحقك بجد ، ليه زعلانه منه
روجيدا : ياماما انا ..
والدتها : عارفة كل اللي حصل ياحبيبتى مش بقولك انا روحى دايما معاكى ياروجيدا وشيفاكى طول الوقت ياحبيبتى
حاولى تتخلصى من خوفك ياروجيدا عبد الرحمن مش زى بابا ياحبيبتى .... ده شخصية وبابا شخصية تانية خالص ، وحتى لو ، فإنتى شاطرة وذكية وهتقدرى تواجهى اى مشكلة وتحليها بالعقل ياحبيبتى
قومى ياروجيدا ... روحى ياحبيبتى ماينفعش تفضلى هنا اكتر من كده
روجيدا : انا مش عاوزة اسيبك ياماما
والدتها : لأ ياحبيبتى الوقت خلاص مش مناسب ووجودك هنا فيه خطر عليكي خلاص وقت الغروب قرب ياروجيدا
روجيدا : لأ ياماما مش هسيبك
وبدأت والدة روجيدا بالابتعاد عن روجيدا رويداً رويداً وتركت يد روجيدا كانت روحيدا تحاول التمسك بيد والدتها كانت ترجوها ان لاتتركها : ماما ... لأ ... ماتسيبينيش .... ماما .... ماما
والدتها : روحى ياروجيدا ... روحي البيت ياروجيدا
روجيد بصراخ ودموعها لاتتوقف : ماما .... لأ .... ماتسيبنيش .... ماما
انتفضت روجيدا بفزع من مكانها عندما شعرت بجسدها يرفع فى الهواء وفتحت عينيها بعدما أوشك قلبها ان يتوقف لترى مايرفعها فتنفست الصعداء عندما رأت من رفعها هو عبد الرحمن واطمأن قلبها لوجوده ولكنها لم تشعر بشئ بعد رؤيتها له سوى انها تغرق فى مكان مظلم شديد السواد فإذا بها تفقد وعيها
كان عبد الرحمن يتألم لحالتها فهو السبب فى تلك الحالة التى وصلت لها روجيدا فبسرعة وضعها فى سيارته وأحكم غلق سيارتها واتصل بسليم ليأتى له ولكن بتاكسي حتى يأخذ سيارة روجيدا واعطاه العنوان ، وكان حارس المقابر موجود مع عبد الرحمن فهو من دله على مقبرة والدة روجيدا وهو رجل فى الخمسينات
فالتفت عبد الرحمن له : ممكن ياحاج بس تخلى بالك من العربية دى ومفتاحها هسيبه معاك أخويا هيجيلك دلوقتى هياخد منك المفتاح وهيوصلى العربية
الحارس : حاضر ياابنى لكن اوصفلى شكل أخوك علشان ماحدش يضحك عليا انت عارف دى مقابر وممكن السرقة فيها بسهولة
عبد الرحمن اخرج موبايله من جيبه وفتح صورة سليم : هو ده ياحاج اخويا اللي هيجيلك
الحارس : حاضر ياابنى ماتقلقش
اخرج عبد الرحمن من جيب بنطاله بعض النقود ليعطيها له
قبض الحارس على كفه بالنقود : عيب ياابنى رجع الفلوس مكانها و ماتقلقش ياابنى على عربيتكم ، واتفضل خد خطيبتك وامشي ربنا يطمنك عليها
عبد الرحمن : شكرا ياراجل ياطيب ، وده الكارت بتاعى اى وقت تحتاج لأى حاجة كلمنى وانا تحت امرك أى وقت
اخذ الحارس منه الكارت حتى لايحرجه وقرأه ونظر له : حاضر يادكتور
وركب عبد الرحمن سيارته وانطلق بروجيدا الفاقدة للوعى
وصل الي منزل والديه وحمل روجيدا وصعد بها سريعا لاسعافها
فتحت والدته الباب بسرعة بعدما طرق عبد الرحمن الباب بقدمه
وتفاجأت بمنظر روجيدا واشتعل فتيل القلق فى قلبها على تلك المسكينة
وبدأت بالتساؤلات : روجيدا مالها ياعبد الرحمن ، إيه اللي حصلها ياابنى
عبد الرحمن وهو يتوجه لغرفتها : مافيش حاجة ياماما اطمنى
وضع عبد الرحمن روجيدا على السرير واسرع فى احضار حقيبته الطبية واخرج منه جهاز لقياس ضغط الدم
وبعد دقائق قليلة : زى ماتوقعت الهانم ضغطها وطى فجأة
فريال والدته : وضغطها وطى فجأة أكيد فى سبب ياعبد الرحمن
عبد الرحمن : واضح ان الهانم مافطرتش وفضلت لحد دلوقتى من غير اكل
فريال : لأ ياعبد الرحمن دى رفضت تاكل امبارح لما رجعت بالليل وحتى الصبح وهى نازلة قالتلى هتفطر معاك فى المستشفى يبقى ازاى يابنى هتفضل الوقت ده كله من غير أكل
نظر عبد الرحمن لها بحزن واخرج من حقيبته حقنه وقام بحقنها
ونظر لوالدته : طيب ياامى بعد إذنك حضريلها اكل هى هتفوق بعد الحقنة دى
فريال : حاضر ياحبيبي ، لكن بعدين لنا كلام تانى مع بعض
هز عبد الرحمن رأسه بالموافقة
ذهبت فريال لتحضر الطعام لروجيدا وأحضر عبد الرحمن مقعد وجلس عليه بالقرب من السرير ونظر لروجيدا يتأملها حتى تستعيد وعيها
تذكر حالتها التى وجدها عليها امام قبر والدتها ، تأكد اليوم أن روجيدا على الرغم من كونها طبيبة جراحة إلا انها تحمل داخلها قلباً رقيقاً لايحتمل اى حزن او خلافات
كان يفكر فيما تشعر به تلك النائمة من وحدة شديدةعلى الرغم من وجودها بينهم وانها تفتقد لحنان والدتها
((فهناك بعض البشر يشعرون بالوحدة بين الزحام ، حينما يفقدوا شخصاً عزيزاً عليهم ، ولايستطيع احد شغل هذا الفراغ ))
لمح دموع تسيل على احدى خديها فرأف بحالها وتمنى لو يعود الزمان للوراء
بدأت روجيدا تستعيد وعيها تدريجيا وتأملت المكان حولها حتى وقعت عينيها على عبد الرحمن الجالس امامها بهدوء وترقب فاعتدلت سريعا فى جلستها أمامه
عبد الرحمن بلطف : اهدى ياروجيدا
روجيدا : هو إيه اللي حصل
عبد الرحمن : اللى حصل إن ضغطك نزل فجأة و أغمى عليكي بسبب قلة الاكل
روجيدا : وهى تحاول ان تستجمع الاحداث الاخيرة فعقلها لايزال مشوشاً بعض الشئ
انت عرفت مكانى ازاى
عبد الرحمن : مش مهم دلوقتى عرفت مكانك إزاى ، المهم دلوقتى انا آسف ، آسف إنى زعلت منك من غير مااسمعك للنهاية ، وآسف إنى عرضتك للموقف ده كله
نظرت روجيدا لعبد الرحمن : ماتتأسفش ياعبد الرحمن انت عندك حق تزعل ، أنا اللي آسفة إنى خبيت عليك حاجة زى دى ، وآسفة إنى اتسرعت لما جيتلك وفسخت خطوبتنا .
عبد الرحمن : بالنسبة انك خبيتى عليا انا عذرتك لانك حافظتى على وعدك ،
وأكمل بإبتسامة : إنما موضوع فسخ الخطوبة ده انا لسة هحاسبك عليه وأكمل بجدية زائفة : وعرفك ازاى تفكرى تفسخي خطوبتنا وعلشان كده لما سيادة اللواء يوصل انا هستأذنه نكتب كتابنا علشان أشوف ازاى هتفكرى تبعدى عنى تانى لما نزعل سوا
ابتسمت روجيدا على مشاكسة عبد الرحمن لها وكذلك على انتهاء الخلاف بينهم وبقى سؤال مهم هو كيف عرف مكانها وهل رؤيتها لوالدتها حقيقة أم حلم عاشته للحظات
انتبهت على كلام عبد الرحمن : روحتى لحد فين
روجيدا : ها ... ابدا مافيش
عبد الرحمن: لأ في وبعدين ياروجيدا انا عاوز اسألك سؤال انتى ازاى نمتى عند قبر والدتك كده ماخوفتيش .... غلط ياحبيبتى النوم فى المقابر وبعدين كمان زيارة المقابر لها شروط معينة يعنى غلط اننا نروح نبكى هناك بالعكس احنا بنزور موتانا علشان نقرأ لهم القرآن وإن كان بعض العلماء لهم رأى تانى وهو إن زيارة القبور أمر مكروه لكن انا دكتور ومعلوماتى عن الموضوع ده قليلة
روجيدا : انا كنت مشتاقة لأمى جدا
(( وادركت حينها ان رؤيتها لأمها ماهى إلا مجرد حلم جميل تمنت لو لم ينتهى ، ولكنها تذكرت والدتها حينما قالت لها انها موجودة معها دائما وكأن شعورها بوجود امها حولها أثلج قلبها وطمئنها ))
وحضرت فريال ومعها الطعام وبدأت تطعم روجيدا بحب وحنان ولم تخلو تلك اللحظات من مشاكسات عبد الرحمن لروجيدا وضحك روجيدا فريال على تلك المشاكسات والدعابات
ونجح عبد الرحمن فى إعادة البسمة مرة أخرى لوجه روجيدا فمنذ رأها بتلك الحالة فى المقابر ، تأكد وقتها انه لم يكن يحبها فقط بل يعشقها وخوفه عليها تخطى كل الحدود وقتها قطع وعدا على نفسه ان لايدخر جهدا فى اسعاد روجيدا ورسم البسمة على وجهها
(( بعض الازمات تكشف لنا حجم الحب الموجود فى قلوبنا لمن نحبهم ))
وتمنى سرا ان تعود حياة مرة اخرى وتنتهى تلك الازمة وتجتمع مع نور من جديد
***************
فى امريكا
وصل عاصم لمنزل حياة كما وعدها ليرتبوا معا بعض الامور
فتحت ماتيلدا الباب مرحبةً بعاصم : فهى تتحدث العربية ولكن لاتتحدث بطلاقة
عاصم : ماتيلدا مدام حياة لسة نايمة
ماتيلدا : لا مستر عاصم مدام حياة صاحية مبكراً
عاصم : اوك بلغيها انى وصلت
حياة : صباح الخير ياعاصم
عاصم : صباح الخير ياحياة ، طمنيني نمتى كويس
حياة : أيوة الحمد لله
عاصم: تمام
ونظرت حياة لماتيلدا : ماتيلدا اعمليلي نسكافيه لو سمحتى وشوفى مستر عاصم يشرب إيه
عاصم : نسكافيه إيه ده اللي هتشربيه من غير فطار لأ طبعا
ماتيلدا جهزى للمدام الفطار الاول وبعدين اعمليلنا النسكافيه
ماتيلدا : اوك مستر عاصم وتركتهم وذهبت
نظر عاصم لحياة مبتسما وقال : انا سامعك
ضحكت حياة على طريقة عاصم قائلة : والمفروض اعترف مش كده وأكملت ضحك
ضحك عاصم على دعابتها واكمل قائلا : لأ ياستى اقصد سامعك انتى وعدتينى تحكيلى كل حاجة لما تيجي ودلوقتى اعتقد من حقى اعرف كل حاجة علشان اقدر اساعدك
رأت حياة ان عاصم معه كل الحق فهى ستحتاج لمساعدته الايام القادمة والا لن يحتاج السيد اكرم الا لقليل من الوقت ليصل اليها
فبدأت حياة تحكى لعاصم كل ماحدث معها هى وزوجها وخلافهم مع والدها ومحاولة والدها قتل نور وتهديده لهم ((واخفت عليه موضوع عملها مع المخابرات ، فهى فضلت الاحتفاظ بتلك الجزئية فكل انسان له الحق أن يحتفظ ببعض الاسرار بعيدا عن البعض مهما كانت الحاجة لمساعداتهم ))
واخبرته انها قررت الابتعاد لانها لن تستطيع الاختيار بينهم
تفهم عاصم الموقف : ماتقلقيش ياحياة مع الوقت كل حاجة هتكون افضل
حياة : فى حاجة كمان ياعاصم عاوزاك تعرفها ، هنا انا مش هكون حياة الصياد لأن بسهولة ممكن بابا يوصلى ، علشان كده هتعامل بالاسم الموجود فى الباسبور اللى خرجت به من مصر
عاصم بدهشة : انتى ازاىةعملتى كده ده تزوير
حياة : لا مش تزوير بعدين هتفهم موضوع الباسبور ده لكن دلوقتى اعذرنى مش هقدر اوضحلك اى حاجة ،
وبالنسبة لخروجى من مصر مكانش هينفع بهويتى الحقيقية لأنى متجوزة وقانونا لازم موافقة الزوج على السفر ده اولا ، وثانيا لو كنت سافرت بهويتى الحقيقية يبقى ماعملتش حاجة لان وقتها هيقدروا يوصلولى بسهولة
تنهد عاصم بقلة حيلة فهى اقنعته بوجهة نظرها : فعلا معاكى حق ، كالعادة ياحياة بتيهرينى بذكاءك وحساباتك لكل صغيرة وكبيرة
حياة : طبيعى علشان تكون ناجح فى مجال البيزنس لازم نحسب حساب كل حاجة
عاصم : يبقى قرارى اللى اخدته فى محله فعلا
حياة : قرار إيه ده
عاصم : قرار انك تكونى شريكتى فى البيزنس بتاعى ، ماهو انا مستحيل اضيع فرصة زى دى ان يكون معايا شريك بالعقلية دى
حياة : أيوة ياعاصم لكن انا مااقدرش اشاركك انا هشتغل فى الشركة وهساعدك انما شراكة اعذرنى مش هقدر
عاصم : ليه ... ممكن اعرف السبب
حياة بعملية ووضوح : السبب انى مااقدرش اشاركك لانى مااملكش رأس المال اللي اقدر اشاركك به
عاصم : ومين قالك انى عاوزك شريكة برأس المال
ياحياة بعيدا عن العواطف ، انتى بيزنس وومان هايلة وخبراتك فى المجال ده هى رأس مالك معايا فى الشراكة دى ومش هقبل اى اعذار وفى حاجة كمان قبل ماهنروح على الشركة هنروح مشوار صغير للفيلا عندى
حياة بدهشة : ليه
عاصم : لان ماما عرفت انك موجودة واصرت تشوفك وماتقلقيش وعدتنى انها مش هتجيب سيرة لاى حد عن وجودك هنا وانتى عارفة ماما كلمتها سيف
حياة : فعلا طنط بتوفى بكلامها ، خلاص اوك انا موافقة
عاصم : وفى كمان حد هعرفك عليه
حياة : مين
عاصم : دى مفاجأة مش هقدر اقولك عليها دلوقتى
ابتسمت حياة وهى تقول : اوك
احضرت ماتيلدا الفطور ووضعته امام حياة
وذهبت
عاصم : على ماتخلصى فطارك هعمل مكالمة للشركة ابلغهم يأجلوا اى مواعيد لبعد الظهر علي نخلص مشوارنا
حياة : اوك
***********
فى احدى الدول الاوروبية
كانت اسيل تجلس فى شرفة احدى الفنادق شاردة ولم تسمع شريف
شريف : أسيل مالك ملاحظ ان فى حاجة قلقاكى
أبتسمت اسيل : ابدا مافيش حاجة
امسك شريف كفيها بين يديه : أسيل مابتعرفيش تكدبى على فكرة وواضح جدا ان في حاجة شاغلة تفكيرك فى إيه
اسيل : فعلا ياشريف انا مشغول بالى على بابا
شريف : ليه إيه اللي حصل سبب لك القلق ده
أسيل : من بعد ماكلمنا لما وصلنا بحاول اكلمه كذا مرة الدادة ترد عليا وتقولى انه نايم وخايفة يكون بابا تعب وهما مخبيين عليّٰ
بدأ القلق يتسلل لشريف ايضا ولكنه لم يشعر اسيل بذلك قائلا ليطمئنها : لأ ياحبيبتى ماتقلقيش هو أكيد بخير ويمكن انتى بس بتتكلمى فى اوقات بيكون نايم فعلا فيه ، خلاص شوية ونتصل بيهم ونطمن عليه
أقتنعت اسيل بكلام شريف
ولكن شريف قرر ان يتصل بوالد اسيل دون علمها ليطمئن عليه
فقال : حبيبتى انا محضرلك مفاجأة حلوة
أسيل بسعادة : بجد
شريف : أيوة بجد ، قومى غيري هدومك علشان هنخرج
أسيل : هى دى المفاجأة
شريف : طبعا لأ المفاجأة محضرهالك برة
وقفت اسيل بسعادة طفولية فمنذ تزوجت من شريف وهو يحاول ان يسعدها ويصنع لها المفاجأت كل مفاجأة أجمل من سابقتها
وانتظر شريف دخول اسيل لتبدل ثيابها
واتصل فورا بالدادة ليطمئن منها على والد اسيل
ردت الدادة عليه : اهلا ياشريف بيه ، ازيك ياابنى وازي أسيل (فكان شريف يتعامل بتواضع مع تلك السيدة الحنونة )
شريف : الحمد لله يادادة ، انتوا عاملين إيه
الدادة : الحمد لله
شريف : اخبار عمى إيه ياترى ينفع اكلمه
ارتبكت الدادة من طلب شريف : أيوة ... لكن .... أصل .... هو نايم يابنى
شريف : دادة من فضلك كلمينى بصراحة عمى فين
لم تجد الدادة مفر من اخباره : بصراحة يابنى هو عمل عملية بعد سفركم على طول وهو دلوقتى فى العناية المركزة
شريف : ازاى الكلام ده و ليه محدش بلغنى
الدادة : ده طلبه يابنى وهو مأكد عليا انكم ماتعرفوش حاجة علشان انتوا عرسان جداد
شريف : طيب يادادة هو عامل إيه دلوقتى
الدادة : اطمن ياينى الدكتور طمنا عليه وانه بخير لكن العملية دى كانت خطيرة ولازم يفضل بالعناية
شريف : طيب يادادة احنا هننزل على اول طيارة لمصر
واغلق شريف الهاتف واتصل بموظف الاستقبال وطلب منه حجز تذكرتين علىةاول رحلة طيران لمصر
وأبلغه الموظف ان اول رحلة ستذهب لمصر ستكون بعد 8ساعات
انهى شريف مكالمته وبعدها اصطحب اسيل معه ليريها المفاجأة التى اعدها لها وقضيا معا وقت ممتع
شريف : أسيل عاوز اقولك على حاجة لكن مش عاوزك تزعلى
اسيل : قول ياشريف انا لايمكن ازعل منك
شريف : مضطرين نقطع شهر العسل وننزل مصر خلال ساعات
أسيل : ليه
شريف : فى شغل مهم فى المجموعة وللاسف مش هينفع يتأجل .... لكن أوعدك أخلص الشغل ده وبعدها هخطفك فى رحلة عسل طويلة
ابتسمت اسيل : اذا كان كده موافقة
شريف : كده يبقى لازم نتحرك علشان نلحق نجهز للسفر
أسيل : حاضر يالا بينا
وتوجه الاثنان للفندق لاعداد حقائبهم استعدادا للسفر
وبهدوء سيعود شريف واسيل لمصر للاطمئنان على صحة والدها دون ان يتسبب لها فى خوف او توتر
***********
فى مصر
ضرب نور سطح المكتب بقبضته غاضبا
جعلت فادى ينتفض من مكانه بفزع : حرام عليك يانور فزعتنى
نور : مش ممكن 72 ساعة فاتوا ومش عارفين نوصل ل حياة وكأننا بندور على إبرة فى كوم قش ،
انا مش هقعد هنا وانا مش عارف مراتى فين
فادى : ممكن تهدى يانور العصبية فى الاموؤ دى بتخلينا نفكر غلط ، لازم نهدا علشان نفكر صح
وبعدين كويس اننا مالاقيناش اسم حياة فى قوائم المغادرين اللي سافروا مصر اليومين اللي فاتوا ، ده غير ان يوميا قوائم السفر بتكون تحت ايدينا يعنى هى لسة جوا مصر فمتقلقش هنلاقيها
تنهد نور بغيظ فهو يشعر بأن عقله توقف عن التفكير
فخرج من المكتب وخرج فادى مسرعا خلفه
: نور استنى يابنى انت رايح فين
نور : مش عارف افكر حاسس ان دماغى مشلولة مش قادر افكر يافادى هتجنن ... هتجنن
فادى : طيب ممكن تهدى وتحاول تروح البيت تستريح شوية ، انت مانمتش من 96 ساعة لازم ترتاح شوية
نور : تفتكر هعرف ارتاح وانا مش عارف مراتى فين يافادى ، تفتكر هعرف اشوف راحة طول ماهى بعيدة عنى وانا مش عارف هى فين
فادى : يانور لازم ترتاح شوية علشان تقدر تفكر صح بصراحة لازم نرتاح احنا الاتنين ولو ساعتين يانور علشان نعرف نفكر كويس
نور : انا همشي
فادى : استنى يابنى ادم انت خدنى معاك
********
أنت تقرأ
*حياه بلا حياه 2*🍁
Romanceمقدمة جمعتهم مهمة واحدة ولكن مالم يكن بالحسبان أن يجتمع قلبيهما معاً ترى هل سيستمر الحب بينهما او سيكون للايام رأى آخر عندما يتحول الحب لهوس ترى ماذا سيحدث آنذاك هل سيقف الحب عاجزا على اعتاب التحديات ام سيتغلب عليها مهمة جديدة وضعتها الحياة على...