الفصل الأول

3.9K 199 109
                                    

الأزرق المريح و الساحر، لقد لازمتني عادة مراقبة السماء منذ طفولتي إلى لحظاتي هذه، راقبتها طويلا، بصباي راقبتها بأعين لامعة متمنيا الوصول إليها و تجاوزها، و كنت أرسل إليها أمنيات مكتومة، في مراهقتي راقبتها بأعين تائهة محاولا إيجاد ملجأ لأحلامي تحتها، أما في شبابي فأنا راقبتها بأعين هادئة ممتنا للحياة التي وُهِبت لي، أما الأن فإنني أراقبها بأعين فارغة محاولا فهم سبب وجودي إلى اللحظة الراهنة.
منتظرا عودة هاشيراما من لقائه لقريبته محبة الأطفال، قريبته التي لم أهتم بتذكر اسمها، لذا فأنا راقبت السماء بهدوء منتظرا عودته، شعرت ببعض الضيق و أنزلتُ بصري للأسفل، طفلة صغيرة جعلتني أركز عليها، صغيرة تواجه العالم، ابتسمتُ بخفة و استحضرت ذكرى ضائعة، أيقظني من شرودي صوت صهيل الحصان، نقلت بصري سريعا للعربة التي تقدمت نحو الطفلة الشاردة، كانت ردة فعلي صادمة لي أولا و للبقية ثانيا، قفزت و إلتقطت جسدها سريعا، كانت لحظات سريعة إلا أنني رأيت النهاية بها، انتظرتُ سحق العربة لنا الإثنين لكننا نجونا، سقطت أرضا متمسكا بها و هي تشبتت بقميصي، اعتدلت بجلستي لاهثا و أنا أنظر أمامي بإنفعال، هاشيراما ركض نحوي و علامات الصدمة تملأ وجهه و سألني متوترا :

_ أنت بخير مادارا ؟

أدرت رأسي للفتاة و الزمرد احتجزني، الطفلة امتلكت أجمل أعين صادفتها، أعين من الزمرد، حين أغلقت جفونها، أنا اقتربت لأرفع رأسها مستغربا من فقدانها الوعي و نزعت قبعتها و قلت مجيبا هاشيراما :

_ أنا كذلك.

عقد لساني و أنا أنظر لشعرها، خصلات وردية، هذه الفتاة وُهبت بخصلات وردية، مندهشا من هذا أبعدت يدي عن رأسها، و عقدت حاجبيّ منزعجا من منظر الدماء التي ملأت يدي، حملتها سريعا و صرخت  :

_رأسها ينزف سريعا جهزوا العربة.

                   *. *. *. *. *. *. *

قال الطبيب أنها قد تنجو، و أنا إنزعجت من فكرة أنه رغم إنقاذي لها إلا أنها قد تأذت، علمت عن الطفلة بعض المعلومات المثيرة للإهتمام، كانت من الأطفال الذين يتم رعايتهم من قبل قريبة هاشيراما بالملجأ الذي تقوم بتمويله، شكرتني كثيرا حتى سئمت ذلك بينما هاشيراما ظل متفاجئا من شهامتي و تدخلي لإنقاذ طفلة لا أعرفها، إلا أنني كنت منتعشا، الطفلة الوردية ذات أعين الزمرد ياللعجب ! بعد مدة سمح لنا بزيارتها و دخلت متجاوزا الجميع، و ابتسمتُ بجانبية و أنا أراقبها، كانت تعابيرها هادئة، زمت شفتيها متألمة، قربت رأسي لها و همست بجانب أذنها :

_ أيتها شقية يبدو أنك محظوظة.

رفعت رأسي ما إن ذخل هاشيراما و قريبته حتى صرحت :

_ هاشيراما سأنقلها للقصري إلا أن تتحسن.

كلاهما نظر لي بإستغراب و لكنهما وافقا، ابتسمتُ بجانبية و نقلتُ بصري لها مجددا، الطفلة الوردية ذات أعين الزمرد، هذا مثير للإهتمام.

أميرتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن