الفصل السادس

1.7K 157 67
                                    

تمسكت بطرف قميص أبي و أنا أراقب الضيوف، كان الرجل به بعض الشبه من أبي، و ناداه بوالدي فصدمت، للورد ابن إذا، حدقت به بفضول و هو تساءل هل من كنت سببا بوضع حياة أبي بخطر، لاحظت انزعاج أبي و أنا شعرت بالذنب، حين اقترح كابوتو عليهم الدخول أنا اعتذرت و ظللت بالحديقة، شعرت بالحزن و الضيق، اللورد سينشغل عني، جلست على الكرسي، أحرك قدماي بالهواء و رفعت بصري للسماء، و قلت مؤنبة لنفسي :

_ لا يجب أن أكون أنانية للغاية.

أحنيت رأسي و تمتمت بإحباط :

_ فقط أمل ألا ينشغل بقدر كبير بحيث ينسى حصصه معي، سيكون هذا محبطا.

_ تكلمين نفسك بصوت عال للغاية.

أجفلت و نظرت لمصدر الصوت، كان يقف قريبا من الكرسي، رمشت مستغربة، لقد لمحته مع الضيوف، بنفس عمري أو أكبر بقليل، بخصلات شعر سوداء و عينين كالتي يمتلكها أبي، اقترب مني فتوترت، و قال :

_ أنت غريبة.

اقترب مني سريعا، و وضع يده على شعري، و قال مندهشا :

_ حقيقي ؟!

كدت أبكي، أبي لما منعت عني القبعات ؟ حين شاهدني على تلك الحالة أبعد يده و تراجع، و قال سريعا :

_ أنت ما بك ؟

بلعت ريقي و حاولت عدم البكاء و تمتمت :

_ هو حقيقي.

عبس و هو يحدق بي، شعرت بالإحراج، شعري لازال يشكل مشكلة بالنسبة لي، اقترب مني و قال عابسا :

_ لا داعي للبكاء، هذا مزعج، و شعرك غريب و لكنه جميل حقا فقط لا تبكي.

نظرت له بصدمة، لم أعرف ما أقول، و همست بعد مدة :

_ شكرا.

_ إذا ما علاقتك بجدي ؟

قال فجأة بينما ينظر لي، أنا لم أعرف بما أجيب، أخدت نفسا و قلت بهدوء :

_ إنه أبي .. بالتبني بالضبط.

نظر لي بتفاجؤ، و ابتسم بمرح بينما يمد يده لي :

_ إذا نحن أقارب، أدعى ساسكي.

نظرت ليده، و صافحته قائلة :

_ ساكورا اسمي.

ابتسم حتى ضاقت عينيه، و قال :

_ سعيد بلقائك ساكورا.

نظرت له مطولا، و ابتسمت بخفة، شعري الملعون، مع القلة فقط كنت أشعر أنه موضع فخر لي، و بهذا اليوم، كان ساسكي صار واحد منهم.

                  *. *. *. *. *. *. *

تجولت بنظري بالأرجاء، مكتبة أبي، لم تتغير كثيرا، و نظرت لأبي، هادئ كالعادة، جلس على مكتب يده على غلاف أحد الكتب الذي وُضع أمامه، أخد نفسا عميقا و نظر لي، نظرة هادئة، نظرة شاملة، لم أجد ما أقول فبدأ الكلام هو :

أميرتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن