الفصل السابع و الثلاثون

891 100 131
                                    

ثم أستوعب أنه واقع، أنني لن ألقاه مجددا، لن أسمع لاسمي بصوته، و لن أراه مجددا.. أول الفقدان لقاس.. لكن اعتياد أن كل شيء صار ذكريات أكثر قسوة!
أنا بجانب مادارا وقفت، طوال الجنازة بجانبه، حاول التهرب من لقاء أكثر الناس و لكن فشل... صار مادارا الدوق قبل أن يستوعب، و لا أحد بجانبه.. ايزونا ليس هنا ليدعمه، لمن المحزن أن مادارا بين ليلة و ضحاها فقد كل شيء، عضضت على شفتي و أنذرت عيناي بالبكاء مجددا..
أجفلت حين أحسست بيد مادارا على وجنتي، سبابته مسحت دموعي التي هربت و سألني هامسا :

_ أأنت بخير ؟ يمكنك العودة ليس ضروريا بقاؤك أنت هنا.

_ لا تقلق.. لا يمكنني تركك وحدك.

حدق بي بصمت تنهد و رفع بصره للأمام مجددا، نظرت بحيث ينظر و رأيت هاشيراما رفقة أبي، هاشيراما انتبه لنا و تقدم سريعا نحونا.. منذ الحادث لم نلتقه سوى الأن.

_ مادا..

و تجمد هاشيراما حين تجاوزه مادارا بدون النظر إليه، أنا حدقت بمادارا بذهول، هاشيراما أحنى رأسه و قلت له بإعتذار :

_ آسفة هاشيراما.. الأمر ليس سهلا على مادارا لذا اعذره.

_لابأس كيوكو.. لقد سمعته حينها.. قال لن يسامحني، لكن لست نادما.. و لو تكرر الوضع سأمنعه مجددا من التهور.. سامحني أو لم يفعل.

ابتسمت بخفوت، ربت على ذراع هاشيراما و قلت :

_ مادارا محظوظ كونك صديقه، هاشيراما استمر بالوقوف جانب مادارا لربما هو غاضب الأن لكن سيسامحك واثقة من هذا.

ابتسم لي هاشيراما بحزن، و أنا اعتذرت أنه علي اللحاق بمادارا، بحث عنه ببصري لم أجده مع أي من حاضري الجنازة، شعرت بالخوف غياب مادارا عن ناظراي صار يقلقني و خصوصا بهذه الفترة.. تحركت سريعا بعيدا عن الناس و أطلقت تنهيدة مرتاحة حين وجدته على أحد الكراسي، ينظر للسماء بشرود، تقدمت إليه و جلست بجانبه.

_ مادارا لا يمكنك أن تنزعج من هاشيراما..

_ كيوكو لا... ليس الأن.

قال بهدوء، نظرت له بإنزعاج، فابتسم بتعب و غمغم  :

_ لا يمكنني تقبل وجود هاشيراما حولي هذه الفترة... أحتاج وقتا لأعتاد وجوده دون أن أكره نفسي لعجزها، ايزونا احتاجني و أنا خذلته.

تمتم بخفوت، لتزمت الصمت للحظات، ثم رفعت يدي وضعتها على ظهره بلطف و قلت بنبرة هادئة :

_الليلة لن تذهب للقصر وحدك مادارا.. تعال لتمضي الليلة عندنا بالمنزل والدي يرحب بوجودك جدا!

_ سأفكر بهذا.

أجاب باختصار، هززت رأسي و أمل بنفسي أن يأتي، لن اطمئن و مادارا وحده بالقصر..

و في الليل لبى دعوتي، أبي رحب به و أنا ابتسمت لهذا، بالنهاية أبي فقد أخاه الاخير أيضاً.. لذا مادارا آخر ذكرى له من أخيه الدوق.. بعد العشاء عائدة لغرفتي صادفت مادارا بالممر، ابتسم لي بخفة و قال :

أميرتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن