قصر الصياد حلقات خاصه بارت ٢٠

2.3K 134 76
                                    

كالعاصفه القويه التى تعصف بكل شىء تمر به ،تجتاح الاخضر واليابس فتبقى الارض كالصحراء الجرداء الخاويه لا حياة فيها ،كان هذا حال قلوبهم بمجرد ان سمعوا الخبر المفجع ،الذى اجتاح قلوبهم ليقذف بها من أعلى قمم الجبال إلى الاسفل الى الهاويه  دون شفقة او رحمة ،صدمة حقيقية وموقف جلل وُضعوا به ،كيف لمروان وحش عائلة الصياد وفخرها ،بعد بطولاته وما قدمه من تضحيات ومساعدات ،بعدما خدم الوطن وضحى بروحه وعرضها للخطر فى كثير من الاحيان،وكان على وشك الموت غير عابئ به ،منطلقاً كالبطل المغوار مقاوماً بقوة وبسالة للدفاع عن الحق ،أن تكون هذه نهايتة ،أن يُعدَم دون رحمة ،وتُنهى مسيرته الطيبه هكذا بهذه الطريقه البشعه
ما إن لفظ الفاضى الحكم حتى صرخ الجميع مفزوعين غير مصدقين أذانهم وأن ما صُدِر كان فى حق مروان ،احسوا ان الخبر صعق قلوبهم ليشقها نصفين بكل قسوة ودون هوادة

هجم رعد على مروان الماثل خلف قفص الاتهام وأمسكه من تلابيب ملابسه بقوة صارخاً فيه بقوة وغضب _إنت هتفضل ساكت كده لحد إمتا ،قولى هيعدموك وانت مش بتدافع عن نفسك،إيه سكوتك ده ندم ؟؟ انت فعلا عملتها
انطق ،قول اى حاجه ،كادت ان تسقط دموعه وهو يتحدث ،شعر بحرقه  بغُصة فى حلقه فقال بألم _انا مش مصدر انك تقتلها عمد ،يمكن ده حصل غصب عنك ،طيب قول اتكلم يمكن الحكم يتخفف
لكن كان مروان كالدمية فى يده يهزها رعد ويحركها كيفيما يشاء ،نظراته كالتائه المغيب وجسده مستسلم لمصيره المحتوم
الامر الذى جعل رعد يثور بحدة ويلكمه بغضب فى وجهه عله يفوق _فوق بقا ....
ارتد مروان ساقطاً أرضاً من أثر اللكمة القويه دون حتى ان يتوجع او يتألم فلربما ألمه الداخلى أشد قسوة وألماً.

اقترب منه سيف وكريم ومازن محاولان تهدئته وكبح جماح غضبه رغم ما يعتلى صدورهم من هَمْ وفاجعه .

فقال سيف_رعد اهدى ،ايه اللى انت بتعمله ده

اقتربت حنين وهمسة وديما من مروان ،مادين ايديهم عبر القفص الحديدى الموضوع خلفه فى محاولة للمسه ،انهارت حنين تماماً تنظر لزوجها بلوعه وقلب منفطر وأعين تنهمر بالدموع كالشلالات لا تتوقف  وديما كادت تختنق من هول ما يمرون به
أما همسة فكادت أن تجن قالت ببكاء وألم_لا مش ممكن تكون دى نهاية ابنى ،ابنى اللى شوفته بعينى بيرمى نفسه فى النار علشان يحمى البنات وينقذهم من الخطر ،ابنى اللى وقف فى وش رجال العصابات بقلب جرئ مش مهتم بالرصاص اللى ممكن ينهى حياته فى اى لحظة فى سبيل نجاح مهمته وانقاذ الجميع ...مش ممكن
قال سيف بإشفاق على تلك الام المكلومه_متقلقيش لسه فى وقت ،قدامنا اسبوع نقدر نطعن فى الحكم ..دى استحالة تكون نهاية مروان
فاقتربت همسة منه برجاء_ارجوك ياسيف ،خلينى ادخل لابنى ،عايزة اخده فى حضنى،اضمه لصدرى ،انا لو اطول افديه بعمرى مكنتش اتأخر
اغمض سيف عينيه بألم ومن ثم أشار بأعينه للضابط المسئول ليسمح لهم بالدخول لمروان
دخل الجميع الى مروان الذى كان يجلس مطأطأ الرأس ولكنهم تركوا مساحه لامه وزوجته واخته بالتقدم نحوه أولاً ،ارتمت ثلاثتهن بين ذراعيه ،ليضمهن هو  إليه بحنين جارف لكن دون ان ينبت ببنت شفه
كان لقاء حاراً حزيناً مؤلماً لم يتصور أحد منهم ان يمروا بمثله أبداً او ان يحدث مع مروان ما حدث
بكت حنين بين يدى زوجها كالطفل الذى تاه عن أمه ولا يعرف اين السبيل للوصول
كان يتابع الموقف من بعيد فلم يتحمل أكثر فنظر نظرة مودعة لابنه ،فنظر له مروان فى تلك اللحظة ،تلاقت أعينهم للحظات بسيطه لكنها كانت تحمل الكثير  و الكثير من المعانى ،فأخفض لؤى بصره عن ابنه بعد ما احس انه سينهار هو الاخر ،ليبتعد منسحباً من المكان بأكمله تبعه أدهم الذى لم تكن حالته بأقل من حالة لؤى ففجعته فى صديقه ورفيق كفاحه ليست هينه
طلب سيف من الجميع العودة إلى القصر فلا داعى للمكوث هنا أكثر ولعل الله يحدث بعد ذلك أمراً
_____
فى القصر وتحديداً فى جناح رعد الذى صعد بزوجته وابنته المنهارتان تمامًا ولم يكن هو بأقل منهن
اقتربت منه نور تمسك بيده تترجاه بأعين زائغة _رعد ارجوك قول ان دى خدعه من خدعكم،قول انها مهمة مروان مأمور بيها ،لعبه عاملينا على الكل، طمنا يا رعد اوعدك مش هنجيب سيرة لحد ،علشان خاطرى طمنا

قصر الصيادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن