الفصل الخامس

1.8K 158 82
                                    

حين نامت الشقية أنا عدت لغرفتها لأطمئن عليها، جلست على حافة السرير و راقبتها بهدوء، كانت تعابيرها مسالمة و بريئة، وضعت يدي على وجنتها بحرص و داعبتها، و صدمتني حين شعرت بي و ابتسمتْ بدفء، أيحق لي أن أتعلق بك أيتها الشقية ؟، تنهدت بتعب و اقتربت منها قبلت جبينها و همست :

_ سعيد أنه لم يصبك أي مكروه بمنزل تلك اللعينة.

نهضت و غادرت غرفتها، اتجهت لمكتبي و جذبت ورقة، نظرت لها بهدو مطولا، منذ سنين و لأول مرة، أنا اوتشيها مادارا سأكتب رسالة لابني الغائب، اوتشيها فوجاكو، علاقتنا سيئة بعض الشيء و تجاهل كلانا بعضنا البعض طويلا، زوجتي توفيت و حينها بدأت الشقوق تظهر بعلاقتي أنا و ابني، و وصلت الأمور إلى أسوء حد بعد زواجه و انتهى الأمر أن أتبرا منه بلحظة غضب، و هكذا انتقل من القصر، و قطعنا التواصل مع بعضنا، و عرفت كم أنا أب مريع، رفعت الحبر لأكتب و لم أعرف ما أقول، أغلقت عيني بقوة و رفعت يدي لأغطي عيناي، أخدت نفسا عميقا و بدأت أكتب، أنا فقط أكتب، سألت عن حاله عن زوجته، و تساءلت عن إن كنت صرت جدا، و أيضا حكيت له يوم لقائي بساكورا بالتفاصيل، و ختمت بتوقيعي، وضعت الرسالة بالظرف و قررت إرسال كابوتو بنفسه، كبير خدمي بنفسه سيكون فوجاكو مصدوما حقا.

                    *. *. *. *. *. *

كونك ابن رجل تنتشر أخباره كالنار بالهشيم لابد أن تنزعج كل مرة، الدوق اوتشيها مادارا بتهور رمى نفسه تحت عجلات عربة ؟، إشاعة عجيبة، أبي أوصل به الجنون لمحاولة انتحار غبية ؟ جالسا على السرير بينما أغلق أزرار بدلتي،  ذراعاها أحاطتني من الخلف و همست بأذني :

_ تفكر باللورد والدك ؟

لم أجب و هي تنهدت بتعب قائلة :

_ كلاكما عنيد و يوما ما ستندمان على هذا.

انزعجتُ، أكره الحديث بهذا، علاقتي أنا و أبي سيئة و تسوء، طرق الباب، و زوجتي ميكوتو ابتعدت، و جلست بجانبي، و بعدها اقتحم الغرفة اثنين، الأكبر حاول أن يكون هادئا بينما الأصغر كانت متحمسا أكثر من اللازم، ابتسم الأكبر بإعتذار لنا و أنا قلت بهدوء :

_ أنتما الإثنين كم مرة قلت لكما كونا أكثر هدوءا.

الأصغر هز رأسه و اتجه ناحية ميكوتو قائلا :

_ أنا أسف أبي.

ميكوتو فتحت له ذراعيها و حملته، سبع سنوات عنده و كان مدلل والدته حقا، أنا كنت بدوري قلقا من أن يحصل نفس ما حصل لعلاقتي مع والدي مع هاذين الإثنين كما أبي، ميكوتو طمأنتني حتى وصلت لليأس من خوفي المستمر، ايتاشي الأكبر و الأصغر كان ساسكي، الأكبر جلس بيني و بين والدته، لحظات نظرت لهما بهدوء و قاطعنا طرق الباب، نظرت نحو و دخل أحد الخدم، انحنى و قال :

_ سيدي أحدهم أتى اليوم، و يطالب بلقائك شخصيا.

استغربت من ذلك، لم أكن انتظر أي أحد لكن أومأت، نهضت و اتجهت خارج الغرفة، وجدته و عرفته، كبير خدم أبي، فقلت مستغربا و ساخرا :

أميرتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن