كانت مستسلمة لمصيرها المحتوم وهو الدعس تحت عجلات السيارة القادمة نحوها اغمضت عينيها فى رعب وخوف جلى لتنهار معه حصون مقاومتها فتشعر بالدوار وتظلم الدنيا امام عينيها ،ثم تفتحهما مرة اخرى لتجد احد ما امامها لم تتبين ملامحه بعد ولم يتضح الرؤيه لها ،احد يسألها عن اخبارها ،اجل تسمع صوتا ،ترى اين هى وهل تأذت بسبب دعس السيارة لها الن تستطيع السير مجددا ،ماذا حدث ،بدأت تسترد وعيها شيئا فشيئا لتدرك المكان والزمان لتجده امامها يقول بنبرة اخرى غير النبرة التى تعهده عليها
_حبيبة !!!
،فوقى ياحبيبة ،انتى سامعانى ،انتى كويسه محصلكيش حاجهفتحت عينيها وفتحت فاهها غير مصدقه ،اهى بخير ،الم تدعسها السيارة كانت قادمة نحوها كانت قريبه منها جدا ليخرجها هو من حيرتها
_متخافيش انا لحقتك فى الوقت المناسب ،فى حد عاقل يعمل اللى انتى عملتيه ده ،ينفع تمشى وسط العربيات انتى مجنونه ،كان ممكن تموتىنظرت له بسخريه ظهرت على محياها وفهمها هو جيدا فهو السبب فى الحالة التى وصلت اليها فقال _انا عارف انى زودتها معاكى جدا ،مكانش ينفع اكلمك بالاسلوب الوقح ده ،اعتذر ،بس ده ميمنعش انك غلطانه ومحتاجه ارشاد ونصيحه وان اللى بتعمليه ده غلط وحرام وانا قررت اعطيكى فرصه تانيه يمكن تتصلحى وتكونى حد كويس
هبت واقفه من مكانها لم تعد متحملة لاهانته وظنه السوء بها اكثر من ذلك ،فقامت لترحل دون ان تنطق ببنت شفه اكتفت برمقه بنظرة سخريه وضيق ثم ابتعدت عن المقعد الذى يجلس عليه على جانب الرصيف بعيدا عن السيارات لتجده يقول
_حبيبة ،استنى ،اقعدى شويه انتى لسه مفوقتيش كويس ،مش هينفع تمشى كده
لم تبالى به وظلت تمشى بطول الرصيف لتعبر الى الناحيه الاخرى مبتعدة عنه اخرجت هاتفها لتهاتف اخيها لكنه مغلق فزفرت بضيق_اوف يا حازم ،ده وقت تقفل فيه الموبايل ،قررت ان تستقل تاكسى لتعود الى القصر ،وجدت سيارة تقترب منها فخافت وحاولت الابتعاد الا انها وجدته يطل رأسه من نافذه السيارة قائلا_اركبى اوصلك ،انتى لسه تعبانه
خرجت عن صمتها لتقول بضيق وبكاء_حضرتك عايز منى ايه ،سيبنى فى حالى بقا
استغرب لما تبكى هكذا وكانها مظلومه ولا تشعر بالخزى منه لانه كشف حقيقتها _مش هينفع تمشى وانتى بتبكى ،اركبى اوصلكانتبهت انها تبكى امامه وهو شىء لا تريده فمسحت دموعها بمنديل معها وهى تقول _اسفه مش بركب مع حد غريب
قال بغضب_نعم ،انتى هتستعبطى ،فالحه بس تقابلى شباب وتسمحى لهم يلسموا جسمك ،ياريت تظهرى على حقيقتك،لانك مكشوفه بالنسبه لى وانا زى ما قلت لك قررت اعطى لك فرصه تانيهلاول مرة تخرج عن شعورها وصمتها وتنفجر به كانت تصمت لانه استاذها فى الجامعه لكن الوضع زاد عن حده فصرخت به قائلة_لا حضرتك زودتها اوى ،وبتهين فيها وبتفترى عليا كمان من غير وجه حق وانا مسمحش لك ،مش معنى انك استاذى انك تتكلم عنى بالشكل المهين ده ،انا مش بقابل شباب وعمر ما ولد غريب قدر يلمسنى الحمد لله ،حضرتك انا اهلى ربونى كويس اوى ،انا لما اتاخرت على محاضرتك ،ده علشان كنت مع صفا فى المستشفى مش علشان كنت بقابل شباب زى ما حضرتك اتهمنى بكده وقدام الطلبه كلها ،عن اذنك
فتح فاه ورفع حاجبه فى دهشه اهذه حبيبة التى ساعدت اخته عندماالتوت قدمها امس،ياالهى هل ظلمها حقا ،لكنه رآها بعدها تقف مع شاب ،ترى هل كان اخوها مثلا ،هل يعقل ،هل ظن بها سوء وافترى عليها واهانها امام الطلبه وهى مظلومه لم تفعل شيئا ،ترى اقابل احسانها مع اخته بالاساءه اليها ،يالهى يالا تهورى ،ماذا فعلت الفتاة كانت ستموت تحت عجلات السيارة بسببى نعم رايت ذلك ،ظلت مراقبا لها شاهدتها وهى تبكى من كلماتى الجارحه،شاهدتها وهى تترك صديقتها وهى لا تكاد ترى امامها من فرط الدموع ،لحقتها على اخر لحظه قبل اصطدام السيارة بها ،يالهى ،انا الظالم وهى المظلومه ،فاق من لوم نفسه وجدها قد ابتعدت وتتحدث فى الهاتف
_عمو محسن ،حضرتك فين
...
طيب ارجوك خمس دقايق متتاخرش من فضلك،انهت محادثتها واتجهت الى اقرب مقعد تنتظر قدوم عم محسن السواق ليوصلها للقصر
____
نظرت له باستغراب_ادهم !!انت بتعمل ايه هنا
_ايه براحتى !،انا اروح المكان اللى انا عايزه ،انتى اللى ليه سايبه محاضرتك وجايه هنا
_انا فى البريك،محاضرتى هتبدأ كمان نص ساعه
_طيب اتفضلى ارجعى على هناك حالا
_والله انا لسه مخلصتش اللى جايه علشانه فى المعرض هنا
(عندما سمعت ديما عن افتتاح معرض الفنون الجميله ،اسرعت للحضور لاتقاط بعض الصور المميزة )
أنت تقرأ
قصر الصياد
Mistério / Suspenseالجزء الثانى من همسة امل الجزء الثالث من لماذا يا ابى عندما تكون العائلة فى المقام الاول_عندما تكون العائلة متحدة _تكون قوة لا تقهر قصر الصياد حاصلة على التريند الاول _مسابقة_