الفصل الثامن و العشرين

900 107 50
                                    

ابتسم حين شاهدني قادما و سارع نحوي، سأحرص على ألا تتكر نفس حالة سارادا هنا، وقف كين أمامي، بعثرت خصلات شعره و قلت بهدوء :

_ أسف إن تأخرت عليك.

_ لم تفعل.

نظر خلفي و أنا سألته :

_ عن من تبحث ؟

اعاد نظره نحوي مرتبكا و قال بهدوء :

_ تلك الوردية، ساكرا صحيح أهي بخير، كانت تبدو أكثر من ثأثر بالأمر...

هززت رأسي له قائلا :

_ هي بخير الأن، ظلت بالمنزل.

هز رأسه بلا كلام، و أنا تجاوزته، شعرت به يتوقف قليلا لكنه لحق بي و قال :

_ لما أتيت للقائي مجددا، لقد أعطيتني المال مقابل مساعدتي لكم.

صمت لفترة، و عقدت ذراعيّ فوق صدري و غمغمت :

_ لست براغب بتكرير نفس الشيء، لذا أخبرني عن أهلك، ما عمل والدك، والدتك ؟ و هل لديك إخوة ؟

توقف كين فجأة، حدق بي بعبوس، و أنا وقفت، ابتسمتُ له بهدوء و قلت :

_ تكلم يا كين.

_ لا أريد شفقتك، و ساسكي .. لا تتذخل بالأمر.

كاد يذهب لكنني أمسكت ذراعه، ضغطت عليه بقوة، و ابتسمتُ ساخرا و رفعته أكثر و قلت :

_ تصرفاتك فضحت الأمر، لا أهل لديك يا شقي صحيح ؟ سأفلتك ستحاول الهرب سترى وجهي الآخر لذا كن متعاونا معي يا كين.

أغلق عينيه متألما و غمغم :

_ حسنا حسنا.

أفلته و سقط أرضا، مسد ذراعه بدون أن يرفع رأسه، و سمعته يقول :

_ أنت مزعج حقا.

_ هيا لا تعطلني أكثر تكلم و أنا أستمع.

كين أغلق عينيه لوقت و شرح لي ببعض الارتجاف بصوته، يتيم، لا فكرة لديه عن والده و لم يعرف سوى والدته طوال حياته، عملت من أجله لوقت طويل و لكن طردت من عملها، اعترف لي أنه سرق أول مرة من أجل والدته .. مر الوقت و تزوجت والدته، لكن الزوج الجديد هذا لم يرحب بوجوده، و تعرض للتعنيف من قبله، توفيت والدته و حينها تغير تعامل زوجها معه، و صار يطرده من البيت تحت شعار إذا كنت تملك شيئا لتقدمه لي فمرحبا بك، أما حين تعود فارغ اليدين لا أقبلك.

شعرت بالشفقة عليه، لم يرفع رأسه لينظر لي حين ختم كلامه، سحبت ذراعه و هو طاوعني، كين استسلم تماما، و لو سلمته للشرطة حتى لن يدافع عن نفسه.

*. *. *. *. *. *. *. *

مستمتعة بالهدوء، الحديقة هادئة و لطالما أحببت هذا، شردت و تذكرت المذكرة، عدت لغرفتي مسرعة، لقد أخدت المذكرة بدون إذن من أبي و أتمنى ألا يتذكرها قريبا، حتى أنهيها على الأقل .. فالفضول سيقتلني.

أميرتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن