الفصل الواحد و الأربعون

916 87 113
                                    

انتفضت من سريري، وضعت يدي على فمي أمام صرختي، دموعي تسيل على وجنتاي دون إذن مني، نهضت سريعا، و خرجت من غرفتي، أشهق بالبكاء و وقفت على السلالم، ارتعشت شفتي و جلست القرفضاء أرضا، غصة بحلقي خنقتني، أشعر بالخوف.. كابوس شنيع آخر، لم تنتبني كوابيس منذ وقت لما الأن؟؟
رفعت يدي أمسح دموعي، خطوات تقدمت نحوي، رفعت رأسي و قابلني وجه أبي، ارتعشت شفتي و تنهد قائلا في حين مد يده لي :

_ ما الأمر ساكرا؟ لقد صرخت عاليا...

نظرت له و أعدت رأسي للأمام، تنهد و سحب يدي لأنهض رغما عني، مشيت جانبه و تمتم بهدوء :

_ لما أنت متضايقة؟

_ لقد كان كابوسا.. شنيعا.

فكرة فقدان أي شخص، فكرة التخلي عني مرة أخرى تطاردني حتى لكوابيسي.. مسح أبي على شعري برفق و قال :

_ اهدئي.. مجرد كابوس.. الجميع بخير.

استدرت له و قلت :

_ بما فيهم أنت ؟!

طالعني بنظرة فارغة و أومأ، يده ارتفعت لصدره ثم قال مديرا وجهه :

_ ساكرا فلتعودي للنوم أفضل.. كل شيء بخير.

اندفعت لأبي و عانقته بقوة، لم يبادلني العناق مباشرة و شعرت بالرعب، حتى وضع يده على ظهري فهدأت قليلا، ربت على ظهري برفق و همس بأذني :

_ استرخي قليلا ساكرا..

تشبت به بقوة، و استمر بمسح على ظهري، رفع يده و مسح دموعي بلطف، أغلقت عيناي و قرص وجنتي بقوة ثم قال :

_ كم مرة قلت دموعك لن تحل شيئا.

تراجعت، يده تسحب وجنتي و الآخرى مسحت دموعي و أفلت وجنتي أخيرا، رفعت يدي لوجنتي متألمة و تنهد و تمتم :

_ لا أظنني قادر على العودة للنوم الأن.. سيكون يوما طويلا بعد هذا.. غدا سأعمل مع هاشيراما .. و الحفل مساء.

نظرت أرضا و قلت بإعتذار :

_ آسفة لإيقاظك.

أعاد يده لوجنتي، مسح عليها بلطف ثم أضاف :

_ لابأس يمكنني التحمل لنهاية الحفل.. أما الأن عودي لغرفتك أنت.

هززت رأسي و أبي اتجه ناحية السلالم.. عدت لسريري، سحبت الغطاء على رأسي و أغلق عيناي بقوة، حاولت العودة للنوم دون أي فائدة فاعتدلت جالسة، أخرجت مذكرات كيوكو و فتحتهم.. زفافهما..

                      *. *. *. *. *. *. *. *. *

و ها أنا، فستاني، مساحيق التجميل، و الرعب الذي ينتابني، ابتسمت أمي لي و اقتربت، وضعت يديها على وجهي و قالت :

_ لا أصدق هذا.. أنت كبرت حقا!

نظرت لها بتوتر و ضحكت بإرهاق، امتلأت عيناي بالدموع و همست :

أميرتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن