"لستُ بحاجة لـ رؤيتك حتي أعرفك .. فـ قلبي يعقشك"

1.8K 117 18
                                    



_وانا كان مالي ومال الهم ده ؟!!
قالتها وهي تتكئ بمرفقها علي الحائط المجاور لـ باب محاضرتها .. فهي لا تحب ان تجلس وسط ذلك الحشد تشعر بالضيق من ذلك وبالتوتر الشديد لـذلك اختارت اسلم الطرق ووقفت بجوار المحاضره الي ان يأتي ذلك الدكتور الجديد عليهم ...
شعرت بأن احد يقف امامها مما جعلها ترفع النظر اليه .. وجدت ذلك صاحب اللحية الخفيفه وتلك النضارات القاتمه ينظر اليها مما جعلها تتحدث بتساؤل عجيب :
_في حاجه؟
_واقفه هنا ليه ؟ مش المفروض في محاضره ؟!
قالها بهدوء شديد وهو ينظر اليها من خلف نضارته .. مطت شفتيها بحنق وهي تتحدث :
_محاضره ايه بقي .. الدكتور اصلا متأخر عن محاضرته دي ٥ دقايق تعالي انت لو اتأخرت هيقيم عليك الحد اصلا ومش بعيد يشيلك الماده .
رفع احد حاجبيه وهو يتحدث باستخفاف :
_كل ده عشان الدكتور اتأخر ٥ دقايق .. بس اللي اعرفه ان دايما بيجي في معاده .
رفعت كتفيها بالامبالاه وهي تتحدث :
_وانا مالي بقي .. انا الانطباع الاول اللي اخدته عنه هو انه مش ملتزم بمواعيده .. وتعالي كده اقولك حاجه في سرك .
قالتها قبل ان تقف علي اصابع قدمها من اجل ان تصل الي اذنه بينما هو خفض رأسه وهو يستمع اليها تهمس بصوت فخور :
_انا اصلا هي محاضرتين ومش هيشوفني تاني في مادته .. اصلي مبحبش التجمعات !
ابتعدت عنه من جديد وهي تنظر اليه ببراءه شديده بينما هو ينظر اليها بملامح غير واضحه .. تحدثت بتساؤل وقد انتبهت لتلك النقطه تواً :
_الا انت تطلع مين صحيح؟
ارتسمت علي شفتيه بسمه ساخره قبل ان يتركها ويدلف الي داخل القاعه .. ضمت شفتيها بتذمر وهي تتحدث بغيظ :
_ماله ده .. غبيه يا لين لازم يعني تتكلمي بالطريقه دي مع حد متعرفهوش اصلا !!!
استمعت الي صوت بالداخل وهم يهتفوا بأن الدكتور قد أتي .. جحظت حدقتيها برعب لا تعلم كيف اتي دون ان تلاحظه ...
هندمت من ثيابها سريعا قبل ان تتحرك بخظوات بطيئه الي الداخل ولكنها توقفت بعد الباب بثلاث خطوات وهي تنظر الي ذلك الواقف امامها وينظر اليها ببسمه غامضه ...
جحظت حدقتيها برعب وهي تتذكر ما قد قالته وقد فعلته منذ قليل ودون اية حديث استدارت من جديد وهي تغادر القاعه غير ملاحظه تلك النظرات المذهوله خلفها من مغادرتها بتلك الطريقه .. كل ما تفكر به تلك الاغنيه لـ عمرو دياب وقد كانت تمثلها بالفعل ...
"انا رايح فين .. انا راااجع تاني"
جلست اعلي السلم وهي تستند برأسها علي الحائط من خلفها وتحدثت بحنق من ذاتها :
_يعني لازم لسانك يتسحب منك اوي .. اهو انتي لا طولتي محاضرتين ولا عرفتي حتي هو بيشرح ازاي يارب تكوني سعيده .
أخذت تلوم ذاتها علي ما فعلته ولكنها شعرت بشئ ينقر بذراعها .. استدارت سريعا وهي تراه يقف امامها وعلي وجهه ضحكه مكتومه .. انتفصت سريعا من فوق السلم وهي تقف حتي كادت ان تتعثر ولكنها حافظت علي ثباتها سريعا وقبل ان يتحدق هو اردفت هي بنبره سريعه نادمة :
_والله العظيم ما كان قصدي يا دكتور والله .. انا كنت بـ هاهاها معك علي اساس انك زميل والله مش اكتر .. كان لساني اتشل قبل ما اقول ليك انت الجملتين دول .. ديه المحاضره بتاعتك ديه روحي .. لو هسقط كده محدرش الا هي .. قلبي وحياتي وروحي روحي يعني.. مش هتسقطني صح ؟؟
قالت جملتها الاخيره باستعطاف وهي تنظر داخل حدقتيه ببراءة اجادت في رسمها .. تحدث هو بزهق من حديثها الكستمر منذ قليل :
_صدقيني لو كنت الدكتور كنت رفضتك !
كادت سـ تبتسم ولكنها نظرت إليه بزهول أقال أنه ليس الدكتور لتوه ! .. تحدثت بصدمة :
_يعني انت مش الدكتور؟؟
حرك رأسه نافياً من مظهرها وتحدث بنبرة خبيثه :
_لا انا مش الدكتور ا..
قاطعته سريعاً وهي تتحدث بحده وقد تحولت ملامحها من البراءه الي الشر :
_ولم انت مش الدكتور سايبني اعيش كل ده ليه وعماله اقول كلام كدب .. انا عمري ما حبيت الماده ولا فهمتها اصلا وكنت بقول كده عشان اكسب عطفك لو كنت الدكتور!
_انا اخو الدكتور .. توأمه!
قالها بنبره باردة وهو ينظر إليها بقوة مما جعلها تجحظ حدقتيها بصدمة قبل ان تتحول ملامحها الي بريئه مرة اخري قاطعها قائلا بسخريه :
_مبقاش ياكل عيش الوش ده قفشته خلاص .
ابتسمت له بتوتر وهي تتحدث وكأنها تداعب ابن اخيها :
_مش هتقول لـ الدكتور صح .. مش هتقوله اني مبحبش مادته ومش بفهمها صح .. خليكي انسان محترم !
قالتها ثم سرعان ما استوعبت ما تفوهت به وهي ترا حدقتيه التي تحولت لـ اللون الاحمر وهو يشير إلي ذاته :
_قصدك اني مش محترم ؟؟
_انا قولت كده!! .. انا مني لله علي اللي بعمله في نفسي والله .. خلي الدكتور يسقطني انا استاهل علي غبائي ده .
قالتها قبل ان تركض من امامه هاربة من حماقتها التي تركت كل تلك الايام واختارت ان تظهر اليوم .. بينما هو كان ينظر اليها بصدمة عارمة من تلك الحمقاء التي كانت امامه والتي لا تترك فرصة للتفسير .. اردف بغيظ :
_انتي حرام فيكي التعليم كله مش المادة ديه بس لأن مفيش عقل خالص !
ثم غادر مره اخري وهو يعود لـ المدرج لـ ينهي تلك المحاضرة التي اضطر الي عقدها نيابة عن اخيه المريض مستغلا انه يشبهه وايضا نفس تخصصه !
.............................
_والدنيا ريشة في هوا .. ريشة في هوا .. ريشة في هوا.
_ايه هنجتي؟؟
استمعت الي تلك الجملة من شخص بجوارها علي ترديدها لجزء واحد من الاغنيه مما جعلها تستدير وهي تنظر الي ذلك المتطفل ولكنها شهقت برعب وهي تتحدث :
_اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
نظر اليها بصدمة من جملتها التي اصدرتها في وجهه فـ تحدث بعدم استيعاب:
_افندم؟
_انا مش لسه سيباك من ساعة واحده بس في الجامعة انت عفريت صح .. نهار اسود انا دكتوري واحد من العفاريت .. يا لهوي.
قالتها برعب واضح وهي تنظر اليه بخوف ملحوظ مما جعل ملامح السخرية تظهر علي وجهه وهو يراقب تعبيراتها المضحه وقد أيقن انها تتحدث عن شقيقه ولكنه تحدث بصرامه غريبه لا تمت للموقف بصلة :
_وانتي حضرتك معندكيش محاضرات وسايبه الجامعه كده؟؟
_افندم؟
كان دورها في الذهول من جملته تلك .. وما دخله هو ؟؟ كتم ضحكه كانت ستخرج رغما عنه من هيئتها المضحكه ولكنه تخطها مسرعاً وهو يتحدث :
_ياريت تبطلي غُني لأن صوتك وحش بل نشاذ!
كانت تنظر لـ اثر رحيله بذهول شديد أنعتها بالصوت النشاذ منذ قليل؟؟ حسنا هي لا تنكر ذلك ولكنها لا ترغب بأن ينعتها أحد بتلك الكلمه سواها !!
ركضت خلفه مسرعه وهي تحاول ان تلاق  خطواته السريعه وعندما شعرت بالتعب صرخت به :
_بعد اذن روح الفراري اللي جواك تقف شوية نفسي اتقطع !
توقف بعد جملتها الغريبه تلك وهو ينظر اليها متعجباً من ملاحقتها له .. تحدثت هي بحده وقد تناست هويته :
_انت ازاي تقول عليا نشاذ ها .. علي اساس صوتك كروان مثلا؟ انا مسمحلكش تقول عليا كده انت فاهم !
جحظت حدقتيه بغضب من وقاحتها وتحدث بحده وصوت مرتفع جعلها تنتفض في مكانها :
_يعني انتي موقفاني هنا عشان تسمعيني الكلمتين دول انتي عبيطه يا بت انتي ولا في ايه؟
تجمعت الدموع داخل حدقتيها من ذلك الشعور بالاحراج خاصة عندما نظر اليهم العامة .. كانت ستتحدث تعتذر ولكنها شعرت بأنها لن تقدر مما جعلها تتحرك من امامه مسرعا بينما هو مازال ينظر اليها ولن تحولت انظاره الي الذهول .. اهي من تبكي الان ؟؟ أهي الأن من تشعر بأنها قد ظُلمت !! تحرك مباشرة من المكان وقد لعن تلك الساعة التي قرر أن يتنزه بها خارجا عوضا عن جلسته في الفراش ليتعافي تماما !
............................
كانت تجلس في الكافيتريا الخاصة بالجامعة وقد تغيبت عن حضور المحضرة الخاصه به .. هي قد ايقنت انها قد رسبت في تلك المادة خاصة بعدما حدث مُنذ يومين .. أخذت رشفة بسيطة من فنجان القهوة التي بيدها وأخذت تدندن بصوت خافت مع تلك الاغنيه التي تستمع إليها ولكنها بصقت ما في جوفها وهي تستمع الي صوت بجوارها :
_مش قولتلك متغنيش تاني؟؟
نظر اليها بتقزز شديد من فعلتها تلك بينما هي رفعت رأسها سريعا اليه ثم نظرت الي هاتفها لقد مر ساعتين دون ان تشعر هي .. تحدثت بتلقائية ندمت عليها :
_انت بتطلعي منين عايزه افهم؟
منع تلك البسمة من الظهور ولكنه جلس امامها مباشرة وهو يتحدث:
_هربانه من اني محاضره؟
_انت !
قالتها بسرعة شديدية مما جعلها تلعن ذاتها الآف المرات علي تلقائيتها اللعينة تلك .. رفع حاجبه بدهشة وهو يردف ساخراً :
_لا والله؟؟ وبتقوليها عادي كده؟؟
_مش انا ده لساني اللي عايز قطعه !
قالتها بغيظ من غبائها الواضح للعيان وتلك المرة لم يمنع ابتسامته من الظهور وهو يردف مؤيداً :
_هو عايز قطعه فعلاً .
رفعت حاجبها بغضب مما جعله يرفع يده مستسلماً ولكنه تحدث باستفسار:
_وليه بقي هربانة من  المحاضرة بتاعتي ؟
حاولت ان تستجمع جمل مفيده داخل عقلها ولكنها فشلت فـ تحدثت باستسلام مخزي من وجهة نظرها :
_لأني كده ده شيلت المادة ويعتبر مرتين سواء انت ولا اخوك .
_انت ولا  اخوك ؟؟ انا دكتور الماده علي فكره!!
قالها بتوضيح به تحذير مُبطن مما جعلها تبتسم بتوتر وهي تردف :
_حضرتك طبعا واخو حضرتك التوأم شيلتوني المادة الحمدلله .
لا يعلم لم ولكنه لا يجد رد لـ يجاوبها به .. تحدث بهدوء :
_يعني انا ونقول ماشي .. لكن اخويا ليه بقي؟؟
_هو مقلكش ؟؟
قالتها بفضول فـ حرك رأسه نافياً فـ تحدثت بسعادة غريبة :
_يبقي اللي ستره ربه ميفضحوش عبده ابداً وانا اكيد مش هفضح نفسي .
ضحك بخفوت علي جملتها تلك .. ثم نهض ووقف وهو يتحدث بجديه :
_لو لسه مهتميه بالمادة ومش عايزه تشايليها فعلا ارجعي احضريها لو ملقتكيش المحاضرة الجاية هتبقي شايلها بلا نقاش .
نظرت اليه بزهول شديد ثم وقفت خلفه مسرعه وهي تتحدث :
_قول والمصحف؟
رفع حاجبه وهو ينظر اليها بحده مما جعلها تركض من امامه مسرعة دون ان تري ابتسامته التي قد ظهرت علي وجهه .. لو تعلم أن أخيه أخبره بـ تلك المجنونة التي قابلها ومن حديثها أيقن أنها تلك المجنونه!
............................
_لين عايز اتكلم معاكي.
نظرت لين إلي زميلها بالجامعة الذي يقف امامها بينما نظرت هي حولها تبحث عنه .. فـهم قد تقربوا إلي بعضهم البعض في تلك الفترة السابقة خاصة عندما عرض عليها أن يعيد شرح المحاضرتين التي لم تحضرهما وقد كانت ممنونه له .. رأته يقف بعيداً مع زميلته لا تعلم لم ذلك الغضب الذي تملكها وتلك النيران التي اشتعلت داخل قلبها .. استفاقت علي صوت زميلها وهو يتحدث :
_لين انتي سمعاني؟
نظرت إليه وهي تتحدث بهدوء :
_ايوه اتفضل .. خير؟
_انا عايز اتعرف عليكي.
قالها بطريقة مباشرة مما جعلها ترفع حاجبيها بدهشه وهي تتحدث :
_ازاي يعني؟
_يعني .. عايز اقعد معاكي ونتعرف احنا الاثنيني علي بعض ولو حصل قبول وكده اروح اكلم والدك .
احمرت وجنتيها كـ رد فعل تلقائي علي حديثه .. تلعثمت في الحديث قبل أن تجيبه بهدوء :
_بص انا اسفه جدا بس انا مش هقدر .. انا مش كده ولا شخصيتي كده .. وبعيد عن كل ده انا .. مش عارفه اجبهالك ازاي .
_خلاص يا لين فهمت .. بس ياريت تفكري بردو .
قالها هو بتفهم وهو يبتسم لها مما جعلها تبتسم وهي تحرك رأسها ثم تحركت مغادرة الجامعة .. ما أن ابتعدت دقيقتين عن الجامعه وجدت من يمسك بكفها مما جعلها تنتفض بخوف ولكنها سرعان ما تنفست بارتياح بعدما رأته أمامها .. تحدث بسرعة :
_مين ده؟
نظرت إليه للحظات بعدم فهم قبل ان تسأله :
_مين ده مين؟
_اللي كان واقف معاكي .
قالها بإيجاز وهو ينظر إليها بترقب تحدثت هي ببساطه :
_اه ده كان .. ثانيه بس وانت مالك ؟
قالتها باستغراب شديد بعدما استوعبت سؤاله .. تحدث هو بغيظ :
_لين ردي علي سؤالي مين ده؟
_وانت كمان جاوبني انت مالك .. ولم انت عايز تعرفه انت اوي كده مجتش انت ليه ولا كنت واقف تراقبني وبس .
قالتها بغيظ منه لو أنها تقدر لـ كانت قالتها صريحه انه لم يغرب في فراق تلك الطبيبة .. تحدث هو بحده :
_لاني مقدرش اتدخل بينك وبين زمايلك .. محدش هيصدق اني مجرد الدكتور بتاعك بس واللي بينا ميتخطاش اكتر من كده.
نظرت اليه بصدمه من حديثه المتناقض لـ ذاته وبخاصة انه ليس  الا الدكتور الخاص بها .. ضحكت ساخره وهي تتحدث :
_اديك قولت انت مش اكتر  من الدكتور بتاعي يا دكتور وملكش حق التدخل بيني وبين زمايلي .
_لين !
قالها بغيظ وهو ينظر اليها وقد أدرك الكلمات التي تفوه بها أكتشف أنه قد أُصيب بغباء كلماتها .. التمعت الدموع في حدقتيها قبل أن تتحدث :
_عن اذنك يا دكتور عشان محدش يفتكر حاجه غلط .
تركته ورحلت من امامه مسرعة وقد أخذت دموعها تتساقط بالفعل .. لقد تهشمت جميع احلامها فوقها وكأن كل شئ لم يكن !
..................................
_يعني انتي مستنيه اخر يوم امتحاناتي عشان تجبولي عريس .. كان فين وانا من اول الامتحانات بقولكم عايزه جوزي قرة عيني .. خلوه يستني بقي للامتحانات الجايه وهوافق عليه جامد اوي .
قالتها لين إلي والدتها التي كانت تقف تراقب ابنتها التي ترتدي فستانها وقد انهت لمساتها البسيطه من ادوات التجميل .. ضربتها والدتها بخفه علي رأسها وهي تتحدث :
_علي اساس يعني انتي لو جالك قبل الامتحانات هتوافقي .. قومي يابت وبلاش لكاعه .. ده العريس دكتور في جامعه وحاجه اخر عظمه انا اعرف هو مين اللي زقه عليكي ربنا يسامحه ضر الواد .
_هو في ايه يا نبع الحنان .. وبعدين دكتور في الجامعه .. يبقي زوجي قرة عيني خلاص ده اللي هينجحني ده .
قالتها لين بمرح مما جعل والدتها تضحك عليها قبل ان ترحل وهي تردف :
_انا طالعه متتأخريش.
حركت رأسها بقبول قبل أن ترحل والدتها وتتركها بمفردها .. اختفت تلك البسمة من علي وجهها وقد حل مكانها الضيق ..هي مازالت تحبه .. نعم لقد اكتشفت انها قد اغرمت به ولكنه للأسف لن يصبح لها .. تذكرت انها قد تحاشيته تلك المده بأكملها دون ان تلتقي به وهو ايضاً لم يُحادثها مما جعلها تشعر بأنها ليست سوا شئ عابر في حياته ...
ابتسمت الي ذاتها بالمرأه هي لن تجعل نفسها راهبة من اجل هذا الحب .. سيأتي يوم بالتأكيد وستتخاطه لن يدوم للأبد .. غادرت الغرفه وهي  تتنفس بعمق قبل أن تدخل عليه في غرفة الصالون وهي تبتسم وتنظر في وجوه الموجودين ولكن ابتسامتها قد اختفت بعدما طالعته جالسا امامها وتحولت الي دهشه عارمة ليس لوجوده .. بل لوجوده نسخه متطابقه منه بكل شئ أردفت بداخلها بصدمه :
_احيه .. ده اصعب من اسئلة ال IQ !
لم يظهر أي تعبير علي وجه الاثنين وهم ينظروا اليها بنظره باهته .. القت التحية علي اسرته بابتسامه استعادتها مجددا والقت السلام عليهم ثم جلست بجوار والدتها وهي تراقب ذلك الحديث المعروف .. تحدث والد لين في نهاية الحوار :
_ها يا لين ايه رأ]ك؟
_في ايه؟
قالتها بتيهة من وهي تنظر الي والدها مما جعل الجميع يبتسم عليها :
_في العريس يابنتي .
_نهون ؟!
قالتها بحيرة مما جعل الجميع يضحك عليها .. دق قلبها بعنف وهي تراقبه دوناً عن غيره .. لا تعلم كيف ولكنها قد تعرفت عليه .. تحدثت والدته تلك المرة :
_معاذ ابني يا لين .
نظرت اليها ثم نظرت اليهم بتوهان نوعا ما بالرغم من معرفتها بمحتل قلبها وكلنها اردفت بتيهة اجادت صنعها :
_هو مين فيكم العريس ؟؟؟
ظهرت ابتسامته من العدم وبالووقت ذاته ابتسم اخيها ولكنها علقت بصرها به وهي تبتسم له بالمقابل وكأنها تخبره أنها قد كشفته .. تحدث اخيه بابتسامه هادئه :
_انا العريس.
_بس انت مش معاذ!
قالتها لين مسرعة رداً علي جملته مما جعل الجميع يبتسم علي اندفاعها لقد عرفته مما جعل ابتسامة الاخر تزداد اتساعاً .. ضحك اخيه مروان وهو يتحدث :
_انا فعلا مش معاذ .. مبروك انتي نجحتي معانا في الاختبار .
ضحكت هي بخفوت قبل أن تنظر ارضاً بخجل من ذلك الموقف الذي قد تعرضت له .. فقرر ابيها السؤال مره اخري وهو يتحدث :
_ها ايه رأيك يا لين ؟
_موافقه يا بابا .
قالتها بخجل شديد وقد احمرت وجنتيها مما جعل والدتها تزغرد كـ رد فعل تلقائي مما جعل تلك الحمرة تحتل وجنتيها بالكامل .. نهض الجميع من اماكنهم حتي يتركوا لهم مساحة من الحديث .. اقترب مروان من لين وهو يتحدث بصوت هامس استمعت له :
_انتي فعلا بتحبي معاذ لأن محدش قدر يفرقنا ابدا عن بعض وانتي قدرتي .
تركها ورحل بينما هي ابتسمت علي حديثه الخافت .. نهض معاذ من فوق مقعده وجلس بجوارها تاركاً بعض من المساحة وتحدث باشتياق :
_وحشتيني.
نظرت اليه مسرعة رداً علي كلمته تلك .. وجدته يبتسم لها بابتسامته التي تعشقها .. تحدثت هي بتساؤل :
_ايه اللي جابك يا معاذ؟
لعنت اسفل لسانها علي سؤالها هذا فـ اجابها ببراءه :
_جيت عشان اخطب .
_روح اخطب الدكتوره اللي كنت واقف معها .
فالتها بحده وهي تتذكر وقفته بجوار تلك الدكتوره الحسناء .. رفع حاجبه باستغراب :
_اني دكتوره ؟ انا موقفتش مع حد!
_والله .. انا اللي كنت واقفه مع الدكتوره وعماله اهزر معها وجيت في الاخر احاسبك انت واقف مع مين صح !
قالتها لين بغيظ منه قبل ان تقف .. تذكر معاذ هو ذلك اليوم مما جعله يبتسم وهو يتحدث بصدق :
_ده كان مروان .. وكان جاي عشان يقدم رسالة الماجستر بتاعته لأنه قرر يشتغل معيد في الجامعه ومكنش فيه احسن من الدكتوره ديه لأن مكنش ينفع انا اللي ابقي مسؤل عنه لانه اخويا .
نظرت اليه وهي تتعمق بالنظر داخل حدقتيه وقد استشفت الصدق منهم .. تحدثت بتردد :
_يعني انت مكنتش بتهور معها .
حرك رأسه نافياً وهو ينظر اليها ثم سرعان ما تحدث :
_وحيث ده بقي .. كان واقف معاكي بيعمل ايه ؟
_عايز يتقدملي .
قالتها لين ببساطه شديده وهي تنظر الي معاذ الذي ظهرت علي قسمات وجهه الغضب وهو يردف :
_نعم ياختي !!!
حركت رأسها بإيجاب وبراءه .. مما جعله يتحدث بغظ شديد منها :
_عشان كده كانت خدودك حمرا .
_الله مش بنت وبتكسف .
قالتها ببراءة مزيفه وهي تنظر الي الغضب الذي احتل وجهه .. فـ أردف بحده :
_اديني جيت اخطبك يبقي د يوريني هيقرب منك ازاي.
ابتسمت من جملته تلك ولكنها سألته بطريقة مباغته :
_انت جيت تخطبني ليه يا معاذ؟؟
_هو فيه اسباب للخطوبه؟
_فيه اكتر من سبب يا دكتور .. انت جيت ليه؟
_عشان اكتشفت اني بحبك .
قالها بتلقائيه وهو ينظر اليها مما جعلها تجحظ حدقتيها بصدمه الخجل وقد احمرت وجنتيها مما جعله يبتسم عليها .. أكمل حديثه :
_في الفتره اللي انتي اخدتي فيها جنب مني علي كلامي اللي انا اسف اني قولته اكتشفت قد ايه انا مفتقدك يا لين .. اكتشفت قد ايه انا بحبك وانك شئ مهم في حياتي .
لاحظ احمرار وجنتيها وعجزها عن الحديث مما جعله يغير الحوار بأكمله وهو يسألها بمرح :
_الا انتي عرفتيني ازاي محدش بيقدر يفرقنا غير امي !
_مش انا اللي عرفتك .
قالتها بهدوء وهي تقترب منه .. راقبها هو بترقب شديد فتحدثت هي بصوت هامس :
_قلبي اللي عرفك .. من ضحكتك اللي زلزلة قلبي .. وحركت رجلك اللي بتعملها لم بتكون متوتر .. تفاصيل كتير اوي.
_تقصدي ايه بكلامك ده يا لين ؟؟انتي ...
قاطعته سريعا وهي تضع اصابعها امام شفتيه تمنع من الحديث قبل أن تتحدث بحب خالص :
_لين بتحبك والله !

#انتِ_لي_وحدي
#اسكريبت
#Nemo

اسكريبتات انتٍ لي وحدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن