اليوم كنت أشعر بتحسن أكثر، و اشتقت للخروج، أمضيت الوقت بالقصر طوال اليومين الأخيرين، و اكتشفت، اكتشفت أن القصر خال تماما، الخدم كانوا منظمين بشدة، اللورد الغامض- و المخيف أيضا - كلف العم كابوتو برعايتي، ارتديت طوال فترة وجودي فساتين بألوان جميلة، فساتين عكس الملجأ كانت جميلة للغاية، كنت أستغرب من اللورد، قصره هذا ضخم، ضخم بما يكفي و كان مطابقا لما تصفه لنا السيدة تسونادي بقصصها لنا نحن الأطفال، كقصور الأميرات، و أنا به شعرت أنني أميرة، لفتت بالفستان بالهواء و ابتسمتُ بسعادة، لكن، أمسكت أطراف توبي بهدوء، و صورة اللورد زارتني، كلما مررت بقرب المكتبة أجده هناك، من كل القصر كان هو يمضي الوقت هناك، أحيانا إني أراه منشغلا مع الكتب، و أحيانا آخرى مع العم كابوتو يناقشان بعض الأمور، و في لحظات آخرى أجده ينظر للسماء بشرود، و تساءلت حينها هل يحبها مثلي ؟ كل مرة ينتبه لي حين أمر أمام مكتبه أنا أسارع لغرفتي، بعد وقت من وجودي بالقصر أنا قررتْ أريد كتابا أتصفحه، اتجهت للمكتبة و بتردد همست بينما أنظر للورد :
_ سيدي اللورد أيسمح لي بمطالعة الكتب ؟
رفع بصره لي بإهتمام متسائلا :
_ تجيدين القراءة ؟
ابتسمت بتوتر و قلت بهمس :
_ ليس تماما أجيد القليل فقط السيدة تسونادي كانت تعلمنا القليل.
نظر لي بهدوء مطولا و ثم وضع كتابه جانبا، أشار للرف قائلا بهدوء :
_ أحضري أول كتاب على اليمين.
مستغربة من طلبه اتجهت للتنفيذ، أحصرت الكتاب و دُهشت حين رأيت أنه كتاب أطفال، أخدته له، وقفت بجانبه و اتسعت عيناي حين رفعني و أجلسني على ساقيه، رفعت بصري له مصدومة و هو فتح الكتاب، و قال :
_ سأعلمك قليلا، ما رأيك ؟
متأكدة أن ابتسامة شقت وجهي، أومأت بحماس و قلت :
_ بالطبع أريد.
ابتسم بخفة، كانت ابتسامة هادئة و بها دفء، فتح الكتاب و بدأ يقرأ لي و يعلمني، ابتسمت بسعادة، حينها شعرت بسعادة عارمة، و دفء أحاطني، لقد كان اللورد لطيفا حينها، أحاطني بذراعيه و قرأ لي طويلا، حين دخل كابوتو حدق بنا بتفاجؤ لكنه ابتسم و قال موجها كلامه للورد :
_ سيدي اللورد أنت لم تنهي أعمالك لليوم.
تنهد اللورد و نظر لي بهدوء و قال :
_ يمكنك إعادة قراءة ما علمته لك.
أومأتُ مبتسمة باتساع و ابتسم بهدوء ناظرا لي، ثم نهض و غادر المكتب، أنا حدقت بالباب حين أغلقه، نظرت للكتاب و ابتسمت و ضممته لصدري سعيدة بذلك، دموعي انهمرت، تلك كانت أول مرة أحس أنه لوجودي قيمة، رفعت يدي لأمسح دموعي و همست :
أنت تقرأ
أميرته
Fanficأميرة، أميرة دوق، أميرتي! نبرة همس متملكة،شمعتان تضيئان ظلمتها، و هي حاملة الشعلة، واحدة تنطفئ فتمد النور لبقيتها، لثم الجبين، وداع دافئ و بهمسات خافتة قيل لها : _ أميرتي دوما، و الأن أميرته أنت! الخوف يقيدها، و الذكريات تحيطها و هي تسأل : _ ملعونة...